التفريق بين الخرافة والحقيقة العلمية هو أمر ليس متيسرًا لكثير من الناس، حيث تنتشر الخرافات ويدسها الناس بين الحقائق العلمية بقصد أو بدون قصد، حتى أن البعض يقوم بخلط الخرافة بالحقيقة فتخرج لنا حقيقة مشوهة. في الواقع، كمية الخرافات الموجودة أكبر بكثير مما تتخيل، والمعلومات العلمية الصحيحة التي يعرفها الناس لا تتجاوز المبادئ الأساسية للعلوم. لذا ستجد كل يوم من يخبرك بخرافة على أنها معلومة موثوقة، كيف تحدد ملامح الخرافة وتستطيع التفريق بينها وبين الحقيقة العلمية؟ اتبع تلك الخطوات البسيطة لتحدد ما هو صحيح وما ليس له أي أساس من الصحة.
ما تحتاج إلى معرفته من أجل التفريق بين الخرافة والحقيقة العلمية
ابتعد عن المصادر المتحيزة من أجل الفصل بين الخرافة والحقيقة العلمية
نعم قد يكون هناك بعض العلماء المتحيزين، وحتى مراكز علمية كاملة قد تتحيز لاتجاهات معينة وترفض تقبل الحقائق والنظريات العلمية المثبتة. ستجد الكثير من وكالات الأنباء التي قد تحرف الحقائق العلمية لخدمة أجندتها الثقافية. لا توجد قوائم ثابتة ومؤكدة بالمصادر المتحيزة، لكن من خلال خبرتك في البحث عن الحقائق العلمية، ستتعرف على المواقع التي تحترم عقل القارئ وتقدم له المعلومات المجردة ونتائج البحث من العلماء أنفسهم دون تحليلها اجتماعيًا أو ثقافيًا. سيكون بإمكانك بمرور الوقت تكوين مجموعة من المواقع التي تعتبر ذات مصداقية علمية، وفي نفس الوقت ستكون قائمة بالكثير من المواقع المتحيزة والتي ستبتعد عنها بأكبر شكل ممكن.
ما هي ملامح الخرافة؟
قبل أن تستطيع التفريق بين الخرافة والحقيقة العلمية عليك أن تعرف ملامح الخرافة، غالبًا ما تكون الخرافة واضحة، فهي إما تتمثل في حكاية شعبية قدمت تفسيرًا لظاهرة علمية، أو أسطورة من الأساطير شاعت بين العامة. أو أن يكون الأمر عبارة عن ضعف في معرفة عامة الناس بالعلوم. فيقدمون التفسيرات الخاطئة والشائعة. كلما انخرطت في قراءة الحقائق العلمية، ستتكون لديك صورة عن ملامح الخرافة وستتعرف إليها بسرعة، فهي إما تحوي أرقامًا مهولة أو تناقضًا صارخًا لأبسط القوانين العلمية. حتى أنك قد تجد تناقضًا منطقيًا واضحًا فيها. وعادةً ما تتعلق مواضيع الخرافة بالقوى الخارقة مثل الشعور بالحظ السيء طوال الوقت أو المتعلقة بالأحلام وما يخص شريك الحياة الآخر وغيرها من الأمور التي تعتمد على الحدس في اعتماد المعلومات.
تابع الدراسات العلمية حتى تمتلك القدرة على التفريق بين الخرافة والحقيقة العلمية
قد تصبح الخرافة حقيقة وتصبح الحقيقة خرافة بتقدم البحث العلمي، فالعلم يفاجئنا كل يوم باكتشافات جديدة وإثبات خطأ للكثير من النظريات التي اعتاد عليها الناس. الطريقة الأفضل لمواكبة هذا التطور هو أن تتابع الدوريات العلمية بانتظام، اقرأ أحدث الدراسات والتحليلات. من خلالها ستكون ذا قدرة كبيرة في تحديد المعلومات التي ينقضها العلم والنظريات التي يؤكدها أو يحاول إثباتها. افهم الفرق بين النظرية والحقيقة والفرضية، وما هي محاولات العلماء لإثبات كل منها.
كن صاحب منهج علمي في التفكير
الجهل هو سبب انتشار الخرافات، فالناس لا يقرئون ولا يعرفون ما هو المنهج العلمي في التفكير. وهم يستبدلون الإثباتات العلمية بما يسمعوه على المقهى أو العناوين القليلة التي يقرئونها في الجرائد. فلا ينمو عندهم المنهج النقدي في التفكير والرد على الخرافات. إلى أن يصبحوا فريسة سهلة لاعتناق أي معلومة تصل إليهم. حتى إذا لم يكن لأصدقاءك والناس في الشارع اهتمام بالعلم، ستجد نفسك مضطرًا لتفسير وإثبات بعض الظواهر والنظريات الطبيعية. لذا، ابتعد عن النظريات الشائعة بين عامة الناس، فهي غالبًا ما تكون إما صحيحة أو غير دقيقة. إذا أردت الحكم على نظرية معينة، استخدم المنهجي التجريبي العلمي إذا كان بإمكانك عمل تجربة بسيطة للتأكد، أو أن تستخدم المنهج الاستدلالي العلمي في استنتاج الحقائق والنظريات العلمية.
في النهاية، اعلم أن مدى معرفتك بالحقائق العلمية الصحيحة وإدراكك للخرافات المنتشرة، سيساعدك في نشر المعلومات الصحيحة بين الناس، مما سيساعد في انتشار الصواب وأن يغلب الخطأ. وستكون قد ساعدت نفسك في معرفة ما هو مُثبت حتى الآن وما يبحث فيه العلماء. في كل الأحوال سيكون الأمر ذا فائدة كبيرة لك ولمن حولك. وسوف تمتلك القدرة على التفريق بين الخرافة والحقيقة العلمية بكل سهولة.
أضف تعليق