من المؤكد أننا مررنا جميعًا بتلك الأيام التي تطول فيها قائمة الأشياء التي يجب عليك إنهاؤها قبل حلول المساء لأنها لن تحتمل التأجيل يومًا آخر، لكن ماذا لو كنت قادرًا على إنجاز أغلب تلك القائمة في فترة الصباح ليصبح بقية اليوم متاحًا أمامك للاستمتاع والقيام بما يحلو لك؟
بحسب أقوال العلماء فإن قدرة الجسد على إنجاز عمل الصباح أكبر من قدرته على إنجاز العمل في أي وقتٍ آخر من أوقات اليوم إن لم تكن مضاعفة وبالطبع لا أخص بحديثي أولئك الذين ينامون النهار بطوله ويستيقظون لإنجاز أعمالهم كلها في الليل لكن ما زال بإمكانكم الحصول على نتائج أفضل إن عدتم للفطرة الطبيعية وأنجزتم أعمالكم بالنهار.
بعد الاستيقاظ صباحًا واتباع القليل من الخطوات يكون جسمك وعقلك في أعلى طاقةٍ ممكنةٍ لهما وتكون قادرًا على التركيز بأكثر مما تستطيع في بقية اليوم كما أن الكثيرين عبروا عن تجربتهم بأن العمل الذي قد يستغرق منهم ثلاث ساعاتٍ في المعتاد يستطيعون إنجازه خلال ساعةٍ واحدةٍ من التركيز في الصباح فإليك بعض النصائح والخطوات التي ستساعدك.
استكشف هذه المقالة
ضع قائمةً في الليلة السابقة
العشوائية والارتجال في القيام بعملك واحدةٌ من المشاكل التي ستعطلك دائمًا عن الإنجاز لذلك من الأفضل لك أن تكتسب عادةً حسنةً بكتابة قوائم مصغرة لأعمالٍ يجب أن تقوم بها في اليوم التالي كل ليلة، غالبًا إذا لم تضع تلك القائمة وترتبها حسب الأهمية والأولويات فإنك ستأتي في الصباح التالي لتهدر وقتًا ثمينًا وجزءًا من تركيزك على كتابة تلك القائمة وقد تضيع وقتًا أكثر في القيام بالأعمال بعشوائية وهو ما يتسبب أحيانًا في بذل مجهودٍ في عملٍ كان الممكن تركه للنهاية عوضًا عن مهمةٍ لها الأولوية، فوضى تذهب بوقتك للجحيم صدقني.
هنا انتبه أثناء وضعك لقائمة أعمالك ألا تكون حالمًا أو خياليًا بل ضع قائمةً معقولة تناسب جهدك وقدراتك ووقت عمل الصباح المتاح لك.
احرص على نظام مكتبك
هذه النقطة ليست خاصةً بأصحاب المكاتب الأنيقة وحدهم بل هي موجهةٌ لأي شخص ولأي نوعٍ من أنواع الأعمال سواءً المكتبية أو البدنية فالقاعدة الأهم هو أن تعمل في مكانٍ نظيفٍ ومنظم وإلا فأنت ستقضي الكثير من الوقت بحثًا عن شيء تريده أو عن بقعةٍ تستطيع الجلوس فيها وإنجاز عملك ناهيك عن أن كثيرًا من أوراقك وأشياءك ستكون مختفيةً في الفوضى.
حاول دائمًا أن تقوم بالتنظيم والتنظيف بعد انتهاء عمل اليوم قم بتنظيمٍ سريعٍ ليكون مكان عملك جاهزًا لتبدأ العمل مباشرةً في اليوم التالي دون إضاعة أي وقتٍ في التنظيم.
استيقظ مبكرًا!
أخبرني ما الهدف من عمل الصباح أو إنجازه إن كنت ستستيقظ قبل الظهر أو موعد الغداء الطبيعي بساعتين أو أقل! إن أردت أن تكون أحد الناجحين فتعلم الاستيقاظ مبكرًا مثلهم فهو واحدٌ من أسهل مفاتيح وأسرار النجاح، متى تستيقظ؟ ما بين السادسة والسابعة صباحًا بالطبع ولا تتأخر عن ذلك بأي ثمن لتبدأ يومك مبكرًا ويكون لديك متسعٌ من الوقت لإنجاز كل ما تريده من عمل دون ضغط.
بالطبع لست بحاجةٍ لإخبارك عن أهمية النوم الجيد لراحة الجسد وأنك إن كنت ستستيقظ مبكرًا فأنت بحاجةٍ للذهاب للفراش مبكرًا أو في الساعة التي تتيح لك الحصول على نومٍ كافٍ ومريح.
بعضٌ من الرياضة لن يضر
الآن قد نتعرض لاستنكار البعض فأنا أخبرك أن تستيقظ مبكرًا حتى يكون لديك متسعٌ من الوقت في إتمامك عمل الصباح ثم أطلب منك إضاعة الوقت بالتمارين! بالطبع لا أطالبك بالتمرن لتدخل بطولة العالم في رفع الأثقال وإنما ما أقصده هو تخصيص 20 أو 30 دقيقة كل يومٍ من صباحك لممارسة أي نوعٍ من الرياضة الخفيفة مثل الهرولة أو الإطالات أو تمارين اليوغا وذلك لأن العلماء أثبتوا أن ممارسة الرياضة بشكلٍ مستمر يحسن قدرة الجسد والمخ على الإنتاج والعمل وينظم الطاقة بجسدك وسيجعلك أكثر نشاطًا بالتأكيد.
لا تغفل وجبة الفطور في فترة الصباح
كثيرون منا يتبعون عاداتٍ خاطئة في الأكل وهو ما يؤثر بشكلٍ سلبيٍ على نشاطنا وقوتنا وقدرتنا على الإبداع والإنجاز وأشهر خطأٍ نقع فيه دائمًا هو إغفال وجبة والفطور والسبب استيقاظنا في وقتٍ متأخر فنتعجل ارتداء ثيابنا والخروج بالسرعة للحاق بالموعد الذي نكاد نفوته أو بالساعة المحددة المطلوب منا أن نكون متواجدين فيها في أماكن العمل، لذلك فالاستيقاظ مبكرًا وممارسة الرياضة سيساعدانك كثيرًا على الالتزام بتلك الوجبة المهمة.
من المهم أن تحتوي وجبة الفطور على كل العناصر الغذائية من البروتينات والنشويات والسكريات وبالطبع العصائر وإن كنت من محبي القهوة فلا بأس بكوبٍ منها وهذا التنوع والشمول في الغذاء يمد الجسد بطاقةٍ عاليةٍ تساعده على القيام بالعمل.
حافظ على تركيزك
الحفاظ على التركيز ينقسم لجزأين الجزء الأول هو الابتعاد عن أي شيءٍ تعلم أنه سيقوم بتشتيت تركيزك وانتباهك عن العمل الموجود بين يديك، والجزء الأهم هو ألا تشتت نفسك عن مهامك بمهامٍ أخرى فأنت سبق ووضعت قائمةً فعليةً بالأعمال التي تحتاج القيام بها فالتزم بتلك القائمة ولا تبحث عن أعمالٍ أخرى من خارج القائمة قبل الانتهاء منها، وبالمثل لا تحاول القيام بأكثر من عملٍ في وقتٍ واحد بل ركز على مهمةٍ حتى تنتهي منها تمامًا وابدأ في المهمة التالية.
لا تيأس أو تمل بسرعة
هناك حالةٌ ذهنيةٌ معروفةٌ هي حالة الاندماج التام في العمل الذي تقوم به حتى أنك تصبح غافلًا تمامًا عما حولك ولا تدرك من العالم سوى الأمر الذي تقوم به وتلك المرحلة هي أعلى درجة من درجات التركيز، كثيرًا ما ستصل لتلك المرحلة في عمل الصباح لكن من الطبيعي أنك لن تدخل فيها بمجرد جلوسك على مكتبك! أعطِ نفسك فرصة 20 دقيقة من الاستعداد التي تبدأ فيها بالعمل بتركيزٍ ناقص أو اندماجٍ غير مكتمل ومع مرور الدقائق ستبدأ بالتركيز حتى تندمج تمامًا لذلك لا تتعجل التركيز ولا تشعر باليأس أو الملل لأنك لم تستطع التركيز بسرعة خلال دقيقتين.
قرارات الـ 60 ثانية
من الطبيعي أن تواجهك العديد من القرارات التي تحتاج لاتخاذها أثناء أدائك العمل ومن الطبيعي أن تفكر فيها لكن المهم ألا تضيع وقتًا كبيرًا في محاولة اتخاذ قرارٍ سريعٍ تحتاج لإتمام العمل على أساسه، كل المسموح لك هو أن تعطي عقلك 60 ثانية من التفكير السريع في القرار بعدها اتخذه، إن كنت مركزًا تمامًا على عملك وغير مشتت فمن الطبيعي أن عقلك سيكون قادرًا خلال تلك الثواني على اتخاذ قرارٍ صائب.
إن واجهك قرارٌ كبيرٌ أو معقد أو مصيري بالتأكيد لن تنطبق عليه القاعدة وغالبًا لن يكون قرارًا مستعجلًا لذلك قم بتأجيله إلى ما بعد فترة الغداء لتتمكن من التفكير فيه واتخاذه بهدوء وبالٍ رائق.
ارتدِ سماعات الأذن
أيًا كان مكان عملك ففي الأغلب ستكون محاطًا بضوضاء أو أصواتٍ أخرى أو حتى همهمة تستهلك جزءًا من عقلك لاستيعابها بدون وعيٍ منك لذلك تنصحك الكثير من الدراسات بوضع سماعات الأذن لأنها تساعد على عزلك سمعيًا عن الوسط المحيط بك ومساعدتك على التركيز أكثر.
من الأفضل أن تضع صوتًا أو موسيقى رتيبة هادئة في الخلفية كي لا تكون مشتتًا جديدًا لعلقك وتساعدك على التركيز، أعرف شخصيًا أشخاصًا يضعون سماعات الأذن دون تشغيل أي صوتٍ لكن يكتفون بعزلها للضوضاء.
حدد أولوياتك
بالطبع تلك خطوةٌ من المفروض أنك انتهيت منها في الليلة السابقة عندما كنت تضع قائمة العمل الذي ستقوم به، رتب أولوياتك من حيث العمل المستعجل الذي تحتاج القيام به هذا الصباح ثم العمل الذي تستطيع تأجيله للصباح التالي حتى لا تتراكم المهام عليك.
وكذلك رتب الأولويات من حيث صعوبة المهام فقم بالأعمال الصعبة أو الأهم في بداية عمل الصباح عندما يكون تركيزك كاملًا واترك الأعمال السهلة لاقتراب موعد الغداء وبداية تعبك وفقدانك التركيز.
المهمات الكتابية أولًا
تنصحك بعد الدراسات بالانتهاء من أعمالك الكتابية أول شيءٍ في الصباح لأن الكتابة واحدة من المهام التي تحتاج الكثير من الطاقة والتركيز والتوفيق بين الأفكار بسرعة وجمعها في سياقٍ مناسبٍ تستجيب له اليد أثناء الكتابة بنفس السرعة، كما أنها أثبتت أن الكتابة تساعد على ترتيب عقلك وتركيز طاقته وتحسن من طريقة عمله وتفكيره بقية اليوم في بقية الأعمال.
تجنب السفر!
من الطبيعي أن هذا الأمر لا يكون متاحًا للجميع لكن إن كنت قادرًا على تجنبه فافعل أي شيءٍ بوسعك لتتجنب السفر أو قطع المسافات الطويلة صباحًا للذهاب لعملك، حاول أن يكون مكان عملك قريبًا من مكان إقامتك أو في نفس البلدة على الأقل لأن الانتقال لمسافةٍ طويلة حتى العمل يشكل نوعًا من الضغط والإرهاق غير المرغوب فيه على العقل والجسد كأول شيءٍ في الصباح وسواءً كنت تنتقل بسيارتك الخاصة أو في وسائل المواصلات فالأمر سيان.
النشاطات الاجتماعية بعد الغداء
عند وضعك لجدول عملك اليومي تأكد من أن تخصص كل قوتك وتركيزك في عمل الصباح لتنجز القدر الأكبر منه، بينما أي مقابلاتٍ واجتماعاتٍ وتعاملاتٍ مع بشرٍ آخرين اجعلها مؤجلةً لما بعد الغداء لأنك لست بحاجةٍ لإهدار وقتك على التعامل مع الناس لأنه سيستنزف الكثير من طاقتك وسيشتت تركيزك، إن كنت قادرًا على غلق هاتفك المحمول في تلك الفترة كذلك فافعل.
ابتعد عن وسائل التواصل الاجتماعي
من ما ليس لديه تلك العادة بأن يكون أول شيءٍ يفعله في يومه أو من أولوياته هو تفقد كل ما هو جديد في صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، كلانا يعلم أنك لن تجد شيئًا جديدًا أو مفيدًا ينتظرك لكنك ستهدر كثيرًا من وقتك وطاقتك في ذلك التفقد الذي وعدت نفسك بأن يكون سريعًا، دعه لما بعد انتهائك من العمل.
الروتين
أغلبنا يريد التهرب من كلمة الروتين سواءً في العمل أو في الحياة العامة لكن إليك هذه الدراسة التي تخبرك بأنه عند قيامك بنفس العمل بشكلٍ روتيني بنفس الطريقة وفي نفس الموعد ستكون قادرًا على إنجازه بشكلٍ أسرع وأكثر احترافيةً بعد عدة مرات، إن كنت تقوم بنفس العمل كل يومٍ فضعه في ذلك النوع من الروتين وستجد أنك صرت تنجزه في وقتٍ أقل بعد فترة.
اهتم براحتك
إن كنت تريد أن تنجز مهامك وأعمالك في وقتٍ أسرع فاحرص على أن تكون مرتاحًا في جلستك ولست أعني بذلك أن تنتقل بالعمل إلى الفراش لأنه مريح فأنت في هذه الحالة لن تنجز أي شيءٍ على الإطلاق وإنما اجعل جلستك مريحة ووضعيتك غير مؤلمة حتى لا يشتتك الألم عن عملك.
أضف تعليق