بعد ظهور الاكتشاف المذهل لاهم مقابر الفراعنة في القرن العشرين وهي مقبرة الفرعون الصغير توت عنغ امون والتي تحدثنا عنها في مقالات سابقة وشاهدنا كيف اذهلت الجميع مكتشفوها الباحث كارتر واعوانه والممول للحملة اللورد كارنرفون الذي اختال بكشفه العظيم وتصدرت صورته كافة الصحف في بريطانيا ودول الغرب جميعها لفترة من الزمن. وأذهلت كذلك كل المهتمين بمجال الادب والرواية والسينما فما حدث بعد العام 1923 كان يشكل مادة خصبة للغاية لهذا الفريق ويشكل خميرة قابلة للتشكيل كما يريدون يبهرون بها العالم ويقدمونها في صورة روايات خيالية وافلام تحقق اعلى المبيعات في العالم كله. ماذا حدث بالضبط في العام 1923 ميلادية وما بعده ؟
استكشف هذه المقالة
وفاة مفاجأة للورد كارنرفون
في العام 1923 ميلادية اخذت حمائم الموت روح اللورد البريطاني الثري كارنرفون والذي عاد بدون ما كان يستحقه بحكم القانون المصري وبدون التابوت الذهبي ولكن عاد مكتفيا بتاج المجد بأنه صاحب وممول هذا الكشف المهول الذي جعله حديث العالم لعدة سنوات ونال مالم يكن يتوقعه ابدا. ولكن كيف حدثت الوفاة ؟ هذا هو اللغز الذي بدأ ينسج خيوطه الرفيعة ويحير الجميع من بعد ذلك.
كان اللورد كارنرفون في صباح يوم مشمس يحلق ذقنه كعادته وأثناء حلاقته جرح ذقنه جرح خفيف لم يعره اهتمام مثلما يحدث معنا جميعا. بعد ايام ظهرت على كارنرفون اعراض غريبة لحمي شديدة شبيهة بأعراض حمى التيفود ولكنها ليست حمى تيفودية ولم يستطع الاطباء تشخيصها ابدا. ساءت حالة اللورد فبدأ يهلوس ويتحدث بدون وعي عن هلاوس سمعية وبصرية ولكن الغريب ان كل الهلاوس عن فراعنة يطاردوه ويحوطوه ويريدون الانتقام منه لسبب ما, ويصرخ مذعورا ويهتف بأنه يريد الهرب منهم وان ينقذه منهم احد. ظل في هذه الحالة الصعبة الحرجة ايام ثم توفي تاركا خلفه لغزا خطيرا حيث كان يشغله قبل هذا الحدث شيئين. الاول حجم الانجاز وفخره واعتزازه به. والامر الثاني الجملة التي دونها كارتر وحفظها اللورد كارنرفون عن ظهر قلب فقد كانت توقع بقلبه خشية ورعب لا يعرف مصدره. كانت الجملة التي حفرها الكهنة على باب المقبرة الذهبية “سيطوي الموت بجناحيه, كل من يقلق الملك”. وها قد حدث ان طوي الموت بجناحيه روح الممول الاساسي لرحلة الكشف عن المقبرة العجيبة.
توالي الوفيات الغريبة وظهور مصطلح ” لعنة الفراعنة “
لو اقتصر الامر على اللورد كارنرفون لما تسبب في عظيم الاثر لفترة طويلة بل كان سيشكل دوامة في قلب الماء لن تستمر كثيرا وتذهب. ولكن الامر ظهرت له عواقب غريبة بل في منتهي الغرابة. شهدت الفترة بعد العام 1923 ميلادية توالي وفاة عدد 23 فرد من افراد البعثة التي قادها كارتر للكشف عن مقبرة توت عنخ امون. الجميع توفي في فترة متقاربة بأسباب مختلفة ولكن ماتوا واخطتفهم الموت فعلا وشكل ذلك صدمة عنيفة تصدرت بسببها هذه الغرائب صفحات الجرائد مرة اخري ولكن ظهر في هذه الفترة لأول مرة مصطلح جديد اثار ضجة كبيرة اعلاميا, وهو ” لعنة الفراعنة “. البعض اتفق على وجود لعنة ما تتسبب في قتل كل من يقترب من مقابر الفراعنة بفعل سحر ما او بسبب اي شئ غامض وصدقوا في هذا الخبر , واخرون كان على رأسهم كارتر نفسه وزوجة اللورد كارنرفون كانوا يقاومون هذه الفكرة التي سخروا منها واعتبروها مثيرة للضحك واعتبرها كارتر في كل ندواته ولقاءته عبارة عن دعابة اعلامية يتم استغلالها لنشر نسخ اكثر من الكتب وتحقيق ارباح من المنتجات الادبية والافلام السينمائية ليس اكثر. ولكن حدث شئ غريب اثار الزوبعة مرة اخرى وهي اصابة أرملة اللورد كارنرفون بذات الحمي وبنفس اعراض الهلوسة والصراخ ثم توفت هي الاخري وهي لم تصل بعد لسن الاربعين.
وأضاف هذا الحدث كثيرا من الدهشة والغرائبية على الموضوع بأكمله. ما سر هذه الحمى وكيف تحدث؟
لغز لعنة الفراعنة يزداد تعقيدا
اللغز بدأ مع اللورد ثم توالت وفيات اعضاء حملته الكشفية التي قادها كارتر وظل كارتر وارملة اللورد يواجهان عواصف الكتاب والصحفيين الذين يهوون الاثارة وراحوا يروجون بكل ما اتاحه الزمان لهم من امكانيات واصبحت ظاهرة ولغز كبير اسمه ” لعنة الفراعنة ” , وليس للفرد قبل بمواجهة المجتمع والمجتمع في بدايات القرن العشرين كان يسعي سعيا حثيثا وراء الاثارة وكل ما تثيرها في المتابعين لتحقيق ترويج للغز ما دعائيا والكسب من خلفه للدولارات والشهرة الواسعة. ولكن الحجر الضخم الذي قذف بعد هذا في الماء المتماوج كان طريقة وفاة ارملة اللورد كانروفون والتي كانت من اشد المعارضين لفكرة وجود ما يسمي بلعنة الفراعنة. ماتت السيدة وتركت خلفها جدلا لن ينتهي بسهولة ابدا. خاصة ان الطب في هذا الوقت لم يستطع ان يشخص او يعرف السبب الحقيقي لهذه الحمي الغريبة وما تسببه من هلوسة ولم يعلم احد لماذا يظهر الذعر على المصاب من مطاردات يراها بعقله او خياله يقوم فيها الفراعنة بافزاعه ومحاولة ضربه وتعذيبه!!
أضف تعليق