الخوف المرضي من المرتفعات أو كما يُعرف بفوبيا المرتفعات أحد الأمور التي قد تُعيق حياة أي شخص، خاصة لو كان يقطن في مدينة كبيرة، أغلب البنايات فيها مرتفعة، على الرغم من أن أغلب البشر إن لم يكن جميعهم يُعانون من خوف المرتفعات بنسبة أو بأخرى، 5% فقط مصابون بالخوف المرضي الذي يعوقهم عن مواصلة حياتهم بشكل طبيعي، لكنه كأي مرض نفسي آخر، يُمكن التغلب عليه ببعض النصائح والخطوات البسيطة.
كيف تتخطى الخوف المرضي من المرتفعات ؟
هل تعاني من خوف مرضي حقاً أم مجرد قلق طبيعي؟!
قبل كل شيء يجب أن تُدرك معنى الفوبيا أو الخوف المرضي من المرتفعات، فقلقك أو خوفك من الصعود لمكان مرتفع لا يُعتبر مرضي، بل أمر طبيعي جداً يحدث بين أغلب البشر، أما الفوبيا فيُصاحبها أعراض جسدية ونفسية أقوى بمراحل من القلق، مجرد التفكير في الصعود لمكان مرتفع سيُصيبك بضغط نفسي وعصبي شديد، وستتسارع نبضات قلبك، إضافة لزيادة معدل التعرق وارتفاع ضغط الدم، لو لاحظت وجود هذه الأعراض في كل مرة تُحاول أو حتى تُفكر في الصعود لمكان مرتفع، فيجب أن تستشير طبيب نفسي حينها.
ما سبب إصابتك بفوبيا المرتفعات؟!
عادة يكون السبب وراء الإصابة بالفوبيا هو التعرض لموقف سبب لك أذى نفسي شديد، أو الخوف من عواقب التواجد في مكان مرتفع، كالسقوط من أعلى بناية مثلاً، أو تحطم الطائرة التي تستقلها وغيرها من الأمور، لكن لو فكرت بطريقة عقلانية بعض الشيء، ستجد أن العواقب التي تخشها نادرة الحدوث، على سبيل المثال حوداث الطائرات لا تحدث إلا مرة من بين كل 20 مليون طائرة، بل ستتعجب لو علمت أنها تُعتبر أكثر وسائل السفر أماناً!
حاول أن تسترخي
الخوف المرضي من المرتفعات مرض نفسي قائم على اعتقادات خاطئة مخزنة في عقلك الباطن، محاولة تغيير هذه الاعتقادات أو المشاعر السلبية التي تُصاحب الموقف أو موضوع الخوف سيُساعدك كثيراً في التغلب عليه، حاول أن تُمارس تمارين الاسترخاء أو التأمل من حين لآخر، فكر فيما تخاف منه أثناء التمرين، وركز على تنفسك، استرخي قدر استطاعتك، قد يكون الأمر صعباُ في البداية، لكن مع التدريب المستمر والحفاظ على مواعيد النوم والاستيقاظ والحصول على قدر كافي من النوم ستتخلص من خوفك بسهولة.
لا تتناول الكافيين
تناول كميات كبيرة من الكافيين على مدار اليوم يرفع معدل التوتر ويجعل ردود الأفعال أكثر حدة من المتوقع، لذلك حاول أن تبتعد عنه قدر الإمكان، اعتمد على المشروبات المهدئة بدل منه، كي تُساعد على استرخاء أعصابك، بالتالي يقل خوفك.
واجه خوفك
موجهة الخوف هي أول خطوة عملية للتغلب عليه، بالطبع لن تبدأ بتسلق جبل أو الصعود إلى ناطحة سحاب، يكفي أن تصعد إلى شرفة في الطابق الثاني! كرر الأمر حتى تشعر بالارتياح التام ثم زد طابق آخر وهكذا، لكن حاول أن تصحب معك أحد أصدقائك أو أفراد عائلتك كي يوفر لك بعض الدعم المعنوي.
لا تُجبر نفسك على شيء!
هناك فرق بين أو تُحاول علاج خوفك، وأن تُجبر نفسك على القيام بذلك، ربما تجعل حالتك أسوأ دون أن تشعر، ويزداد خوفك نتيجة الضغط الشديد الذي تضع نفسك فيه، لذلك لابد أن تتعامل مع الموقف بحكمة، لو جربت أكثر من مرة ولم تشعر بأي تحسن ولو طفيف، فالأفضل هنا أن تستشير طبيب نفسي، فهو أقدر شخص على مساعدتك، ربما تتطلب حالتك علاج طبي إلى جانب الطرق النفسية.
لا تستمع لأحد غير نفسك!
قد يقول لك أحد أصدقائك أن أفضل طريقة لمواجهة خوفك من المرتفعات هي القفز بالطائرة! لواتبعت نصيحته ربما يكون هذا أخر ما تفعله في حياتك! لا تتبع نصيحة أي شخص سوى طبيبك، ولا تُحاول أن تقوم بشيء قد يُشكل خطراً على حياتك.
لا تتجاهل الأمر
بعض الأشخاص يظن ان أفضل علاج للخوف المرضي من أي شيء هو تجنبه، لكن مع الوقت يتأصل خوفك ويُصبح جزء لا يتجزأ من عقلك الباطن في هذه الحالة سيصعب عليك التخلص منه نهائياً مهما حاولت، لذلك لابد أن تكون شجاعاً وقوياً بما يكفي للاعتراف بالمشكلة ومن ثم مواجهتها بحزم!
أخيراً، لا تجعل خوفك يُسيطر على حياتك ويعوقك عن مواصلة نشاطاتك اليومية بطريقة طبيعية، وحاول أيضاً أن تستشر طبيبك بمجرد أن تشعر بأعراضه، فكلما خضعت للعلاج المناسب بشكل سريع، كلما تخلصت منه أسرع.
أضف تعليق