تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تقي أطفالك من فيروس روتا المسبب للإلتهابات في المعدة؟

كيف تقي أطفالك من فيروس روتا المسبب للإلتهابات في المعدة؟

يعتبر فيروس روتا الأكثر انتشاراً لدى الأطفال، يصيب الأطفال الأقل من 5 سنوات،يؤدي إلى الإسهال الشديد ويشكل خطورة كبيرة عند الإهمال في علاجه، فما هو؟

فيروس روتا

يعتبر فيروس روتا هو الفيروس الأكثر انتشاراً بين الأطفال وخاصة الرضع منهم وحتى ما قبل الخمس سنوات. ورغم أنه يبدأ بأعراض تتشابه إلى حد كبير ما تلك التي يصاب بها معظم الأطفال في مثل هذا العمر، والتي تتمثل في الإسهال الشديد إلا أنه يعتبر من الفيروسات شديدة الخطورة والتي يمكن أن يؤدي إلى وفاة الطفل إذا ما لم يتم تشخيصه وعلاجه بطريقة عاجلة. ينتشر فيروس روتا في معظم دول العالم وخاصة في دول العالم الثالث والشرق الأوسط، ويصاب به الأطفال من سن الرضاعة حتى ثلاث سنوات، وقد تمتد مرحلة التعرض للإصابة حتى خمس سنوات. يؤدي هذا الفيروس إلى الإصابة بالإسهال والذي تزداد شدته بتطور نشاط الفيروس في الجسم، وصولاً إلى التعرض للجفاف ونقص سوائل الجسم مما يشكل خطراً على حياة الطفل. بالنسبة للبالغين، تقل احتمالية الإصابة بهذا الفيروس حيث تشكل المناعة سداً منيعاً أمام الإصابة به. وعلى الرغم من وجود لقاحات لفيروس روتا إلا أنه يشكل السبب الرئيسي في وفاة حوالي 5 مليون طفل في العالم سنوياً. ولنتعرف على فيروس روتا وكيف تتم المعالجة والوقاية من فيروس روتا؟

فيروس روتا

فيروس روتا أو الفيروس العجلي Rota Virus هو فيروس معدي يوجد منه ثلاث أنواع؛ أ، ب، ج. ويعتبر النوع الأول، “أ”، هو الأكثر انتشاراً وخطورة. يتسبب هذا الفيروس بحدوث التهاب في المعدة والأمعاء، مما يتمثل في إصابة الطفل بحالة من الإسهال والتي تزداد حدتها مع تقدم المرض ويبدأ في القيء بشكل متتالي، وتزداد فرصة الإصابة به في فصل الشتاء والربيع. قد يكون الأطفال أكثر تعرضاً للإصابة بهذا الفيروس بدءاً من سن 4 شهور حتى ثلاث سنوات، وتشكل الحضانة مرتعاً لانتشار المرض حيث يمكن انتقال الفيروس من طفل لآخر بسهولة مع الاختلاط داخل الصفوف.

أعراض فيروس روتا ومتى تظهر؟

بعد الإصابة بفيروس روتا بثلاثة أيام تقريباً تبدأ أعراض الإصابة بالمرض والتي تتمثل في الإسهال الذي يبدأ بإسهال عادي ثم يتحول إلى إسهال مائي وقيء شبه متواصل لما يزيد عن أسبوع. في تلك الأثناء يشكو المصاب من حالة مغص شديدة وتبدأ درجة الحرارة في الارتفاع لما يقترب من 40 درجة. وقد تعتقد الأم أن طفلها مصاب بنزلة برد بسيطة أو نزلة معوية وتبدأ في معالجته بالطرق المعروفة لديها لكن علينا ملاحظة إن الإسهال لن يتوقف كما أن درجة الحرارة لن تنخفض كما يجب أن يحدث عند تناول مخفضات الحرارة، حيث أن الفيروس لا يزال نشطاً داخل الجسم. عند ملاحظة الأم وجود دم في براز المصاب عليها أن تبدأ في تحري الأمر وعرضه على الطبيب المعالج. يلاحظ أن المصاب يفقد في أقل من يوم نسبة كبيرة من وزنه. كما تظهر عليه أعراض الإصابة بالجفاف، مثل جفاف الفم والشفتين، عدم نزول الدموع عند البكاء، الميل للنوم، البرودة في الأطراف، العطش الشديد وعدم التركيز وردود الأفعال الغير طبيعية للمصاب.

عدوى فيروس روتا

ينتقل فيروس روتا بعدة طرق، فعندما يصاب مريض بفيروس روتا والذي يستهدف الأمعاء فإنه يخرج مع البراز وبالتالي فهناك فرصة لانتقاله لليد ومن ثم الفم، وإذا ما لمس المصاب بيده أي شيء فإنه سيكون ملوثاً بفيروس روتا، لذا فإن غسل اليدين بعد دخول الحمام، وقبل الأكل من العادات الصحية التي تقي من الكثير من الأمراض ومنها فيروس روتا، ولنا أن نعرف أن الأم نفسها وإن لم تصب بالمرض فإنها تعتبر ناقل للفيروس حيث تقوم الأم بالعناية الشخصية بطفلها الذي قد يكون مصاباً ومن خلال يديها ينتقل فيروس روتا لآخرين ويصيبهم.

قد تشكل المياه أو الطعام الملوث مصدراً للعدوى بفيروس روتا، وكذلك ينتقل فيروس روتا عند انتقال فيروس الإنفلونزا وعن طريق اللعاب والسعال والعطس. وفي حالة الأطفال في سن الحضانة، قد يشكل تجمع الأطفال ومشاركتهم الألعاب وأدوات الكتابة والطعام مصدراً خطيراً لانتقال فيروس روتا، فأيدي الأطفال عادة ما تنقل الفيروس وحيث أنه فيروساً قوياً فإن المطهرات وغسل الأدوات بماء أو مطهر ضعيف لا يمكن أن يؤدي إلى التخلص منه.

وعلى الأمهات تحري النظافة وتعقيم اليدين وكذلك على المتعاملين مع الأطفال بشكل عام حيث يمكن أن تنتقل إليهم عدوى فيروس روتا بنسبة تصل إلى 95%، وذلك رغم ارتفاع المناعة في أجسامهم عن تلك الموجودة لدى الأطفال.

هل فيروس روتا خطير؟

يمكننا القول بأن فيروس روتا من الفيروسات الخطيرة والقوية حيث لا يمكن القضاء عليها مبدئياً بالمطهرات، مما يجعله من الفيروسات سهلة الانتشار. بعد الإصابة، وعند الاكتشاف المبكر للإصابة، يعتبر التدخل الطبيعي السريع من أولى خطوات النجاح في الشفاء من فيروس روتا. ويعتبر الخطر الأكبر لفيروس روتا في المضاعفات التي قد تلحق بالمصاب، والتي تتمثل في حالة الجفاف الشديدة وفقدان الجسم للسوائل، مما يعرضه للهزال والضعف العام وعدم قدرة الجسم على القيام بوظائفه الحيوية بشكل صحيح، ومن ثم قد يؤدي إلى الوفاة. يعتبر الكشف الطبي من الخطوات الهامة والتي يجب أن تلجأ إليها الأم في حالة إصابة الطفل بالإسهال والقيء مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، وقد يرى الطبيب أن مضاعفات فيروس روتا قد بدأت في الظهور، مما يستلزم بقاء الطفل في المشفى ليوم أو يومين لمد الجسم بالمحاليل الطبية اللازمة ومساعدة الجسم على الشفاء.

كيفية علاج فيروس روتا

على الرغم من أن فيروس روتا لا يمكن علاجه بالمضادات الحيوية المعروفة، إلا أن العلاج الأساسي في مرحلة ما بعد الإصابة هو علاج مضاعفات فيروس روتا ومحاولة وقف الإسهال ومد الجسم بالسوائل التعويضية لعدم الوصول لمرحلة الجفاف. وفي غضون أسبوع لا يلبث المرض أن ينحصر تدريجياً وهي الفترة التي يجب فيها رعاية المصاب وعدم اختلاطه بالآخرين، والتزامه بالراحة التامة وتعويض الجسم العناصر التي فقدها في فترة الإصابة.

طرق الوقاية من فيروس روتا

كما يقال فإن الوقاية خير من العلاج، ينطبق الأمر تماماً على فيروس روتا، فكغيره من الفيروسات التي لا علاج محدد لها، والتي يخشى من المضاعفات التي تنجم عن الإصابة بها، فهناك بعض النصائح التي قد تساعد بشكل كبير على تجنب الإصابة بفيروس روتا، فينصح بالالتزام بالإرشادات الصحية للأطفال وخاصة في مرحلة الحضانة، وإرشادهم لغسل اليدين بالماء والمطهرات أكثر من مرة وخاصة قبل تناول الطعام وبعد الخروج من دورات المياه. وبالنسبة للرضع ينصب الاهتمام بالنظافة الصحية على الأم، حيث يجب عليها الاهتمام بغسل يدي طفلها، والاهتمام بغسل يديها بعد تغيير الحفاضات للطفل خشية أن يكون الطفل مصاباً فتنتقل العدوى للأطفال الآخرين أو للأم نفسها.

لقاحات ضد فيروس روتا

تتوافر في جميع بلدان العالم لقاحات لمنع الإصابة بفيروس روتا وتنقسم إلى نوعين، الأول هو روتا-تك، ويتم إعطاؤه للأطفال عن طريق الفم على ثلاث جرعات، الأولى في سن شهرين، ثم أربع شهور وأخيراً ست شهور. أما الأطفال الأكبر سناً والبالغين فلا يمكن إعطاؤهم هذا اللقاح.

أما النوع الثاني من اللقاح فهو روتا-ريكس، وهو عبارة عن لقاح سائل يتم إعطاؤه على جرعتين الأولى في عمر شهرين والثانية في عمر أربع شهور، وكذلك الأمر فلا يمكن إعطاء هذا اللقاح للبالغين والأطفال ما بعد أربع شهور للوقاية من الإصابة بفيروس روتا.

خاتمة

يعتبر فيروس روتا من الفيروسات الخطيرة والتي يمكن التغلب عليها بسرعة التوجه للطبيب المختص وإعطاء المريض الأدوية المساعدة في التخفيف من مضاعفات المرض. المرض نفسه ليس له علاج ولكنه ينتهي تلقائياً بعد الإصابة بالفيروس بفترة لا تزيد على ثمانية أيام. يعتبر فيروس روتا من الأمراض المتفشية عند الإصابة بها حيث حدثت حالات انتشار في بعض البلدان كانت أولها في ولاية نيويورك عام 1995، آخرها نيكاراجوا عام 2005، ومؤخراً بدأ ظهور بعض الحالات في الدول العربية، ولكن لا يمكن وصفها بأنها متفشية، يذكر أن البرامج التي تتخذها الدول للقضاء على حالات انتشار فيروس روتا تنصب في الأغلب على إعطاء الأطفال اللقاحات الواقية للأطفال الرضع، وزيادة الوعي بالنظافة الشخصية والتي تقلل بشكل كبير من انتقال فيروس روتا من شخص لآخر.

نادية صالح

كاتبة مقالات ومدونة، عملت في عدة مواقع عربية، الكتابة هوايتي ومتنفسي.

أضف تعليق

ثلاثة × 3 =