هو شهر الرحمة والاستغفار والغفران، وهو شهر الحكمة والعلم والانتصار، صفات كثير نطلقها على الشهر الفضيل رمضان، وكلها تدلنا على عظمته والفوائد التي يمكن ان نحصل عليها ونستفيد منها في هذا الشهر، لكن العديد من الناس يغفلون عن العديد من هذه الفوائد، ولا يعيشون في رمضان الا اجواء المسلسلات، والسهرات، والعصائر، والحلويات، وغيرها ولكن ان تجاوزنا عن هذه النقاط، واردنا ان نخوض في فوائد هذا الشهر والتي اكثر من نحصيها في مقال واحد فمن الاجدى لنا، ان نستفيد منه ، هو شهر يجب علينا استغلاله، هي فرصة لتغير الكثير من العادات والسلوك، فمن المستغرب الا نستغلها، والاغرب انها تأتي الينا كل سنة ونمر بجانبها مرور الكرام، وهنا لا اقصد باستغلال هذا الشهر دينيا، فهذا الموضوع يتم اشباعه كل عام من قبل العلماء والمشايخ، ولكن اقصد وببساطة لما لا تستغله اجتماعيا وصحيا وعمليا ؟ اذا سألتني كيف ؟ وساجيبك بالاتي :
سبع نصائح لتستفيد من رمضان اجتماعيا وصحيا
الفوائد التي يمكن ان نحصل عليها من شهر رمضان المبارك ونستفيد منها
العمل : هنا هذه النصائح توجه للذين يقومون باعمال كتابية، اومهنتهم تتطلب مراجعات في البيت، اوطلاب العلم، فحيث يبدأ الصيام بعد صلاة الفجر، وبالتالي هناك وقت بين البدء بالصيام ووقت العمل بحوالي الساعتين، هذا الوقت بالذات، وحيث يسود السكون، هو افضل الاوقات لهذا النوع من الاعمال، فتكون القدرة على التركيز في النقاط والابداع في افضل وقت ،ومن الامور الملفتة للانتباه، ان الدول المتقدمة والغربية، تبدأ العمل اليومي تقريبا في حوالي الساعة السابعة، وبالتالي ترى الموظفين يتجهون الى اعمالهم باكرا في موعد الفجر عندنا، الا ان الدول العربية وبطريقة مستغربة تؤجل مواعيد العمل ساعة اضافية في رمضان، وهو امر ينافي المنطق .
أما من يقول بإن العمل في رمضان يؤدي الى الانهاك والتعب نتيجة نقص السوائل والطعام ، وبالتالي يتطلب تخفيض ساعات العمل، فلن اجيبه بتعداد عدد الفتوحات والمعارك والغزوات التي تمت في الشهر الفضيل، بل ساقتبس من رئيس اللجنة الطبية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) كوننا نعيش اجواء بطولة كاس العالم والذي اشار : ( اجرينا دراسات مهمة مع طبيب الاتحاد الجزائري لكرة القدم، كانت غاية في الايجابية، عموما اذا التزم اللاعب بقواعد الصيام كما يجب، يمكنه التاقلم سريعا )، علما ان لاعب كرة القدم يفقد السوائل والاملاح بصورة اسرع ممن يمارسون اعمالهم ضمن المكاتب، والخلاصة انه فعليا يمكن زيادة العمل في الشهر الفضيل لا انقاصها .
تغيير عادات الطعام : اما الذين في الاساس عاداتهم في الاكل سليمة، فهو شهر سهل بالنسبة لهم، يساعدهم ويساعدونه، واما من كانت عاداتهم تتسم بالازعاج لبدنهم، والازعاج لجيبهم، وعدم الترتيب، فهو الشهر والوقت المناسب ليغيروا تلك العادات، وليقتنوا اسلوب جديد في الطعام، فهناك من يأكل قبل ان يشعر بالجوع، وبعد ان يشعر بالجوع، وبعد الشبع، ففي رمضان ستتعلم كيف تصبر على الجوع، وكيف لا تهرول الى الثلاجة لتناول طعام ما، ستتعلم كيف تقاوم المغريات، حتى يرتاح بدنك، وبالتالي نفسيتك، كل هذه الدروس اذا طبقتها بعد انتهاء الشهر الفضيل . ستشعر بالرضا والفائدة .
تخفيف الوزن : اذا ربطنا هذه النقطة بالنقطة السابقة، سنلاحظ كيف يؤثر اسلوب تناول الوجبات في رمضان على انقاصها، وبالتالي يفيد في التخلص من الوزن الزائد . وهنا لا نقصد الوصول الى الوزن المثالي، بل التخلص من بعض الكيلوغرامات الزائدة، وهو افضل من ابقائها . فمن الخطأ ان تبدأ شيئا وتنهيه دون فائدة، اذا كنت تستطيع ان تصبر حوالي الستة عشرة ساعة دون طعام، فتناول وجية الافطار، ونسقها على وجبات خفيفة حتى الامساك، لكن ان لا تكون كل وجبة عبارة عن افطار بحد ذاته .
علاج للعديد من الامراض : خلصت العديد من الدراسات ان الصيام يفيد في الاتي : امراض الجهاز الهظمي، يخفف من نسبة السكرفي الدم ، يقلل من ارتفاع ضغط الدم، يساعد على تقوية جهاز المناعة عن الانسان، ويساعد في ازالة السموم، ولن اخوض في تفاصيلها كونها تحتاج الى اكثر من مقال، ولربما افردت مقال خاص بها .
التخلص من بعض العادات السيئة : وهذه النقطة تتطرح في رمضان كل عام، وستبقى تطرح عن العادات السيئة والمضرة بالصحة، والتي يمكن ان نتخلص منها في رمضان، كالتدخين مثلا، فلا اعرف سر بقاء الانسان على عادته، اذا كان هو نفسه يستطيع الامتناع عن التدخين لمدة ستة عشر ساعة، فلما لا يحاول اكمالها حتى الاقلاع، اوعلى اقل تقدير تخفيفها .كذلك من العادات السيئة نطق الالفاظ البذيئة، والتي هي عادة عند البعض، وحيث لا يجوز النطق بها في رمضان لحرمة الشهر، فمن الاولى الالتزام بعد انتهاء الشهر الكريم .
تنمية العلاقات الاسرية : هي فرصة لتنقية الاجواء الاسرية من الشوائب، وزيادة اواصرها، ففيه تكثر الدعوات والزيارات، وفيه تكون النفس اصفى للتصالح، فعلينا استغلال قدوم رمضان لبدء صفحة جديدة اقوى وامتن من العلاقات الاسرية .
زيادة العلاقات مع الجيران : وكما هي فرصة للاستغلال في علاقاتنا الاسرية، هي فرصة لزيادة العلاقات مع الجيران ، عبر التعرف على الجيران، وتمتين العلاقة معهم، فمن الممكن العودة الى العادات القديمة والجميلة، والتي كانت تقضي بإن يشارك الجار جاره في طعام الافطار، اوايقاظه للسحور، اوالذهاب معا الى المسجد لاداء صلاة العشاء والتراويح، فهذه الاجواء كانت بمثابة الفرح في رمضان، وهي افضل من البقاء متسمرا امام التلفاز طوال اليوم .
علينا النصيحة، وعليك المحاولة …