تقول الإحصائيات العالمية أن فيروس سي في مصر يعد الأكثر انتشارًا من بين جميع دول العالم، وهذا ما يجعلنا ننظر للأمر بدقة وعمق ونبحث عن الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه النسبة الكبيرة من الفيروس في مصر، فبالطبع ستكون الأسباب المؤدية لظهور الفيروس في مصر أكثر من أسباب فيروس سي بشكل عام، وهذه الأسباب الخاصة بانتشار فيروس سي في مصر سوف نتناولها في مقالنا هذا بشكل مفصل، مع توضيح كيفية تعامل الدولة المصرية مع هذه المشكلة الكبيرة فقد كانت هناك تحركات كبيرة جدًا من الدولة في الآونة الأخيرة، أهمها حملة مائة مليون صحة التي بدأت في شهر أكتوبر من عام 2018، وانتهت في شهر أبريل من عام 2019، استهدفت تلك الحملة جميع محافظات مصر بلا استثناء وقد كان هدفها الأول هو القضاء على فَيروس سي في مصر نهائيًا بحلول عام 2020، هذا بجانب معالجة بعض الأمراض الغير سارية مثل السكر والإيدز، فإن كنت مهتم بمعرفة كل ما يتعلق بفيروس سي في مصر وكيفية التعامل معه، فيتوجب عليك متابعة مقالنا هذا.
استكشف هذه المقالة
إحصائيات فيروس سي في مصر
في إحصائية قد أجريت مع نهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين تبين فيها أن نسبة المصابين بمشكلة فيروس سي في مصر تقارب الخمسة عشر بالمائة، وهي نسبة كبيرة جدًا لا تضاهيها أي نسبة في العالم، ولذلك تم تصنيف مصر كأكثر دولة في العالم تعاني من تفشي مرض فيروس سي بها، ثم تلتها إحصائية أخرى في عام 2014 كشفت أن عدد المصابين بمشكلة فَيروس سي في مصر وصل إلى خمسة عشر مليون مواطن، مما يعني حينها أن النسبة وصلت إلى العشرين بالمائة وهذا يجعلها أيضًا في المرتبة الأولى عالميًا من حيث انتشار المرض بها، ويذكر أيضًا أنه في كل عام يزداد أعداد المصابين بالفيروس بعدد مائة وسبعين ألف سنويًا.
وإذا قمنا بتحليل نتيجة الإحصائية الأولى لمعرفتها بالتفصيل سنجد أن من تجاوزوا السبعين عام نسبة الإصابة بينهم تتعدى الخمسة والسبعين بالمائة، أما من هم فيما بين الخمسين والستين عام فنسبة الإصابة بينهم حوالي أربعين بالمائة، وما بين الثلاثين والخمسين عام فنسبة انتشار فيروس سي بينهم تقارب الثلاثين بالمائة، وبشكل عام كلها نسب مرتفعة للغاية مقارنة مع أي دولة بالعالم وهذا ما يجعلنا نشعر بالدهشة الشديدة تجاه هذا الأمر، فلماذا مصر تعاني من هذه النسب المرتفعة من فيروس سي بها بالرغم من كونها ليست الأقل من حيث الصحة في العالم، وهذا يدفعنا للبحث والفحص حتى نتوصل لأسباب الإصابة بفَيروس سي في مصر خاصة.
أسباب فيروس سي في مصر
هناك أسباب عامة ومعروفة تؤدي إلى الإصابة بفيروس سي ولكن في مصر الموضوع يزداد بعض الشيء من حيث الأسباب، فتوجد بعض الأسباب الخاصة التي أدت إلى انتشار فيروس سي في مصر بكل هذه النسبة الكبيرة، وأولى هذه الأسباب هو الحقن الوريدي الذي استعمل من أجل القضاء على البلهارسيا في مصر، حيث أنه في عام 1989 أكتشف طبيب أمريكي أن نسبة المصابين بفيروس سي من الأشخاص الذين كانوا يظنون أنهم أصحاء قد تجاوزت العشرة المائة، وكما نعرف أن الاختلاط الدموي هو أهم أسباب انتشار المرض فكان لابد من معرفة كيف حدث كل هذا الاختلاط، وللأسف وجدنا أن مصر كانت تعاني في منتصف القرن العشرين من مشكلة البلهارسيا نتيجة المياه الغير نظيفة والترع كما تسمى، ولكي تعالج وزارة الصحة المصرية مشكلة البلهارسيا قامت بعمل حقن وريدي للمصابين بواسطة مادة الجير المقيئ، وظلت تستخدم عملية الحقن الوريدي تلك حتى ثمانينات القرن العشرين حيث استبدلت بعقار عن طريق الفم.
المشكلة في هذا الحقن الوريدي أن الحقن المستخدمة لم يتم تعقيمها أبدًا، وهذه كارثة كبيرة أدت لاستبدال البلهارسيا بفيروس سي الوبائي، فسوء التعقيم لتلك الحقن أو انعدامه بمعنى أصح قد جعل الكثير من المصريين يعانون من هذا المرض الوبائي الخطير، أما عن السبب الثاني لانتشار فِيروس سي في مصر فهو الحقن الغير أمن الذي يتم بواسطة أطباء ليسوا جديرين بتلك الوظيفة في مصر، والسبب الثالث هو الدم الملوث الذي يكون حامل لفيروس سي ويختلط بدم شخص أخر فينقل إليه المرض بكل سهولة، أما عن السبب الرابع فهي عمليات الختان التي تتم للذكور والإناث في مصر من قبل أشخاص ليسوا بأطباء، وهذا ينتشر كثيرًا في مصر وخاصة بالقرى والأرياف تجد أناس عاديين يقوموا بتلك العملية لكونهم ذو خبرة فقط، وهذا ما يجعلهم جاهلين بعمليات التعقيم الصحيحة وطرق العمليات الآمنة، وهذا السبب ينطبق أيضًا على عملية تخريم الأذن التي تتم من قبل غير الأطباء.
حملة فيروس سي في جمهورية مصر
أطلقت مصر مؤخرًا حملة كبيرة للقضاء على فيروس سي حملت اسم مائة مليون صحة، الهدف من تلك الحملة هو القضاء على فَيروس سي في مصر بشكل نهائي قبيل منتصف عام 2020، ولم يقتصر دور الحملة في الكشف وعلاج فيروس سي فقط بل وصل للكشف عن الأمراض الغير سارية مثل السكر والإيدز وضغط الدم، فهذه الأمراض هي السبب الرئيسي في سبعين بالمائة من المتوفين سنويًا بمصر، عامة قد بدأت حملة مائة مليون صحة عملها في شهر أكتوبر من عام 2018، حيث قسمت وزارة الصحة عملها على ثلاثة فترات موزعين جغرافيًا على جميع محافظات مصر، فالفترة الأولى كانت من شهر أكتوبر وحتى نوفمبر عام 2018 في تسعة محافظات مصرية وهم أسيوط، والبحيرة، والإسكندرية، وجنوب سيناء، ودمياط، والفيوم، وبورسعيد، ومطروح، والقليوبية.
أما عن الفترة الثانية فقد بدأت من ديسمبر من نفس العام وحتى فبراير من عام 2019 وقد كان عملها في إحدى عشرة محافظة وهم القاهرة، وكفر الشيخ، والمنوفية، وشمال سيناء، والأقصر، وبني سويف، وأسوان، وسوهاج، والبحر الأحمر، والإسماعيلية، والسويس، والفترة الثالثة والأخيرة في شهري مارس وأبريل من عام 2019، وعملها في سبعة محافظات فقط وهم الجيزة، وقنا، والغربية، والشرقية، والوادي الجديد، والدقهلية، والمنيا، وبعد إجراء الفحص المطلوب وتبين وجود فيروس سي فسوف تبدأ مرحلة العلاج المجاني إن كان الفيروس نشط.
علاج فَيروس سي في مصر
حتى عام 2008 لم يكن هناك أي علاج في مصر للقضاء على فيروس سي المتفشي بها، ولكن بعد اكتشاف كل هذه النسبة الرهيبة من المصابين بمرض فَيروس سي في مصر كان لابد من البحث عن طرق علاجية فعالة للمرض، وبالفعل ظهرت بضعة طرق للعلاج ولكنها كانت مرتفعة للغاية من حيث التكلفة المالية، ونظرًا لحالة أغلب الشعب المصري الفقير كان من الصعب عليهم السير في تلك الطرق العلاجية، ومع مرور الأعوام انخفضت التكلفة شيئًا فشيء حتى أصبح من الممكن على بعض الناس شراء العلاج وخاصة إن كان مدعومًا من قبل الحكومة وهذا ما هو موجود في المستشفيات الحكومية، ثم في أواخر العام الرابع عشر وبداية العام الخامس عشر من القرن الواحد والعشرين خرج علينا لواء بالجيش المصري معلنًا اكتشاف علاج لفيروس سي والإيدز، وهذا العلاج متمثل في قطعة كفتة مما جعل الكثيرين يسخرون من الأمر، وللأسف فشل العلاج تمامًا ولم تتقدم مصر خطوة للأمام في القضاء على فيروس سي بها.
أما عن نهاية عام 2018 فقد اختلف الأمر تمامًا وخرجت مبادرة من قبل رئيس جمهورية مصر تسمى بمائة مليون صحة، وهناك بعض المعلومات التي تفيد أن حملة مائة مليون صحة مدعومة من قبل بعض الجهات الأوروبية، عامة هذه المبادرة مجانية للكشف عن فيروس سي وعلاجه في مصر بأكملها، وهذا ما يحدث في الوقت الحالي فعلًا فالحملة تسير بشكل سريع في علاج المرض، وعلى حد قول وزيرة الصحة المصرية فإن علاج فَيروس سي في مصر قد وصل إلى حوالي سبعين دولار، في حين أن كان يتخطى السبعين ألف دولار أمريكي، وهذا ما كان يجعل أغلب الشعب المصري قديمًا لا يقدر على دفع ذلك المبلغ الكبير، أما في الوقت الحالي فالمبلغ أصبح بسيط جدًا والقضاء على الفيروس صار أمر عادي جدًا، وقد ذكرت الوزيرة أيضًا أن هناك ما يقرب من ثلاثين مصنع أو مقر يقوم بإنتاج عقار فيروس سي يوميًا.
أضف تعليق