يقضي اغلب الطلبة هذه الايام فترة الاستعداد والدخول للامتحانات التقويمية لاخر العام الدراسي في اغلب دول العالم, بما فيها طبعا منطقتنا العربية. وكثير من الطلاب يحتار في هذه الفترة العصيبة , يجد الوقت يتسرسب من بين يديه وامام ناظريه والمواد الدراسية المطلوب استذكارها ومراجعتها كثيرة ومتراكمة وهو لا يعرف كيف سيتصرف في هذا الامر. البعض يحبط ويسئ الظن في قدراته ويرى انه لا سبيل لادراك النجاح وتحقيق التفوق في الامتحانات فيرتكن الي الراحة والسكون ولا ينشغل بالمذاكرة ويسير على درب وقوع البلاء اهون من انتظاره. وجزء اخر يرى في هذه الصعوبات تحدي يجب ان يواجهه ويحقق النجاح بالرغم من اي صعوبات موجودة ومهما تكلف الامر من بذل جهد وعرق وتضحيات. اريدكم جميعا بلا استثناء ان تكونوا من النوع الثاني والذي سنعطيه الان دفعة امل ودفعة حياة من اجل تحقيق النجاح باذن الله.
كيفية المذاكرة :كيف ادرس او كيف اذاكر دروسي؟ [divider]
تنظيم الوقت
الوقت عامل اساسي في عملية المذاكرة. الوقت عبارة عن الاطار الزمني المحدد الذي تعمل فيه اي واجب عليك او عمل تقوم به. هذا الاطار الزمني ثابت نسبيا اي انه لا يتغير كل يوم, هو توقيت ثابت يمر عليك كل يوم كما يمر على غيرك ولا تمييز هنا. اذن علينا ان نقوم بتنظيم المذاكرة وجدول اعمالنا وجهدنا المبذول في
جدول زمني منضبط نلتزم به تمام الالتزام. الانتظام والالتزام باحترام هذا الجدول والاطار الزمني للاستذكار سيكون صعبا في البداية, لكن اصبر حتى تتعود على الالتزام به وساعتها ستدرك الفارق الايجابي العظيم الذي ستشعر به. ستجد ان حياتك منظمة, جهدك المبذول له مردود واضح, ادراكك وقدراتك العقلية في اعلى حالتها لان بيولوجية الجسم انتظمت مع الساعة اليومية التي انتظمت عليها.
ادراك الصعوبة والقلق من الامتحان طبيعي
نقطة مهمة جدا ان تدرك انه طبيعي جدا وليس غريبا ان تدرك بنفسك ان الامتحان تجربة صعبة تحتاج الى كثير من الجهد والصبر لعبورها والنجاح فيها, والا ما كان للنجاح طعم حقيقي جميل. واحساس القلق الذي يسبق الامتحان بفترة امر طبيعي ايضا, فالانسان يدرك انه بصدد مواجهة اختبار لقدراته وبالتالي يشعر بالقلق من امكانية عبوره ونجاحه في هذا الامتحان بالشكل المطلوب. لذلك يصاب بالقلق وهو شئ طبيعي مادام في الحدود المعقولة التي لن تتسبب في الضرر للطالب. هنا يأتي دور علم النفس ويعطيك الدليل الذي تتعامل به مع القلق الزائد اذا اصابك قبل الامتحانات. يقول اطباء النفس ان القلق الطبيعي عامل ايجابي يدفعك للاستذكار والاجتهاد وهذا امر جيد, اما اذا زاد القلق فسيؤدي الى عواقب وخيمة لا داعي منها, وعلاج هذا القلق ليس باستخدام الادوية والعقاقير ولكن بالانتظام في الجدول الزمني الموضوع كما قلنا, والنوم لفترات كافية, والانتظام في الصلاة لتكون علي صلة بربك ومطمئن لان جهدك لن يذهب هباءا.
الجهد لا يضيع ابدا
الحظ العسير موجود ولا خلاف في ذلك, ولكنه ليس القاعدة اي انك قد تواجه في سؤال ولكن لن تواجهه في امتحان كامل اطلاقا. الحظ يأتي لمن يطلبه كما يقولون اي ان الحظ السعيد يأتي لمن يسعي اليه ويجتهد, فالطبيعي ان الشخص الذي تعب وذاكر سيكون امامه من الحظ في النجاح اكثر من غيره الذي اهمل وتساهل في الامر. الجهد يا اصدقائي لا يضيع ابدا, يعوضك الله به في كل مرة. ابذل المجهود المطلوب وتوكل على الله ولا تخشى شيئا.
استخدم الخرائط الذهنية
هل سمعتم عن الخرائط الذهنية؟ هي وسيلة قدمها بعض خبراء علم النفس والتنمية البشرية تقسم المواد الدراسية او اي امور يهتم بها الانسان ويحاول فهمها واستذكارها في شكل مخطط معين , هذا الشكل يتوافق مع الكيفية التي يستوعب بها العقل الانساني الامور ويختزنها ويحللها. توصلوا الي كيفية عمل المخ اثناء الاستذكار وحددوا عدد من العوامل المهمة المدهشة. فقد وجدوا مثلا ان المخ يستوعب اكثر الخطوط المنحنية ولا يدرك المستقيمة بسهولة بل تزعجه. ووجدوا ان المخ له قدرات مدهشة والمهم كيفية استغلالها. المخ يقدر علي الادراك والحفظ اذا نظم الانسان المعلومات في هيئة اشكال وصور بشكل اكثر من الكلمات والحروف. الخرائط الذهنية موجودة في هيئة نماذج كثيرة تتشابه في انها تبدأ بدائرة في المنتصف بداخلها اسم المادة التي ستذاكرها, ويخرج من هذه الدائرة خطوط منحنية صغيرة تتصل بدوائر اخري اصغر يكتب بداخلها اسم فروع وابواب المنهج, ومن هذه الدوائر الصغيرة تخرج خطوط منحنية وتتصل بدوائر اصغر بها عناوين كل باب. هذه الخريطة كما تلاحظون تبدأ بدائرة مركزية ثم تتفرع وهي نفس رؤية المخ لكل معلومة يقوم بتحليلها يبدأ من المركز ويتفرع. والخريطة كما تلاحظون تقدم صورة للمخ اجمالية عن المحتوي المطلوب استذكاره وحفظه, فيقوم المخ بتجهيز امكانياته لفعل ذلك. اما في حالة الاستذكار العادي يتوه المخ معك في احتواء المنهج, ويرهق في عملية التخزين والحفظ غير المنضبط, ويضطر ان يصنع هو بنفسه العناوين الفرعية والخطوط وهنا تحدث مشكلة النسيان لانك لم تعرف اسم الملفات التي تم حفظ ملفاتك بها في المخ, اما لو كنت حددت انت بنفسك كنت ستلاقي سهولة في الحفظ والتذكر.