هل حاولت من قبل كتابة سيناريو لفيلم سينمائي وانتهت محاولاتك -فى كل مرة- بالفشل؟.. هل أضعت أسابيعاً في العمل على السيناريو ثم اكتشفت في منتصف الطريق إنه كان بإمكانك كتابته بشكل أفضل؟.. تملك أفكاراً، وكلما شرعت فى الكتابة تدرك أن ينقصك منهج الكتابة السينمائية الذى يختلف اختلاف جذري عن أسلوب السرد الاعتيادى؟.. كل هذا كان يحدث لأنك اتبعت الطريق الخطأ، أو بسبب نقص في معلوماتك عن عملية الكتابة السينمائية، وهذا ما سنحاول أن نوضحه لك بإيجاز في النقاط التالية:
كيف تكتب سيناريو سينمائي لفيلم ؟
1[icon type=”film” size=”16″ float=”right” color=”#db5200″] تمهيد :
كي نفهم أولاً طبيعة العمل الذي سنقوم به، فكان لابد من طرح ذلك السؤال في البداية “ما المقصود بالسيناريو”.. والإجابة باختصار: السيناريو هو عبارة عن وصف كتابي لكل ما يدور على شاشة السينما، من صورة وأصوات وحوار ومؤثرات صويتة وديكور.. وما إلى ذلك..
2[icon type=”film” size=”16″ float=”right” color=”#db5200″] الملخص :
يجب إعداد ملخص لأحداث السيناريو الذي أنت بصدد كتابته في عدد (3 – 5) صفحات.. للآسف كثيرون لا يعيرون اهتماماً لتلك الخطوة، ويبدأون فى عملية الكتابة مباشرة دون إعداد ملخص للأحداث، وذلك يستبب فى عرقلة عملهم، وتوقفهم أكثر من مرة لمراجعة الأحداث السابقة، وفى النهاية يفاجئون بأن العمل خرج في صورة مغايرة عن تلك التى تصوروها في البداية..
فالملخص هو خريطتك المبين عليها طريقك الذي ستسلكه من البداية وإلى النهاية، وبوجود الملخص تصبح عملية الكتابة أيسر وأكثر إمتاعاً..
3[icon type=”film” size=”16″ float=”right” color=”#db5200″] خلق الشخصيات :
يجب أن تكون لكل شخصية دور في دفع عجلة الأحداث إلى الأمام، فلا تثقل السيناريو بشخصيات ليست مؤثرة، فتلك الشخصيات ستمثل عبء عليك لاحقاً..
قم بعمل ملف لكل شخصية، وسجل به الخلفية التاريخية الخاصة بها، ودون به معلومات حول السمات الشخصية، والطباع، وكل التفاصيل التي قد تخطر بذهنك، فهذا من شأنه أن يضفى المصداقية على شخصياتك، ويحولها إلى شخصيات حية يتفاعل معها المتلقى..
4 [icon type=”film” size=”16″ float=”right” color=”#db5200″] تقسيم السيناريو :
السيناريو ينقسم إلى ثلاث فصول رئيسية (التمهيد – الذورة – الحل)
[icon type=”circle-arrow-left” size=”default” float=”right” color=”#2d476c”] الفصل الأول : يختص بالعرض للشخصيات، ويمهد لواقعة التصادم بين القوى المتعارضة بالأحداث.
[icon type=”circle-arrow-left” size=”default” float=”right” color=”#2d476c”] الفصل الثانى : هو الجزء الذي تتطور فيه الأحداث تطوراً عنيفاً، ويحتدم الصراع بين شخصيات العمل حتى يبلغ ذروته.
[icon type=”circle-arrow-left” size=”default” float=”right” color=”#2d476c”] الفصل الثالث : هو الجزء الأخير الذى تتضح فيه الرؤية أمام المشاهد، وتُحل الألغاز، ويصبح كل شئ منطقياً..
5 [icon type=”film” size=”16″ float=”right” color=”#db5200″] المشهد :
المشهد هو وحدة بناء السيناريو .. وهو يبدأ وينتهي بالانتقال من مكان إلى مكان أو من زمان إلى زمان.
رأس المشهد تتكون من أربعة أجزاء، تتضمن (رقم المشهد) وكذلك الإشارة إلى توقيت حدوث المشهد (ليل أو نهار) وأحياناً يستخدم الشروق والغروب، وأيضاً توضيح طبيعة المكان (داخلى أو خارجى)، أما الجزء الرابع والأخير فهو يكون مكان المشهد، وتكتب رأس المشهد بهذا الشكل المبين:
أحياناً يضاف إلى العناصر الأربعة الرئيسة عنصر خامس لتوضيح بعض الحالات الاستثنائية، ومن أمثلة ذلك إضافة:
[icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right”] الشهر/ السنة/ الفصل : وهذا إذا كانت مشاهد السيناريو تتفاوت في الفترات الزمنية.
[icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right”] فلاش باك : لتوضيح أن ذلك المشهد يدور في الماضى.
[icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right”] بعد مدة : تستخدم داخل المشهد الواحد لتوضيح حدوث نقلة زمنية بسيطة فى نفس المشهد.
[icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right”] فوتومونتاج : تستخدم للتعبير عن أن المشاهد القصيرة التالية مرتبطة ببعضها “كمشاهد المطاردات مثلاً”
[icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right”] قطع متبادل : لتوضيح أن المشهد التالي يدور في نفس الوقت ولكن في مكانين مختلفين “كمشاهد المحادثات التليفونية”
6 [icon type=”film” size=”16″ float=”right” color=”#db5200″] شكل الكتابة :
تنقسم صفحة السيناريو إلى عمودين رأسيين، أولهما يقع بيمين الصفحة ويشغل منها مساحة الثلث، وهو العمود المخصص لكل ما يتعلق بالصورة من “وصف للشخصيات – والحركة – والإضاءة – والديكور.. وشرح كل ما هو مرئي”، أما الجزء الآخر فيشمل المساحة المتبقية من الصفحة، وهو الجزء الخاص بالصوتيات “كالحوار، والتعليق الصوتى، والمؤثرات، والموسيقى… إلخ”..
ملحوظات :
[icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right”] السيناريو يكتب بصيغة المضارع دائماً..
[icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right”] السيناريو يخلو من أي تشبيه أو تورية أو كناية، فأنت فقط تصف ما يدور على الشاشة، والشاشة لا تعرض التشبيهات.. بمعنى: لا يمكن كتابة “وانقض محمد عليه كالأسد” لأن المشاهد لن يرى على الشاشة أسداً، ولكن تكتب مثلاً “ينقض محمد عليه ويسدد إليه اللكمات”
7 [icon type=”film” size=”16″ float=”right” color=”#db5200″] الحوار :
عام 1927 أطلقت شركة WB “وارنر برازر” فيلم “The Jazz Singer” وهو أول فيلم ناطق، ومنذ ذلك الحين تخلت السينما عن صمتها نهائياً، وأصبح للحوار ضرورة قصوى، وأصبح جزءاً لا يتجزأ من العمل الفني السينمائي لدرجة أنه كان أحياناً يسند لكاتب مستقل عن كاتب السيناريو، وترجع أهمية الحوار لعدة أسباب سنوردها موجزة فى النقاط التالية:
[icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right”] دفع الأحداث للأمام : فنحن كما ندرك الحدث من خلال الصورة كذلك ندركه من خلال الحوار الدائر بين الشخصيات، ولكن يجب مراعاة ألا يكون الحوار مباشراً مملاً، ولا غامض مرهقاً للمتلقى.
[icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right”] تقديم المعلومات : تلك هي مهمة الحوار الأولى، فالحوار هو لسان الكاتب الذي يوضح من خلاله للمتلقى المعلومات التي تقوم عليها قصته، خاصة إن كانت القصة تقوم على نظريات علمية مثلاً لن يفهمها إلا المتخصصين، فعلى الكاتب توضيح تلك المعلومات على لسان إحدى شخصياته.
[icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right”] الحوار يكشف طبيعة الشخصية : وهذا خطأ شائع، يقع فيه كثير من الكتاب، فالحوار كما يقدم المعلومات ويساهم فى دفع حركة الأحداث وتدفقها، فهو أيضاً يعبر عن كل شخصية، ومن خلاله نتعرف على “مستواه الاجتماعي، التعليمي، والبيئة التي نشأ بها”.. فلا يمكن أن نجد الضابط يتحدث بنفس الأسلوب الذى يتحدث به الطبيب أو المهندس أو تاجر المخدرات أو الجزار..
8 [icon type=”film” size=”16″ float=”right” color=”#db5200″] معلومات هامة :
[icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right”] استخدم حجم فونت 14، ومسافة بين الأسطر 1.5سم.
[icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right”] حساب الوقت: ورقة السيناريو تعادل دقيقة على الشاشة، بمعنى أن السيناريو المكتمل يتراوح عدد صفحاته من (110 – 130) صفحة.
[icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right”] لا تفرط فى وصف أوضاع الكاميرا وحركاتها، فذلك صميم عمل المخرج.
[icon type=”arrow-left” size=”default” float=”right”] لا تنظر للخلف “خاصة إذا كان ذلك عملك الأول” فعملية المراجعة سيأتى وقتها في النهاية، فلا تعرقل نفسك بها.