قصص الفضائيين واتصالهم بالبشر أصبحت تأخذ حيزًا كبيرًا من الاهتمام في الآونة الأخيرة. فقديمًا يوم لم يجد الإنسان سوى نفسه والحيوانات والنباتات من حوله في الأرض منتشرة ومتكاثرة حسب نفسه سيد القوم وأعلاهم، فمن الطبيعي أن يرى نفسه في تلك المنزلة بعد أن أدرك أنه الوحيد من بين الكائنات التي رآها ميزه الله بالعقل وأعطاه القدرة على التفكير والإبداع، وعندما خرج الإنسان من قوقعة نفسه وبدأ يستكشف كل ما حوله وينشئ لنفسه المجتمعات ويجد لنفسه الاستقرار ويتفكر فيما حوله ليصنع العلوم نظر إلى السماء، وبكبريائه وغروره المعتادين حسب نفسه وأرضه التي يقف عليها مركز الكون وأن الشمس والقمر صغيران يدورا في فلكه، وأن النجوم حتى ما هي إلا نقاطٍ لامعةٌ صغيرة توجد في سمائه ولأجله هو وحسب وأنه لو حدث له شيءٌ أو لو صارت لأرضه كارثة لاختفى كل شيءٍ آخر لأنه هو الأساس والبقية توابع.
ظل الإنسان لسنين يؤمن بتلك الأفكار وبمركزية الأرض وتمحورها في قلب الكون حتى صدمته الحقيقة بأنه ليس المركز وأن أرضه تلك شديدة الصغر مقارنة بالشمس، فظن الشمس مركزًا حتى أن بعضهم ألّهوها وعبدوها، ثم تقدم العلم وانكشف الغطاء أكثر فأكثر لنجد أرضنا الكبيرة تلك مجرد ذرةٍ تذروها الرياح في رحاب الكون الشاسع، وأنها كوكبُ يدور في فلك الشمس التي هي مجرد نجمٍ توجد مليارات النجوم سواه في مجرةٍ توجد ملايين المجرات سواها وأننا أبعد ما يكون عن كلمة مركز، لكن المتأمل في ذلك الاتساع وتلك الضخامة سيبدأ بالسؤال الطبيعي التقليدي في هذه الحالة، هل نحن وحدنا؟! إن لم يكن كوكبنا مميزًا ولم نكن مركز الكون ولا أهم من فيه إذًا فمن الذين يشغلون بقية الكون؟ هل يُعقل أن نكون الوحيدين فعلًا؟ولماذا نحن؟ ولماذا هذا الكوكب بالذات؟ ولماذا ولماذا ولماذا كلها بلا جواب!
قصص الفضائيين : ملف كامل عنها
الكواكب الأخرى والحياة
لنبدأ بالسؤال بطريقةٍ صحيحة وعن الأشياء أولًا بأول حسب منطقيتها، لماذا نستطيع العيش على الأرض؟ لأن عليها مقومات الحياة من ماء وهواء وطبيعة جوية مناسبة وكائنات حية أخرى غيرنا مُسخرة لنا، إذًا يخرج لدينا من هنا سؤالان، الأول: هل كوكبنا الوحيد في المجرة الذي عليه مقومات الحياة؟ والثاني: هل كل الكائنات الحية الفضائية إن افترضنا وجودها تحتاج المقومات التي يحتاجها سكان الأرض للحياة؟ سؤالان جوهريان تبدو إجابتهما قادرةً على إنهاء الجدال في وجود الفضائيين من عدمه لكننا كما هو مُتوقع لا نملك الجواب، بالنسبة للسؤال الأول فهل يُعقل ذلك فعلًا أن يكون كوكبنا وحده الصالح للحياة؟ لكن الإجابة تكمنا في أننا بدأنا باكتشاف كواكب أخرى بعيدة أو قريبة تحمل من مقومات الحياة أو آثارها ما يُشابه ما تحمله لنا الأرض، إذًا فلا، ليس كوكبنا الوحيد الصالح للحياة ولا يعقل بأي حالٍ من الأحوال أن يكون كوكبنا متفردًا بخاصية الحياة وحده من بين مليارات المليارات من الكواكب، حتى أن الإنسان صار يُفكر جديًا في الحياة خارج الأرض مستقبليًا فلماذا لا يوجد أحدٌ غيرنا في تلك الحياة في الخارج؟
أما السؤال الثاني يجعلك تتفكر في معنى مصطلح “مقومات الحياة” ذاك، فالسمك يعيش في الماء والماء من مقومات حياته لو عاش في الهواء لمات، والإنسان يتنفس الهواء لو حبسناه في الماء لمات، إذًا نفس الأرض ونفس الكوكب يعيش عليهما كائنان متجاوران وكلٌ منهما لو تطفل على بيئة الآخر لمات، إذًا فمقومات الحياة نسبية وفقًا لكل كائنٍ حيٍ مختلف، فلماذا إذًا نظن أنه واجبٌ على البيئة الأخرى على الكواكب الأخرى أن تكون مطابقةً لبيئة الأرض لنظن أن عليها حياة؟ أليس من الممكن أن تكون هناك كائناتٌ أخرى لا تستطيع الحياة في الظروف التي نسميها نحن مقومات الحياة؟ أمرٌ غير مستبعدٍ ويستحق التأمل.
قصص الفضائيين والتاريخ
متى بدأت قصص الفضائيين لا أحد يعرف فعلًا وكيف جاءت تلك الفكرة على بال الإنسان لا أحد يدري أيضًا، لكنها نتيجة تأملٍ طبيعية فأنت تفكر فيما حولك وتنظر للسماء فترى الكواكب فتتساءل إن كان كوكبٌ بحجم هذا الكوكب أو بجماله أو بموقعه أو أيًا كانت صفاته هو كوكبٌ وحيدٌ مهجورٍ بلا سكان، لكن القصص التي بدأنا نسمع عنها فعلًا ونتساءل عن حقيقتها مؤخرًا كانت نسب الكثير من أحداث التاريخ للفضائيين، فالحضارات القديمة والعلوم المتطورة التي قامت عليها نسبها الكثيرون للفضائيين وأن تلك الأشياء لم تكن من صنع الإنسان أو على الأقل من صنعه وحده وأن الفضائيين ساعدوهم ونقلوا إليهم أجزاءً من تلك العلوم والحضارات، الأهرام مثلًا هناك فصيلٌ من البشر مقتنعٌ اقتناعًا تامًا أنها ليست من صنع البشر وأن الفضائيين هبطوا على الأرض وبنوها وأن الحضارة الفرعونية بأكملها قامت على الفضائيين ومساعداتهم للفراعنة، مثلها مثل حضاراتٍ أخرى كثيرة بل إن كثيرًا من الكوارث والحروب التاريخية تم اتهام الفضائيين بالتدخل فيها وأن لهم يدًا فيما حدث.
هل تروي الحضارات القديمة قصص الفضائيين؟
تعددت الأقوال أيضًا في تفسير الكثير من آثار ونقوش ورسومات الكثير من الحضارات القديمة وارتفعت أصواتٌ كثيرة تستغل الغموض الذي يكتنف أيًا من تلك الآثار لتأخذ بها في جهتها وتروي بها قصص الفضائيين، كان منها الحضارة الفرعونية التي ظهرت في رسومها ونقوشها الكثير من الأشياء الغريبة التي تشبه المركبات الفضائية أو الأطباق الطائرة الدائرية المعروفة، كما وُجدت مومياء غريبة لكائنٍ غريب هو أقرب ما يكون لصورتنا المتخيلة عن الفضائيين والكائنات الغريبة من الكواكب الأخرى ولم يُعرف حتى الآن حقيقة تلك المومياء التي تم التعتيم عليها وإخفاؤها تمامًا فجأة، حضاراتٌ أخرى كثيرة كالأزتك والمايا وصحاري نازكا كان فيها الكثير من الغموض وأحاطت بها الظلال لتترك طبقةً ثقيلةً من الألغاز وعدم الفهم أمامنا، فهل نحن محقون في أن ننسب كل ما لا يمكننا فهمه إلى الفضائيين؟
هل هي هلوساتٌ جماعية؟
سؤالٌ آخر يستحق أن نأخذه في الاعتبار عندما نفكر في وجود كائناتٍ فضائيةٍ أخرى أم لا وهل زاروا الأرض من قبل أو هل سيزورونها يومًا ما؟ على مر التاريخ وفي كل حضارات العالم وبين شعوبها لم نعرف بعد بلدًا لم تُذكر فيها قصص الفضائيين ومشاهداتهم، فبلادٌ كثيرة سجل الناس فيها حوادث رؤية الفضائيين ومركباتهم الطائرة بل إن أماكن من العالم فيها آثارٌ غريبةٌ جدًا تبدو تمامًا كآثار هبوط مركبةٍ فضائيةٍ على الأرض فظلت موجودةً فترة ثم رحلت، سًجلت مشاهداتٌ لأنوار بارقة تهبط وقيل أنها أنوار المركبات بل إن البعض قد قاموا بتصوير صورٍ لمركباتٍ فضائية صحيحٌ أن كلها غير واضح لكن أصحابها يُرجعون ذلك للعجلة ولسرعة تحرك المركبة وصدمة الموقف إلا أنهم يصرون على كونها حقيقية، البعض الآخر يدعي بمقابلة الفضائيين أو بأنه خُطف من الفضائيين ثم أرجعوه أو بأن أحد أقربائه الذي اختفى في ظروفٍ غامضة خطفه الفضائيون، بل إن بعض الناس يزعمون أن تلك الأطباق الطائرة تهبط عليهم في مكانٍ محدد وأرضٍ محددة في أوقاتٍ محددة، لكن لو كان كل ذلك صحيحًا لماذا لم نقابلهم حتى الآن ولماذا لا نرصدهم عند دخولهم الغلاف الجوي وماذا يريدون أصلًا بزياراتٍ غامضة وأطباقٍ طائرة تظهر وتختفي بلا سبب أو هدف؟ ليست دعوةً للتكذيب ولا هي دعوةٌ لتصديق كل ما يُقال أيضًا، قد تكون هناك كائناتٌ حيةٌ أخرى سوانا على هذا الكوكب لكنها لن تكتفي بنزهاتٍ لا نرصدها وحسب، لربما نقابلهم مقابلة سلامٍ ذات يوم، وربما تشتعل بيننا حرب غزوٌ وبقاء.. لا أحد يعلم.
أضف تعليق