كلنا نعلم من خلال سلسلة كبيرة من المقالات ان السمنة من الامراض وليست الاعراض التي اذا عاني منها الفرد اصبحت بابا للعديد من الامراض الاخرى وعاملا مساعدا لظهور اصابة بأمراض مزمنة اخري مثل السكري والضغط المرتفع للدم وامراض الكبد والكلي والقلب وغيرها, ولذلك فكان الحرص منا ان نبدأ على الفور بكتابة ما يصاحبكم في محاولة جادة للتخلص من السمنة تماما وبالطرق السليمة والصحية. ومن البداية نحذر من استخدام اي طرق غير سليمة فهناك كثير من الطرق التي يروج لها على انها برامج تخسيس وتخلص من السمنة مضمونة وصحية وهي ابعد ما تكون عن ذلك ومن عيوب هذه البرامج :
- 1) أولا تجد الشخص في اغلب الحالات لا يستطيع الإستمرار في تطبيق المطلوب فيها فيتوقف و بالتالى يعود وزنه للزيادة مرة اخرى وهو ما نسميه في مجال السمنة بظاهرة الىويو “الىويو عبارة عن لعبة من العاب الاطفال القديمة والبسيطة عبارة عن دمية صغيرة مربوطة بحبل رفيع مرن شدها نحو جهة ما تقذفها في الاتجاه المقابل وهكذا” وبالمثل الشخص وزنه ثم يستعيده ثم يفقده ثم يستعيده وهكذا، والحقيقة ان هذا الشخص غالبا ما يفقد كيلوجرامات من وزن عضلاته وليس من وزن الدهون التي تراكمت في جسمه ولذلك يعود ليكتسب هذه الكيلوجرامات مرة اخرى وبسرعة.
- 2) يتعرض جسم الانسان الخاضع لها لنوع من سوء التغذية بسبب اخطاء جسيمة في تطبيق برنامج غير صحي وغير مناسب للتطبيق ويفقد فيه الانسان العديد من العناصر والفيتامينات الهامة .
- 3) يصاب بعض الاشخاص الذين يطبقون هذه البرامج ويخضعون لها فترات طويلة نسبيا بنوع من الإكتئاب, والسبب في الغالب يكون نتيجة لاعتيادهم لنوع مختلف من الروتين الغذائي الىومي الذي يعانون فيه من الحرمان والجوع ويدفعون فيه ثمنا باهظا لمحاولات خاطئة لإنقاص الوزن وإستعادته مرة أخرى .
- 4) هناك احتمالىات لاصابة الشخص الذي يقوم بهذه البرامج القاسية ببعض الأمراض المزعجة كالحصوات المرارية.
أما عن احدث التقارير الطبية والعلمية التي تشير الى الطريقة الامثل او المبدأ الافضل في الطرق الاكثر صحة في التخلص من السمنة فقد اشارت أحدث الدراسات الأمريكية أن أفضل معدل لإنقاص الوزن لأي انسان يعاني من مرض السمنة هو أن يبدأ بانقاص 10% من وزن الجسم خلال ستة أشهر، ثم يتبع ذلك بتطبيق نظام غذائي صارم لتثبيت هذا الوزن الذي وصل الىه ثم تطبيق نظام غذائي معين لإنقاص نسبة اخرى من الوزن ثم المحافظة علىها وهكذا . وتؤكد هذه الدراسات أيضاً أن إنقاص من 500 – 1000 كيلو من السعرات الحرارية يوميا يؤدي في اغلب الاحوال الى خسارة حوالى 1 كيلو جرام من وزن الجسم اسبوعياً.
مؤشرات اولية هامة لكل انسان يريد التخلص من السمنة :
هي عبارة عن اساسيات لا استثناء فيها لشخص عن اخر, عوامل اساسية ضامنة للنجاح والاستمرار في تحقيق النتائج الايجابية في اي برنامج نتبعه للحمية الغذائية والتخلص من السمنة, هذه العوامل هي:
- 1) تحديد الأسباب والدوافع من اتخاذ القرار بضرورة التخلص من السمنة واعتبارها مرض يجب الخلاص منه بأي شكل بشرط الحفاظ على صحتنا العامة نفسيا وعضويا.
- 2) إذا كانت لديك تجارب ماضية لإنقاص الوزن والتخلص من السمنة فهذا امر جيد حتى لو كانت تجربة فاشلة فالفشل خطوة وسلمة نحو النجاح باذن الله, ومن المؤكد اننا سنستفيد من اخطاء هذه التجربة ونقومها ونحول سلبياتها الى ايجابيات في التجربة الجديدة.
- 3) تشجيع الأسرة والأصدقاء من العوامل الاساسية لانجاح عملية التخلص من السمنة, فالشخص اذا احيط بطاقات ايجابية تفحزه وتدفعه وتشجعه سيكمل المسيرة بلا تردد او قلق او تكاسل والعكس صحيح.
- 4) معرفة مخاطر السمنة جيدا ومعرفة ابعاد المشكلة بشكل صحيح.
- 5) البدء فورا بممارسة اي نوع من النشاط الرياضي.
العوامل الاساسية التي نهتم بها جدا ان تشكل الثلاثي المهم في اي عملية حمية غذائية او نظام ريجيم او وسيلة من وسائل التخلص من الوزن الزائد والسمنة المفرطة, وهي النظام الغذائي المناسب والنشاط البدني او الرياضي وتغيير النمط السلوكي للشخص.
متى يعلم الانسان انه يعاني من السمنة وهل هناك ضرورة لاتخاذ الخطوات اللازمة للتخلص منها في اقرب وقت؟
الاجابة : عندما يلاحظ طبيب متخصص واحدة او اكثر من الاسباب الاتية :
- عندما يكون مؤشر كتلة الجسم أكبر من 30.
- أو عندما يكون مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 25 – 29,9 .
- يعاني الشخص من زيادة ملحوظة في نسبة محيط الخصر “الوسط”.
- يعاني من عاملين أو أكثر من العوامل التي تظهر خطورة السمنة مثل الاصابة بأحد الامراض المزمنة التي تتسبب في ظهور السمنة مثل السكري.
كيفية علاج السمنة : برامج التخلص من السمنة
وبرامج التخلص من السمنة التي ننصح بها دائما هي البرامج التي تشتمل على عناصر متكاملة تكمل بعضها بعضا فهي تشتمل على:
- نمط غذائي منضبط.
- نشاط رياضي بدني منتظم.
- نمط سلوكي محدد.
- إستخدام الأدوية وهذه مرحلة ليست اساسية مثل العناصر الثلاثة الاولى, فهناك الكثير من الحالات التي يري الطبيب فيها الاكتفاء بتطبيق حمية غذائية وممارسة منتظمة للرياضة وتغيير النمط السلوكي فقط ويتابع ليلاحظ تحقيق نتائج ايجابية لذلك وكثير من الحالات تستجيب فعلا لذلك ولا يلزمها اي دواء كيميائي للتخسيس ولكن عجلة البعض واستعجالهم للوصول للوزن المناسب يجعلهم يظنون ان الحل لا يأتي الا بعلبة الدواء وهذا خطأ فهذه الادوية تحمل في كبسولاتها اعراض جانبية بعضها خطير على التوازن الداخلي لجسم الانسان ولذلك فالطبيب الفاهم لا يلجأ لها في البداية ولا يصفها للمريض الا في حالة الضرورة.
- العمليات الجراحية مثل عملية شفط الدهون او عملية تدبيس المعدة وغيرها, وهي ايضا عنصر اضافي لا يذهب الىه الطبيب الا بعد الانتهاء من تطبيق احتمالات اخرى ولا تنجح بالشكل المناسب وبعد اختبارها اكثر من مرة لاننا نعلم ان اي عملية جراحية تحمل جزء لا بأس به من الخطورة على صحة الانسان ولذلك لا نتعجل فيها ابدا.
والان تعالوا نحدد معا بعض الخطوات في كل عنصر من العناصر الثلاثة الاولي الاساسية وهي النمط الغذائي وممارسة النشاط البدني او الرياضي وتغيير النمط السلوكي, حتى يسهل على كل انسان يعاني من السمنة ان يجد فيها ما يناسبه ويعرضه على الطبيب المختص الذي يتابع حالته ويسهل الامور على نفسه, فكما قلنا الحالة النفسية لمريض السمنة اثناء اتباعه لنظام غذائي قاسي “ريجيم” مهم جدا لاستكمال الطريق وتحقيق النجاح في التخلص من السمنة والوزن الزائد. تعالوا لنري نماذج وامثلة لكل عنصر من العناصر:
أضف تعليق