تسعة
الرئيسية » رياضة ولياقة » كيف لُعبت بعض مباريات كرة القدم في ظروف مجنونة؟

كيف لُعبت بعض مباريات كرة القدم في ظروف مجنونة؟

مباريات كرة القدم هي الأحداث الرياضية الأكثر مشاهدة حول العالم، ولكن وسط حماسة الجماهير قد تحدث ظروف مناخية تغير الوضع تمامًا.

مباريات كرة القدم

عدد المتابعين لأحداث مباريات كرة القدم المتنوعة حول العالم، هو عدد ضخم جدًا. لأن كرة القدم هي اللعبة الأشهر عالميًا. وهي جزء من حياة مجتمعات عديدة بالعالم. ويعتبر فوز الفريق الذي تشجعه بالكأس أو دوري، لحظة ممتعة وتستحق المتابعة لأنها تدخل البهجة إلى نفسك. وهذا التفاعل العاطفي مع الرياضة، يجعل من غضب الجماهير أمرًا تريد اجتنابه. ولكن عندما ترفض الظروف المناخية تقديم الوضع المناسب لإقامة المباريات، هنا يقف الفريقين والحكام أمام اختيارين، إما إلغاء المباراة أو تأجيلها وإحباط الجماهير، أو استكمال المباراة في ظروف تكاد تكون مجنونة لممارسة رياضة. لأن تأثير الرياح والأمطار أو الثلوج هو عامل مهم جدًا في المباراة. تعرف معنا على مباريات كرة القدم التي أقيمت خلال ظروف مناخية مجنونة.

مباريات كرة القدم المجنونة في اليابان

في مباراة بين فريق طوكيو وفريق فيسيل كوبي، خلال فاعليات الدوري الياباني الممتاز، أغرقت الأمطار الغزيرة أرضية الملعب. وبدلًا من تأجيل المباراة، أصر الحكم على استمرار اللعب. وبالفعل لعب الفريقان تسعين دقيقة كاملة، وفاز كوبي بهدف مقابل لا شيء. ولكن جاء هذا على حساب اللاعبين، فقد كانت المياه المتجمعة على أرضية الملعب تصعب من عملية الجري. فكان اللاعب يمشي ولا يجري. ويضرب الهواء بدلًا من الكرة، ويسقطون جميعًا بدون سبب. ولم تتحرك الكرة وتتنقل كما هو مفترض، بل تلتصق بالأرض في الكثير من الأحيان. وتحول الملعب إلى بركة من المياه المزحلقة والأوساخ، وغرقت ملابس اللاعبين بالماء.

في مشهد ثاني بأوكرانيا بإحدى مباراة الدوري الأوكراني لعام 2011، غرق الملعب كله بالماء نتيجة الأمطار. ولكن الحكم لم يرى أنها مشكلة تستدعي تأجيل المباراة. ولعب الفريقين مغطيان بالأوساخ، ولا يتمالكون أنفسهم من السقوط، ولا يستطيعون السيطرة على الكرة.

ومشهد أخر في كازخستان، أصر الحكم استكمال المباراة بعد هطول الأمطار. إلى أن غرق أحد أركان الملعب بالكامل. وعاني اللاعبين من محاولة لعب ركلة ركنية في هذا الجزء. كما أصبح من المستحيل على الحكم المساعد تحديد خروج الكرة من أرضية الملعب بدقة، لأن بقعة المياه ارتفعت وغطت أقدام اللاعبين بالكامل.

مباريات كرة القدم والبرد

في مباراة بين منتخب الولايات المتحدة الأمريكية ومنتخب كوستاريكا، اعترض البرد وكاد أن ينهي المباراة. فقد هطلت الثلوج الكثيفة على أرضية المباراة. مما جعل رؤية الخطوط على الأرضية مستحيلة. وكان على عمال الملعب تنظيف الخطوط كل مدة قصيرة، حتى يعرف الحكام أين يقف اللاعبين. ومن ثم حاول اللاعبين جاهدًا إحراز أي هدف، ولكن الأرضية المزحلقة والبرد الشديد منعهم تمامًا. فلم يتمكنون من التحكم بالكرة. وتحول الملعب إلى أرضية بيضاء بدلًا من الخضراء. كما كادوا جميعًا أن يتجمدوا من شدة البرد. وحدثت عدة المشاجرات بين الحكم والفريقين.

في مشهد أخر مشابه، بين منتخب بلجيكا ومنتخب تونس في مباراة ودية، هطلت أمطار غزيرة بعد صفارة بداية المباراة. ولكن الحكم لم يوقف اللعب. إلى إن زادت الأمطار وتحولت إلى هطول البرد وثلوج بأحجام كبيرة. مما أدهش اللاعبين والمشاهدين لهذا التحول السريع في المناخ. وبعد 25 دقيقة من اللعب الغير منظم وبعض الإصابات الخفيفة بين اللاعبين، أوقف الحكم أخيرًا المباراة. وغطت قطع الثلوج أرضية الملعب.

وفي مدينة جوهانسبرغ أكبر مدن جنوب أفريقيا، تم إيقاف مباراة في الدوري الممتاز نتيجة عاصفة ثلجية غطت الملعب بأكمله. وحولته إلى اللون الأبيض ومنعت اللاعبين من الجري والتحكم بالكرة. وبدلًا من مشاهدة المباراة، نزل الجماهير ولعبوا في الثلج، وعم المرح أرجاء الملعب.

مباريات كرة القدم والعواصف الرملية

في تشيلي، جرت مباريات كرة القدم بين الجامعات، وفي إحدى المباريات أصرت عاصفة رملية على دخول أرضية الملعب. وكانت أشبه بإعصار صغير من الأتربة والغبار. ورغم ذهول اللاعبين إلا أنهم أكملوا المباراة. حتى تلك اللحظة التي اختفى فيها مساعد الحكم داخل العاصفة الرملية، وبدئوا بالبحث عنه وتوقفت المباراة.

في مشهد مماثل بالمكسيك، لعب فريقين محليين مباراة كرة القدم إلى إن اقتحمت زوبعة ترابية أرضية الملعب. وغطت اللاعبين تمامًا وطارت الكرة بعيدًا داخل الدوامة. ومن يشاهد المباراة سيظن أن الزوبعة ابتلعت اللاعبين تمامًا.

وفي مشهد أخر، في غواتيمالا، اقتحم إعصار صغير أرضية ملعب كرة القدم أثناء إجراء المباراة. ففر اللاعبين والجماهير خوفًا من المشهد العجيب.

الرياح تحرز الأهداف

في إحدى مباريات الدوري الألماني، حذرت الأرصاد الجوية من شدة الرياح في ذلك اليوم، ولكن ذلك لم يمنع الحكم من إجراء المباراة. ونتيجة لذلك، أحرزت الرياح هدفًا في شباك أحد الفريقين، بعد أن ضرب مدافع من فريق بروسيا مونشنجلادباخ ضربة ركنية بجانب مرمى فريقه، لترتد بفعل الرياح إلى الخلف وتدخل في الشباك رغمًا عن أنف الحارس.

في مباراة ودية بين نادي مكابي حيفا الإسرائيلي وفريق دينامو كييف الأوكراني، تعرض الحارس آساف منديز إلى موقف لن ينساه. بعد أن ضرب الكرة من مرماه نحو مرمى الفريق الأخر. فارتفعت الكرة بفعل الرياح إلى فوق، ثم ارتدت إلى الخلف، وسقطت أمام المرمى وارتدت مرة أخرى داخل شباك مرمى الحارس نفسه. وتم احتساب الكرة للفريق الأخر.

الإصابة باللوحات الإعلانية

في إحدى مباريات كرة القدم بالدوري الجنوب أفريقي، بين فريق أورلاندو بيراتس وفريق نادي بلاك ليوباردز، اشتدت سرعة الرياح واقتربت من كونها عاصفة كبيرة. وأصر الحكم على إقامة المباراة. وإذ باللوحات الإعلانية المثبتة تقتلع من مكانها وتطير نحو أرضية الملعب. لتصدم باللاعبين والحكام واللاعبين الاحتياطيين ومن بعدهم الجماهير. وحدثت إصابات عديدة بين اللاعبين نتيجة الاصطدام. كما طارت الكرة في اتجاهات مختلفة. واضطر اللاعبين إلى البقاء منبطحين على الأرض في أغلب وقت المباراة، تجنبًا للأشياء المتطايرة العملاقة.

مباريات كرة القدم في الأورغواي

في 2014 في ملعب غران بارك سنترال بعاصمة الأوروغواي مونتيفيديو والذي يلعب فيه فريق ناسيونال، أقيمت مباراة بين الفريق المحلي وفريق نادي دانوبيو. وغطت عاصفة ضبابية أرجاء الملعب، مما أضعف الرؤية وجعلها شبه مستحيلة. حتى باستخدام الكشافات الكبيرة وفي وضح النهار، لن تتمكن من الرؤية البعيدة أبدًا. وإن رجعت وشاهدت المباراة، لن تشاهد اللاعبين جيدًا بسبب الجو العام المبيض. وانتهت المباراة بفوز نادي ناسيونال بفارق ثلاثة أهداف إلى لا شيء على دانوبيو.

ختام

كل هذه المشاهد من مباريات كرة القدم، هي مشاهد مضحكة جدًا. وتدل على مدى جدية تأثير المناخ المناسب لإجراء المباريات المختلفة حول العالم. لأن كرة القدم تحتاج مهارة وثبات قوي على أرضية الملعب. وتدل أيضًا على مهارة الفرق المحلية المستضيفة وتفوقها على الفرق التي تلعب على أرضها بسبب الطقس الغير مناسب للفريق الضيف. لأن كل فريق يتدرب على مناخه الخاص ويبرع فيه، ويعتبر نقطة في صالحه. ومدى أهمية دراسة الحالة المناخية للفريق المستضيف لتجنب أي مفاجأة. وأهمية إصدار قوانين لتنظيم المباريات أثناء الحالات المناخية الطارئة من قبل الفيفا.

أيمن سليمان

كاتب وروائي، يعشق منهج التجريب في الكتابة الروائية، فاز ببعض الجوائز المحلية في القصة القصيرة، له ثلاث كتب منشورة، هُم "ألم النبي (رواية)، وإنها أنثى ولا تقتل (رواية)، والكلاب لا تموت (مجموعة قصص)".

أضف تعليق

ثمانية + اثنا عشر =