لا شك أن مرحلة الطفولة من أهم وأخطر المراحل التي يمر بها الإنسان، حتى يتم تنشئة الطفل على مجموعة القيم والمبادئ والعادات التي يعيش على أساسها بقية العمر، وبالتالي فإن أي خطأ في تلك التنشئة ينعكس بالسلب على الطفل والمجتمع في المستقبل، وتعتبر مشكلة الخجل من أهم المشكلات التي يجب على الأهل مواجهتها في سن مبكر، حتى لا يكبر الطفل وتكبر معه تلك المشكلة ويصبح شخص انطوائي، فالكثير من الأطفال يعيشون وحدهم ويعتمدون بشكل أساسي على الوالدين، لا يعرفون كيف يواجهون الحياة وحدهم، وتظهر تلك المشكلة بوضوح عند خروجهم إلى العالم الخارجي مثل الذهاب إلى المدرسة أو الشارع.
من هو الطفل الخجول
الطفل الخجول هو طفل لديه حالة انفعالية معقدة، فهو يعاني من عقدة النقص يحب الوحدة والعزلة، متردد في قراراته وتصرفاته تتسم بالجمود، يعتمد على والديه بشكل أساسي يكبر دون أن يكون لديه خبرة في الحياة، لا يستطيع التعامل مع الآخرين.
الأسباب التي تجعل الطفل خجول
تعتبر الوراثة أحد الأسباب التي تجعل الطفل خجول، ففي بعض الأوقات يكون الأب أو الأم يعانون من نفس المرض، كما أن خوف الأم الزائد على أولادها ورغبتها في حمايتهم يساعد في نمو صفة الخجل، حيث يكبر الأطفال ولديهم خوف من كل ما يحيط بهم ويشعرون أن المكان الوحيد الأمن بجوار الأم أو الأب،قد يكون الابن به عيوب جسمانية مثل قصر القامة أو ضعف السمع أو السمنة المفرطة كل تلك الأمور تجعله غير قادر على مواجهة الآخرين ويميل للعزلة، التدليل الزائد عن الحد للطفل على أساس أنه دليل على الحب والرحمة بالطفل مثل عدم محاسبة الطفل على الأخطاء التي يقوم بها، أو عدم السماح له بالقيام ببعض الأعمال التي أصبح قادر على القيام بها وحده، هذه المعاملة التي لا يجدها الطفل خارج المنزل تجعله يتعلق أكثر بأهله ويرفض المجتمع الخارجي ،لأنه لا يجد نفس المعاملة خاصة إذا قام بعمل ما وقوبل بالرفض أو العقاب، ويعتبر الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالخجل هم الذين يعانون من حالات الإهمال والتنكيل الجسدي، فبعض الأطفال يعانون من سوء التغذية وسوء العلاج وسوء السكن الذي يعيشوا فيه ، كما أن الحرمان العاطفي يجعل الأطفال أكثر انطوائية فغياب حنان الأم والتعامل الرحيم مع الطفل يؤثر عليه حيث يجب على الأم خلق علاقة نفسية مع طفلها.
سمات الطفل الخجول
هناك بعض العلامات التي تدل على أن الطفل يعاني من الخجل، خاصة أثناء الزيارات العائلية والمناسبات وأعياد الميلاد، تجد الأطفال ينخرطون في اللعب والمرح والهزار، بينما الطفل الخجول تجده بجانب أمه دائما يرفض اللعب مع باقي الأطفال، وإذا طلبت منه اللعب والاندماج مع الأطفال يبدأ بالصراخ، عند التحدث مع الآخرين تجد الطفل الخجول ينظر إلى الأسفل، يراقب الأطفال عن بعد ولا يختلط بهم لا يزور أصدقائه حتى لا يرى بيئة جديدة ويفضل أن يزوره الآخرين،وعلى الرغم من ذلك يرفض في بعض الأوقات مقابله الزائرين.
كيف تتعامل مع الطفل الخجول
يجب على الأم أن تتقبل خجل طفلها ولا تظهر أمامه أنها قلقه بشأن ذلك، ولا تشكو ذلك الأمر إلى صديقاتها أو الجيران، وعليها أن تدرك أن الخجل صفة وليس عيبا في الطفل، وبالتالي فإن الصراخ في وجه الطفل أو الضغط عليه وإجباره على خوض المواقف الاجتماعية، يجعل الطفل يشعر بأنه شخص سلبي يسبب الإزعاج لمن حوله مما يفقده الثقة بنفسه،ولكن على الأم مساعدة الطفل على أن يصبح شخص اجتماعي محبوب ممن حوله، لأنه يحتاج إلى من يساعده في المواقف الاجتماعية المختلفة ،حيث يجب على الأم البقاء إلى جانب طفلها خلال اللقاءات الأولى وبعد ذلك تشجعه على اللعب مع الأطفال الموجودين بالمكان، كما يجب إلحاق الطفل بنادي لممارسة الألعاب التي يحبها فذلك يساعده على التعرف على العديد من الأصدقاء وكذلك الروضة من الأماكن التي تنمى مهارة الاتصال والتفاعل فيها يكون بشكل إيجابي،مساعدة الطفل على الحضور باكر خصوصا إذا كان المكان المتجهة إليه أول مرة يقوم بزيارته يساعده على اكتشاف المكان والتفاعل معه ويلغى شعور الغربة الذي يشعر به الطفل تجاه الأماكن الجديدة.