كأس العالم هو الحدث الرياضي الذي ينتظره الملايين من عشاق الساحرة المستديرة كل أربعة أعوام، فبمجرد انتهاء دورة كأس العالم وتحديد حامل اللقب تبدأ الأنظار في التوجه مباشرة للدورة التالية: أين ستقام؟ من سيتأهل؟ من لديه الفرصة الأكبر في الفوز؟ وعلى هذا سنقدم لك معلومات بسيطة عن كيفية قيام بطولة كأس العالم وتاريخها منذ البداية وحتى الآن.
كأس العالم : تاريخ البطولة الأشهر عالميًا
كأس العالم لأول مرة
حفز النجاح الساحق الذي حققته بطولة كرة القدم الأولمبية منظمة الفيفا لتؤسس بطولة كرة قدم عالمية تخصها؛ فأعد المسئولون بالفيفا استبيانات عن بطولة كأس العالم وأرسلوها لكافة الجمعيات التابعة لهم لمعرفة انطباعهم عن إمكانية إقامة تلك البطولة من عدمها وكذلك الشروط الواجب توافرها لإقامة مباريات كأس العالم.
اجتمع مسئولو الفيفا بأمستردام في 28 مايو عام 1928 للاتفاق على الخطوط العريضة المؤسسة لبطولة كأس العالم، كما تم ترشيح العديد من الدول لاختيار مكان إقامة البطولة كإيطاليا وهولندا وإسبانيا والسويد لكن الأوروغواي كانت الرابحة؛ نظراً لتميز لاعبيها في حصد الميداليات الذهبية في آخر دورتين أولمبيتين عام 1924 و1928 كما أن العام المقرر له إقامة كأس العالم فيه وهو في عام 1930 كان متزامناً مع احتفال شعب الأوروغواي بمرور مئة عام على استقلال دولتهم.
واجه الاتحاد الدولي لكرة القدم عدة عوائق أثناء الإعداد لأول كأس عالم في التاريخ؛ فمثلاً كانت أوروبا في ذلك التوقيت في خضم أزمتها الاقتصادية مما شكّل صعوبة في توفير النفقات الكافية لذلك الحدث كما أنه كان على الأندية الموجودة في تلك الفترة التخلي عن أمهر لاعبيها لما يتجاوز الشهرين لانشغالهم بالبطولة، كل تلك الصعوبات لم تمكن سوى أربعة فرق فقط من أوروبا من المشاركة في البطولة وهم منتخبات فرنسا ورومانيا وبلجيكا ويوغوسلافيا. بالفعل أقيمت بطولة كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في التاريخ بداية من 13 يوليو 1930 بدون إقامة تصفيات مبدئية نظراً لقلة المنتخبات المشاركة وفازت بالبطولة الدولة الحاضنة لها وهي الأوروغواي بعد تغلبها على الأرجنتين في المباراة النهائية.
الدول المنظمة لبطولة كأس العالم
منذ تاريخ أول بطولة لكأس العالم وأصبحت تقام بانتظام كل أربع سنوات متتالية في دولة تقوم الفيفا باختيارها بعد المقارنة بين كافة الدول المتقدمة ومدى الاستعدادات التي يمكن أن توفرها الدولة المستضيفة للبطولة، فبعد الأوروغواي قامت إيطاليا باستضافة كأس العالم عام 1934 تليها دولة فرنسا عام 1938، أما الدورتين التاليتين في عامي 1942 و1946 فلم تحدث من الأساس جراء اشتعال الحرب العالمية الثانية؛ مما منع إقامة بطولة كأس العالم لدورتين متتاليتين كذلك منع الاتحاد الدولي لكرة القدم من اختيار دولة أوروبية لاستضافة الدورة القادمة في 1950 فتم اللجوء للبرازيل كدولة بعيدة عن آثار التدمير الاستراتيجي والاقتصادي الذي تعرضت له دول أوروبا أثناء الحرب.
تناوبت الكثير من الدول بعد ذلك على استضافة كأس العالم كسويسرا والسويد وتشيلي والولايات المتحدة الأمريكية مروراً بجنوب أفريقيا التي استضافت البطولة في عام 2010 ووصولاً إلى البرازيل في 2014، ومن المقرر أن تقوم روسيا باستضافة الدورة التالية في 2018.
وقبل كل بطولة بحوالي 7 سنوات يقوم الاتحاد الدولي لكرة القدم بتجميع المرشحين لاستضافة كأس العالم وتشكيل لجنة خاصة تقوم بالسفر إلى تلك الدول والمقارنة فيما بينهم، ثم الاجتماع الذي يتم سراً وخلاله تفتح عملية التصويت لصالح كل دولة أما نتيجة التصويت فيتم الإعلان عنها رسمياً في مؤتمر صحفي عالمي.
اختيار الدول المشاركة في كأس العالم
من ضمن الاستعدادات الواجب على الاتحاد الدولي لكرة القدم حملها على عاتقه أثناء التحضير لبطولة كأس العالم هو اختيار الدول المشاركة في البطولة، فيقوم الاتحاد باختيار عدد معين من كل قارة للتأهل في التصفيات المؤهلة لكأس العالم والتي تقام مبكراً عن موعد البطولة بحوالي عامين أو أكثر. يتم تحديد عدد الدول المشاركة في التصفيات بناء على رؤية الفيفا لمدى قوة فرق كل قارة؛ فعلى سبيل المثال في البطولة السابقة 2014 كان لأوروبا نصيب الأسد في المونديال حيث شاركت 13 دولة أوروبية فيها، أما آسيا وأمريكا الجنوبية فقسم عليهم 9 مقاعد شاغرة بالمناصفة فتضمن كل قارة منهما 4 مقاعد بينما تتنافسان على المقعد الأخير، تشارك أفريقيا بخمسة مقاعد وأمريكا الشمالية بثلاثة مقاعد مضمونة بينما تتنافس على المقعد الأخير مع أستراليا التي لا يمكنها التأهل سوى بهزيمة صاحب المركز الرابع في أمريكا الشمالية؛ وعلى هذا فيكون عدد الدول المشاركة قد بلغ 31 دولة بالإضافة للدولة المستضيفة لبطولة كأس العالم في تلك الدورة.
الدولة المستضيفة والدولة الحاملة للقب
قديماً كانت الدولة المستضيفة لكأس العالم تضمن التأهل له في نفس الدورة بدون الحاجة لخوض التصفيات المقررة والأمر نفسه ينطبق على الدولة الحاملة للقب في العام السابق، ولكن في عام 2006 تم منع الدولة الحاملة من التأهل إلا عن طريق التصفيات بينما مازال الباب مفتوحاً للدولة المستضيفة؛ مما يعني أن روسيا تضمن المشاركة في مونديال 2018 دون تصفيات.
ترتيب مباريات كأس الع|الم
دور المجموعات
بعد انتهاء تصفيات كأس العالم ومعرفة من هي المنتخبات المتأهلة ال32، يتم تقسيم تلك المنتخبات إلى مجموعات منفصلة بحيث تحتوي كل مجموعة على أربعة دول فيصبح عدد المجموعات 8 وهو ما يعرف بدور المجموعات.
تتنافس منتخبات كل مجموعة مع بعضها في عدة مباريات تنتهي بتحديد أصحاب المركز الأول والثاني الذين يتأهلان للدور التالي، أما تقسيم المنتخبات إلى مجموعات فيخضع لعدة عوامل تحكمه منها مثلاً عدم وقوع أي منتخبين من نفس القارة في مجموعة واحدة ضماناً لعدالة المواجهة مع المنتخبات الأخرى في كل مجموعة، بعد انتهاء دور المجموعات يتقلص عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم من 32 إلى 16 منتخباً فقط يتأهلون للدور التالي الذي يعرف بدور التأهيل.
دور التأهيل
سمي بذاك الاسم لأنه هو الدور الذي يحدد هوية المنتخبين المتأهلين للمباراة النهائية؛ حيث تتواجه الفرق ال16 الصاعدة من دور المجموعات في سلسلة مباريات تقام كل واحدة منها بين المركز الأول في إحدى المجموعات الثمانية السابقة والمركز الثاني في مجموعة أخرى وهكذا دواليك، على عكس مباريات دور المجموعات يشترط هنا أن تنتهي المباراة بفوز أحد المنتخبين على الآخر إما بأهداف المباراة أو بالشوطين الإضافيين أو بركلات الترجيح أما في دور المجموعات فتحديد المتأهل يتم بنظام النقاط بعد انتهاء الدور كاملاً.
كأس العالم المقدم
طيلة أكثر من 80 عاماً أقيم خلالهم العديد من بطولات كأس العالم لم يتم صنع سوى كأسين فقط، أحدهما استمر 40 سنة بداية من 1930 وحتى 1970 والآخر منذ 1974 وحتى الآن.
في بطولة كأس العالم عام 1970 والذي ربحته البرازيل تقرر احتفاظها بالكأس للأبد ولكنه للأسف تعرض للسرقة في عام 1983 ولم يعثر عليه، بعد احتفاظ البرازيل بكأس العالم تم صنع كأس آخر جديد تتداوله الدول الحاملة للقب واحدة تلو الأخرى حتى يومنا هذا حيث تحتفظ ألمانيا بتمثال كأس العالم منذ إقامة بطولته في البرازيل في 2014 منتظرة تسليمه رسمياً في 2018 للدولة الرابحة التالية، فترى من ستكون؟
أضف تعليق