لا يعد مرض فوبيا الأماكن المفتوحة منتشرًا بين عدد كبير من الأشخاص، حيث يتعامل الكثير منا مع الأسواق، الممرات التجارية، المقاهي، والأماكن العامة بشكل عام بشئ من عدم الاهتمام، أواللامبالاة، ولكن ليس هذا حال الجميع. قد يتطور لدى البعض مشاعر خوف وقلق وهلع شديد غير مبرر تجاه أحد الأماكن، أو الأشياء. بشكل كبير يكون التشخيص أن هذا الشخص مريض بفوبيا ما، عندما يتعلق الأمر، بالأسواق، الشوارع الواسعة، الأماكن العامة، عندها نستطيع أن نؤكد أن هذا الشخص يعاني من رهاب الأماكن العامة، والمرض هو: فوبيا الأماكن المفتوحة. أو بالإنجليزية: Agrophobia.
استكشف هذه المقالة
فوبيا الأماكن الواسعة
يتم تعريف فوبيا الأماكن المفتوحة على أنه؛ نوع من (اضطراب القلق) يجعل من الشخص مغتمًا ومتألم في أي وضع لا يمتلك فيه وسيلة سهلة للهروب أو الاختباء. مريض فوبيا الأماكن الواسعة يتجنب المواقف الاجتماعية، الأماكن المفتوحة الواسعة، التي يصعب فيها الهروب أو الاختباء. في بعض الأحيان يصل هذا الرهاب بضحاياه إلى استحالة تحركهم أو مغادرتهم لمنازلهم. ويصبح أي موقف غير مألوف، بالنسبة لمريض فوبيا الأماكن الواسعة، بؤرة خصبة للخوف أو القلق النابع من نوبات الهلع. يعتبر مرض رهاب الأماكن المفتوحة من أكثر الاضطرابات العقلية التي يقبل الناس على علاجها ومحاولة الشفاء منها. يبدو هذا منطقي تمامًا نظرًا للأعراض والاضطرابات الهدامة التي تخلفها فوبيا الأماكن المفتوحة على المصاب، في حال تركها بلا علاج، وتجعل منه شخصًا منعزلًا لا يخرج من منزله ولا يستطيع مخالطة البشر ومواجهة الأماكن العامة، مما يؤثر سلبًا على حياته، ويهدد مستقبله المهني والاجتماعي فيما بعد.
ما هي أسباب فوبيا الأماكن المفتوحة؟
كحالة الكثير من الاضطرابات العقلية؛ ليس هناك سبب محدد أو واضح لفوبيا الأماكن المفتوحة. هناك أيضًا العديد من الخبراء الذين يؤكدوا أنه بجانب المواقف المؤلمة، والأحداث الصادمة التي يتعرض لها الشخص في حياته، هناك أيضًا (اضطرابات قلق) أخرى، كما تعاطي المخدرات، بدورهما يساعدا على تفاقم الأعراض، وظهور مرض فوبيا الأماكن المفتوحة. بالإضافة أنه تم تشخيص العديد من مرضى فوبيا الأماكن المفتوحة بأمراض متلازمة أخرى؛ كاضطراب الوسواس القهري، واضطراب قلق الانفصال، واضطراب ما بعد الصدمة.
يؤكد العلماء أن هذا المرض يبدأ ظهوره مع سن الرابعة والعشرين، قد يتأخر قليلًا أو يأتي قبل هذا السن. كما أن فوبيا الأماكن المفتوحة تهدد النساء بنسبة أكبر مما تشكله من تهديد على الرجال. يفسر هنا بعض العلماء الأمر على أنه عائد إلى ميراث من العوامل الثقافية والاجتماعية التي تجعل المرأة تجنح إلى تجنب استراتيجيات المواجهة، بعكس الرجال. في الغالب يعاني المصاب بهذا النوع من (اضطراب القلق)؛ من كونه خجولًا، جبان، ويفتقد لثقته بنفسه. من الهام أيضًا معرفة أن هذا النوع من الرهاب يندر وجوده في صفوف الأطفال، على الرغم من رهاب الأطفال لبعض الأماكن كالمدرسة مثلًا، قد يكون مسببًا للإصابة بفوبيا الأماكن المفتوحة لاحقًا عندما يكبر. من المسببات أيضًا؛ أن يكون الشخص قد تعرض لإحدى نوبات الهلع في أحد الأماكن العامة، مما يجعله لاحقًا يتلاشى الظهور في تلك الأماكن؛ خوفًا من هذه التجربة؟
ما هي أعراض فوبيا الأماكن المفتوحة؟
يعاني الأشخاص المصابون بفوبيا الأماكن المفتوحة من الخوف، القلق، الذعر، الرهبة، وعدم الارتياح للأماكن التي يستشعرون تجاهها بصعوبة الهروب منها بسهولة. هذه الأماكن قد تكون؛ مطارات، أسواق تجارية، مقاهي مفتوحة. تلك الأماكن التي تعزز من ظهور هذا الرهاب وتقويه. الكثيرين من هؤلاء الرهابيون لهم خبرة وتجارب سابقة مع نوبات الهلع، مما يشكل تفسيرًا منطقيًا لاهتمامهم وخوفهم من الأماكن العامة؛ خوفًا من أن تدركهم أحد تلك النوبات –التي تتنوع ما بين رعشة، ضيق نفس، ازدياد معدل التنفس، زيادة نبضات القلب، غثيان، دوار- في أحد تلك الأماكن العامة ووسط حضور الكثير من البشر حولهم. كما أن خشية المصاب من البوح بأحد أنواع (اضطراب القلق) الذي يعانيه كفوبيا الأماكن المفتوحة، يكون من أسبابه خجله من مناقشة واطلاع غيره على أعراضه، مما يجعله لا يتأقلم بسهولة مع الأماكن المفتوحة.
كيفية معالجة فوبيا الأماكن المفتوحة
من الضروري أن يتعلم المصاب تقنيات مساعدة نفسه للتغلب على هذا الرهاب المرضي، في معظم الأحوال يكون هذا هو الطريق الأمثل لتخطي هذا المرض. الكثير من الأدوية بالإضافة لأعراضها الجانبية المتعددة ليست دائمًا أفضل الحلول. تم بحث ومناقشة علاج فوبيا الأماكن المفتوحة بشكل مكثف وممتد، وتقريبًا أكثر من أي نوع آخر من أمراض (اضطرابات القلق). على الرغم من ذلك هناك الكثير من الحالات الفردية التي لا تنتبه للمرض وتتجاهله سنوات عديدة. يؤكد العلماء أن تجاهل المرض وعدم تلقي العلاج يساهم في شئ واحد فقط، وهو، تفاقم المرض. يتم وصف الكثير من المواد الكيميائية والأدوية للتغلب على نوبات الهلع، ولكن الأمر يكون غير مجدي نوعًا ما عندما يتعلق بفوبيا الأماكن الواسعة. فهناك العلاج السلوكي، والعلاج بالتعرض، وقد اثبتا كفاءة مذهلة وحققا نتائج عجزت عنها الأدوية الكيميائية. هناك أيضًا علاجات أخرى لكل فرد على حدة، من الأفضل حينها التحدث مع طبيبك في أي طريقة علاجية ستكون ملائمة لك، ومتكيفة مع حالتك الخاصة، حتى تحقق النتائج المرجوة. قد يقترح الطبيب جلسات علاج نفسي، وعلاج بالتنويم الإيحائي، أو مجموعات دعم، أو غيرها من النصائح الهامة المفيدة والمختلفة لكل حالة على حدة.
متى ينبغي أن تطلب العلاج؟
هناك الكثير من حالات الرهاب والخوف المرضي تكون غير ذات تأثير، من ضمنها أيضًا فوبيا الأماكن المفتوحة. الأمر يختلف هنا من شخص لآخر، لا يكفي أن تستجيب لوهم ما، أو حالة عانيت منها مرة أو مرتين، وتسمح لشعور ما أن يطغى على حقائق. أما إذا كنت تعاني من فوبيا الأماكن المفتوحة –الحال كذلك مع أي رهاب آخر- واستشعرت أن الموضوع يتكرر بصفة منتظمة، مؤثرًا على حياتك العامة، ومسببًا نقص لسعادتك وإقبالك على الحياة، فالأمر حينها يحتاج إلى طلب للعلاج. بلا شك ينبغي أيضًا أن تستشير الطبيب في حال تفاقم أعراض فوبيا الأماكن المفتوحة لديك مسببة قلق، وألم، وضغط لا يحتمل. خصوصًا إذا كانت الأعراض منتظمة لأكثر من ستة أشهر.
حقائق حول فوبيا الأماكن المفتوحة
- قد تتشكل فوبيا الأماكن المفتوحة وتبدأ في الظهور على شكل أعراض بعد الإصابة بإحدى نوبات الهلع مرة واحدة أو بعد عدة مرات.
- فوبيا الأماكن المفتوحة تتطور وتسلم المريض من خوف إلى آخر. في بعض الأحيان يتطور الخوف من الأماكن المفتوحة، ألى خوف من كل مكان يصعب الهروب منه، كالمصعد.
- بجانب أنها قد تؤدي إلى ملازمة المريض لمنزله بلا خروج، قد يصاحب فوبيا الأماكن المفتوحة أعراض جسدية تتمثل في ألم في الصدر، دوار، وضيق تنفس.
- العديد من الأشخاص الذين يتلقون علاج للتغلب على اضطراب فوبيا الأماكن المفتوحة يتماثلوا للشفاء، سواء من خلال الجلسات العلاجية أو عن طريق أدوية يكتبها الطبيب المعالج.
وأخيرًا، يجب أن ندرك أن (اضطرابات القلق) متنوعة ومتشابهة الأعراض وقد يسلم مرض منهم لآخر، لذا من الواجب لدى استشعارك بأي تغير في حالتك المزاجية لمدد زمنية طويلة، مصحوبة بأعراض أخرى؛ أن تستشير طبيبك الخاص لكي تحاصر المرض ولا تسمح له بهدمك والتأثير على حياتك ومستقبلك.
أضف تعليق