تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف يحدث مرض السل ؟ ولماذا اعتبر من أكثر الأمراض فتكا؟

كيف يحدث مرض السل ؟ ولماذا اعتبر من أكثر الأمراض فتكا؟

مرض السل واحد من أشهر الأمراض المعدية الخطيرة، ويسمى أيضا بالدرن ويعد سكان الدول النامية الأكثر إصابة به، وهو ينتج عن مهاجمة الرئتين بنوع خطير من البكتيريا يطلق عليها (المايكوبكتيريوم)، وتنتقل العدوى من شخص لأخر من خلال الهواء.

مرض السل

كثيرا ما نسمع عن ضرورة تغطية الفم والأنف أثناء السعال أو العطس أو حتى عند التثاؤب فهي عادة تربينا عليها منذ الصغر وانتقلت عبر الأجيال والسنين، ولعلنا نتعجب من شعب اليابان ونحن نراهم يضعون الكمامات صيفا وشتاءا، وفي الحقيقة أن هناك الكثير من الأمراض المعدية التي أصبحت منتشرة في عصرنا نتيجة لتلوث الهواء بدخان السجائر، ومخلفات المصانع، وعوادم السيارات، والمواد الكيماوية، وأخطرها الإصابة بداء خطير في الرئتين، وهو مرض السل الذي ينتقل إلينا عبر الهواء الملوث ويظل عالقا في الهواء فيصيب أعداد أكبر من الناس ونظرا لأهمية هذا المرض نكتب لكم هذه السطور للحديث عن كيفية تجنب الإصابة به وطريقة علاجه باستخدام النباتات العشبية.

كيف ينتقل مرض السل؟

ينتقل المرض عبر الرئتين، وتنشيط الكلىمن شخص لأخر وليس شرطا أن تحدث العدوى من سيدة إلى سيدة أو رجل إلى رجل فمن الممكن أن ينتقل من رجل مسن إلى طفل صغير، وذلك من خلال وجود بكتيريا “المايكوبكتيريوم” أو كما يطلق عليها بعض الأطباء “المتطفرة السلية” عبر إطلاق النفس أو السعال أو أثناء العطس والتثاؤب وتناول الطعام بأدوات شخص أخر دون تنظيف، وانتقال الرذاذ أثناء المصافحة، ومن الممكن أيضا أن ينتقل المرض لمجموعة كبيرة من الأشخاص أثناء التواجد في غرف مغلقة لفترة طويلة حيث أن البكتريا تظل نشطة في الهواء لعدة ساعات.

هل مرض السل الرئوي معدي؟

بنسبة كبيرة يكون مرض السل معديا نتيجة لاستمرار البكتيريا المسببة له عالقة في الهواء لفترات طويلة، ولكن يجب التنبيه على أن هناك نوعان من البكتيريا التي يسببها هذا المرض أحدهما يكون نشطا، والأخر خاملا أي أنه من الممكن أن نتنقل العدوى من شخص لشخص أخر، وتظل محتفظة بخمولها، وبالتالي لا تظهر أية أعراض على الجسم توحي بالإصابة بالمرض، ولا تنتقل لشخص أخر بعد ذلك، ومن الممكن أن تتحور إلى النوع النشط في حالات نادرة وبخاصة الأشخاص المصابون بضعف المناعة، وفي هذه الحالة يصبح المرض معديا وتظهر أعراضه على الجسم، وإذا لم يتم الإسراع باكتشافه وإيجاد العلاج المناسب له قد يتفشى في أماكن أخرى كالكليتين، والعمود الفقري، والقلب.

هل مرض السل خطير؟

نعم يعتبر المرض خطيرا للغاية، ويعد هو السبب الرئيسي لمعظم حالات الوفيات التي تسجلها منظمة الصحة العالمية كل عام حيث يُقال أنه يصيب أكثر من ثلث سكان العالم بينما يتسبب في وفاة 2 مليون شخص على الأقل كل عام، وقد حذرت المنظمة منذ ما يقرب من 16 عاما مضت من انتشار وباء السل، وخاصة في المجتمعات النامية مع معاناتهم الشديدة من نقص الغذاء وعدم حصولهم على ما يكفي من الرعاية الصحية.

وقد قامت المنظمة باتخاذ خطوة إيجابية تجاه المرض من خلال تصنيع لقاح خاص للوقاية من مرض السل وتم انتشاره في كافة شعوب العالم، وهو يٌعطى للأطفال حديثي الولادة، ومع هذا فهناك أيضا أشخاص قد أصيبوا به على الرغم من تناولهم اللقاح، وما يجعل المرض خطيرا هو أن بعض الحالات المصابة به لا تستجيب للعلاج مطلقا فيواصل السل انتشاره في أجسامهم حتى يتسبب في تشكل الأورام وموت الخلايا وبالتالي قد يؤدي في النهاية للوفاة.

الوقاية من مرض السل

بعدما تعرفنا على خطورة المرض يجب أن نقي أنفسنا من الإصابة به ونعمل على إكساب أجسامنا مناعة قوية، وذلك من خلال ممارسة الرياضة بصورة مستمرة والتعرض لأشعة الشمس مع التوقف عن تدخين السجائر والكحوليات، والإكثار من تناول الخضروات، والفاكهة، والأطعمة الطازجة وعدم شراء الأطعمة الجاهزة من المطاعم التي يعمل بها الطباخون دون ارتداء القفازات مع الحرص على فتح النوافذ لتهوية كافة أركان المنزل، وبخاصة غرف النوم لمدة ساعتين صباحا على الأقل مع ضرورة تغطيه الأنف والفم أثناء السعال والعطس، وعدم استعمال المنديل الورقي لأكثر من مرة أو تركه على المنضدة.

إذا كان طفلك مازال في مرحلة الرضاعة أو أن أحد أفرادك أسرتك سيستقبل مولودا جديدا لا تنسى بتذكيره بلقاح (BCG) فهو أفضل وسيلة للوقاية من مرض السل، وإذا كان أحدا من المقربين لك يعاني من المرض بشكل فعلي فقم بارتداء الكمامات والقفازات أثناء تواجدك معه وأنصحه هو أيضا بارتداء الكمامات حتى لا يتسبب في عدوى شخص أخر، وأيضا احرص على عدم مشاركة أغراضك الشخصية مع الآخرين مطلقا.

مرض السل عند الأطفال

الأطفال هم الفئة الأكبر عرضة للإصابة بمرض السل، وبخاصة من هم في سن السابعة فما فوق، وذلك يرجع إلى أن مناعتهم تكون ضعيفة للغاية، ولعلنا نلاحظ ذلك من خلال نزلات البرد والالتهاب الرئوي الذي يصيبهم بشكل متكرر، والحقيقة أن المدرسة لها عامل كبير أيضا فهناك تكدس طلابي في الفصول الدراسية وهذا يجعل فرصة أكبر للبكتيريا بالانتشار في الهواء.

يحب الاهتمام بصحة الطفل وإجراء فحوصات طبية شاملة له كل ستة أشهر على الأقل حتى يتسنى للطبيب اكتشاف المرض وعلاجه بصورة أسرع، وهناك مجموعة من الأعراض التي تدل على إصابة طفلك بالمرض وأهمها ارتفاع شديد في حرارة الجسم، وزيادة في التعرق وخاصة عند النوم، وحدوث نزيف بالفم أثناء السعال مع تضخم الغدد اللمفاوية وبخاصة أسفل الأذنين، وفي الفك، وأسفل الإبطين بالإضافة إلى الشعور بالاختناق، وضيق النفس وأحيانا يشكو الطفل من آلام الظهر مع انخفاض وزنه بصورة سريعة وإصابته بالحمى، ويجب عند ظهور هذه الأعراض الذهاب للطبيب فورا.

علاج مرض السل بالأعشاب

توجد مجموعة من الأعشاب التي تساهم في رفع المناعة ضد مرض السل وزيادة فرص الشفاء منه ولكن يعتبر العلاج الدوائي هو الأفضل نظرا لخطورة المرض ومن هذه الأعشاب ما يلي:

  • الشاي الأخضر: يوجد بالشاي الأخضر أنواع كثيرة من مضادات الأكسدة التي تزيد من مقاومة الجسم للأمراض، كما يحتوي على مركبات هامة تعمل على كبح نشاط العدوى البكتيرية بالجسم.
  • الثوم: يعتبر وسيلة جيدة لرفع مناعة الجسم فالثوم يحتوي على مركب الكبريت الذي يساهم في الوقاية من أخطر أنواع الأمراض السرطانية لذا سيكون خيار جيد بالنسبة لمرضى السل.
  • عصير البرتقال: يجب على مريض السل أن يقوم بتناول عصير البرتقال أو الليمون بشكل يومي حيث أنهما يحتويان على فيتامين C الذي يعمل على إصلاح الخلايا التالفة ومقاومة البرد والإنفلونزا وأمراض الرئة.

الخاتمة

يجب أن نعلم أن مرض السل من الأمراض التي تحتاج إلى وقت طويل لعلاجها فقد تستمر لنصف عام أو عام كامل حسب الحالة الصحية، واستجابة الجسم للعلاج، والوقت الذي تم فيه اكتشاف المرض لذلك على المريض أن يتحلى بالصبر ويلتزم بكافة النصائح السابقة حتى يعاود حياته الطبيعية من جديد ولا ينبغي أن يقوم بإيقاف العلاج من تلقاء نفسه بل من الضروري الالتزام بالجرعة الكاملة حتى تظهر نتائج الفحص أنه تم القضاء على المرض تماما.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

هدى محمد

طالبة في كلية التربية لدى من العمر 21 عامًا، ومن هواياتي المفضلة كتابة القصص والمقالات والخواطر.

أضف تعليق

خمسة × 3 =