مبطلات الصوم كثيرة وربما يغفل عنها بعض الناس، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : “قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به” فإذا كان خص الله الصوم بهذا التخصيص من الأجر فإنه على المسلم أن لا يتوانى في تحقيق الصوم الصحيح والابتعاد عن كل ما يحتمل أن يفسد صومه أو يحرمه أجره، لذلك يجب على الإنسان المسلم في نهار رمضان أن يبتعد عن مبطلات الصوم ويتجنبها حتى يأخذ كامل الأجر ولا ينتقص من أجره شيئًا.
تعرف معنا على كل مبطلات الصوم
الجماع
من الأمور التي تبطل الصوم لقاء الرجل والمرأة في نهار رمضان، وهو من أشد مبطلات الصوم لأنه يستوجب القضاء والكفارة، أي يستوجب صيام يوم غيره بعد رمضان، وفي الحديث الشريف أن رجلاً أتى رسول الله فقال له: “هلكت يا رسول الله، قال: وما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي في نهار رمضان، قال: قال: هل تجد ما تعتق رقبة؟ قال: لا قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، قال: فهل تجد ما تطعم ستين مسكيناً؟ قال: لا، قال: ثم جلس فَأُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم بعَرَق (إناء) فيه تمر، قال: تصدق بهذا. قال: أَعَلَى أفقرَ منا؟ فما بين لابَتَيْها (أي في المدينة المنورة) أهل بيت أحَوَجَ إليه منا، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نَواجِذُه، وقال: اذهب فأطعمه أهلك “. لذلك ومن خلال هذا الحديث نستنتج أن من أهم مبطلات الصوم هو الجماع في نهار رمضان، ومن الراجح أن الجماع الذي معناه الإدخال هو المفسد للصوم أما مقدمات الجماع كالقبلة وغيرها ما لم يحدث إنزال فلا تعد من مبطلات الصوم رغم كراهتها طالما كانت بشهوة.
الأكل والشرب متعمدًا
لا ريب أن الصوم هو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الشمس إلى غروبها، لذلك فإن الأكل عامدًا متعمدًا في نهار رمضان من مبطلات الصوم، ويستلزم قضاء يومًا بدلاً منه، وهذا باتفاق العلماء وبالإجماع أما من أفطر ساهيًا أو ناسيًا فصومه صحيح ولا يعد الأكل سهوًا من مبطلات الصوم، لقوله صلى الله عليه وسلم: “رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يسري هذا في الأكل والشرب فقط، بل في جميع مبطلات الصوم.
الأدوية التي تغذي الجسم
من الأمور التي تبطل الصوم الإبر التي تغذي الجسم وتمده بالطاقة والقوة والحقن كالفيتامينات وغيرها فإن هذه تعد من مبطلات الصوم طالما تمد الجسم بالغذاء أو ما يشبه الغذاء، أما الحقن التي لا تعد غذاءً للجسم فهي ليست من المفطرات ولا تعد من مبطلات الصوم.
القيء العمد
من مبطلات الصوم القيء العمد كمن يضع أصبعه في حلقه ليتقيأ، أما القيء الغير متعمد فلا جناح عليه ولا يعد من بطلات الصوم، وذلك مصداقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا أفطر من قاء ولا من احتلم ولا من احتجم”، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من ذرعه القيء، فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقضِ” وهذا من الأحاديث التي تبرز أن القيء المتعمد هو ما يعد من مبطلات الصوم أما الغير متعمد فلا يعد كذلك.
الحيض والنفاس للمرأة
طالما وقع حيض أو نفاس للمرأة فلابد أن تفطر اليوم وإذا اكتشفت المرأة الدم في نهار رمضان يعد هذا من مبطلات الصوم وعليها أن تقضي يومًا مكانه، أما إذا رأته بعد المغرب فيومها الذي صامته صحيح.
أضف تعليق