كلية الآداب في وجهة نظري واحدة من الكليات التي تعتبر نافذة حقيقية لمعرفة العالم من حولنا، فمن خلالها يمكن أن تتعرف على الكثير من الآداب حول العالم، والدراسة بها تحمل مجالات متنوعة كما سنتحدث في مقالنا، ولذلك فإن اختيار الدراسة في كلية الآداب لا أعتبره أمرًا سيئًا أو يجب أن يفعله الشخص مجبرًا بسبب مجموع الثانوية العامة، بل إنها تستحق أن تكون كلية يختار الإنسان دراسته بها بمحض إرادته، وعلى كلٍ فإننا نتعرض في مقالنا هذا للحديث باستفاضة عن كلية الآداب وأقسامها، وكذلك نتحدث عن كيفية الدراسة بها، وكيف يمكن لأي شخص أن يحدد المجال الذي يريده لنفسه في الدراسة، لنبدأ معًا.
تعرف على كل ما يخص كلية الآداب
ما هي كلية الآداب بالضبط؟
كلية الآداب هي واحدة من الكليات التي يدرسها الإنسان من القسمين الأدبي أو العلمي في الثانوية العامة، وبالتالي إن كان يرغب من البداية في دراسة كلية الآداب فعليه أن يختار مجال الدراسة الذي يناسبه من القسمين، ومن ثم يحقق المجموع المطلوب في الثانوية العام بما يؤهله للالتحاق بالكلية. تتيح كلية الآداب مجموعة من الاختيارات للمتقدم إليها، وكل شخص يختار ما يناسبه من أقسامها بناءً على رغبته الأساسية، لكن هناك بعض هذه الأقسام تعتمد على درجة اللغات في مرحلة الثانوية العامة، فهناك مثلًا قسم لغة إنجليزية ويتطلب حصول الإنسان على درجة محددة في اللغة الإنجليزية بجانب تحقيق المجموعة المطلوب للكلية، فإن حقق المجموع لكن لم يحقق الدرجة المطلوبة في اللغة لم يكن قادرًا على الالتحاق بهذا القسم. من هنا فإن أي شخص يعرف القسم الذي يريده بالتحديد منذ مرحلة الثانوية العامة، فعليه أن يتتبع الشروط الخاصة بالالتحاق بهذا القسم، بحيث يكون قادرًا على تحقيق هذه الشروط ليلتحق بالكلية كما يريد.
أقسام كلية الآداب تتنوع كما وضحنا فمثلًا من هذه الأقسام كالتالي: أقسام اللغات مثل قسم اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية أو اللغات الشرقية، وفي هذه الأقسام ترتكز الدراسة على جانبين، أحدهما يتعلق بطبيعة اللغة نفسها من ناحية القواعد أو كيفية التحدث بها، والجانب الآخر يرتبط بالآداب الموجودة في هذه اللغة من شعر ومسرح وقصة وغيره من أقسام الأدب. كذلك هناك أقسام تختص بالعلوم الحياتية مثل قسم علم النفس وقسم علم الاجتماع، بحيث يفهم الدارس في هذه الأقسام ما يخص النفس البشرية في حالة علم النفس، ويفهم المجتمع في حالة علم الاجتماع.
كذلك فإن كلية الآداب تتميز بأنها في بعض الجامعات تتيح فرصة الدراسة في مجالات لا توجد لها كليات، فمثلًا في بعض الجامعات لم يكن بها كلية للإعلام أو الآثار، وهنا يصبح على الشخص إما أن يسافر إلى جامعة أخرى، أو يقرر الدراسة في كلية الآداب قسم إعلام أو كلية الآداب قسم الآثار، حيث يمكنه الحصول على نفس المقرر غالبًا، وهذه من مميزات الكلية في وجهة نظري لمن يهتم بالدراسة في المقام الأول، وليس فقط شهادة التخرج والمسمى الخاص بها.
كيف تختار القسم المناسب لك؟
اختيار القسم الذي يناسبك في كلية الآداب يعتمد في الأساس على الرغبة التي لديك، فإن كنت ترغب في جزء معين فإن هذا يكفي بالنسبة لك للاختيار. فمثلًا الراغب في أن يصبح أديبًا في المستقبل، فإن اختياره لقسم اللغة العربية في الكلية سيكون اختيار منطقي في هذه الحالة، حيث أنه سيتعرف على الأدب في اللغة العربية طوال تاريخه، كذلك سيتعلم القواعد اللازمة للكتابة سواءً كانت قواعد تقنية عن الأدب والنقد، أو قواعد تخص اللغة من نحو وصرف، أو قواعد إملائية عن طريقة كتابة الكلمات.
لكن قد يحدث أنك تتقدم إلى كلية الآداب دون أن تكون على دراية بالقسم الذي تريده بالضبط، وهنا سيكون عليك أن تقرأ أكثر عن الأقسام الموجودة، خصوصًا إذا كنت تعرف بأنك ستدرس في جامعة معينة، يمكنك أن تذهب إلى الموقع الخاص بهذه الكلية لتعرف مجالات الدراسة بالضبط في جميع الأقسام. بعد الانتهاء من القراءة يمكنك أن تبدأ التفكير في أي هذه الأقسام يناسبك أكثر، مثلًا ترى أن القسم يناسبك لأنه يتوافق مع رغبة شخصية في داخلك، كأن تريد أن تزيد من قوتك في لغة معينة، وهذه اللغة لها قسم بجامعتك. أو يوجد قسم معين في كلية الآداب يتوافق مع شغف قديم لديك، مثل الرغبة في معرفة التاريخ والاطّلاع عليه بصورة أكبر، فهنا يمكنك اختيار قسم تاريخ.
لكنك لا يجب أن تكتفي بهذه الرغبة أو الشغف، لأنك قد لا تجد الأمور مثلما ظننت في البداية، وهنا يمكنك أن تسأل أحد الأشخاص أصحاب الخبرة، أو ممن درسوا في هذه الكلية من قبل؛ طلبًا للنصيحة حول القسم الذي يمكنك اختياره، وإن كان هذا القسم يرضي رغبتك حقًا ويرضي شغفك أو لا.
كيف تدرس في كلية الآداب؟
الدراسة في كلية الآداب كما تحدثنا يمكنها أن تكون ممتعة جدًا، ولكن كذلك يمكنك أن تجد فيها صعوبة شديدة، فما نظنه نحن قد لا يتوافق مع الموجود في الواقع، سواءً بسبب خطأ في الظن لدينا، أو بسبب أن الدراسة نفسها لا ترضي احتياجنا. فمثلًا الرغبة في أن يصبح أحدنا أديبًا قد يتصور معها أن الدراسة ستكون سهلة، لكن قد يصدمه الواقع أن الأمر أكبر مما يظن، فالكلية لن تعلمه كيف يصير أديبًا، لكنها ستعطيه الكثير من الأشياء حول النقد واللغة والأدب، فقد يجد أن الكلية تهتم بالجزء التقني أكثر، والجزء التقني يساعد في الأدب لكنه لا يساعد موهبته، هل تفهم هذا الفارق؟
أو قد يجد الشخص أن المقرر جيد بالنسبة له، لكن مستوى الدراسة نفسه ليس جيدًا، سواءً من الناحية العلمية المقدمة في الجامعة، أو من الناحية التدريسية الخاصة بالمسئول عن التدريس. ومن هنا يمكن أن نحدد كيف يمكن لنا أن ندرس في كلية الآداب، فأولًا على الشخص أن يعرف بأن التوقعات تختلف عن الواقع، وثانيًا أن دراسة الجزء التقني تساعد تمامًا في تنمية الموهبة بشكل غير مباشر. فإدراكك للنقطة الأولى معناه أنك ستتوقع كل ما يمكنه أن يحدث معك، وبالتالي يمكنك أن تأخذ اسم المواد العلمية وتبحث عنها بنفسك إن لم يعجبك المحتوى المقدم، وحاليًا فإن مجالات البحث واسعة جدًا وهناك العديد من المصادر المتاحة لذلك، أو إن كان المحتوى جيد فلا تنتظر لمن يشرحه لك، بل حاول أن تذاكر مع نفسك دائمًا.
أما النقطة الثانية فإن الدراسة التقنية في كلية الآداب أو في غيرها، هي ضرورة لا بد منها طوال الوقت، فالجزء التقني يزيد من خلفيتنا عن الأدب، ومعرفة الآداب القديمة أيًا كان نوع هذه الآداب يجعلنا على اطّلاع أكبر بتاريخ الأدب وتطوره، كذلك نعرف كيف كان يكتب هؤلاء، فالجزء التقني يساهم في تنمية الموهبة بصورة غير مباشرة عن طريق هذه الأشياء، تمامًا مثل تأثير القراءة على الكاتب وأهميتها بالنسبة له.
عليك أن تؤمن برغبتك فعلًا للدراسة في كلية الآداب في أحد أقسامها، لإنه إن تحققت هذه الرغبة بالفعل، فعليك هنا ألا تلتفت لأي شيء آخر سوى رغبتك، وأن تسعى إلى إرضائها دائمًا حتى لو اعتمدت على ذاتك طوال الوقت، المهم أن تحقق ما تريد في النهاية من دراستك في كلية الآداب.
أضف تعليق