تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » منوعات » كيف تنفذ مجاعة الأربعين ساعة دون خطورة على جسمك وصحتك؟

كيف تنفذ مجاعة الأربعين ساعة دون خطورة على جسمك وصحتك؟

هل سمعت من قبل عن مصطلح مجاعة الأربعين ساعة ؟ غرابة الاسم وحدها تثير الفضول بداخل الجميع لمعرفة ما هي تلك المجاعة ولماذا 40 ساعة بالضبط؟

مجاعة الأربعين ساعة

تبنت منظمة رؤية العالم – وهي منظمة خيرية عالمية تهتم بحقوق الفقراء وضحايا المجاعات- فكرة مجاعة الأربعين ساعة كبادرة منهم لمساندة كافة الأشخاص حول العالم ممن هم تحت خط الفقر؛ حيث تعتمد تلك الفكرة على قيام المتطوعين بالإقلاع عن شيء ما يعتبر من أساسيات الحياة لديهم لمدة 40 ساعة مرة واحدة كل عام في موعد سنوي تحدده تلك المنظمة. ولأن المنظمة تسعى بشكل أساسي للقضاء على الفقر فكان التخلي عن الطعام هو العنصر الرئيسي الذي تتصف به مجاعة الأربعين ساعة ناهيك عن أشخاص آخرين يتطوعون لأداء تلك المهمة لكن عبر التخلي عن أشياء أخرى كالتكنولوجيا أو التحدث مع الآخرين شريطة أن يكون هذا الشيء الذي يتخلون عنه من أساسيات الحياة لديهم التي لا غنى عنها وذلك حتى يتحقق المراد من تلك المجاعة وهي شعور المتطوعين بمعنى أن يحتاج الشخص إلى شيء ما بدرجة كبيرة في حياته ولا يتمكن من الحصول عليه.

وبالنظر إلى الاحتياطات التي يجب على أي متطوع القيام بها قبل خوض تجربة مجاعة الأربعين ساعة فإنها بالتأكيد ستقتصر فقط على من يقررون التخلي عن الطعام نظراً لحاجة الجسم بشكل مستمر إليه؛ لذلك إن كنت تنوي فعل ذلك فهنالك مجموعة من التوصيات يجب الأخذ بها.

فحص الحالة العامة للجسم

بالطبع هنالك حد أدنى لأعمار المشاركين في مجاعة الأربعين ساعة وقد تم تحديده بألا يقل عمر المتطوع عن 12 عاماً أما إن كان أصغر من ذلك ويرغب في المشاركة فيكفي أن يجعل مدة تلك المجاعة 8 ساعات فقط. أيضاً لا ينصح بالاشتراك في تلك المهمة إن كان المتطوع مصاباً بأمراض مزمنة كأمراض السكري وارتفاع ضغط الدم المزمن.

كذلك تراعى الحالة النفسية للمتطوع وتوضع في الحسبان؛ فعلى سبيل المثال إن كان المتطوع يعاني من الاكتئاب بشكل واضح فعلى الأرجح أنه لن يسمح له بالاشتراك في تلك المجاعة نظراً لأن امتناع الجسم عن الطعام يؤدي إلى انخفاض حاد في مستوى بعض النواقل العصبية التي تؤدي تباعاً إلى تعكر المزاج وبالتالي تدهور حالة مريض الاكتئاب. أخيراً فإن كل من يتطوع لأداء مجاعة الأربعين ساعة بدون طعام يتعين عليه أن يتناول أطعمة بشكل كافي قبل الخوض في المجاعة والامتناع عن أداء أي نشاط رياضي أو جسدي عنيف كي لا يستهلك كمية كبيرة من الجلوكوز المخزن في دمه.

كيفية الاشتراك في مجاعة الأربعين ساعة

هنالك العديد من المتطوعين حول العالم الذين يشتركون في مجاعة الأربعين ساعة بشكل سنوي ولكن في إطار غير معلن أي أنهم لا يقومون بتسجيل أسمائهم ضمن قائمة المتطوعين بشكل رسمي لدى منظمة رؤية العالم، أما عن هؤلاء الذين يتطوعون بشكل رسمي أو معلن فيتم عبر وسيلتين الأولى هي بالانضمام إلى حملات المنظمة والتي تتواجد في عدد من الدول حول العالم ومن ضمنها دول عربية كالمغرب ولبنان حيث تقوم بعثات من المنظمة بالتعريف بهدفها وفكرة المجاعة وكيفية القيام بها في عدد من المدارس والجامعات والمراكز المجتمعية، أو الطريقة الثانية وهي الانضمام إلى الحملة عبر التسجيل في الموقع الرسمي للمنظمة: 40hourfamine.

حيث تقام أنشطة المنظمة ما بين يومي 11 و13 أغسطس من كل عام ويستغل المتطوعون تلك الفترة في التعرف أكثر إلى المشاكل العالمية المتعلقة بالفقر واللاجئين والمجاعات.

اختيار نوع التحدي

كما وضحنا من قبل فإن التحدي الرئيسي الذي تقوم عليه فكرة مجاعة الأربعين ساعة هو التخلي عن الطعام، ولكن بالنسبة للبعض فإن الطعام لا يعتبر العنصر الأساسي في حياتهم إنما يشغلهم أنواع أخرى من الهوس ولذلك فهنالك العديد من التحديات التي يمكن خوضها لمدة 40 ساعة كالتالي:

  1. الطعام على رأس القائمة بالطبع
  2. التكنولوجيا؛ فبعد غزوها للعالم ولكافة الأنشطة الحياتية لم يعد من السهل التخلي عن كافة الأجهزة في حياتنا والعودة إلى البدائية لذا فقد يجدها البعض من أصعب التحديات التي يمكن خوضها.
  3. الأثاث؛ حيث يقوم المتطوع بالإقامة في مكان يخلو من أي نوع من الأثاث ليفترش الأرض طوال 40 ساعة.
  4. قد يلجأ البعض إلى التخلي عن النوم والبقاء مستيقظين لمدة 40 ساعة ولكنه بالطبع ضار جدا على صحة الجسم ولا ينصح باللجوء إلى هذا النوع من التحديات.
  5. التخلي عن وقت الفراغ أو الراحة؛ وذلك عبر القيام بأعمال مختلفة تعتبر شاقة إلى حد ما طوال 40 ساعة شريطة ألا يتلقى المتطوع أجراً عليها كأعمال التنظيف أو تزيين الحدائق أو العناية بالأطفال أو التسوق وغيرها.
  6. الأفكار والتحديات عديدة ولا تنتهي، المهم أن يكون التحدي الخاص بك حقيقياً حيث تقرر التخلي بالفعل عن أكثر شيء ترى فيه ضرورة قصوى في حياتك ولا غنى عنه مطلقاً.

الأغذية المسموح بها

على عكس المعتقد إذا قرر المتطوع التخلي عن الطعام خلال مجاعة الأربعين ساعة فذلك لا يعني بالضرورة أنه لن يتناول أي شيء مطلقاً طوال أربعين ساعة حيث أن الإقدام على فعل شيء كهذا يعني حتمية إصابة الجسم بأضرار عديدة، إنما هنالك مجموعة من المواد والعناصر الغذائية التي يسمح بتناولها خلال الأربعين ساعة ولكنها ليست أغذية أو وجبات بالمعنى الحرفي إنما مجموعة من العناصر الغذائية التي تضمن الحفاظ على مستوى ثابت وحد أدنى من الطاقة في الجسم ومن أشهرها مكعبات السكر والشعير وهي مكعبات صغيرة بحجم العلكة يتم بلعها على الفور دون مضغ أو هنالك كذلك مكعبات الأرز.

اختيار موعد مناسب

على الرغم من أن الموعد الرسمي على مستوى العالم الذي تقام فيه مجاعة الأربعين ساعة يتم تحديده من قبل منظمة رؤية العالم القائمة على الفكرة وإعلانه على الموقع الرسمي الخاص بها – وهو ما أقيم هذه السنة ما بين 11 و13 أغسطس- إلا أن هنالك العديد من المتطوعين يقومون باختيار موعد خاص بهم نظراً لأن الموعد المحدد من قبل المنظمة قد يتعارض مع أنشطة عديدة خاصة بحياتهم، وبالتالي إن كانت تنوي القيام بذلك واختيار موعد خاص بك فالأفضل بالطبع هو أن تلجأ للعطلات الأسبوعية خاصة وأن المجاعة تستغرق قرابة يومين كاملين بشكل سيمنعك عن ممارسة حياتك الطبيعية.

ماذا أفعل خلال فترة الأربعين ساعة؟

يخطئ من يظن بأنه سوف يجلس على سريره في منتهى الراحة خلال مجاعة الأربعين ساعة خاصة إن قرر التخلي عن الطعام، بل إنه من المفترض أن المتطوعين سوف يقومون خلال فترة المجاعة بعمل جولات وعروض تقديمية لتوعية الآخرين بفكرة ومفهوم المجاعة والغرض منها وأيضاً محاولة جمع تبرعات لصالح الفقراء وضحايا المجاعات والحروب حول العالم. بالطبع لا ينطبق هذا على من يقرر التخلي عن الأثاث أو من يقرر التخلي عن أوقات الراحة لأن هؤلاء سيتعين عليهم معايشة التجربة الخاصة بهم طوال أربعين ساعة بشكل يتعارض مع الخروج في حملات توعية.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

1 + 14 =