فروق التعامل في العلاقات تبرز جلية بين ردود الأفعال التي يبديها الرجال، والتي يبديها النساء على نفس الشيء تقريبًا، وتتضح من خلال ردود الأفعال هذه الاختلافات التي بين الرجل والمرأة وفروق التعامل في العلاقات بينهما، ولعل هذه الاختلافات والفروق في التعامل هي ما تصنع الخلافات وتنشئ الخلافات وعدم الفهم بين الجنسين لصعوبة تفهم تصرف الآخر وردة فعله ودوافعه لردة الفعل هذه.. لذلك قررنا أن نضع الخلافات كلاهما نصب أعيننا فربما يتعرف كل شخص طريقة شريكه في التعامل في العلاقات كي يتفهم أن هذا طبع فيه وليس يفعل ذلك متعمدًا من أجل مضايقته فحسب.
أهم فروق التعامل بين الرجل والمرأة
في التعبير عن الحب
فروق التعامل في العلاقات بين الرجل والمرأة خصوصًا في التعبير عن الحب تبرز في ميل الرجل إلى التعبير ببساطة عن مشاعره من خلال كلمة “أحبك” أو “أتمنى أن أعيش العمر بجوارك” بينما تميل النساء إلى التعبير بكلامٍ معقد وبجمل أكثر تركيبًا عن مشاعرها، وأحيانًا تنتظر أيضًا من الرجل أن يعبر بجمل أكثر تركيبًا عن مشاعره مستخدمًا أبيات من الشعر أو مقولات مأثورة، وأن لا يقوم بالتعبير عن مشاعره من خلال الكلام فحسب، بل بوردة أو بشيكولاتة أو بأمرٍ مفاجئ كهدية من غير مناسبة أو سهرة لمكانٍ تود شريكته الذهاب إليه ولكن دون أن تطلب، هكذا تحب الفتيات أن يتم التعبير عن الحب تجاهها، بينما يكفي الرجل قول أحبك على فترات متباعدة وحتى إن لم تقال لن يشعر كثيرًا بأنها لم تقال له منذ فترة طويلة، وإن قمتِ بمفاجئته وعبرتي عن مشاعرك بطريقة مركبة معقدة قد يشعر هو بالانزعاج، وإن قمتِ بتقديم شيء كوردة أو شيكولاتة أو هدية بدون مناسبة فإن ذلك سيشعره بالاستغراب ولسان حاله يقول: “لم فعلتِ هذا؟” لذلك من فروق التعامل في العلاقات بين الرجل والمرأة هو ميل الرجل إلى البساطة في التعبير عن الحب وميل المرأة إلى التعقيد واستخدام طرق عدة وأحيانًا تكون غير التعبير عن الحب بالقول.
في الخلافات
في الخلافات تبرز فروق التعامل في العلاقات بين الرجل والمرأة، حيث يميل الرجل دومًا إلى عدم تكبير الأمور ويميل إلى عدم التركيز مع الأمور الصغيرة والتجاوز عنها، وأن المرأة تستطيع جعله يتجاوز الموضوع بكلمة حنونة أو بطريقتها في التدليل، بينما تستطيع المرأة على الجانب الآخر تكبير الأمور الصغيرة وتهويلها وأن تجعل منها مشكلة كبيرة قد يستمر الخصام فيها لأيام، ويا ويلك إن لمحت إلى أن هذه المشكلة مشكلة صغيرة ولا تستحق منها كل هذا الغضب أو أن تجعل منها أزمة بهذا الشكل. يميل النساء إلى جعل العلاقة مثالية دومًا بلا أي أخطاء، ولذلك هن ينشئن الخلافات لأنهن يتضايقن مما يظنون أنه استهتار من الطرف الآخر أو استهانة بهن أو عدم اهتمام بما يرغبون به أو ينفرون منه وبالتالي يتصرفون هكذا بعشوائية، وبالتالي يثير هذا غضب النساء بالطبع.
في الخلافات بين الرجل والمرأة نرى الرجل يميل إلى لم الموضوع ومحاولة إنهاءه بأي طريقة، بينما نجد المرأة حتى وإن سعت لإنهائه فإنها تنهيه بالشكل الذي تراه هو جيدًا ومثاليًا، ولعدم علم الرجل بهذا الشكل المثالي والمرضي لها لحل المشكلة، فإنه من هنا يحدث الخلاف ويحدث الخصام. وبسبب هذه الأمور السابق ذكرها يتهم الرجالُ النساء بأنهن يملن للنكد وتعكير صفو العلاقات، وكذلك النساء يتهمن الرجال بأنهم مستهترين ومتحللين من حمل أي مسئولية تجاههن ولا تجاه العلاقة.
وهذه كانت أبرز فروق التعامل في العلاقات بين الرجل والمرأة.
في جلب الهدايا
في مسألة جلب الهدايا تتضح جيدًا فروق التعامل بين الرجل والمرأة حيث يميل الرجال إلى عدم إطالة التفكير في الهدية التي سيجلبونها إلى أنثاهم، فالمجوهرات أو الحلي عمومًا هي الأسرع والأسهل والأقل مجهودًا لذلك يلجؤون إليها دومًا بمجرد ما تلمع في ذهنهم فكرة جلب هدية لامرأة، وإن فكر أحدهم قليلاً وأتعب ذهنه للحظات في التفكير لاهتدى إلى أن يأتي لها بفستان أو حقيبة أو حذاء، لا تجديد أو ابتكار ولا مراعاة لشخصية من أمامك وتفضيلاته الشخصية، قلائل من الرجال من يتفهمون ذلك ويستطيعون الإتيان بهدايا غير تقليدية تثير عقل النساء وتبهرهم وتخلب لبهم. وهناك من يحاول ويجتهد فيقوم بسؤال صديقتها المقربة مثلاً وهذا أسلم حل يستطيع فعله إذا عجزت مخيلته عن هدية مناسبة.
بينما النساء يتفنن حقًا في الإتيان بالهدايا وهن ماهرات حقًا في هذا المضمار ولا يمكن أن يغلبهن أحد ويحاولن دراسة الشخصية التي أمامهن وما تحتاجه هذه الشخصية وبين ما يثير إعجابها وغير ذلك.
لذلك فإن النساء يتفوقن بكثير عن الرجال في مسألة جلب الهدايا لأنهن يعولن على هذه الهدية أشياءً كثيرة كوسيلة للتعبير عن الحب أو لتوصيل رسالة ما ويكون اهتمامهن واضحًا بفاعلية هذه الهدية ومدى جدواها إلى أي حد. بينما عند الرجال هي مجرد أداء واجب ليس إلا للأسف الشديد. لذلك في هذه النقطة تبرز جيدًا حقًا فروق التعامل في العلاقات.
في تذكر التواريخ
فروق التعامل في العلاقات لا حصر لها ولكن إن أخذنا تذكر التواريخ كمثال نجد أن هناك أزمة شديدة في تذكر التواريخ، ليس هناك أي شيء سينجي الرجل إذا نسي تاريخ ميلاد شريكته في العلاقة، وإذا نسي تاريخ الموعد الأول لهما وإذا نسي تاريخ أول مرة يعلنان فيها حبهما لبعضهما البعض، الأمر لا يتوقف على التاريخ، بل إن قالت له شيئًا تفضله وشيئًا لا تفضله وقام هو بنسيان هذه الأشياء فإن هذا سيقابل بعاصفة منها ولن تتسامح أبدًا في هذا لأن هذا يدل على عدم اهتمام. بينما الرجال أكثر تسامحًا منا ناحية تذكر الأشياء أو نسيانها حيث أنهم أقل اهتمامًا بهذه النقطة من النساء بكثير ولا يجدون في أنفسهم حاجة للغضب بشأنها، قد ينتاب البعض الضيق من نسيان تواريخ أو أشياء مهمة ولكن لن يتطور الأمر لأكثر من هذا في معظم الأحيان بالطبع.
لذلك تجد الرجال باستمرار أقل تذكرًا لهذه الأمور بينما النساء يتذكرون كل شيء جيدًا، وليس بشأن التواريخ فحسب أيضًا بل من ناحية كلماتك بالنص بشأن تعبيرات ملامحك وحتى تنفسك، يتذكرون هل إخراجك لنَفسك كان عبارة عن زفرة ضيق أم تنهيدة ارتياح، ونصيحة للرجال لا تحاول تكذيب شيئًا كهذا لأنهن سيستطعن إثبات صحة كلامهن وسيزداد موقفك ضعفًا. لذلك من ناحية فروق التعامل في العلاقات يبرز جيدًا تباين الاختلافات بين الرجل والمرأة بشأن تذكر الأشياء ونسيانها.
في الغيرة
فروق التعامل بين الرجل والمرأة في الغيرة تقريبًا طفيفة جدًا، لأن كلاً من الرجل والمرأة يشعر بالغيرة بنفس القدر تقريبًا ولكن الاختلاف يكمن في طريقة التعبير عن الشعور بالغيرة، تميل المرأة إلى التقليل من شأن المرأة الأخرى التي تغار منها ولا تتردد في قول عبارة مثل: “ومن تكون هذه حتى أغار منها أصلاً” ولكنها تتظاهر بأنها تلوم شريك علاقتها على تجاوبه معها وتكمل الجملة السابقة بأخرى مثل: “إنما أتحدث عن تصرفك أنت الذي جعل صورتي سيئة” هكذا تتبرأ المرأة من كون شعورها بالخطر أو التهديد من “هذه” وتقولها هكذا بنبرة التحقير، مهما كانت “هذه” المرأة حتى وإن كانت ملكة جمال الكون، وتحاول أن توضح ثقتها بنفسها وأنها فقط تتحدث عن احترام شريكها لها الذي قام بتقليله عندما تجاوب وتصرف بشكلٍ لطيف زيادة عن اللزوم معها، محاولة قدر الإمكان تفادي التعبير عن شعورها بالغيرة أو تصريحها بذلك بأي شكل.
أما الرجل فهو يعبر عن غيرته مباشرة وأنه يغير على شريكته من هذا الرجل مباشرة بوضوح ودون مواربة أو مراوغة أو محاولة تقليل شأن أحد، بل ينتقد الموقف ككل معبرًا عن غيرته على شريكته في العلاقة دون أن ينكر شعوره بالغيرة. ربما تكون هذه أبرز فروق التعامل في العلاقات بين الرجل والمرأة.
في تبادل الحديث
فروق التعامل في العلاقات تبرز بالطبع في تبادل الحديث بين رجل وامرأة، حيث تميل النساء في الحديث إلى سرد التفاصيل كاملة دون نقصان، ويميل الرجل إلى الإيجاز والاقتضاب، تميل المرأة إلى التحدث عن كل شيء يختص بالقصة التي تحكيها ويميل الرجل إلى ذكر النتيجة النهائية باختصار، لذلك يصاب الرجل بالملل من حديث شريكته الطويل ولذلك تصاب المرأة بالضيق من كونها تشعر بأنها تستجدي شريكها للحكي وإعطاء تفاصيل أكثر من هذه.
وعلى الجانب الآخر تشعر المرأة بعدم اهتمام شريك علاقتها بما تحكيه وتشعر أنها تثقل عليه وتزعجه لذلك تصاب بالإحباط من أن شريك علاقتها لا يهتم بحياتها أو تفاصيلها الصغيرة، ويصاب الرجل أيضًا بالضيق بسبب أن شريكته تسأله عن تفاصيل أكثر وأكثر وتستجديه كي يفصّل القول فيما يحكيه، ويستغرب من وجود كل هذه الطاقة لديها للاستفسار عن كل كبيرة وصغيرة بهذا الشكل، وأنه يحاول أن يجد أي تفاصيل ليحكيها لها ذات قيمة ولكنه لا يجد، لأنه بالطبع أغفل الكثير من التفاصيل التي ظنها تافهة لا قيمة لها ولا تستحق الذكر على الإطلاق.
لذلك يجد كلاً منهما أزمة كبيرة في تبادل الحديث وربما تحصل مشادات كثيرة وخلافات شتى بسبب هذه النقطة، لذلك يجب أن يتفهم كلاً من الرجل والمرأة طبيعة كلاً منهما للآخر وطريقته في التعبير عن نفسه وعن ذاته وعن طريقة حكيه للأشياء والأمور التي يذكرها والأمور التي لا يذكرها وذلك تفاديًا للمشكلات والأزمات ووجود الخلافات بينهما بسبب تلك المشاعر التي تنشأ من المشاعر المتباينة التي ذكرناها سابقًا والتي تعد من أبرز فروق التعامل في العلاقات بين الرجل والمرأة.
تحمل المسئولية ورود الأفعال عند حدوث مشكلة
فروق التعامل في العلاقات بين الرجل والمرأة تجاه المشكلات التي تحدث أو تعترض طريقهما سويًا أو طريق أحدهما يختلف حسب طبيعة كل شخص ولكن في الواقع يميل الرجال إلى التقليل من شأن الأمور وأخذ الأمور بروية أكثر ذلك الذي تراه النساء بالطبع عدم تحمل للمسئولية وتراخي ولا مبالاة من قبل شريك العلاقة، بينما هي تجد ردة فعلها انفعالية بعض الشيء وتميل إلى إيجاد حل سريع وفعال في نفس الوقت ولا تجدها تتوخى الصبر والتروي في التعامل مع المشاكل، أحيانًا هذه الطريقة تجدي نفعًا لأن هناك بعض المشاكل تحتاج إلى التدخل السريع بالفعل، لكن عمومًا.. في أغلب الأحيان نحتاج إلى وقت للراحة والتفكير بروية دون ضغط حتى يتسنى لنا إيجاد أفضل حل ممكن بأكثر المكاسب وأقل الخسائر الممكنة.
لذلك فروق التعامل في العلاقات فيما يخص مسألة التعامل مع المشكلات وردود الأفعال المختلفة عنها هو أن الرجال يملن إلى التهوين من شأن المشكلات وهذا سيء أحيانًا لأن هذا التهاون مع المشكلات والتقليل منها وتصغيرها قد يكون تقدير خاطئ لها لأنه غالبًا ستجد أن المشكلة كانت تستلزم تعاملاً أكثر جدية وأكثر تحملاً للمسئولية من ذلك.
والنساء يملن إلى الانفعالات واتخاذ قرارات سريعة وتنفيذها بسرعة أكبر وهذا للأسف قد يكون نتيجته على غير ما يرام بعض الأحيان لأن هناك بعض المشكلات التي تحتاج إلى التفكير فيها بروية واتخاذ قرارات حكيمة كي لا يأتي التسرع فيها بعواقب غير محمودة.
اختيارات الملابس والألوان وأماكن الخروج
ليس لدى الرجال خيارات عدة لاختيار الملابس والألوان وأماكن الخروج، بينما يقفن النساء في حيرة أمام أسئلة كتلك، فروق التعامل في العلاقات بين الرجل والمرأة في هذه الأمور فروق قد تصل إلى الفروق الشاسعة أحيانًا، خصوصًا فيما يخص الملابس حيث من الممكن أن تقضي المرأة نهارًا بأكمله لشراء بنطلون واحد أو بلوزة واحدة، بينما من الممكن أن يذهب الرجل لشراء قميص وبنطلون فيذهب إلى أول محل يقابله ويختار الأفضل من وجهة نظره في هذا المحل ويدفع النقود ويذهب في أقل من 5 دقائق، بينما ربما تستشير المرأة عشرات الأشخاص وترسل صورها من بروفة قياس الملابس في المحل إلى صديقها لإرشادها إن كان هذا الفستان يعجبه أم هذا الآخر؟ يقع الرجل وقتها في حيرة، لا يوجد أي اختلاف من وجهة نظره بين الاثنين فكلاهما جيدان، إذن لماذا تسأله وتطلب منه إجابة فورية؟ يختار الرجل وقتها إجابة عشوائية ويقولها: “هذا؟”.. ربما لن تكون هذه الإجابة حاسمة فتسأله مرة أخرى للتأكد: “أم هذا؟” ستجيب لإنهاء الموقف: “لا هذا أفضل”، هل تظن أنك هكذا ستنجو.. لا بالعكس.. “لماذا تظن أن هذا أفضل؟” حسنًا أنت الآن في مأزق، لا تملك سوى أن تقول: “لا أدري لقد أعجبني فحسب..” ستعرف أنك غير مهتم ولن ترسل لك الصورة مرة أخرى، وربما ستعد نفسك لمشكلة ستقيمها معك بمجرد أن تذهب للمنزل.
بالنسبة للألوان فلا يعرف الرجل غير الألوان الأساسية أحمر وأخضر وأزرق، وتلك المعروفة برتقالي ووردي وسماوي، أما التركواز والباستاج والموف والسيمون، والبطيخي، فكل هذه أسماء لا يعرف الرجل حتى أنها ألوان إلا من سياق الحديث وللأسف يجب أن يكون على دراية بهذه الأمور كي يستطيع مجاراة شريكة علاقته التي تستطيع التفريق بين عشر درجات مختلفة من اللون الواحد وإعطاءهم أسماء مختلفة بينما أنت بالكاد تكاد تعرف اللون.
أما أماكن الخروج فيجب أن تعرف جيدًا أماكن الخروج والآن الإنترنت سهل المسألة، يميل الرجال إلى الأماكن التقليدية حيث يشعرون بالألفة أكثر وكلما ذهبوا للأماكن مرات عديدة كلما ازداد تعلقهم به وعدم رغبتهم في الذهاب إلى مكانٍ آخر، بينما يملن النساء إلى الاستكشاف والمغامرة واكتشاف أماكن جديدة كل يوم والذهاب إلى أكبر قدر ممكن من المطاعم والمقاهي والمتنزهات وأماكن الترفيه.
لذلك فروق التعامل في العلاقات تبرز جيدًا من خلال رؤية الرجل والمرأة لنفس الشيء ولكي نكون صادقين مع أنفسنا فإن رؤية المرأة قائمة على التنوع وتجريب أكبر قدر ممكن من الأشياء بينما يميل الرجل إلى الألفة نحو الأشياء والاستقرار لها وعدم نزوعه إلى تجربة شيء جديد أو البحث عن شيء غير مألوف.. باختصار لا يميل الرجل إلى الخروج من منطقته المريحة أو “الكومفورت زون” مثلما يطلقون عليها، بينما تميل المرأة إلى عكس ذلك وهو التنوع والإقبال على ممارسة الأشياء المختلفة وتتميز المرأة أيضًا بطبيعتها الملولة ورغبتها نحو إلى الانطلاق وتجربة الحرية.
المظهر والاهتمام بالشكل الخارجي
التأنق المبالغ فيه يكاد يكون الطبيعي بالنسبة للنساء، بينما الطبيعي عند الرجال يكاد يكون تقصير عند النساء، هذا هو جوهر فروق التعامل في العلاقات بين الرجال والنساء ولا يمكن تخيل الأمر بغير ذلك، تميل النساء إلى إتقان كل شيء وضبط كل شيء بمثالية صارمة لا تقبل خلل بسيط ولا تنازل طفيف، كل شيء يتم بناءً على قواعد حازمة لا اختلال فيها، لذلك إن مست ذرة تراب ملابسها قد تظل متعكرة المزاج لباقي اليوم، بينما من الممكن أن يتعرض الرجل لعاصفة ولا يجد أن هذا شيء يستحق الذكر أصلاً.
لذلك فلو لاحظنا سنجد أن المرأة تجد أن طريقة تصفيف الشعر يجب أن تكون مثالية، نظافة الملابس، تناسق الألوان، وتناسق الملابس مع الحقيبة والساعة والنظارة الشمسية، لا يمكن ارتداء شيء على شيء آخر غير متناسق معه.
الحذاء يجب أن يكون لامعًا تمامًا وبالطبع بديهية أن يكون متناسقًا مع الملابس ومع الحقيبة والساعة. أما الرجال فليس مهمًا أن يكون القميص مكويًا بإتقان، المهم أن لا يظهر عليه أنه مكسر، الساعة مثل كل يوم وربما ينساها أصلاً لا يرتديها، الحذاء يمسحه بمنديل وينتهي الأمر، ربما يستحم ولا يصفف شعره من الأساس، ربما تكون اللحية نابتة فيكسل أن يحلقها، وبسبب تكاسل معظم رجال العالم عن حلاقة ذقونهم، وجدنا أن الموضة أن لا يحلق الرجال ذقونهم كي يتم تدعيم هذا الكسل بالموضة كي لا ينظر إليها ككسل، من الممكن أن يرتدي بنطلون الأمس ليس هناك مشكلة طالما مظهره يوحي أنه نظيف. المظهر والاهتمام بالشكل الخارجي عند النساء لابد من التأكد أن كل شيء فيه مثالي حتى وإن كانت ذاهبة هذه المرأة للتسوق أو شراء شيء من السوبر ماركت، بينما لا يتأنق الرجال إلا في المناسبات الرسمية أو حدث يستحق التأنق ما دون ذلك فكل شيء يتم كنوع من أنواع أداء الواجب ليس إلا. لذلك فإننا نلمس فروق التعامل في العلاقات بين الرجال بشكل واضح جدًا في نظرة كلاً منهما في اهتمامه بشكله وبمظهره الخارجي.
الانفصال
آخر ما يمكن أن تلمس فيه فروق التعامل في العلاقات لأن الانفصال يعد آخر احتكاك يتم بين رجل وامرأة في علاقة وبناءً عليه لن تستطيع قياس هذه الفروق أو مراقبتها، ربما هناك فكرة خاطئة عن الرجال أنهم أقل معاناة بعد الفراق وغير ذلك، وأن النساء هم من تجدهن في المعاناة ويحبسن أنفسهن في المنزل ويصبن بالاكتئاب وكل ذلك، ولكن أود أن أقول أن كل هذا غير حقيقي، ما نراه حولنا يوحي أن الرجال هم من يعانون بعد الانفصال بشكل أكبر بينما تسعى النساء إلى نسيان هذا الشخص عن طريق الخروج والترفيه والتسوق والسفر وغيرها، بينما يفشل الرجل في مواجهة العالم بعد الانفصال لفترة ما قد تطول وقد تقصر حسب طبيعة كل شخصية وتجده الأقل سرعة في تجاوز الأزمة وربما تطول لديه المسألة لشهور ويأخذ مدة طويلة قد تصل إلى سنة كي يستطيع الارتباط من جديد، بينما تأخذ المرأة فترة أقل بكثير للارتباط وشق طريق جديد في حياتها قد تصل إلى شهر واحد بعد الانفصال. لذلك فيما يخص فروق التعامل في العلاقات بعد الانفصال، فإن الرجال الأكثر معاناة والأقل قدرة على التجاوز والبدء من جديد، بينما يجدن الإناث أنفسهن على عكس الشائع الأقل معاناة والأكثر قدرة على التجاوز.
خاتمة
فروق التعامل في العلاقات كثيرة جدًا وقد نستطيع ملاحظتها فيما هو أكثر من هذا لكن لا شك أن ما ذكرناه سابقًا كان نموذجًا ليس إلا لهذه الفروق وأي نقاط ذكرناها بالأعلى ليست حاسمة أو قاعدة مطلقة، بل تختلف حسب طبيعة كل علاقة وحسب طبيعة كل شخصية في هذه العلاقة، رغم ذلك.
أضف تعليق