لعلك سمعت من قبل عن عملية قص المعدة لكن هل تعلم ما إذا كانت تتناسب مع حالتك أم لا؟ فالرشاقة حُلم الجميع لكن مسألة إنقاص الوزن في حالات السمنة المُفرطة ليس بالأمر السهل، فإذا كنت تُعاني من الزيادة المُفرطة في الوزن ولا طاقة لك على عمل رجيم قاسي لصعوبة السيطرة على شهيتك وقد فات الأوان للتخلص من زيادة وزنك باتباع الطُرق العادية التي لا تُجدي نفعًا في حالات السمنة المُفرطة، وعليك اللجوء لطريقة حاسمة للقضاء عليها تمامًا؛ فمن المؤكد أنك فكرت في خوض تجربة إجراء العمليات الجراحية، لذا كان على أطباء السمنة إرشادك بما يتناسب مع حالتك، وأن الحل يتلخص في عملية قص المعدة التي سنتعرف على طريقة إجرائها وتكلفتها وسلبياتها، وهل يصلح إجراءها أثناء الحمل كل هذا خلال السطور القادمة.
استكشف هذه المقالة
عملية قص المعدة
لجأ الأطباء لعدة طُرق للتخلص من الوزن الزائد في حالات السمنة المُفرطة من خلال العمليات الجراحية، ذلك حينما توصل العلم الحديث أن هُناك 7 هرمونات داخل المعدة تتسبب بالإصابة ببعض الأمراض منها السمنة والسكري، فضلًا عن أنها مُحفز قوي على الشعور بالجوع، وبناءً على هذا قاموا الأطباء بتطبيق إجراء عملية تكميم المعدة سنة 2003، ومن ثم توصلوا لفكرة عملية قص المعدة التي هي عبارة عن استئصال الجزء الخارجي للمعدة المحتوي على الهرمون الضار والمسبب لتلك الأمراض مع المحافظة على خواص وفسيولوجية الجهاز الهضمي للشخص، ومن ثم تُصبح المعدة على شكل أنبوبًا مُستطيلًا ورفيعًا بدلًا من شكل الكيس الكبير التي كانت عليه من قبل، وأطلق عليها الأطباء أسم: (تكميم المعدةsleeve gastrectomy)؛ لأن المعدة ستصبح على شكل كم قميص.
ما هي الحالات التي تتناسب معها عملية قص المعدة؟
عملية قص المعدة تتناسب مع الحالة التي تجاوزت معدل كتلة الجسم لديها 40 كم وأصبح لا جدوى من إتباع الطرق التقليدية في إنقاص الوزن، لكن يشترط لمن يقدم على إجراءها التمتع بصحة جيدة وعدم المُعاناة من أحد الأمراض مثل: السكري، الكبد، أمراض الدم وإذا وجدت لا بد أن تكون الحالة مُستقرة وتحت إشراف طبي.
إجراءات قبل إجراء عملية قص المعدة
قبل التفكير في إجراء عملية قص المعدة لا بد من استشارة طبيب مختص لمساعدك على اتخاذ القرار الصائب بالوقوف على معرفة هل تتناسب العملية مع حالتك وما هي خطوات إجراءها، وما يلزم من وقتٍ لإجرائها والنتائج المتوقعة وما عليك تجنبه خلال مدة التعافي للمحافظة على الوزن، وهل هُناك مُضاعفات مُتوقعة وكيفية تجنبها.
كما عليك أيضًا إخبار طبيبك هل السمنة لديك وراثية أم مُكتسبة باتباع عادات غذائية خاطئة ومنذ متى، وهل أصابك في تلك المدة اكتئاب أو توتر؟ وما إذا كنت تشتكي من أحد الأمراض الأخرى ونوع العلاجات التي تتناولها، وإذا ما كنت تُعاني من الحساسية تجاه أحد العلاجات.
ما على طبيبك أن يُخبرك به استعدادًا للعملية
يتطلب من الطبيب إخبارك بإجراء تحاليل غدد، صورة دم كاملة، وظائف كبد، أشعة وتحاليل على البطن، ويزيد على هذا كله فحص سريري شامل لتحديد الحالة الصحية والوزن قبل إجراء عملية قص المعدة بـ 15 يومًا، ومن ثم سيقوم الطبيب المختص بعرضك علي طبيب قلب وباطنة وتخدير، وسيحذرك الطبيب قبل إجراء العملية من تناول علاجات بعينها كالأسبرين وعلاج السيولة، ويطلب منك الإقلاع عن التدخين وعدم تناول الكحول لعدم خفض مستوى الأكسحين، ويكون عليك الانتظام على أحد المضادات الحيوية والذي سيحدده الطبيب لعدم إصابتك بعدوى أثناء إجراء عملية قص المعدة.
أما في اليوم السابق للعملية عليك الامتناع عن تناول الأطعمة مدة 24 ساعة سابقة للعملية والامتناع عن تناول مشروبات مدة 12 ساعة قبل دخول غرفة العمليات، ويوم إجراء العملية عليك اصطحاب أحد الأقرباء ليقوم بمرافقتك، وارتدي ملابس فضفاضة لتسهيل عملية الفحص.
قص المعدة بالمنظار
يقوم الأطباء بإجراء عملية قص المعدة مؤخرًا من خلال المنظار لتجنب المُضاعفات التي من الممكن حدوثها في جراحات منطقة البطن ولسرعة تعافي جروحها، وقد يلجئ الطبيب لشق جراحي إذا كان هُناك سبب يستدعي ذلك كوجود بعض الالتصاقات بسبب عملية سابقة وتعتبر أحد معوقات إنهاء العملية باستخدام المنظار، وخطوات عملية قص المعدة هي:
- يتم تعقيم الحالة بشكلٍ كامل والطاقم الطبي بالكامل أيضًا.
- يتم تخدير الحالة إما نصفي أو كلي حسب حاجة العملية، وفي حالة التخدير النصفي يستعين الطبيب ببعض أنواع المنومات لتُساعد على استرخاء عضلات الجسم.
- يقوم المختص بفتح 5 ثقوب صغيرة في البطن، حجم الثقب من 1 إلى 2 سم.
- ثم يستخدم المختص منظار المعدة بمروره من خلال تلك الثقوب إلى المعدة، ثم يتم قص الجزء الملتوي للخارج من المعدة ويكون حوالي 80 بالمائة من حجم المعدة فتتحول إلى أنبوبٍ رفيع.
- ويقوم المختص بإخراج هذا الجزء من خلال سحبه عن طريق الثقوب الصغيرة للخارج بعد أن يقوم بتسليط أشعة ليزر عليه لينكمش حتى يتم إخراجه بسهولة.
- ثم يتم إغلاق المعدة داخل البطن بوضع عدة غرز أو دبابيس صغيرة، وفي أثناء قيام الطبيب بقص المعدة يتم وضع أنبوبًا بأحد الثقوب لشفط السوائل لعدم إعاقة العملية، وبعد الانتهاء يتم إخراجه وغلق الثقوب بالبطن ببعض الغرز الجراحية البسيطة وتطهير سطح الجرح وتغطيته.
وقد أثبتت عملية قص المعدة نتائج مذهلة في خسارة الوزن الذي يصل من 60 إلى 65% من وزن الجسم في خلال أول عامين بعد العملية وهو ما يُعادل 10 كم كل 30 يومًا، ويرجع السبب لصغر حجم المعدة والتخلص من الجزء المُحفز لإفراز هرمون الشعور بالجوع.
وتختلف درجة شعور المريض بالألم من شخصٍ لآخر عقب إجراء العملية ولكن استخدام المنظار في العملية جعل الألم بسيط بالمقارنة بالعمليات الجراحية الأخرى ويزول سريعًا ببعض المُسكنات التي يصفها الطبيب.
المدة اللازمة للتعافي
لا بد من بقاء الحالة بالمستشفى ما لا يقل عن يومان عقب إجراء عملية قص المعدة ليتم متابعته من قبل المختص بعد الإفاقة من التخدير للاطمئنان على عودة الجهاز الهضمي لوظيفته وأنه لا وجود لأي مضاعفات ومن ثم العودة إلى المنزل، وسيصف الطبيب نوعًا قوي من المضادات الحيوية يتم تناولها من قبل المريض لمدة 15 يومًا لعدم الإصابة بعدوى مع الراحة التامة لمدة 24 ساعة ثم البدء بالتمشية تدريجيًا، ويتوجب على المريض عدم ممارسة الرياضة أو الأعمال الشاقة لمدة 30 يومًا من وقت إجراء العملية وخلال هذه المدة حتى التعافي عليه الإكثار من تناول السوائل لتجنب الإصابة بعصر الهضم أو الإمساك.
وسيقوم الطبيب المتابع لحالتك بوضع جدول غذائي للانتظام عليه عقب إجراء العملية من 10 إلى 15 يومًا، ويكون عبارة عن عصائر وسوائل خفيفة ومُصفاة، ثم التدرج إلى السوائل الغير مُصفاة، ثم الأطعمة المخففة ومضروبة بالخلاط الكهربائي، ثم وجبة صغيرة يوميًا حتى التئام المعدة تمامًا، وسيصف لك طبيبك أيضًا بعض المُسكنات والفيتامينات والمُكملات الغذائية التي يتم تناولها ربما لوقتٍ أطول من مدة التئام جرح المعدة.
قص المعدة والحمل
حذر أطباء السمنة من حدوث حمل خلال 18 شهرًا عقب إجراء عملية قص المعدة؛ لأنه في الغالب سيتأثر الجنين بقلة الغذاء الكافي، وأفادوا بأنه في حالة حدوث حملٍ أيًا كانت الأسباب في هذا التوقيت يُنصح بالمتابعة الدقيقة للحمل لدى مُتخصص تغذية؛ حتى يتم عمل جدول بالأطعمة الصحية والغنية بالفيتامينات اللازمة للجنين والتي لا تؤثر سلبًا على صحة الأم، وإذا كانت السيدة لديها مشاكل في حمل قبل إجراء عملية قص المعدة عليها أن تكون على دراية بما يلي:
- عقب إجراء عملية قص المعدة وخسارة بعض الوزن سيكون هُناك فرص أكبر لحدوث حمل وزيادة نسبة الخصوبة فمن الممكن أن يكون العائق الأكبر لحدوث حمل هو أحد أمراض السمنة الزائدة كتكيسات المبيض، وهذا سيكون من الأمور الإيجابية للسيدة التي تخطط لحدوث حمل والعكس تمامًا للسيدة التي لا تريد حدوث حمل أو مازال لم يمضي على إجراء عملية قص المعدة مدة السنة والنصف، وفي هذه الحالة عليها أن تتخذ الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث حمل للسماح للجسم أن يتأقلم على الحالة الجديدة ومن ثم يستقر الوزن، وحتى لا يُعاني كلًا من الأم وجنينها من حالة سوء تغذية.
- في حالة حدوث حمل قبل مرور 18 شهرًا على إجراء العملية فلا بد من الاستشارة الفورية لدى متخصص نساء وتوليد؛ لاطلاعه على عملية قص المعدة للبدء بمتابعة الحالة الصحية للأم والجنين وهل ينمو حجمه بشكلٍ جيد أم في هو حاجة لبعض المُكملات الغذائية.
كيف تختار مكان لإجراء عملية قص المعدة ؟
من المؤكد أن عملية قص المعدة من العمليات الهامة والحساسة والتي تتطلب اختيار جيد لمكان إجرائها في ظل انتشار مراكز كثيرة متخصصة بجراحات السمنة، فلا بد أولًا قبل قرار إجراء العملية بأحد المراكز أن يتم التأكد من خضوعه للرقابة من خلال وزارة الصحة، وأنه مشهور بإجراء مثل هذه العملية ونسبة نجاحها كبيرة، ومن المراكز المشهورة برعايتها للمرضى في عملية قص المعدة: أثيستك كلينك ومركز د. هارس هيرمان بألمانيا، مركز ليف الطبي ومستشفى ميديبول ميجا Medipol Mega وأسيبادم تكسيم بتركيا، مركز دكتور/ محمد زكريا لجراحات السمنة ومركز دكتور/ هشام أحمد لجراحات السمنة بمصر.
كيفية اختيار طبيب مناسب لإجراء عملية قص المعدة
للإجراء عملية مثل هذه العملية الهامة يتطلب ذلك اختيار طبيب مُناسب، ويكون هذا بالسؤال والتقصي والبحث الدقيق حول الأشخاص الذين سبق لهم القيام بعملية قص المعدة، وعن الجراح الذي قام بالجراحة وهل هو معروف بالكفاءة والاهتمام بالمريض، والتقصي حول طاقم العمل المساعد وعنايتهم بالمرضى، وأن تخرج من بحثك بعدة أشياء هامة لا بد من توافرها في المختص والذي سيقوم بإجراء الجراحة، وهي:
لا بد أن تكون شهادات المختص تابعة لإحدى كليات طب معتمدة، مرور الطبيب بفترة تدريب كافية بأحد المراكز أو المستشفيات المعروفة بنجاحها في مثل هذه العمليات الجراحية والمشهود لها من قبل بعضًا ممن قاموا بإجراء عمليات سابقة، أن يكون حاصلًا على درجة ماجستير خاص بجراحات السمنة، ويُستحسن لو كان الطبيب من الحاصلين على البورد الأمريكي الخاصة بجراحات السمنة أو حاصلًا على عضوية بالجمعية الأسترالية، وأن يكون الطبيب قد أمضى عليه في هذا المجال عدة سنوات تشهد له بالكفاءة والخبرة وهي من أهم الأمور التي على المريض التقصي عنها.
تكلفة تقريبية لعملية قص المعدة
تتفاوت تكلفة العملية طبقًا للحالة ووزنها والدولة والمركز الذي سيُجرى به العملية والعناية المُقدمة للمريض ونوع التخدير المُستخدم، وسنذكر أسعار تقريبية في بعض الدول منها:
تركيا وتبلغ متوسط تكلفتها إلى 3900 دولارًا أمريكيًا حيث اشتهارها بهذا النوع من العمليات الجراحية، وفي دولة ألمانيا تصل تكلفتها إلى 9500 دولارًا أمريكيًا وتزيد في بولندا لتصل إلى 5000 دولارًا أمريكيًا، وتصل في الأردن إلى 5000 دولارًا أمريكيًا وتزيد في بريطانيا لتصل إلى 7000 دولارًا أمريكيًا، وتتراوح تكلفتها بمصر من 8000 إلى 11000 دولارًا أمريكيًا.
سلبيات عملية قص المعدة
رغم النتائج الفعالة لعملية قص المعدة إلا أن لها أضرارًا عديدة لذا دائمًا ما ينصحون أطباء السمنة بتجربة البدائل الأخرى لإنقاص الوزن قبل القرار بإجراء عملية قص المعدة، ومن مضاعفات عملية قص المعدة التي من المحتمل حدوثها على المدى القريب ما يلي:
- نزيف شديد عقب إجراء العملية: وهو أحد مُضاعفات الجراحة الخطيرة والتي قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتداركها الطبيب الجراح بفتح ثقب بالبطن على الفور لمحاولة وقف النزيف باستخدام منظار المعدة.
- عدوى: وتقل نسبة العدوى كلما قل استخدام أدوات أو أيدي داخل أعضاء الحالة، لذا ينصح الطبيب بتناول أحد المضادات الحيوية قبل إجراء العملية بما لا يقل عن 15 يومًا.
- الشلل بعضلات الجهاز الهضمي: وهو من أسوء وأخطر ما قد يواجه المريض وهو أن تتوقف حركة أمعائه عقب إجراء عملية قص المعدة، ولهذا شدد الأطباء على عدم مغادرة المركز أو المستشفى قبل مرور يومان لإبقاء المريض تحت الملاحظة ومروره بمرحلة الخطر بسلام.
- التسريب بالحامض المعدي: وهو من السلبيات المشهورة عن هذه العملية ويكون بسبب عدم غلق أحد الدبابيس الجراحية بإحكام أو فك أحد الغرز، ما يتسبب بتآكل جدار العضو المحيط به.
- القيء: وهو أحد الأعراض المُصاحبة لعملية قص المعدة مما يؤدي لانخفاض الضغط والجفاف الشديد.
- الارتجاع بالمريء: وهو أحد الأعراض المشهورة عن هذه العملية والمُصاحب لها في مُعظم الحالات، وهو ما يُعني التسرب لعصارة المعدة بسبب زيادتها عن الحجم الطبيعي للمعدة أو لضعف العضلة التي تفصل بين المعدة والمريء، ما ينتج عنه كحة وحرقة شديدة.
ولعملية قص المعدة سلبياتها على المدى البعيد وهي:
- التليف بالمعدة.
- أنيميا حادة وهزال ناتج عن فقدان العديد من العناصر الغذائية اللازمة للجسم بسبب عدم الرغبة بالأكل.
- التليف بالمريء بسبب ارتجاع العصارة الزائدة.
البدائل الأخرى لعلاج السمنة
هناك طرق متعددة لعملية أنقاص الوزن الزائد التي عُرفت من زمنٍ بعيد وما زالت هُناك دراساتٍ تُجرى حتى الوصول إلى بدائل وطرق أخرى أمنة وليس لها أعراضًا جابية سلبية ومن الطرق المستخدمة حاليًا الانتظام على ممارسة الرياضة والحمية الغذائية السليمة، أعشاب وأدوية ومستحضرات طبية مخصصة لخسارة الوزن، لكن هذه الطريقة لا تُجدي نفعًا في حالات السمنة المُفرطة، جراحات النحت وشفط الدهون المفتتة باستخدام وسائل حديثة كالليزر والألتراسوند، عمليات قص المعدة وبالون المعدة وربط المعدة التي تُساعد على تقليل الشهية.
وقد أفاد العديد من الأطباء أن تكون عملية قص المعدة هو الإجراء الأخير الذي يلجئ إليه مريض السمنة في حالة عدم وجود علاج بديل فضلًا عن تدهور حالته بسبب السمنة المُفرطة.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.