تسعة
الرئيسية » العمل » مهن » مؤدي العروض : كيف تصبح مؤدي عروض مسرحية محترف بسهولة؟

مؤدي العروض : كيف تصبح مؤدي عروض مسرحية محترف بسهولة؟

يمتهن الكثيرون تأدية العروض المختلفة على المسرح، إلا أن إتقان هذه المهنة يحتاج إلى بعض الوقت، نرشدك في السطور التالية إلى تعلم أساسيات مهنة مؤدي العروض .

مؤدي العروض

مؤدي العروض هو كل فنان حمل على عاتقه مهمة إمتاع الجمهور مباشرة من على خشبة مسرح بأية طريقة ممكنة. حيث يقدم مؤدي العروض كل ما لديه ويكون بإمكانه متابعة مشاعر وتعبيرات الجمهور ومعرفة متى جذب انتباههم ومتى فقدهم وكل هذه الأشياء التي تتوافر في باقي أنواع مهنة الترفيه. هناك الكثير من الخطوات التي يجب على مؤدي العروض اتباعها من أجل ضمان نجاح عرضه وجذب اهتمام جمهوره وإثبات اسمه لامعا براقا بين أسماء مؤدي العروض الآخرين. هناك مؤدي العروض الذي يمتلك الكاريزما الفطرية أثناء تواجده على المسرح، لكن ليس جميع مؤدي العروض لديهم هذه الصفة. لكن، لحسن الحظ، هذه الصفة يمكن تعلمها واكتسابها عن طريق هذه النصائح والخطوات التي سنقدمها في هذا المقال. تابع معنا إذا واشحذ موهبتك من أجل أن تتمكن من إبهار الجمهور الذي ينتظرك.

دليلك إلى امتهان مهنة مؤدي العروض

اصنع عرضا لا يُنسى

تقديم المحتوى الجيد الذي تملكه أو الوصول إلى خشبة المسرح ليس فقط ما يلزم من أجل نجاح العرض أو جعله لا يُنسى. هناك الكثير من الخطوات التي يجب اتباعها والالتزام بها لكي تقوم بمساندة فكرتك أو تقويتها أو جذب انتباه الجمهور لها. هذه الأشياء سنذكرها في السطور القادمة.

اجعل بدايتك قوية

في العادة ما يكون الجمهور متأهبا ويميل إلى الحكم عليك وعلى عرضك منذ أول وهلة. لذلك، علك أن تكسب الجمهور في صفك وأن تجعله يرغب في الاستماع لما لديك والاهتمام به. البداية القوية ستكون هي طريقتك من أجل الوصول إلى ذلك. فمثلا، إذا كنت تؤدي عرضا كوميديا فإن بإمكانك أن تبدأ حديثك بنكتة حول ملابسك أو أي شيء سيلاحظه الجمهور فيك فور اعتلائك خشبة المسرح. أما إذا كنت تقدم عرضا موسيقيا فبإمكانك جذب انتباه الجمهور حينها بعزف النوتات القوية والحيوية. وتذكر أن النهاية القوية هي بقدر أهمية البداية القوية، لذلك، لا تخرج أفضل ما عندك في البداية واترك بعضا منها للنهاية.

كن مرحا وحيويا

من الأشياء التي يهتم الجمهور بها كثيرا أثناء حضور العروض، هي أن يشاهدوا فنانا يخرج كل ما لديه من أجل إمتاعهم وإمتاع نفسه. عليك أن تكون مرحا وحيويا وأن تجعل الجمهور يشعر بأنك تحب ما تفعله وأنك تُعطي فيه كل طاقتك. يقولون بأنك إذا انتهيت من عرضك ولم تكن منهكا، فأنت في الغالب لم تقدم كل ما لديك. لذلك، كن حريصا على استخراج كل ما في جعبتك أثناء العرض وأن تجعل عرضك يتحدث نيابة عنك. جرب أشياء مختلفة كل عرض حتى يصبح كل يوم هو مفاجأة للجمهور.

لا تسلط الضوء على أخطائك

الكثير من الأخطاء تحدث دائما في كل شيء حتى الفن. لذلك، لا تتوقع أن تُعطي عرضا خاليا من الأخطاء. ولكن بإمكانك أن تتوقع عرضا حيث استعطت التغلب على أخطائك دون أن تفسد عرضك. القدرة على تجاز الأخطاء أثناء العرض هي ما تميز مؤدي العروض المحترف عن الهاوي، فلا تجعل أي خطأ يحدث في عرضك داعيا للاهتزاز وتعلم كيف تتجاهله أو تستخدمه لصالحك وتتم عرضك. أحد أهم النصائح التي يجب أن تضعها في اعتبارك هي أن الجمهور في الأغلب لن يعرف إذا ما كنت قد أخطأت أثناء عرضك أم لا، لأنه لا يعرف عرضك. أنت فقط من تعرفه. لذلك، لا تجزع وكن واثقا في نفسك وعرضك واجعل أخطائك طريقا للنجاح لا الفشل.

أنه عرضك بطريقة لا تُنسى

كما أخبرتك، النهاية القوية هي بأهمية البداية القوية وربما أهم. النهاية القوية التي سينتهي بها عرضك يجب أن تجعل الجمهور متلهفا لرؤية المزيد الذي تملكه. عليك أن تعرف متى يجب عليك الانتهاء، فأحيانا ستحتاج إلى تخطي أجزاء من عرضك إذا لم يكن الجمهور مستمتعا بها. وكذلك عليك أن تراعي الوقت وأن لا تتعدى الوقت المسموح لك به.

اهتم بجمهورك

في البداية والنهاية، كل ما يقوم به مؤدي العروض فهو من أجل إمتاع الجمهور والحصول على الإعجاب منه. لذلك، الاهتمام بجمهورك ومعرفة الطريقة التي ستجذب انتباهه وتمتعه بها هي من أهم الخطوات نحو الحصول على عرض جيد وأن تكون مؤدي العروض الأفضل.

تواصل مع الجمهور

أحد أهم طرق التواصل مع الجمهور هي أن تجعلهم مهتمين بك وبعرضك عن طريق مشاركة أشياء عنك. فعندما تعرض أجزاء من حياتك على الجمهور كجزء من عرضك فإنك تتمكن حينها من جذب انتباههم العاطفي وجعلهم راغبين في الاستماع لما تقول. إذا كنت تقدم عرضا موسيقيا فإن بإمكانك ذكر القصص المختلفة من حياتك بين كل أغنية والأخرى، وإذا كنت تقدم عرضا كوميديا فإن بإمكانك مشاركة الجمهور والحديث إليهم وجعلهم جزء من العرض.

وفر الجو المناسب لجمهورك

السبب الذي يجعل أحدا يأتي لمشاهدة عرضك هي لأنه ينتظر أن يشاهد عرضا جيدا. ويعتبر هذا التوقع مسئولية منك. فاستمتاع جمهورك ورضاه عن العرض هو أحد مسئولياتك. لذلك، لا تجعل عرضك ركيكا أو غير منظم، ولا تتململ أو تتلعثم أثناء عرضك. قم بأداء كل جزء في عرضك أكثر من مرة قبل أن تخرج إلى الجمهور حتى تكون واثقا ومستعدا ومتجنبا للمفاجآت.

اجعل الجمهور جزءا من العرض

من أفضل طرق الحصول على عرض جيد هي أن تجعل جمهورك جزءا منه. إذا كنت تقدم عرضا كوميديا فربما تقوم بسؤالهم عن عدة أشياء أو إلقاء نكتة تتعلق بأحد الجمهور، وإذا كنت تقدم عرضا موسيقيا فيمكنك أن تعزف أغنية مشهورة وتسمح للجمهور بمشاركتك الغناء، وإذا كنت تقدم عرضا سحريا فبإمكانك أن تقدم الخدع التي تحتاج إلى متطوعين من الجمهور. مؤدي العروض الجيد سيعرف كيف يحصل على انتباه واهتمام جمهوره وسيعرف كيف يجعلهم يشعرون بأنهم جزء هام من هذا العرض.

اقرأ تعبيرات الجمهور

عليك أن تعرف بأن كل جمهور سيعطي ردة فعل مختلفة تجاه عرضك، فليست كل الأذواق متشابهة وليس كل الجماهير مثل بعضها. فالجمهور الصغير الذي تقدم له عرض في مطعم صغير والجمهور الذي تقدم له العرض في دار أوبرا لن يكون لديهم نفس الاهتمامات والرغبات. لذلك، عليك أن تكون بارعا في قراءة تعابير جمهورك واستشفاف الجو العام حولك. عليك أن تكون قادرا على معرفة الجزء الذي استمتع به جمهورك من العرض فتصبح قادرا على تحديد النوع الذي يهتم به الجمهور، وأيضا تحديد الجزء الذي لم يستمتع به الجمهور من أجل تجنبه في بقية العرض. عليك أن تكون مرنا ومتأهبا ومستعدا للتغيير من عرض إلى آخر استنادا لرغبات الجمهور. فمثلا، إذا كنت موسيقيا ولم يكن جمهورك ينسجم معك، اجعلهم يخبرونك الأغنية التي يودون سماعها أو انتقل للأغاني التي يحبها معظم الناس. ونصيحة أخرى في مجال الجمهور هي أنك يجب أن تعرف بأن عليك أن تكون أصخب وأكثر حيوية كلما زاد عدد الجمهور واتسع المكان، لأن الحيوية أمر هام جدا كما أوضحنا ولأن إرضاء عدد كبير لن يكون كإرضاء عدد صغير.

عليك أن تثق بنفسك

لقد عملنا على تحسين العرض الخاص بك من حيث التقديم والفكرة ثم أخبرناك عن الطريقة التي ستتعامل بها مع الجمهور من أجل إمتاعه وإشراكه في عرضك. الآن لم يتبق سوى أن تثق أنت في نفسك وأن تكون متأكدا من مقدرتك علة إبهار الجمهور وإمتاعه. إظهار الثقة والإحساس بها هو أمر هام لدى مؤدي العروض من اجل الإحساس به والعمل عليه.

تعامل جيدا مع أفكارك الداخلية

عند بداية التفكير في المحتوى الذي سيصير عليه العرض، يقوم عقل مؤدي العروض بالتحدث إليه ومحاولة إخافته وجلب كل الأفكار السلبية حول هذا الموضوع. لذلك، على مؤدي العروض المتميز أن يجيد التعامل مع ذلك الصوت داخل رأسه عن طريق تدوين كل تلك المخاوف على ورقة لتصبح ملموسة ثم يبدأ في تحويلها إلى أفكار إيجابية. فمثلا إذا كانت أحد مخاوفك هي أن أداءاتك التجريبية لا تُجدي نفعا، قم بتحويلها إلى أن الأشخاص الناجحون يبذلون من مجهودا أكبر، لذلك أنا أيضا سأبذل مجهود لكي أصير ناجحا.

تعرف على نقاط ضعفك وقوتك

لدى كل مؤدي العروض نقاط قوية هي التي تجعل عرضه مميزا وتجعل الجمهور راغبا في مشاهدة عرضه، لكن هناك أيضا نقاط ضعف لدى كل فرد عليه أن يتعرف عليها وأن يعمل على تحسينها وعدم السماح لها بالتأثير على عرضه. بإمكانك أن تأخذ حصصا مع معلم جيد أو أن تستعين بنصيحة أحد المؤدين الآخرين الذين يجيدون فعل ذلك الشيء الذي لست قويا فيه. وأثناء التدريب لا تجعل كل اهتمامك حول الأشياء التي تجيد فعلها، بل يجب عليك تركيز اهتمامك حول نقاط ضعفك من أجل تقويتها.

تدرب أمام مرآة

من الهام جدا بغض النظر عن نوع العرض الذي تقدمه أن تكون واعيا ومدركا للطريقة التي تقدمه بها. استعمل المرآة من أجل مساعدتك على رؤية تعبيرات وجهك وحركة جسدك والطريقة التي تلقي بها العرض. بإمكانك تصوير التدريبات ثم تحليلها بعين ناقدة عندما تشاهدها لاحقا وأن تحدد النقاط الجيدة والنقاط التي تحتاج إلى تغييرها. من الهام أن تتدرب جيدا وكثيرا جدا قبل أن تخرج على المسرح من أجل إلقاء عرضك، فالبعض يقول بأن عليك أن تتدرب 50 مرة قبل أن تخطو خشبة المسرح!

منافسك الوحيد هو أنت

الفن والعروض هي من الأمور النسبية جدا، وليس من الجيد أن تقوم بمقارنة نفسك مع الآخرين أو صب اهتمامك على نجاحاتهم والتقليل من شأن نفسك. الشخص الوحيد الذي عليك أن تنافسه هو أنت. يجب أن يكون هدفك هو أن يصبح كل عرض أفضل من سابقه وأن التقدم الذي تحصل عليه هو أن تتقدم على نفسك. هذا من شأنه أن يقلل الضغط والتوتر الناتجين من مقارنة نفسك بالآخرين رغم أن المقارنة لا يجب أن تتم من الأساس.

كن ممتنا

مؤدي العروض هو ذلك الشخص الذي يحب تقديم العروض أكثر من أي شيء آخر كما أوضحنا. لذلك، الحصول على فرصة من أجل أن تقدم عروضك على خشبة مسرح ومن أجل جمهور هو أمر في غاية الروعة ويجب عليك أن تكون ممتنا لحدوثه. ذكر نفسك دائما بحبك للعروض وامتنانك لقدرتك على دخول هذا المقال لأن هذا سيكون جليا في عروضك وسيساعدك على أن تكون صادقا ومتفاعلا أكثر في عروضك. إذا كان لديك مشكلة في الوصول إلى حالة الامتنان والشكر هذه فربما يتوجب عليك أن تأخذ فترة استراحة من عروضك. بعد هذه الفترة إما ستكتشف مدى حبك للعروض وأن هذا الأمر هو ما تريد، وإما ستكتشف أنك لم تهتم كثيرا وأن هذا لم يكن شغفك لذلك سترغب في البحث عن شغف آخر.

أفنان سلطان

طالبة جامعية، أهوى القراءة واعتدت الكتابة كثيرا منذ صغري. على أعتاب التخرج ولا أدري بعد ماذا سأفعل.

أضف تعليق

سبعة عشر − ثمانية =