إن كسل الصباح من الأمور الشاقة التي تواجهنا جميعًا أثناء الاستيقاظ، ولا شك في أن النوم من أكثر الأشياء متعة على الإطلاق، غير أن الواجبات والمسئوليات التي تقع على عاتق المرء تمنعه من ممارسة تلك المتعة بحرية أكبر، ويكون الحلم الحقيقي هو أن تنام نومًا عميقًا دون الحاجة إلى ضبط منبه، أو أن تكون قلقًا بشأن عدم الاستيقاظ مبكرًا، ومن الطريف أن الرغبة القوية التي من الصعب مقاومتها في النوم تأتي عندما يكون بانتظارك شيء مهم لتنجزه، مما يزيد من صعوبة استيقاظك في الصباح، فكسل الصباح أمرٌ شائع جدًا، ولكن يجب التغلب عليه، لأنك بالطبع لن تنجز شيئًا إن ظللت نائمًا للأبد، بل ستزيد حتمًا تلك الأعباء التي تحملها، فهو وسيلة فاشلة للهروب من الأمر!
طرق التخلص من مشكلة كسل الصباح
فوائد الاستيقاظ مبكرًا
لا شك أن الاستيقاظ مبكرًا له فوائده الكثيرة، والتي يصل نفعها إلينا صحيًا ومعنويًا، حيث يمنحك القدرة على العمل بكفاءة، لأنه يزيد ثقتك بنفسك، فيكون لديك الوقت الكافي لممارسة الرياضة الصباحية، مثل الذهاب إلى الخارج للعدو، والقيام ببعض الجولات، أو الذهاب إلى صالة جيم خاصة بك، ولا شك أن القيام بالرياضة في الصباح يقوم بتنشيط جسمك، وتنشيط عقلك أيضًا، ثم إنك لن تجد هواء الصباح النقي في أي وقتٍ آخر في اليوم.. فوقت الرياضة المناسب هو وقت الصباح.. كما أن الحرص على الاستيقاظ مبكرًا سيجعلك تعتاد على هذا الأمر، وبهذا تتغلب على كسل الصباح . ومن فوائد الاستيقاظ مبكرًا أنه يساعدك على تحقيق نجاحٍ عن طريق رفع معدل درجاتك لأنك إن حرصت على الاستيقاظ مبكرًا ستكون قادرًا بالتأكيد على تنظيم وقتك بطريقة أمهر من هؤلاء الذين يعانون من كسل الصباح ، والاستيقاظ المتأخر.. وكما أن الاستيقاظ مبكرًا يستطيع تنظيم وقتك للحصول على درجاتٍ عالية.. فهو يستطيع كذلك أن يعطيك نظامًا غذائيًا صحيًا، لأنك ستحافظ على وجبة الفطور في موعدها الصحيح، وبالتاني ستتناول وجبة غدائك في موعدها أيضًا وكذلك العشاء، بعكس أولئك الذين يستيقظون متأخرين ربما لن يسعفهم الوقت حتى يفطروا، أو ربما تأخر فطورهم وبالتاني تأخرت وجبة غدائهم وهكذا، فالاستيقاظ المبكر يساعدك على تنظيم الوجبات، والحصول على أكبر فائدة ممكنة من الطعام، وأيضًا يمكنك الاستيقاظ مبكرًا من الحصول على فترة من التأمل، والتأمل يساعدك على الاسترخاء، وتصفية الذهن.. ويساعد على هذا نقاء الجو الذي تتميز به تلك الفترة من اليوم، وعند استيقاظك مبكرًا ستحتاج إلى مجهودٍ أقل لإعداد ما تحتاج إليه للخروج، دون الحاجة إلى العجلة بعكس هذا المجهود الذي تستهلكه عند قيامك في وقتٍ متأخر، فأنت تخشى بالتأكيد أن تتأخر على موعدك، أو أن لا تستطيع أن تنجز ما ينتظرك من مهام.. وبالتالي فإن تمهلك في القيام بما يلزمك من الأعمال وتصفية ذهنك سيساعدك على أن تكون بمزاج جيد، دون الحاجة إلى تعكير صفو يومك.. فأنت تعلم أن مفتاح يومك في الصباح فإن كنت في مزاجٍ جيد زادت قدرتك على العمل والإنتاج، وزادت قدرتك على جعل يومك أكثر سعادة، خلافًا لمن يبدؤون يومهم بدايةً غير سارة، فبالطبع سوف يعكر صفو اليوم بأكمله.. لذا فإنه يساعد على تحسين الصحة العقلية، فيبعدك عن الضغط والتوتر، ويمنحك تفاؤلًا وشعورًا بالرضا.. وعندما تواظب على الاستيقاظ من نومك سيجعلك هذا تحسن من طريقة نومك، كما سيجبرك على النوم مبكرًا وبهذا تأخذ القسط الكافي من النوم الذي أنت بحاجةٍ إليه لتتغلب على كسل الصباح .
ما السبب وراء كسل الصباح ؟
ربما كان السبب في هذا الأمر أسباب نفسية، كأن تهرب مثلًا من المهام التي يجب عليك إنجازها، فتهرع إلى النوم لساعاتٍ أطول، أو أن السهر لفترات طويلة من الليل بالتأكيد سيمنعك من الاستيقاظ في الموعد المناسب، فإن الجسم يحتاج إلى وقتٍ كافٍ من النوم، ولا توجد عدد ساعات معين من النوم يحتاج إليه الجسم كما يقول الكثير من الناس، بل إنك ما إن تستيقظ تكون بهذا قد أخذت قدر ما يكفيك من نومك والذي يحتاج إليه جسمك في المقابل، وبالطبع فإن كل شخصٍ له عدد ساعات نومه الخاصة الذي يحتاج إليها.. وأيضًا يرجع السر وراء كسل الصباح إلى طبيعة النوم، فالنائم يمر خلال فترة نومه بعدة دورات، كل دورة من تلك الدورات تستغرق حوالي تسعين دقيقة، وخلال كل دورة يمر الشخص النائم بعدة مراحل، وهي النوم الخفيف الذي يمكن الاستيقاظ منه بسهولة، والنوم العميق والذي يصعب الاستيقاظ منه، والذي قد يشعر فيه النائم بخليط من النوم والصحو عندما يستيقظ، فيستيقظ منه يتملكه شعور بالكسل والرغبة القوية في العودة إلى النوم، فيعاني من عدم التركيز والتشتت، وتوجد أيضًا مرحلة الأحلام، وقد خلق الله لكل إنسان ساعة نومٍ بيولوجية، وتلك الساعة تقوم بإيقاظك أثناء فترة نومك الخفيف، وعند الاستيقاظ في تلك الفترة لن تعاني من كسل الصباح المعتاد، بل ستشعر بالنشاط، بعكس ساعة منبهك العادية، فأنت تقوم بضبط المنبه بالطبع دون أن تعلم في أي وقت من دورات نومك سيوقظك، فإن صادف إيقاظك في دورة نومٍ عميقة فبالتالي ستستيقظ وأنت في حالة كسلٍ كبير.. وهذا يؤكد أن جسم الإنسان هو المدرك الوحيد لعدد ساعات نومه الذي يحتاج إليها دون وضع أرقامٍ معينة لعدد ساعات النوم الصحية الذي يحتاج إليها جسم الإنسان.
كيف تتغلب على كسل الصباح ؟
من الطبيعي أن كسل الصباح قد يكون له علاقة شبه وطيدة بموعد نومك، لذا فإنك إن قررت النوم في وقتٍ متأخرٍ من الليل، فلا ترهق نفسك بكيفية الاستيقاظ مبكرًا بنشاط لأن هذا أمرٌ غير طبيعي، لهذا إن أردت الاستيقاظ مبكرًا بنشاط فعليك أن تنم أيضًا مبكرًا، ولكن إن كنت ممن يواجه صعوبة دائمة في النوم مبكرًا، فعليك أن تتجنب شرب القهوة وما يحتوي على كافيين مثل الشيكولاتة قبل نومك، كما عليك أن تفكر بأشياء إيجابية ستقوم بتنفيذها إن استطعت الاستيقاظ مبكرًا فيعطيك هذا حافزًا للنوم، كما أنه من الأفضل أن لا تأكل مباشرة قبل النوم، فمن الجيد أن تأكل قبل النوم بساعتين حتى تستطيع النوم جيدًا أو على الفور، وعندما تعتاد على النوم في وقتٍ مبكر لفترةٍ من الوقت، سيعتاد عقلك أيضًا على الاستيقاظ في وقتٍ مبكر.. وقد قرأتُ يومًا أنه خلال الليل يفرز جسمك هرمونًا مضادًا للاكتئاب، فعندما تنام في الليل سيفرز هذا الهرمون الذي يساعدك على جعل يومك أفضل، ولكن عندما تقوم بالسهر ليلًا أو إلى وقتٍ متأخرٍ من الليل لا يتم إفراز هذا الهرمون في الجسم ليؤثر هذا على نفسيتك ويومك، وإن لم تكن تنام أيضًا بسهولة فمن الممكن أن تقوم بتناول شرابٍ دافئ ليساعدك على الاسترخاء والنوم، ويجب عليك أن تتجنب العقاقير، والمنومات، لأنك ستدمنها فيما بعد.. وقبل النوم عليك أن تقوم بضبط المنبه وليس لك حاجة في أن تقوم بضبطه أكثر من مرة حتى تنعم بالقدر الكافي المتوازن من النوم، دون الحاجة إلى هذا التوتر الذي يحدثه ضبط أكثر من منبه في فترات متباعدة، وإن كنت خائفًا من أن تقوم بإضاعة وقت استيقاظك ربما قمت بضبط المنبه على فترات، ولكن يجب تجنب الضغط على زر “غفوة” كما أنه من المفيد أن تقوم بضبط المنبه في مكان بعيد نسبيًا عن سريرك، لأن هذا سيساعدك على الانتباه أكثر وإنعاش عقلك، وحاول أن تجعل شخصًا آخر يقوم بإيقاظك للتأكيد، وعند استيقاظك حاول أن تنهض سريعًا وتترك السرير حتى لا تقع في وسوسة نفسك لتنام مجددًا، وتنفس جيدًا وبعمق فور استيقاظك، وقبل أن تنام ضع لنفسك شيئًا تحب أن تفعله، فعندما تستيقظ من النوم سيكون لديك الرغبة للقيام.. وشرب الماء الدافئ على الريق له أهمية كبيرة، حيث أنه يساعد على تحفيز عملية الأيض في الجسم، مما يزيد نشاط جسمك ويجعلك تتغلب على كسل الصباح ، فكما أنه لا يجب أن تشرب القهوة قبل النوم، لا يجب أن تعتمد عليها حتى تستيقظ، لما لها من آثار ضارة بعيدة المدى على صحتك، يجب عليك أن تحافظ على وجبة فطورك، والرياضة الصباحية، فإنك ما إن تفعل ذلك سترى الفارق في يومك، والذي سيجعلك حريصًا أن تستيقظ مبكرًا كل يوم، ومن الهام جدًا أن تستحم صباحًا لأن الماء بالتأكيد سيقوم بإنعاش عقلك وجسدك جيدًا لتتغلب على كسل الصباح ، وإذا كانت لديك صعوبة دائمة في الاستيقاظ المبكر ربما عليك أن تذهب للطبيب، لأنه من المحتمل أن يكون لديك خلل في ضغط الدم، فقد يكون منخفضًا وهو المسئول عن التعب المستمر، والذي يحول بينك وبين ممارسة يومك بنشاط!
النوم من النعم العظيمة التي حظينا بها، كما أن يومك الجديد هو نعمة من الله أيضًا، وهو فرصة جديدة يجب عليك أن تستغلها جيدًا بعيدًا عن النوم لساعاتٍ طويلة، حتى تحقق هدفك الذي يجب عليك أن تسعى إليه، وهو بالطبع لن يتحقق إن ظللت ساكنًا في غرفة نومك، تنتظر من يوقظك لتنهض.
أضف تعليق