لا يمكن تخيل أن تكون في العمل مثلا أو في مكان معين وتجد أن الآخرين يكرهونك بلا سبب واضح، هناك أزمة في قبول الأشخاص بالطبع وليس كل الناس لديهم نفس الدرجة من القبول ولكن على أي حال يجب أن نفهم ما معنى كره الآخرين ونرصد أسبابهم وبالتالي نعمل على تغيير فكرتهم وعموما الأمر يستحق هذا لأن ما يجنيه الإنسان من شعور بالرضا عن نفسه وثقته في نفسه تلقاء حب الآخرين له هام جدا بالنسبة لما يشعره تجاه كره الآخرين له أو بعضهم.
استكشف هذه المقالة
لا توجد كراهية بدون سبب
اعلم يا عزيزي أنه لا يوجد كراهية بدون سبب وكراهية الآخرين عادة خصوصًا في العمل تكون بأسباب حتى إن لم يكن لك ذنب فيها فالإنسان يكره الأنجح منه والأفضل منه ومن يهدد وجوده ومن يحبه مديره ومن هو أكثر منه اجتهادا، وهكذا، وكذلك حتى الجيران أيضًا يكرهون من هو أغنى منهم ومن هو أكثر درجة علمية أو لباقة أو تحضرا، وغيرها من الأماكن التي يمكن أن تشعر فيها بحالة كره الآخرين هذه وعادة يجب عليك اتباع بعض الأمور البسيطة حتى تكسب من أمامك وتجبره على احترامك ومن ثم محبتك.
الإنسان عادة يخاف من كل آخر
نوع آخر من أنواع كره الآخرين لنا وهي حالة نحب أن نسميها “عدم تآلف” وتنتج هذه الحالة من أن هناك الكثير من الأشخاص يسبقون بالنية السيئة تجاه كل آخر وتجاه كل شخص لا يعرفونه وكما قيل قديما فإن الإنسان عدو ما يعرف بالتالي ما أن يعرفك هذا الشخص حتى يبدأ في الشعور بالألفة تجاهك بالتالي لا تنزعج من هذا النوع لأنه يرى في كل آخر عدو له حتى يثبت العكس بالتالي ما عليك سوى أن تثبت العكس بالفعل.
وهذه هي مهمتنا في السطور التالية، وهذه الأشياء التي ستقوم بها يجب أن يقوم بها أي إنسان سواء كان يواجه كره الآخرين له أم لا، ولكن من يواجه كراهيتهم فهذا أسلم له بالطبع والأكثر وجوبا.
تخلى عن الأنانية
يجب عليك التخلي عن الأنانية فورا، من أجل اجتناب كره الآخرين لك وتحويل كراهيتهم إلى حب عليك بالتخلي عن الأنانية وأن تعمل فقط لمصلحة نفسك لأن هذا بالبداهة لن يجلب لك سوى الكراهية والحقد على الآخرين لأن الحياة عبارة طوفان جامح من المصالح التي لا يمكن تحقيقها سوى على مصالح الآخرين، ومن الطبيعي من يراك أنانيا فقط تهتم بمصلحتك ولو بسحق الآخرين سوف يكرهك بالتالي لا تكن أنانيا ولا نقول لا تتحرك من أجل مصلحتك ولكن أيضًا عدم إحداث ضرر بالآخرين قدر الإمكان.
كن لطيفا ضد كره الآخرين
اللطف كلمة عامة وتندرج تحتها عدة صفات أخرى والشخص اللطيف عادة محبوب من الناس وهناك موهبة بالطبع أن يكون الشخص لطيف بمعنى أن يكون خفيف الظل ومثقف وهادئ وعلى قدر من الذوق وأشياء من هذا القبيل ولكن في حالتك هذه على الأقل حتى تتفادى كره الآخرين تجاهك أو تذيبها عليك أن تتدخل في خصوصيات أحد، ألا تتعدى على المساحة الشخصية لأحد، ألا ترفع صوتك على أحد أو تعامله بامتهان أو تستغله، أشياء بسيطة حتى لا يكوّن الأشخاص عنك انطباعا سلبيا أو على الأقل يعيدون تقييم نظرتهم لك.
قم بإسداء الخدمات دون انتظار مقابل
هذه منزلة لا يصل إليها الكثير من الناس ولكن على الأقل إن كنت مهتما بالفعل بتغيير نظرة الناس إليك عليك بإسداء الخدمات لهم دون مقابل، كره الآخرين كما قلنا تنشأ من الأنانية وعندما يجد الناس أنك غير أناني بل على العكس تقوم بإسداء خدمات ولو بسيطة بالنسبة إليك ولكن بالنسبة لهم هم يرونها كبيرة جدا خصوصًا إن كانوا يحتارون في أمرها فهذا شيء رائع يجب تعميمه على كافة الحالات ليس على هذه الحالة فقط، لذلك عليك بإسداء الخدمات حتى يحبك الناس لا يتوقفون عن كراهيتك فحسب.
لا تتحدث عن أحد في ظهره
من أكثر الأشياء التي تجلب لك كره الآخرين حتى إن كانوا يحبونك هي أن تتحدث إلى أحد عن شخص آخر في ظهره، أيا كان الكلام الذي ستقوله فإنه سوف يؤول بشكل خاطئ، قم بالتحدث عن الأشخاص في وجوههم وأمامهم مهما كان الكلام الذي ستقوله حتى إن كان نقد صريح أما إن كان هذا الكلام يحتمل شبهة النقد في ظهره فسوف يصل إليه في صورة هجوم وسب وقذف أيضًا، لذلك عليك ألا تتحدث عن أحد في ظهره مهما حدث لأن ذلك سيعرضك لكراهيتهم وربما اضطهادهم فضلا عن الإحراج عند المواجهة أو الحديث عنك في ظهرك أيضًا بشكل يجعل عدوى كراهيتك تنتشر بين الجميع.
كن متحملا للمسئولية
بالنسبة للشيء الذي سيجنبك كره الآخرين خصوصًا في العمل هو ألا تكن اتكاليا أو ملقيا للمسئولية على زملائك بل كن دائما متحملا للمسئولية وعالما بمهام عملك وتأديتها في الوقت المناسب والاهتمام بالعمل الجماعي وأخذ القسط المناسب من المسئولية ونحن نعمل في العمل هناك الكثير من الأشخاص الذين يحاولون من خلال وسائل شتى أقلها التحايل وما أكثرها تملق المديرين يقومون بإلقاء المسئولية على الآخرين من الموظفين ولا ريب إن كنت تقرأ هذا الكلام فقد وقعت في بعضهم أحيانا، هل تحب أن تكون مكان هذا الشخص؟ هل تحب أن يشعر الناس تجاهك مثلما كنت تشعر تجاه هذا الشخص المتحلل من مسئولياته وتأدية مهام عمله؟
قابل الناس بابتسامة
الابتسامة هي طب القلوب ودواءها ومفتاح لحب الناس مهما كان الموقف حتى إن لم تكن ستقابلهم سوى تلك المرة، لذلك قابل الناس بابتسامة فقط وستجد أن الأبواب تنفتح لك من حيث لا تدري، جرب أن تقابل الناس بوجه عابس وسوف يربطون بينك وبين التشاؤم والنكد على الدوام أما الابتسامة فهي دليل على التفاؤل والمودة المسبقة، جرب أنت نفسك أن تستحضر صورة شخص مبتسم وستجد نفسك تلقائيا ابتسمت لأنه شخص يبعث في نفوس الآخرين الشعور بالألفة والمودة، لذلك يا عزيزي إذابة كره الآخرين لك من قلوبهم يستلزم فقط ابتسامة، أليس الأمر بسيطا؟
لا تتخلى عن الاحترام رغم كره الآخرين لك
يقال أن احترام الإنسان لذاته ينبع من احترامه للآخرين لذلك لا يجب عليك سوى أن تحترم الآخرين من أجل أن يحترمونك، لا داعي للتعدي على مساحاتهم الشخصية أو المناداة لهم بأسمائهم دون ألقاب حتى يسمحوا بذلك أو المزاح معهم بأساليب سوقية أو ذكر ألفاظ بذيئة معهم، يجب أن تحترم الآخرين وتحترم وجودهم وتحترم غيابهم أيضًا حتى تحظى باحترامهم ومن ثم حبهم خصوصًا أن الاحترام دائما يجلب معه الحب بينما كثير من الحب لا يكون مقترنا بالاحترام، لذلك نقول لك مهما بلغت بك الأشياء التي تفعلها تجنب كره الآخرين عليك ألا تتخلى عن احترامهم لأن هذه هي حجر الزاوية في الأمر.
كن متواضعا
الشيء الذي يجلب كره الآخرين لك هو أن تكن مغرورا، الغرور والتباهي والتفاخر وإشعار الآخرين الدائم بأنك أفضل منهم أو محاولة استعراض عضلاتك بجميع أنواعها عليهم سيجعلهم يشعرون بأنك تحاول أن تعلو وترتفع على أكتافهم وبالتالي عليك أن تكون متواضعا ولا تدخر جهدا في امتداح الآخرين إذا قاموا بشيء جيد ودع الآخرين يمتدحونك إذا قمت بشيء جيد ولكن لا تفتخر به أو تظل تعاير الناس بأنك فعلت سلوكا حميدا، هذا في النهاية لنفسك وليس للآخرين، لذلك كن متواضعا يا عزيزي لأن هذا هو الأسلم لك على أي حال لأن الإنسان مهما بلغت به المراتب لا ينبغي أن يكون مغرورا أبدا ولا يكون مغرورا سوى أنصاف الموهوبين والشاعرين بالنقص وانعدام فائدتهم.
كن متسامحا حتى النهاية
تريد أن تغير كره الآخرين لك وتحولها إلى محبة، عليك بالتسامح.. هناك شخص عندما ترتكب الأخطاء في حقه دون قصد مهما كانت صغيرة يمكن أن يغضب ويثور ويطلق لأعصابه العنان وهناك شخص آخر يتسامح طالما عرف أن الأمر دون قصد، ممكن مثلا أن تكسر القدح الذي يشرب فيه شخص الشاي أو مشروبه المفضل فتجده يطيح بكل الأشياء لأنك كسرت قدحه دون قصد ولكن هناك شخص آخر يمكن أن تكون أول جملة تخرج من فمه بمنتهى الهدوء: “فداء لك” قد يربح الشخص الأول حذر الناس تجاه ممتلكاته وحذرهم تجاه شخصيته أيضًا ولكنه أبدا لن يكسب حبهم أو احترامهم أو مودتهم، وهذه الأشياء لا تقدر بثمن.
ابحث عن نقاط الالتقاء لا الاختلاف
هناك أشخاص يصرون على اختلافهم حتى النهاية، يصرون على أن يظلون يضايقون الآخرين في معتقداتهم وآرائهم وتوجهاتهم ومحاولة إثبات إسقاطها وتهافتها حتى إن كان في نادي كرة القدم الذي يشجعونه وهناك أشخاص يتحلون بالموضوعية والإنصاف ويحاولون البحث عن نقاط الالتقاء حتى وإن كانت قليلة والانطلاق منها نحو تكوين رابطة مع الآخرين، الأول ربح كره الآخرين له أو على الأقل نفورهم منه حتى إن كانوا يحبونه، والثاني ربح حب الآخرين له أو على الأقل قبولهم له حتى إن كانوا ينفرون منه في البداية، بمثال واضح ومختصر فإن الكرة في ملعبك، والآن تستطيع توجيهها نحو الهدف الذي تريد أن تحرزه.
كن مهتما وصاحب واجب
كثيرا ما تحدث مناسبات مختلفة لدى الآخرين فهناك من لا يهتم بها أو يكلف نفسه للوقوف إلى جوار الأشخاص في مثل هذه المناسبات وهناك من يكن مهتما ويقوم بالوقوف إلى جانبهم سواء كانت مناسبة سعيدة أو مكروها – لا قدر الله – وبناء عليه إن أردت أن يحبك الناس ويشعرون نحوك بالجميل والعرفان فعليك أن تكون مهتما وصاحب واجب، لهذه المسألة ميزة فورية وهي تجنب كره الآخرين وحبهم الآني لك، وميزة مستقبلية وهي عندما تقع في أزمة فإنك ستجد من يقف إلى جوارك ويهتم بك، كما أنها تقوي الروابط الإنسانية والعلاقات بين الناس ويشعرون من تلقاء أنفسهم أنه لا زالت الدنيا بخير والناس يقفون إلى جوار بعضهم البعض.
كره الآخرين يمكن أن تحدث لأسباب عدة قد تكون واضحة ومفهومة ومنطقية وقد تحدث بغير أسباب من الأساس، ولكن الفن والذكاء أن تحول هذه الكراهية إلى محبة خالصة، والأمر لا يعد مجهودا كبيرا، ما عليك سوى أن تكون لطيفا وكريما ومتواضعا بالمعاني الشاملة لتلك الصفات ومفاهيمها الكلية.
أضف تعليق