تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » كيف تساعد نفسك على التغلب على الفوبيا ؟

كيف تساعد نفسك على التغلب على الفوبيا ؟

نقوم بتعريف مرض الفوبيا، وأنواع الفوبيا المختلفة، وكذلك نستعرض أهم العلاجات المتوافرة لها التي يمكن للإنسان القيام بها بنفسه من أجل التغلب على الفوبيا .

الفوبيا

من أجل التغلب على الفوبيا يجب أن نعرف أن الخوف العادي غريزة إنسانية، وهو حالة يشعر بها كل إنسان في حياته العادية حين يخاف مما يخيف كالحيوانات المفترسة، فهو خوف طبيعي من خطر حقيقي ولكن الفوبيا، والتي تعرف أيضًا بالرهاب، أو كما متداول بين الناس، حيث يطلق على الشخص المصاب بالفوبيا اسم ‘الخواف’ هو خوف مرضي مما لا يخيف في العادة، ولا يعرف المريض له سببا، وقد يكون وهميا، كبعض المخاوف الغريبة ولا يستند إلى أساس واقعي، ولا يمكن التخلص منه أو السيطرة عليه، وهنا يتبادر إلى أذهاننا كيف نفرق بينه وبين الخوف العادي، في الحقية يمكن معرفة ذلك بسهولة بحسب نوع المخاوف، في هذا المقال نستعرض مرض الفوبيا، ونقدم الكثير من العلاجات البسيطة له.

الفوبيا، ما هي وكيف تقوم بعملية التغلب على الفوبيا ؟

مرض الفوبيا

لكل شخص مخاوفه وقد تتفاوت من شخص لأخر ولكن إذا زادت حد الرعب المرضي فهذا ما نطلق عليه الفوبيا، وفي معظم الأحيان تعود جذور المرض إلى طفولة الشخص، وغرس تلك المشاعر منذ الصغر، كتخويف الأطفال، وعقابهم والحكايات المخيفة وخوف الكبار الذي ينتقل بالمشاركة الوجدانية والإيحاء والتقليد أو تلك التي تنجم عن الشعور بالإثم والذنب وبعض الظروف الأسرية المضطربة الناتجة من الشجار المتواصل والانفصال والطلاق وغيرها. في السطور القادمة نستعرض أساليب التغلب على الفوبيا بسهولة.

أعراض الفوبيا (الرهاب)

تحدث الأعراض عند مواجهة الشيء أو الموقف الذي يخيف الشخص أو بمجرد التفكير به وتظهر الأعراض على هيئة:

  • إجهاد وصداع وإغماء وارتجاف بالكلام والتبول اللاإرادي في بعض الأحيان.
  • أفكار وسواسية والامتناع عن السلوكيات العادية، كتناول الأكل في المطاعم، والامتناع عن التنزه، أو الرياضة، أو حتى مغادرة المنزل، أو عبور الطريق.
  • تصبب العرق، والتقيؤ وألم الظهر، وضيق التنفس والشعور بالاختناق والغثيان.
  • صعوبة البلع وازدياد ضربات القلب والهلع والصراخ ونوبات من الغضب والبكاء الشديد.
  • ضعف الثقة بالنفس،والشعور بالنقص والتردد وتوقع الشر والانسحاب واللجوء للعزلة.
  • ونجد أحيانا في بعض الأعراض ما يسمى بالسلوك التعويضي : (كالنقد والسخرية والتهكم وتصنع الوقار أو الجرأة والشجاعة) أو نجد تهاون واستهتار واندفاع وسوء سلوك.

أنواع المخاوف المرضية الشائعة والغريبة

  • الفوبيا من النساء والرجال والغرباء أو الأقارب.
  • الفوبيا من الأماكن المغلقة والمكشوفة والواسعة أو المرتفعات أو وسائل المواصلات.
  • الفوبيا من الظواهر الطبيعية كالمطر والبرق والرعد والنور والظلام.
  • الفوبيا من الماء والدم والنار.
  • الفوبيا من التلوث أو الاتساخ والحشرات والجراثيم والديدان.
  • الفوبيا من الحيوانات وخاصة الفئران والقطط.
  • الفوبيا من المرض وفوبيا التسمم والسرطان أو كالخوف من الاعتداء الجنسي.
  • الفوبيا من الألم والموت والمدافن.
  • الفوبيا من الوحدة أو الزحام أو الضوضاء والضجيج.
  • الفوبيا من الإبر والأشياء المدببة.
  • الفوبيا من المدرسة والامتحانات والأطباء ومن الأسواق.
  • الفوبيا من قيادة السيارة أو من المشي.
  • الفوبيا من الأشباح والعفاريت.
  • الفوبيا من التحدث أمام الجمهور.
  • الفوبيا من تأدية الخدمة العسكرية.
  • الفوبيا من الانخداش.
  • الفوبيا من الثوم.
  • الفوبيا من الغبار.
  • الفوبيا من الزهور والحدائق أو البحار والسفن.
  • الفوبيا من الملابس الضيقة والأزرار.
  • الفوبيا من الورق أو الأرقام أو من بعض الآلات الموسيقية.
  • الفوبيا من الأضواء الصاخبة والانفجارات والدمار والزلازل والبراكين.
  • الفوبيا من الطيور أو الطيران والطائرات أو النظر لأعلى.
  • الفوبيا من صوت الهاتف.
  • الفوبيا من فقدان الهاتف.
  • الفوبيا من صوت الأبواب وغلق النوافذ.
  • الفوبيا من المرايا والألوان والشعر والذقن.

كل هذا وأكثر مما يهدد حياة الإنسان من حين للأخر، فقد تعددت أسباب المخاوف كما تعددت أشكالها وأنواعها، وبمرور الأيام يكتشف الخبراء المختصون أنواع جديدة قد لا تخطر على قلب بشر ومن أجل التغلب على الفوبيا علينا بالوقاية قبل العلاج.

التغلب على الفوبيا عند الأطفال

عدم القلق على الأولاد، وإذا تعرض طفلك لخبرة مخيفة تشرح له في هدوء، والتقليل من التحذير أو المبالغة في النقد، ومنع الاستهزاء بهم أو التخويف عن طريق الحكايات المرعبة (مثيرات الخوف)، واللجوء لأسلوب الترهيب لإطاعة أوامرك، وعدم خوف الكبار وخاصة الوالدين حتى لا تنتقل الفوبيا إلى أولادهم بالتقليد، وعلاج المناخ الأسري الذي يجب أن تسوده المحبة والعطف والحرية والاتزان، والتقليل من المشاجرات وعلاج الوالدين والأقارب في حالة عدوى الخوف.

اكتشف نفسك وساعد نفسك على التغلب على الفوبيا

عندما يتغير إدراكك ستتغير حياتك، وذلك بالوعي لما يسيطر عليك من أفكار تولد تلك المخاوف ومواجهتها حتى لا تتمكن منك ومحاولة ضبطها من أجل التغلب على الفوبيا لا الهرب منها أو تجاهلها، وسوف تسترد ثقتك بنفسك عند مواجهة المواقف المختلفة التي تخيفك وتعيق تقدمك، وستقل مخاوفك تدريجيا حتى تختفي تماما، وتجد نفسك قد وصلت إلى مرحلة التغلب على الفوبيا بسهولة، وحاول ألا تفكر كثيرا فيما يخيفك فتوقع الأسوأ يزيد الأمر سوءًا، وتوقع الطيب يجلب الطيب فلا تكن حبيس أفكارك، ولا تدعها تتحكم بك واكد لنفسك أن ما تخاف منه ليس بالحجم الذي تتخيله، وضعها في حجمها الحقيقي ولا تضخم الأفكار السلبية وتفتح لها طريق لتغلغل راحتك وأوقاتك، لا تمنع نفسك من الشعور بالخوف بل استرخي وحدث نفسك أنه ربما يكون طبعيا ما تشعر به ودع الخوف يخرج منك بهدوء بتطبيق ما ذكرناه سابقًا وتعامل معه كمجرد شعور طبيعي سيأخذ وقته ويرحل.

تعلم ألا تخشى النقد مما يخيفك وتحدث مع الشخص المناسب

كن إيجابي وقل لنفسك أنك تستطيع التغلب على الفوبيا، فكما واجه الآخرون مخاوفهم فأنك تستطيع أن تتغلب أيضا على ما يعكر صفو حياتك، وأتخذ نموذج من أشخاص سبق لهم مواجهة مخاوفهم وتمكنوا من التخلص منا، وتعلم إستراتيجياته للتغلب على خوفك وأكتب قصة خوفك كأنها فيلم سينمائي، وأنك استطعت أن تتغلب عليها في النهاية، واندمج مع خيالك وأحيا به كأنه واقع وهذا ما يسميه علماء الطاقة “بالسر”.

استشارة الطبيب من أجل التغلب على الفوبيا

استشر طبيب مختص أو أخصائي نفسي يمتلك الأدوات التي تساعدك في التغلب على الفوبيا، سيساعدك الطبيب في إيجاد الأسباب الحقيقة والدوافع المكبوتة وراء تلك السلوكيات المرضية، وتصريف الكبت وتنمية بصيرتك فللعلاج النفسي التدعيمي له دور كبير في تنمية الثقة بالنفس، وإبراز نواحي القوة والإيجابية للفرد بتشجيع الحالة على الاعتماد على نفسها، وإكسابها مهارات وتنمية شعورها بالأمن والإقدام والشجاعة.

مخالطة الناس والتفاعل الاجتماعي السليم

من أجل التغلب على الفوبيا قم بتنقية الدائرة الاجتماعية من حولك، فالبعض يشكل السبب الرئيسي لمخاوفك بآرائهم السلبية، وبسردهم لحكايات غير مجدية عن حالات شبيهة، مما قد يزيد الأمر سوءًا، فكلما قمت بتنقية تلك الشبكة الاجتماعية وأحطت نفسك بالإيجابيين من الناس، كلما تحفزت لتطوير مهاراتك، وتشجعت على مواجهة مخاوفك، وتعلمت التفاعل الاجتماعي السليم، فقطع الدائرة مع المحيط السلبي من الخطوات الضرورية للتغلب على ما تشعر به.

استثمر وقتك وانشغل بالعمل النافع

من أجل التغلب على الفوبيا، توجد بعض العلاجات النفسية بالقراءة والموسيقى والفن أو ممارسة رياضة معينة، فمن السهل أن تكشف عن هوايتك وتتخذها وسيلة من أجل التغلب على الفوبيا ، وبعض الرياضات كاليوجا تساعد في التأمل وتفرغ شوائب الذات، مما يساهم بدور كبير في التخلص من سلبياتك الدفينة وراء الذكريات المرتبطة بالمخاوف، فالبعض قد يعيقه الخوف المرضي من العمل وحينها لابد أن تفهم أن الفشل نزرعه بيدنا، لذا من الواجب علينا نزع مسببات الفشل، وأن ننطلق نحو النجاح باستعادة قوانا، وفهم ما نمر به، وقد تجد في وقت راحتك ما يعكرها من مخاوف فأملا أوقاتك بمشاهدة التلفاز بالبرامج المفيدة، والاستماع لحلقات تنمية بشرية، وتطوير الذات، أو التنزه برفقة من تحب والخروج عن المعتاد، أو الروتين مفيد في بعض الأحيان.

الوعي الديني سلاحك للأمان

مهما كانت ديانتك، ستجد في صلاتك راحة لا مثيل لها وحديثك مع الله يجعلك دائما أقوى، وحصن نفسك دائما بالذكر الطيب، واستعذ بالله من تلك الأفكار التي تملئ قلبك وعقلك، وتهدد راحة بالك، ستساعدك كل هذه الأمور على التغلب على الفوبيا بكل سهولة.

الغذاء والماء والراحة

من أجل التغلب على الفوبيا لابد من حصول جسمك على قسط كاف من الراحة اليومية، وشرب الكثير من المياه التي بدورها تعمل على توسعة الشرايين، فالماء هو الحياة لمن لا حياة له فللماء أثر فسيولوجي على الجسم والعقل، وينعكس ذلك بالطبع على التفكير بالمخ والنظام الغذائي الجيد، الذي يريح المعدة ويقيك من شر الكوابيس والأفكار السوداء، فالراحة والضحك والتغذية السليمة وتناول الكثير من الماء كلها أمور يسيرة، ولكن لها مفعول السحر على جسم وعقل الإنسان وسوف تساعدك بكل تأكيد على التغلب على الفوبيا بسهولة.

العلاج الطبي والنفسي إذا لزم الأمر

الأمراض المصاحبة للخوف قد تحتاج لبعض الأدوية أوالمهدئات لتقليل القلق المصاحب لمثل هذه المواقف, أما العلاج النفسي فيعتمد على تخفيف معاناة المريض بوسائل نفسية، عن طريق الحديث المباشر بين المريض والمعالج النفسي، وذلك بهدف الوصول إلى الآتي: مساندة المريض، النصيحة، الطمأنة، الشرح والتفسير للدوافع النفسية المسببة للخوف، التشجيع على كيفية التخلص منها، المشاركة، التنفيس عن انفعالات المريض، الاقتناع ثم الاستبصار ومعرفة حالته.

العلاجات السلوكية والعلاج بالتنويم المغناطيسي من أجل التغلب على الفوبيا

يعتمد العلاج السلوكي سلوك الأفراد بأساليب متعددة منها :

  • أسلوب التحصين التدريجي المنظوم: ويبدأ فيه الأخصائي بتعريض المريض للمواقف المسببة لمخاوفه تدريجيا من الأقل شدة للأكثر شدة و تكرار العملية يستطيع الفرد التحكم في تلك الحالة اللاشعورية.
  • أسلوب العلاج الفيضي: يعتمد على تعريض المباشر والمطول للمثيرات المخيفة حتى يتعود عليه ويختفي شعوره بالقلق منها.

العلاج بالتنويم المغناطيسي من أجل التغلب على الفوبيا

وهو قليل الانتشار حيث يقوم الطبيب المعالج بتنويم المريض مغناطيسياً ومساعدته في الدخول بحالة من الاسترخاء العميق، وبذلك يستطيع تغيير نمط تفكيره من خلال التحدث مع عقله الباطن ومساعدته في التغلب على الفوبيا بسهولة.

عزيزي القارئ مرض الفوبيا يهدد حياة من يحيا، كما يهدد الخوف حياة من يعبر قناة على لوح خشب ضيق، وقد يكون الخوف مفيدا لتبقى على قيد الحياة، لكن في أحيان عديدة يكون الخوف هو مجرد عقبة كبيرة في طريقك تمنعك من تحقيق كثيرا مما تحلم به، فالتغلب عليه مهارة باستطاعتك إتقانها إذا أردت حياة بشكل أكثر سوية مما أنت عليه، وبقراءتك لتلك المقال تكون قد اتخذت أولى خطواتك في رحلة البحث عن الحل، ولتضع تلك المقولة نصب عينيك (من خاف من تلوث الماء مات عطشا )، فهيأ نفسك من الآن أن لا تصبح أسير لتلك الأفكار الواهمة، والتضخيم المبالغ للأشياء أو المواقف، وهنيئا لك حينها بأيام جديدة حافلة بالراحة والطمأنينة.

سمر درويش

كاتبة ومستشارة في العلاقات الإنسانية والاجتماعية، حاصلة على بكالوريوس في العلوم والتربية، وتمهيد ماجستير في الصحة النفسية.

أضف تعليق

15 + أربعة =