تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » فيروس هربس : كيف تحمي نفسك من فيروس الهربس المنتقل جنسيًا ؟

فيروس هربس : كيف تحمي نفسك من فيروس الهربس المنتقل جنسيًا ؟

فيروس هربس هو أحد أخطر الفيروسات الجنسية التي من الممكن أن تسبب الكثر من المضاعفات، في هذه السطور نتعرف على طريقة الوقاية من فيروس هربس .

فيروس هربس

فيروس هربس هو نوع من الفيروسات يصيب الجلد ويسبب تقرحات وتكتلات من الصديد الأبيض، وإذا لعبت فيه فبالتأكيد سيخرج الدماء، وهو منتشر جداً وليست له مواعيد معينة في الحقيقة وإنما يزيد في الصيف عند بعض الأشخاص، ولكونه فيروس فلا يمكن علاجه بالمضادات الحيوية كما يتجه البعض لأنه ليس ببكتريا أبداً، لذلك وجب التشخيص لاختيار الدواء المناسب، للتعرف أكثر على فيروس هربس تابع معي عزيزي القارئ.

طرق الوقاية من فيروس هربس

نوع فيروس هربس وطرق الإصابة به

فيروس هربس يتواجد في شكلين أساسين الأول البسيط ومنه HSV1 و HSV2 وهما الأكثر انتشاراً ويصيبون الفم والأكثر بينهم النوع الأول HSV1 أما النوع الثاني فينتشر أكثر في حالات الإصابة التناسلية مسبباً نفس أعراض الإصابة بالفم ولكنها أخطر قليلاً كونها في مناطق حساسة أكثر.

أما عن انتقال فيروس هربس فهو في الحقيقية ينتقل بطرق كثيرة جداً، التعامل المباشر ولمس المناطق المقرحة وخاصة السائل الراشح منها، استخدام نفس الأدوات الشخصية من بعد المريض، الاتصال الجنسي ولكنه أمر قليل الحدوث، وصول لعاب الشخص المريض إلى شخص أخر بأي طريقة، كما تنقله الأم لطفلها أثناء الولادة إذا كانت مصابة بالمنطقة التناسلية وفي الرحم.

أعراض فيروس هربس

فيروس هربس في الحقيقية يتواجد غالباً في أغلب البشر رجال ونساء على السواء وفي كل الأعمار فلا يوجد فرق حقيقي، لكونه فيروس وسريع الانتشار، ويكونوا حاملين له ولكن تظهر الأعراض فقط عند البعض، وتكون عبارة عن ألم يبدأ من ثم ينتفخ المكان المؤلم وتظهر بعد ذلك التشققات والبروزات وتكوين التكتلات أو حويصلات بيضاء وتكون مؤلمة عند اللمس، والإحساس بالحرقان بالمنطقة ووخز مستمر بهذه المنطقة، ويحدث ارتفاع في الحرارة طفيف وغير ملحوظ مع بعض الصداع وألم في العضلات حول الفك خاصة، مع إمكانية التهاب اللوز والغدد الليمفاوية عند ضعيفي المناعة.

ثم يأخذ الأمر بضع أيام وإتمام الشفاء تماماً لوحده ولا يترك أثراً أو ندب، وغالباً ما تظهر هذه القرح بجانب الفم وعلى الشفتين وهو المكان الأغلب في الإصابة، ولكن يمكن وجوده في البلعوم وفيما بين الأصابع خاصة القدم وبجانب العيون وحول المناطق التناسلية خاصة عند السيدات، وقد ينتشر بكثرة صعبة إذا ما كان المريض ضعيف المناعة جداً مما قد يهدد الحياة كاملة، وما يلاحظ في الإصابة بهذا النوع هو تكرار الإصابة وفي نفس المكان غالباً، وهذا لا يعني سوى أن مناعتك قوية وتحاربه ولكنه عنيد، ولا يتم القضاء عليه من أول معركة.

علاج فيروس هربس

قد يكون علاج هذا الفيروس ليس كما الإصابة بالبكتريا والطفيليات، لأن الفيروسات بالعموم حلها هو مناعتك الخاصة ولا يوجد دواء فعال بشكل كافي، وفي حالة فيروس هربس يكون العلاج تلقائياً بعد عدة أيام وإنما في حالات ضعيفي المناعة يستخدم الأسيكلوفير أقراص وهو مضاد للفيروسات للمساعدة لا أكثر.

ولكن في نفس الوقت استخدام الكريمات أو المرطبات يخفف من حدة الألم كما يساعد على سرعة الشفاء من تلك النوبة هذه المرة فقط، وليس له مفعول طويل الأمد وأشهر هذه العلاجات هو كريم كوادريادرم ودوكوسانول وبينسيكلوفير، فتجد أن المدة المطلوبة للعلاج ورجوع الجلد لشكله الطبيعي بدون أي ندوب، أصبحت أقصر، ولكني في العموم لا أحبذ الاستعمال المتكرر للكريمات فمع الوقت قد تفقد فعاليتها مع تعود الجسم عليها، فيجب استشارة الطبيب وتغير الكريم كل فترة إذا لزم الأمر.

الوقاية من فيروس هربس

بالطبع إذا رأيت مريض يجب أن تأخذ الحذر من التعامل المباشر معه قد الإمكان، فلا تأكل من طبقه أو تشرب وراءه من نفس الكوب، واستخدام منشفة أخرى. أما لمن يعانون من التقرحات بالفعل الآن فيجب اتباع بعض النصائح حتى تخفف من حدة الإصابة وتقلل الإصابة في المستقبل باتباع ما يلي: استخدام مرطبات الشفاه وتقليل الاحتكاك الجاف معها وجرحها فهذا يزيد من احتمال رجوع الإصابة، غسل اليدين بعد أي تلامس مع القرح حتى لا تنتقل إلى العين أو المناطق التناسلية أو إلى أغراض الأخريين من حولك، لا تلعب في البثور في محاولة لتسريع العلاج فهذا يؤزم الإصابة زيادة ويجعلك عرضة لكثرة الإصابة وعودة ظهورها في نفس المكان.

معلومات جديرة بالذكر عن فيروس هربس

هذا الفيروس لا يغادر الجسم أبداً بل يبني مستعمرات تحت الجلد بعد أول إصابة، وينتقل بدوره إلى العصب الثلاثي التوأم ليكون في حالة سبات ويحاوط نفسه جيداً مما يحجب عنه الجهاز المناعي مؤقتاً، وعند وجود جرح بالمنطقة أو تغيرات هرمونية أو إجهاد عاطفي أو رؤية الفيروس لأي لفرصة انتهازية يعيد تكرار الإصابة وظهروها على السطح، لذلك لا تهلع عزيزي إذا ما تكررت الإصابة في وقت قصير أو طويل بين كل مرة، فهذا يجعل جهازك المناعي يكتشف الفيروس ويحاربه، وقد لا تشفى منه تماماً طوال حياتك.

أما متى يجب أن تشعر حقاً بالخطر، إذا كانت الإصابة تنتشر وتتوسع أو تصل لعمق أكبر وفي مناطق أخطر من مجرد الفم، مثل الجهاز التناسلي وإصابته المتكررة مع بعض الأعراض الخطيرة مثل عدم الإحساس الجيد بالمنطقة والإمساك وانحصار البول، أو وصول التقرح قرب العين، فعليك وقتها برؤية طبيب مختص فوراً وقد لا يكون تشخيصك بكونه فيروس هربس بسيط من الأول صحيحاً.

فيروس هربس البسيط من النوع الأول يمكن أن يؤدي بشكل تلقائي إلى إصابة تناسلية من النوع الثاني بعد العلاقات الجنسية، وليس بالضرورة انتقال الفيروس مباشرة كما هو أثناء العلاقة، وإنما يتطور الفيروس ويظهر عند الشخص الأخر في صورة فيروس هربس بالمنطقة التناسلية ويختفي طبيعي أو بعد العلاج كما النوع الأول.

تصل معدلات الإصابة بالفيروس حول العالم إلى أعلى من 80% من البشر من النوع الأول الفموي البسيط، أما نوع الثاني التناسلي فلا توجد إحصائيات متوفرة ولكنه بشكل عام لا يتواجد بكثرة في العالم وخاصة في بلداننا العربية.

أثبتت دراسة بجامعة ماساشوستس أن الإصابة بفيروس هربس وكثرة حدوثه لا يعتمد على العامل البيئي فقط بل أيضاً العامل الجيني، حيث تلاحظ كثرة الإصابة عند الأبناء لو كان أحد الأبوين يعاني منه، وينصح كثيراً بعمل عملية قصرية إذا ما أظهرت التحاليل إصابة الأم، فهذه العملية تقلل من خطر الإصابة وخاصة بسبب مناعة حديثي الولادة الضعيفة.

كان يعتقد قديماً بكون فيروس هربس مرتبطاً بكثرة الإصابة بالسرطانات خاصة سرطان المبيض والرحم لدى النساء، ولكن الأبحاث الجديدة أثبت خطأ ذلك الاعتقاد، فلا يفرق نسبة حدوث السرطان لمريض هربس عن أخر غيره، وإنما العامل الأساسي هنا، هو ظهور وقوة فيروس هربس تدل على أن مناعة المريض ضعيفة، وهذا هو السبب الحقيقي وراء إصابته بالسرطان بعد ذلك.

أخيراً عزيزي القارئ هدفي من مقالي هذا أن أطمئنك لأن فيروس هربس منتشر جداً كما قلت سابقاً، والإصابة المتكررة تجعل منك شخص مرعوب حقاً بالإضافة إلى التشوهات حول الفم في أيام الإصابة، ولكن الأمر حقاً لا يحتاج إلى كل هذا الانزعاج لأنه طبيعي ووارد جداً، وسهل العلاج، ولا يشترط أن يكون شريك حياتك هو من نقل لك المرض كما يظن الأغلبية، الأمر فقط يحتاج حكمة في التعامل وسلاسة في انتظار الشفاء.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

4 × خمسة =