قبل التطرق إلى مشكلة مبيعات آبل الأخيرة علينا أن نعرف تاريخ تلك الشركة، ففي آخر كل عام تخرج لنا شركة آبل في مؤتمر ضخم ينتظره الملايين، لتخبرنا بأحدث الأجهزة التي ستطرحها في الأسواق، والتكنولوجيا الجديدة التي توصلت إليها ووضعتها في جهازها الجديد، وتتنوع منتجات آبل بين الآيفون، والتابلت، واللابتوب، والساعات الذكية، وغير ذلك من الأجهزة الحديثة التي لا تأخذ نفس شهرة هذه المنتجات، ويعتبر الآيفون هو المنتج الأهم والأشهر الذي ينتظره العالم كل عام حتى نرى الجديد الذي ابتدعته هذه الشركة، وفي العام الماضي 2018 خرجت الشركة بعدة أجهزة، وككل عام أعلنت عن مواعيد طرحهم في الأسواق وأسعارهم، لكن الغريب في هذا العام أن الشركة لم تحقق الأرباح المعتادة، وفجأة قلت أسهم الشركة بشكل كبير، لم يتوقعه أحد.
استكشف هذه المقالة
متى تأسست شركة آبل؟
تجمع ثلاثة من الأصدقاء وهم ستيف جوبز، وستيف وزنياك ورونالد واين في اليوم الأول من شهر نيسان، عام 1976، وقاموا بافتتاح شركة آبل التي كانت تهتم بصناعة الحاسوب الشخصي، وكانت الشركة صغيرة في بدايتها جدا، والحاسوب كان يصنع يدويا على يد ستيف وزنياك، وفي هذا الوقت كان هناك نادي هومبرو الخاص بعرض الحواسيب وبيعها للناس، وبالتالي ذهبت آبل له وبدأت ببيع الحواسيب في الأول من يوليو لنفس العام، وكان سعر الحاسوب حينها 666 دولار، وفي الثالث من يناير عام 1977 تم تسجيل الشركة بشكل رسمي باسم ستيف جوبز وستيف وزنياك، أما صديقهم الثالث فقد باع حصته من الشركة لصديقيه، وكان مقدار حصته 800 دولار فقط، وبعد هذا ظهر في الشركة اسم جديد وهو الثري مايك ماركولا، وكان يقدم للشركة الدعم المالي والخبرة التجارية، وفي العاشر من أبريل 1977 قدمت آبل حاسوبها الثاني، وبدأت رحلة تطورها حاسوب بعد حاسوب وجهاز بعد جهاز، ومن هذا التاريخ استمرت مبيعات آبل في التزايد.
مقر شركة آبل
على مساحة 79000 متر مربع، تم إنشاء شركة آبل في كوبيرتينو، في كاليفورنيا، في أمريكا، وتسمى هذه المنطقة بوادي السيليكون، نسبة لوجود عدد كبير من مصنعي رقائق السيليكون هناك، وتضم المنطقة شركات التكنولوجيا الضخمة وفي منتصف هذه الشركات يقع مقر آبل في الشارع الأول، إنفينيت لوب، ويتكون مقر الشركة من ستة مبان ضخمة تم تصميمهم من قبل شركة سوبراتو، وذلك في عام 1993، بالرغم من تأسيس الشركة قبل هذا التاريخ بحوالي 20 عاما، إلا أنها تأسست في مكان صغير كمعظم الشركات الضخمة، ومع تقدم الوقت وزيادة مبيعات آبل من أجهزة الماكنتوش وغيرها استطاعت أن تقوم بعمل هذا المقر الحالي، وعند النظر لشكل المقر، نجد أن مقر آبل على شكل دائرة زجاجية، وتم صرف خمس مليارات دولار لبنائه، واليوم حولت الشركة هذا المقر لمزار سياحي ضخم يقصده العديد من عشاق آبل، كما وضعت بداخله الكثير من المتاجر والأنشطة الترفيهية ليصب كل هذا في مصلحة مبيعات آبل وأسهمها.
أهداف شركة آبل
بالرغم من أن الهدف الرئيسي الذي تقوم عليه الشركات التجارية هو الكسب المادي، إلى أن العمال داخل آبل يخبرونا أن الحافز الأول الذي يحركهم للعمل هو إنشاء أجهزة بمواصفات ممتازة، والمثير للذكر هنا أن آبل كانت تتعرض للإفلاس بسبب تراجع مبيعات آبل إلا أن أصبح ستيف جوبز مديرها وأنقذها من هذا، وذلك بسبب هدفه الواضح والذي سعى ليكون هدف كل العاملين بالشركة، وهو جودة ما ينتجون، لذلك عند النظر في نتاج الشركة وأهدافها الحالية أو المستقبلية، سنجد أن الشركة تهتم بأن تخدم المجتمع قدر المستطاع، ومن هذه الفكرة انطلقت آبل في تطوير الحواسيب الشخصية لأصحاب الأعمال الفردية، وتطوير الحواسيب للمستشفيات والمدارس، كما تطور الساعات والبرامج الصحية، بل وتهتم أيضا بصناعة الآلات الموسيقية الإلكترونية، وتعتبر آبل الشركة الوحيدة التي تقدم مميزات ضخمة في أجهزتها، وتهتم بالتصميم الخارجي بشكل يجعلها شركة رائدة في هذا المجال.
تراجع مبيعات آبل
بعد المؤتمر السنوي لشركة آبل، ينتظر عملائها نزول أجهزتها، وفي خلال وقت قصير تحقق مبيعات آبل أرقاما خيالية تقدر ب60 مليار دولار سنويا، وفي أكتوبر 2018 أصبحت القيمة السوقية لآبل تقدر بواحد تريليون دولار، وبعد شهرين فقط أصدر موردون شركة آبل تقارير بأن المبيعات أقل من المتوقع بكثير، وبعد هذا حدث انخفاض في قيمة الشركة وصل 20%، وتأتي هذه النسب والتراجعات بشكل متزامن مع انخفاضات في معظم الشركات الكبيرة الأخرى مثل: فسيبوك، ومايكروسوفت، وجوجل؛ ولا يعرف على وجه التحديد هل انخفاضات شركات التكنولوجيا بهذا الشكل وهذا التزامن مجرد صدفة وإن لكل شركة أخطائها الفردية التي سببت ذلك، أم أن الناس لم تعد تهتم بما يقدمون بالأساس؛ بالرغم من الانخفاض الواضح الذي حدث للشركة إلا أنها ما زالت الشركة العملاقة التي نعرفها، وتبلغ قيمتها الآن 900مليار دولار، ويعني هذا أن ما حدث في هذا العام لن يسبب مشاكل كارثية للشركة إذا عملت على حله العام القادم.
أسباب تراجع مبيعات آبل
يعزى تراجع مبيعات آبل إلى العديد من الأسباب، وأولهم السبب الاقتصادي، ففي هذا العام تم رفع الضرائب التي تدفع على الجمارك التي تدخل حدود الولايات المتحدة الأمريكية من الصين، وبالرغم من أن مقر آبل مسؤول عن صناعة الأجهزة وتطويرها، إلا أنه يفعل ذلك بمساعدة العديد من الشركات الأخرى، بم في ذلك عملية التجميع النهائية للأجهزة والتي تتم في الصين، وبالتالي عند دخولها إلى أمريكا مجددا سيدفع لها أكثر مما كان يدفع بكثير، أما السبب الثاني الذي رشحه الكثيرون هو بالرغم من أن آبل قدمت ثلاثة هواتف آيفون وساعة ذكية، إلا أن مميزات هذه الهواتف كانت مخيبة للآمال، حيث شاهدناها في إصدارات سابقة، بالتالي لم يهتم أحد بالإصدارات الجديدة، كما تعتبر الكشوف والأرقام الخاصة بالمبيعات والتي ظهرت مبكرا سبب في تراجع المبيعات فالعميل الذي يريد أن يشتري جهازا جديدا كان يرى أن هناك انخفاض في الشركة فيقرر ألا يشتري، أما السبب الأخير والمرشح بقوى هو أن سعر هواتف آيفون تعدت حاجز الآلف دولار، وهذا السعر يضمن للمشتري إمكانية خرافية مع شركة أخرى.
ترتفع الشركات بشكل غير متوقع وتقع أيضا بشكل غير متوقع، ويعتبر السبب الرئيسي لهذا هو عدم مواكبة الشركات للأحداث الواقعة، فشركة آبل مثلا لم تعد هي الوحيدة التي تصنع هواتف ذكية كما خرجت لنا في عام 2007، بل أصبح السوق الآن يضم مئات المنافسين، وأصبح المشتري يرى العديد من الأسعار والعديد من المزايا، بالتالي أصبحت أجهزة آيفون مجرد خيار للمشتري، فهي لا تحتكر السوق على أي حال، ويعتبر تراجع مبيعات آبل وغيرها من الشركات من الأمور التي تضعنا أمام فكرة لا يهتم بها الكثيرون، وهي أن معظم شركات التكنولوجيا تحاول أن تصنع أجهزة ممتازة، تظل مع مستخدمها أطول وقت ممكن، وذلك لحماية أمواله التي تصرف على شراء جهاز جديد كل عام، إذا لماذا تفاجأ الشركات عند حدوث انخفاض في المبيعات، بالطبع لن ترمي الناس أجهزتها القديمة لتجرب الجديدة، لكن آبل تراعي كل هذه النقاط التي تم ذكرها في المقال، وقالت أنها ستعمل على حل كل هذه المشاكل في عام2019.
الكاتب: أحمد أمين
أضف تعليق