كيف تصل الى القمة ؟ وكيف تحافظ على وجودك في القمة وعلى النجاح والتميز

تقول الحكمة الشهيرة ” من السهل ان تدرك القمة, ولكن الصعب ان تحافظ عليها “. وهي حكمة صحيحة الى حد كبير. انت قبل ان تصل الى القمة والنجاح والتميز تسعى وتصعد في طريق لاعلى لا تستريح فيه الا عندما تدرك القمة. هنا جرت العادة ان تستريح, في الوقت الذي يسعى غيرك من المنافسين ان يصلوا لنفس القمة, فتكون النتيجة ان يزيحك عنها ليملائها هو. فيكون الطبيعي ان تهبط انت بعد ان كنت على القمة. اذن ما العمل؟

استراتيجية النفس الطويل

عندما تحدد لنفسك هدف احرص تماما ان يكون هدفا مستمرا وقد تحدثنا في هذا الامر قبل ذلك. الهدف المستمر هو هدف له ابعاد اخرى اي تحققه كي يمتد منه هدف اخر تسعي اليه, واستراتيجية النفس الطويل هي الاستراتيجية والمنهجية التي يتدرب عليها لاعب الماراثون مسافات طويلة , والسباحة لمسافات طويلة, والمغامرين الذين يصعدون قمم الجبال, والطلاب الذين يدرسون في الجامعة. النفس الطويل ان يكون لديك من الصبر والمثابرة ان تجتهد وتستريح اثناء فترات العمل والجهد, وتنظم مجهودك بحيث تستمر في قمة النشاط اطول فترة ممكنة, وتتناول قدر من الراحة بحيث تحافظ على تنشيط خلايا جسمك وقت بعد وقت, وتروح عن نفسك وتكسر الروتين الممل ساعة بعد ساعة. وتحدد الهدف بوضوح ولا تحيد عنه مهما كانت المؤثرات الخارجية, ومهما تنازعتك الظروف الخارجية. تتعامل مع يوميات الحياة ولكن تحرص على ان تستمر في قمة التركيز على الهدف الاول ولا تحيد عنه, ومهما واجهتك من صعوبات تحافظ على الحماس والرغبة في كسرها وتجاوزها مهما بلغت التضحيات.

تنظيم الوقت

الوقت واحد عند الجميع, اليوم لا يساوي اكثر من 24 ساعة, والفارق بين شخص وشخص هو الكيفية التي يقوم فيها بتنظيم وقته . هناك اشخاص لا تهتم كثيرا بتنظيم الوقت, يترك المسألة للظروف ايا كانت ويكيف نفسه عليها وهذا قمة الخطأ. انت يجب ان تدير وقتك لا العكس, فقم بتحديد ساعات النوم, وساعات الراحة والترفيه, وساعات الجلوس مع الاسرة والاصدقاء, وساعات منتظمة للعمل او المذاكرة. هذا التنظيم جدواه تكمن في الالتزام به, وتستطيع ان تري نتيجة التنظيم في الجهات والاشخاص اصحاب النجاحات الكبيرة فستجد النظام جزء اساسي من هذا النجاح.

واصل الصعود ولا تتوقف

لا تنتظر قمة ستجلس عليها وتستريح في هذه الدنيا, فربك الكريم قال في كتابه المحفوظ “لقد خلقنا الانسان في كبد” صدق الله العظيم. أي ان الانسان يعيش حياته في مكابدة وتعب واجتهاد, وذلك من اجل اعمار الارض وتحقيق النجاح والخير والنماء للانسانية كلها. ابحث عن دور تقوم فيه بتحقيق ذاتك, ابحث خلف النطاق الذي تتميز فيه, تعلم ثم تعلم ولا تتوقف عن التعليم ابدا. تذكر المقولة “خذ العلم من المهد الى اللحد”. العلم سلاحك الذي ستستكمل به خطواتك في المستقبل, فكلما استزدت منه ادركت النجاح في مستقبلك. لا تفكر في القمة على انها المنتهي, بل انظر اليها على انها مجرد محطة ستشق منها طريق اخر واجتهاد اخر لقمة اخرى لم يفكر فيها احد غيرك, ومنها الى قمة اخرى في مسيرة لا تنتهي.

كيف تصل الى القمة

بعد ان تحدثنا في كيفية تنظيم الوقت, وتحديد الهدف وكيف يكون الهدف مستمرا في الزمن, وكيف تثابر وتتعلم الصبر في احتمال الصعوبات ومواجهتها. تعالوا لنستكمل ما بدأناه معا.

القمة شئ افتراضي

الانسان يسعي للوصول الى قمة النجاح, وقمة النجاح عبارة عن قمة افتراضية غير موجودة الا في خيال الشخص الطموح. وما دامت هي قمة افتراضية لماذا لا نجعلها اعلى ارتفاعا, وسقفها مفتوح, ولماذا لا نفكر في انها تسع الجميع ونشارك في العمل الجماعي للفوز معا وبروح الفريق التي تنهض بالمجتمعات وبالبلاد افضل الف مرة من العمل الفردي. اسعي ايها الانسان لتحقيق نجاحك واسعي للاخرين في ان تتعاون معهم , ساعد من يسلك طريقا اليك, يسر الله لك غيرك يمد اليك يده.

الانسان بطبعه مغامر

الانسان بطبيعته مشاكس لطبيعته التي يعيش فيها, ميال بفطرته لاكتشافها والبحث خلف تحقيق الانجاز والنجاح بكل صورة, لذلك تجد نوع من البشر يهوى صعود وتسلق قمم الجبال المرتفعة, فتسمعون عن قمة افريست وهي اعلى قمة في العالم تصل بارتفاعها الى 8000 كيلو متر اعلى سطح البحر وموجودة في التبت على حدود الهند. كثير من المغامرين من كل انحاء العالم اجتهدوا في تسلق هذه القمة التي فيها الكثير من الصعوبات والتعجيزات ومع ذلك استطاعوا ان يحققوا الهدف ووصلوا الى القمة وصوروا المشهد من اعلى قمة في العالم. السؤال هل اكتفوا بذلك؟ لا يعاودون البحث عن تحدي اخر وقمة اخري في اي تحدي اخر ويجتهدون لتحقيق النجاح فيها, وهذا ما نؤكد عليه الهدف المستمر الذي يخرج من كل هدف تم تحقيقه هدف اخر ابعد واعلى, والاصرار وروح التحدي والمثابرة والصبر الجميل, وتنظيم الوقت والمجهود وتحدي الفشل حتي لو حدث فهو ينظر للفشل علي انه محطة يكمل بعدها ويعدل لا يتوقف ويحبط. فتكون النتيجة في النهاية انتقال من نصر الي نصر, ومن نجاح الي نجاح.

اقرأ كثيرا عن قصص النجاح

احرص كثيرا على قراءة قصص حياة لاناس نجحوا في حياتهم, اقرأ السير الذاتية باهتمام فكاتبها انسان يقدم عصارة خبرته الحياتية على طبق من ذهب لك. اقرأ واعرف كيف واجه الصعوبات, وكيف تغلب على لحظات الضعف والفشل, وكيف حقق النجاح وكيف حافظ على النجاح وانتقل به من مجال لمجال ولم يتوقف. ارشح لكم قراءة السيرة الذاتية القصيرة التي تحدث فيها الشاب ارون االبالغ من العمر 27 عام وهو مليونير يمتلك 100 مليون دولار ويرأس شركة بوكس للتخزين السحابي الشهيرة في الولايات المتحدة.