في بداية هذه الالفية ومع انتشار الاقمار الصناعية، بدأت تنتشر كثير القنوات الفضائية وتعددت، ففي البلد الواحد تجد العديد والكثير من البرامج، وبالتالي وحين يحدث امر عالمي، نرى صدى هذا الخبر يتردد الكثير والكثير من النقاشات والتي قد تختلف بين نقاش حر وتحليل سياسي منطقي وبين قتال عنيف بين المتحاورين وصراخ، قد يصل حد التشابك بالأيدي، بالتالي وبعد الغربلة المستمرة، ستصل الى نتيجة محددة، وهي ان هذا الشخص يمكنك ان تستمع له، وهذا الاخر يفضل عدم الاستماع الى صريخه وتحليلاته على الاطلاق، ولكن ما الذي يجذبك الى هذا المحلل، وينفرك من ذاك الاخر، قد يكون السبب الرئيسي في هذا الامر يعود الى طبيعة التحليل السياسي والتي تتطلب الكثير من الخواص والصفات العلم والتي لا تجتمع الا الى القليل من المختصين في العلوم السياسية، فهذا البحر، والذي تتلاطم امواجه حول الكرة الارضية، يحوي الكثير من الاحداث والتفصيلات والتي تتطلب نظرة ثاقبة وحدس كبير، وهذا ما لا نشاهده عند الكثيرين من المحللين عبر الفضائيات والذي لا يخرج امر حضورهم عن المعلومات السطحية، فالمحلل السياسي هو اما محترف او تحليله ضعيف وبسيط، فما هي العوامل التي تصنع منك محللاً سياسياً ناجحاً :
خطواتك لتصبح محللاً سياسياً ناجحاً :
دراسة العلوم السياسية :
تتوفر الان الكثير من المعاهد والكليات المتخصصة في تعليم علوم السياسة، ويعتبر هذا العلم من اكثر العلوم التي تشهد الاقبال على دراستها حول العالم، ولهذا يفضل ان تقوم بالتسجيل في احدى هذه المعاهد والكليات والاندماج فيها، والتخرج، ان الحصول على الشهادة في هذا التخصص تعتبر المفتاح لديك لتبدا حياتك في مجال السياسة ان كانت على سبيل العمل الدبلوماسي في دولتك، في وزارة الخارجية مثلا، او العمل كمحلل سياسي في الصحافة، الان اصبح هذا الكم الهائل من القنوات الفضائية بمثابة المفتاح لمن يرغب بالنجاح في هذا المجال.
القراءة والمطالعة :
علم السياسية علم غريب، فهو علم ثابت وعلم متحرك، اما الثابت فنجده في القراءات المختلفة في الحكمة والفلسفة والدبلوماسية لدى العلماء اليونانيين كسقراط وافلاطون والرومان الى ابن خلدون وعلماء عصر النهضة كميكيافيلي ، هناك ارث عالمي كبير ومتجدد في مجال العلوم السياسية تحتاج الى الكثير والكثير من الوقت لسير اغواره واتقانه وبالتالي عليك ان تحاول قدر الامكان محاولة النجاح في هذا الامر، أي ان تقوم بالقراءة والاطلاع وعدم الاكتفاء بالدراسة الاكاديمية.
اعتماد منهج علمي :
لا يمكن لك ان تنجح في التحليل السياسي اذا لم تكن قادرا عن اختيار المنهج التحليلي الذي تقوم باعتناقه والاقتناع به والسير في مجاله، هي ناك الكثير من المناهج الذي عليك ان تدرسها وان تبحث في الانسب لك، وبعد ذلك ان تعمل على التحليلي بناءا عليه، ان العمل دون قناعة او منهج قد يقودك الى التخبط في الكثير من الاحيان في النتائج التي ستصل اليها في تحليلك
اتقان اللغات الحية :
ان قراءة الاحداث والاطلاع عليها باللغة الاصلية يختلف عن مجرد القراءة الفقيرة للترجمة او سؤال الغير عن المعني الذي يرغب هذا السياسي قوله، ولهذا عليك ان تبادر الى دراسة اللغات الحية واتقانها وخاصة اللغة التي تخص المنطقة الجغرافية التي ترغب في التخصص في دراسة حياتها ووضعها السياسي، فإذا كنت ترغب في التخصص في امريكا الجنوبية ان عليك ان تدرس اما اللغة الاسبانية او البرتغالية ، واذا كنت ترغب في التخصص في الشأن الاوروبي الشرقي فعلى الاغلب ان تدرس اللغة الروسية فهي الغالبة على تلك المنطقة، ويفضل ان تكون اللغة الانجليزية هي القاعدة الرئيسية لك في عالم اللغات لأهميتها.
امتلاك الحاسة السادسة :
بالطبع ان الحدس او الحالة السادسة هي من الامور المهمة جدا للتعاطي مع هذا العلم، فهو عالم قائم في الكثير من الاحداث المفاجأة وعلى ردود الفعل، وليس علم انضباطي، ولهذا عليك ان تحاول امتلاك تلك الحاسة التي يمكنك من خلالها في بعض الاحيان ان تتنبأ بردة الفعل، ان تملك الحدس على ان هذا الفعل حقيقي ام وهمي، وهل سيتم تجاهل هذا الفعل ام سيتم الرد عليه بعنف.
متابعة الاحداث السياسية العالمية :
من المهم جدا علية الاستمرار في متابعة الاحداث والاخبار العالمية ومحاولة التوصل الى فهم لهذه الاحداث، عليك ان تبقى على اتصال بالأحداث، والتواصل مع ما يحدث، تابعها عبر الانترنت من مصادر موثوقة، فمعظم الاخبار التي ترد عبر قنوات التلفاز تكون خارجة عن كونها ذات مصداقية وقد يكون قسم كبير منها مفبركة، فعليك ان تحذر منها، مع محاولة الاطلاع والتواصل مع الاخبار ومحاولات التحليل ومطابقته مع النتيجة لاحقا.
قراءة التحاليل السياسية لأكبر السياسيين والمحللين العالميين :
يمكنك ايضا ولزيادة الوعي بالأحداث العالمية ان تقوم بمتابعة الكثير من السياسيين والذين اشتهروا بتحليلاتهم السياسية الناجحة، عليك ان تتعرف على الاسلوب وعلى المنهج الذي يتبعونه في هذه الغاية ومن ثم التعلم من هذا الاسلوب، حاول ان تقلد في البدء فهو ليس بالأمر الخاطئ، لكن عليك الا تتوقف عن القيام بالمحاولات، الاستماع والقراءة للمحللين الناجحين هو علامة اخر على نجاحك وتواصلك مع الاحداث ويمكنك من خلالها الابداع لاحقا.
ابتعد في تحليلك عن تأثيرات الميديا :
من المهم جدا وعند قيامك ببناء عالمك التحليلي الابتعاد عن الميديا العالمية او ما تبثه الاخبار، فالأخبار في هذه القنوات، تعبر وبصورة او بأخرى عن اراء محلليها ولا تعكس الواقع باي شكل من الوضع الحقيقي، كما قلنا سابقا عندما تحاول الوصول الى الاخبار العالمية عليك ان تحاول وعبر مصادرها الحقيقية والتي تعطيك الخبر بتجرد والابتعاد عن مصادر الاخبار الملفقة.
المحاولة والمحاولة :
في هذا الحقل من الاعمال لا شيء سيكسبك النجاح مثل الصفة الرئيسية التي يجب عليك امتلاكها وهي الصبر، وفي محاولتك لتصبح محللا سياسيا ناجحا عليك وبجدية ان تحاول اكثر واكثر دون ان يتخلل الياس الى قلبك وفكرك، وبهذا ستستطيع ان تكون محللا ذا شان، الابتعاد ايضا عن الاحباط واليأس، فليس من المفروض ان تكون الاول في مجالك من اول مقال او تحليل تأتي به، لكن كل ما هو مطلوب منك هو الذكاء والثقة واليقين والحيادية .
