متلازمة فرط النعاس هي متلازمة تؤدي بالشخص المصاب بها إلى النوم لفترات أطول من التي يحتاج إليها في الحقيقة. يظن الجميع أن النوم أمر جيد لأنه يساعد على الراحة، ولكن في حقيقة الأمر النوم هو أمر سيء عندما يزداد عن الحد المسموح بها علمياً، بل يصبح الأمر مرض، وهذا المرض يسمى متلازمة فرط النعاس أو متلازمة الجمال النائم، وذلك نسبة إلى الأميرة النائمة. إن هذه الظاهرة قد تصيب البنات في فترات المراهقة، وتصيب الذكور أيضاً، ولكن بنسب مختلفة. وقد ظهرت الحالة الأولى لهذا المرض في عام 1925، وتم تشخيصها من العالم ملاين ليفين، واستمر التشخيص أربعة أعوام مستمرة.
متلازمة فرط النعاس : كيفية تحديد وجودها والتغلب عليها
مستويات مرض متلازمة فرط النعاس
هذا المرض له العديد من المستويات والفترات، فهناك شخص يصيبه هذا المرض مدة من أسبوع إلى شهر، ثم بعدها يعود المصاب إلى الحالة الطبيعية للنوم الطبيعي، وغالباً ما يصاب الشخص بهذه الأعراض مرة واحدة كل عام، وتختلف من شخص لآخر من مدة يوم إلى 80 يوم، لكن هذه المتلازمة لا تصيب الجميع، بل إنها تصيب شخص في المليون شخص.
أهم أعراض متلازمة فرط النعاس
- يلحق الإنسان العديد من النوبات التي تشعره بأن لديه الرغبة في النوم الكثير وعدم فعل أي أمر آخر.
- الرغبة في تناول الكثير من الطعام بشكل كبير.
- يصبح استيقاظ المريض فقط من أجل تناول الطعام والذهاب إلى الحمام.
- يصاحب هذا المرض وجود العديد من الاضطرابات الإدراكية والاضطرابات السلوكية.
- دائما ما يعاني المريض من الشعور بالارتباك والخمول الشديد.
- صاحب هذه المتلازمة لا يحب ولن يكون لديه أي عواطف أو مشاعر.
- يصبح سلوك الشخص عدواني ويصاحبه الهلوسة.
- يكره الإزعاج ويكره الإضاءة القوية.
- أحياناً يكون هناك ارتفاع في درجات الحرارة، ويكون هناك التهابات في الجهاز التنفسي أو الشعور بالزكام.
تشخيص وعلاج مرض متلازمة فرط النعاس
إن تشخيص هذا المريض يحتاج إلى طبيب مختص لأنه لن يصاب جميع المرضى بجميع هذه الأعراض، بل أن الأعراض تكون مختلفة من مريض إلى آخر، وأحياناً على الرغم من الإصابة بالمرض إلا أن التحاليل والفحوصات تثبت صحة الشخص. وهناك العديد من الفحوصات التي تختص بهذا المرض مثل فحص نسبة الميلاتونين وهو يسمى بهرمون النمو للتخطيط الكهربائي للدماغ. لن يستطيع أي طبيب الوصول إلى هذه النتائج فهي تحتاج إلى أفضل الأطباء والاستشاريين.
إن هذه المتلازمة مثل غيرها من الأمراض، يجب أن يكون لها علاج، ولكن المختلف في العلاج هنا أن العلاج ليس ثابت وموحد، ولكن أفضل دواء على الإطلاق لها هو الأمنتدين، وهو قد نجح بنسبة 46%، حيث يعمل على تقليل الفترة التي يحتاجها المرض في الجسم. هناك أيضاً علاج يسمى الليثيوم، وهو يقوم بتعديل المزاج بنسبة 23% فقط، وهي نسبة ضئيلة أيضاً.
عند الشعور بأي من أعراض المرض، يجب عمل العديد من الفحوصات الإشعاعية عن طريق استخدام الرنين المغناطيسي، وعمل تخطيط شامل للدماغ من أجل التأكد من عدم وجود أي أمراض عصبية والبعد عن حالات الصرع. وعلى الرغم من توافر بعض العقاقير لهذا المرض إلا أنها ليست علاج نهائي، بل هي تهدئة فقط للمريض وأقاربه.
سلوكيات مريض متلازمة فرط النعاس
إذا كنت تعاني من متلازمة فرط النعاس أو أحد أقاربك يعاني منها، فيجب الحرص أن يكون المريض طوال هذه الفترة في المنزل، يجب عدم الذهاب إلى المسبح أو البحار لأنهم يكونوا أكثر عرضة للانتحار، يجب سرعة التواصل مع الطبيب لتشخيص الحالة وإعطاء العلاج المناسب. كما أنه من الجدير بالذكر أن هذا المرض هو اضطراب عصبي معقد ونادر، لذلك فليس هناك الكثير ممن يعرفونه، كما ذكرنا أن نسبة الإصابة به واحد في المليون، وأحيانا ما يتسبب هذا المرض في أن يكون الإنسان غير مدرك لما يدور حوله.
أيضاً من الأمور التي تساعد في تشخيص الحالة بسهولة هي أن المريض غالبا ما ينام من 15 إلى 21 ساعة يومياً، ويستيقظ عند الشعور بالجوع فقط، كما يكون هناك فرط في الرغبة الجنسية فيصبح المريض في حاجة دائمة إلى عمل سلوكيات جنسية وخاصة الذكور، ويكون هذا في سن المراهقة بصورة كبيرة. عادة ما يميل المصاب إلى الوحدة والبعد عن الأصدقاء والبعد عن مواقع التواصل الاجتماعي، ويميل إلى العزلة بشكل أكبر وهذا يؤكد الإصابة بالمرض.
أسباب مرض متلازمة فرط النعاس
حتى الآن لا يوجد أي طبيب يعرف ما هو سبب هذا المرض؟، حيث قاموا بعمل العديد من الإشاعات المقطعية والرنين المغناطيسي للمصابين على الدماغ، ولكن تظهر جميع الأشعة سليمة لا يوجد بها أي إصابات، ولكن يميل بعض الأطباء للقول بأن المصابين في هذه الفترة يعانوا من نقص في انسياب الدم في المنطقة المهادية وتحت المهادية والجبهية من الدماغ، وهذا ما ظهر من خلال الأشعة المقطعية أثناء الإصابة بالمرض.
لكن من المعتقد أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى هذا المرض، وتؤدي إلى زيادة النعاس، وهو استمرار عدم الحصول على الساعات الكافية للنوم في الليل، وعدم انتظام نمط الحياة وظروف العمل المتغيرة. كما أن هناك بعض الأشخاص من يكون لديهم صفة الشخير، وتوقف التنفس أثناء النوم، وهذا يتسبب في حدوث العديد من الاضطرابات التي تؤدي إلى انسداد مجرى الهواء العلوي، مما يؤدي إلى الاستيقاظ المستمر وتقطع النوم، مما يتسبب في زيادة النعاس والرغبة في النوم طوال النهار، لذلك فمن أهم أسباب هذا المرض هو كثرة الخمول وزيادة التعب وحدوث الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم.
وقد أكدت العديد من الدراسات الحديثة أن المصاب بمرض متلازمة فرط النعاس لديه العديد من التغيرات في عمليات الأيض في مناطق الدماغ، ويكون هناك تغيرات في الجينات، ولكن يظل هذا المرض نادر لن يستطيع أحد جمع العديد من المعلومات حوله.
ومن أجل معالجة اضطرابات النوم هناك العديد من الطرق التي يجب أن نسير عليها
- الحفاظ على مواعيد النوم ومواعيد الاستيقاظ.
- الحصول على ضوء النهار بشكل جيد.
- أن يكون السرير وسيلة للنوم فقط، وعدم الجلوس عليه باقي اليوم.
- يجب محاولة النوم لمدة 20 دقيقة فقط، إذا لم تستطيع النوم يجب الذهاب إلى غرفة أخرى فوراً.
- يجب البعد عن النوم نهاراً، وإذا كان الأمر ضروري فيجب أن لا يزيد النوم نهاراً عن 20 دقيقة فقط.
- الاهتمام بممارسة العديد من التمارين اليومية لمدة ساعة يومياً مثل المشي أو اليوغا.
- يجب عدم العمل بصورة كبيرة أو إرهاق النفس طوال اليوم، فيجب أن تكون الأعمال مجزئة حتى لا نرهق أنفسنا.
- يجب تناول الأكل بشكل مناسب وصورة مناسبة، وتجنب جميع أنواع المنشطات مثل القهوة والكافيين، وتجنب تناول أي مشروب بعد تناول العشاء.
- يجب التأكد من أن الفراش مريح ونظيف حتى نتمكن من النوم بكل سهولة.
- يجب التأكد من تهوية الغرفة بشكل متكامل واستخدام غطاء العين للبعد عن الإشعاعات الضارة.
- كما أنه يجب قراءة الأذكار المسائية قبل النوم، ولقراءة القرآن سحر خاص، وبالأخص سورة الملك، فسوف تساعد على الدخول في النوم سريعاً.
- ويجب المتابعة مع طبيب عند الشعور بأي متغيرات أخرى أو الاستمرار في عدم القدرة على النوم ليلاً.
أضف تعليق