كتابة المقالات من الأمور التي باتت تشغل اهتمام عدد كبير من الأشخاص خلال الفترة الحالية، خاصة الذين يسعون لإجادة الكتابة في فترة قصيرة، وبالرغم من كون كتابة المقالات والأشعار والروايات من المواهب التي يتمتع بها بعض الأشخاص دون غيرهم، إلا أن هناك مجموعة من القواعد التي ينصح باتباعها كي يستطيع أي شخص تعلُم كتابة المقالات بل وإتقانها، ودائماً ما يشير عدد كبير من كبار الكتاب ليس على مستوى الوطن العربي فقط بل على المستوى العالمي إلى أن بداية كتابة المقالات تكون من خلال التوصل إلى فكرة جيدة وممتعة بالنسبة للقارئ أو قضية تستحق المناقشة، والتي يتم بعدها محاولة تدوين مجموعة من المحاور والعناصر التي تحمل قدر كبير من المتعة والإقناع للقارئ حتى يستوفي المقال كافة الشروط الواجب توافرها به، وبالرغم من ضرورة اتباع مجموعة كبيرة من القواعد أثناء الكتابة إلا أنه ليس شرطًا أن تكون كل هذه القواعد بأكملها متوافرة في المقال الواحد، فكل مقال دائمًا ما يتميز بعدد من المحاور وبطريقة كتابة تجعله يختلف تمامًا عن باقي المقالات الأخرى، لكن العامل الأهم في كل ذلك هو محاولة الوصول إلى قضية أو فكرة تشغل اهتمام شريحة كبيرة من المواطنين كي يتم كتابة المقال حولها وذلك حتى يضمن القارئ أن يكون هناك اهتمام ومتابعة من مختلف شرائح المجتمع بالمقال.
إرشادات هامة من أجل كتابة المقالات
الغرض من كتابة المقالات
يعد الهدف من كتابة المقالات هو محاولة مناقشة عدد من القضايا والملفات التي تؤرق المجتمع وتشغل اهتمام شريحة كبيرة من المواطنين سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو غير ذلك، لذا فلابد من أن يكون المقال قادرًا على جذب اهتمام شريحة كبيرة من القراء، خاصة وإذا كان قارئ هذا المقال من مستخدمي الإنترنت، الذين يبحثون دائمًا عن المقالات الممتعة والمشوقة، لذا ينصح بأن يكون هناك تشويق كبير في كتابة المقال منذ بدايته وحتى آخر سطر في المقال، حتى لا يشعر القارئ بالملل أثناء القراءة وبالتالي يحدث لديه حالة من النفور من المقال، بجانب ذلك فيعد أحد أهداف كتابة المقالات أيضًا هو تحليل الواقع بمعنى أن يقوم المقال بإعطاء صورة تحليلية عما يدور ويحدث في المجتمع خلال الفترة الحالية، وإعطاء نظرة مستقبلية حول الأحداث المتوقع حدوثها في المستقبل سواء القريب أو البعيد، وهذا يتطلب قدر كبير من المعرفة وتحليل الأحداث في المجتمع وربطها ببعضها بطريقة جيدة وذلك حتى يخرج المقال بصورة مشوقة ومقنعة.
التوسع في القراءة والمعرفة
دائمًا ما ينصح كبار الكتاب بضرورة أن يتوسع كل إنسان في القراءة في مختلف المجالات حتى يستطيع أن يكون لديه قاعدة معرفية كبيرة تمكنه من كتابة المقالات بطريقة مشوقة وبها كم كبير من المعلومات الجديدة لأي قارئ، الأمر الذي يضمن أن يكون المقال قادرًا على جذب شرائح كبيرة لقراءة المقال، لذا فيعد عنصر القراءة هو أحد أهم قواعد كتابة المقالات، حيث أن التراكم المعلوماتي يمنح الكاتب قدرة كبيرة على التميز في كتابة المقال دون غيره من باقي الكُتاب.
فكرة المقال وعمقها
كما هو معلوم فإن كتابة المقال لابد وأن تبدأ بفكرة مبتكرة ومشوقة للقارئ، فاختيار فكرة المقال وعمقها تعد العنصر الأهم والمتحكم في اهتمام شرائح المجتمع بقراءة المقال، وعلى الرغم من قلة عدد الأفكار المبتكرة والجديدة، فهناك عدد من كُتاب المقالات يلجؤون إلى اختيار موضوعات وأفكار قديمة، لكنهم يعتمدون على محاور مختلفة تمامًا في طريقة كتابة المقال والعناصر والمحاور التي قامت عليها الفكرة القديمة، بجانب ذلك فيعد الالتزام بالفكرة التي تم تناولها في الموضوع وعدم الخروج عن السياق من الأمور الواجب اتباعها عند كتابة المقال، فلا يصح أن يتم تحديد فكرة الموضوع وأثناء الكتابة نخرج عن سياق الفكرة ونتناول محاور وقضايا أخرى، فيتسبب المقال في حالة من الملل لدى القارئ وبالتالي عدم استكمال قراءة المقال.
اختيار عنوان المقال
عنوان المقال يعتبر هو العنصر الأساسي المتحكم في عملية جذب القراء والأشخاص لقراءة المقال والتعمق في تفاصيله حتى النهاية، على اعتبار أن العنوان هو الطُعم الذي يصطاد القراء ويحفزهم على فتح المقال بمجرد رؤيته، لكن بالرغم من ذلك فهناك كثير من المهتمين بكتابة المقالات، يجيدون الكتابة بدرجة كبيرة وجيدة لكنهم لا يجيدون على الإطلاق عملية كتابة العناوين بشكل مُحكم، الأمر الذي يتسبب في افتقاد المقال لكثير من عناصر الجذب والتشويق المفترض توافرها في العنوان ، وعلى النقيض من تأكيدات كثير من كبار كتاب المقالات حول ضرورة توافر عنصر الابتكار أثناء كتابة المقال فهناك عدد من المهتمين بكتابة المقالات يقعون في أخطاء كبيرة تتعلق بكتابة عناوين تقليدية وسطحية وبالتالي ينفر القراء من المقال بأكمله.
تسلسل الفقرات وذروة الموضوع
بمجرد أن يبدأ القارئ في كتابة المقال فلابد أن يكون لديه القدرة على اختصار ما يسعى إلى تناوله في مقدمة المقال، وأن يبدأ في التعمق في تفاصيل المقال والقضية التي يناقشها بعمق شديد وبتنسيق كامل بين مختلف الفقرات، وذلك شرط أن يكون هناك تسلسل واضح ومرتب بين الفقرات والانتقال من محور إلى الآخر بطريقة ممتعة وشيقة، لضمان استمرار القارئ في القراءة، وبمجرد أن نصل إلى ذروة فكرة المقال فلابد أن نبدأ في التطرق للمعلومات الجديدة والمشوقة للقارئ وذلك لإضافة كم كبير من المعلومات التي تمثل إضافة قوية للقارئ، بجانب ذلك فلابد من الاختصار بأقصى درجة عند كتابة الجمل حيث أن قارئ الإنترنت دائمًا ما يسعى إلى المقالات المختصرة والمشوقة، كما أن هناك ضرورة لتضمين العديد من الجمل سواء المدهشة أو الغريبة للقارئ أو العديد من التصريحات من بعض الأشخاص والتي تحمل في طياتها بعض الاستفزاز للقارئ، الأمر الذي يجعله يستمر في القراءة حتى نهاية المقال، يضاف إلى ذلك فهناك عنصر مهم للغاية لابد من الاعتماد عليه أثناء كتابة المقال وهو أن يتم ذكر بعض المعلومات الموثقة بمصادر أو بتصريحات من أشخاص يصعب التشكيك فيهم أو في مواقفهم وآرائهم، وبالتالي يضمن كاتب المقال أن يحصل مقاله على ثقة كافة القراء الذين يتابعون كتاباته، وبالتالي يكون على ثقة كبيرة في عدم تشكيك أي شخص في المعلومات التي تم ذكرها في فقرات المقال.
الالتزام بعلامات الترقيم في المقال
من الأمور التي تبرز مدى إتقان أي شخص لكتابة المقالات هي الالتزام بوضع علامات الترقيم والفصل بين الجمل في المقال، الأمر الذي يزيد من استمرار القارئ في القراءة، خاصة وأن عدم الالتزام بعلامات الترقيم يصيب القارئ بحالة من الملل أثناء قراءة المقال بسبب عدم وجود أية علامات للفصل بين الجمل والفقرات، وبالتالي تحدث حالة من عدم الاهتمام عند القارئ بالمقال الذي يتابعه.
ختام المقال
ختام المقال من العناصر التي يجب كتابتها بطريقة مشوقة وممتعة وتلخص بشكل مختصر كل ما تم تداوله عند كتابة المقال، ووفقًا لتأكيدات كبار الكتاب فإن خاتمة المقال لابد وأن تكون مشتقة من إحدى جمل وفقرات المقال، وقد يتم كتابتها بطريقة ساخرة ممتعة للقارئ.
إتقان كتابة المقال لابد وأن يسبقه التمتع بقدر كبير من المعرفة والثقافة في مختلف المجالات، كي يستطيع الكاتب أن يعبر عن مقالاته وموضوعاته التي يتناولها بطريقة مشوقة وممتعة، وتضمينها بكم كبير من المعلومات الجديدة بالنسبة للقارئ، كما لابد من الالتزام بقواعد الكتابة سواء في اختيار فكرة المقال أو في كتابة العنوان المشوق والقادر على جذب القراء، وصولًا إلى ذروة الموضوع ونشر معلومات جديدة وممتعة للقارئ، نهائية بخاتمة الموضوع التي تلخص المقال وتخرج بحل للقضية التي تم تداولها، ويعد الالتزام بهذه المعايير بمثابة خطوة على الطريق الصحيح نحو إجادة وإتقان كتابة المقالات.
أضف تعليق