لا شك طبعًا أن فاتنات السينما المصرية لا يُمكن أبدًا اعتبارهم عنصر مُكمل ضمن عناصر السينما وإنما في الحقيقة يُمكن اعتبارهن من العناصر الرئيسية الأساسية، جزء مؤسس إن جاز التعبير، إذ أنه لا يُمكن تخيل السينما في الأساس دون أن يكون لهؤلاء الفتيات يد كُبرى فيها، فغالبًا جزء نادر جدًا من الأفلام تمكن من تحقيق النجاح الكبير دون أن يكون للنساء الفاتنات تواجد فيها، بينما السواد الأعظم من الأفلام استلهم حالة النجاح من تواجد مثل هذه النماذج، ولا نعنى بهذا طبعًا الإشارة إلى جمال المرأة وكونه جزء مهم من تحقيق النجاح الذي يظهر على شاشات الأفلام وإنما ما نُريد الوصول إليه ببساطة أن المرأة بشكل عام، وهي فاتنة في كل الأحوال، كان لها النصيب الأهم والأكبر في الترويج للسينما المصرية ونقلها إلى أماكن مهمة بين الوطن العربي وربما في العالم بأكمله، لكن كيف حدث هذا الأمر يا تُرى؟ السطور القادمة توضح لكم هذا الأمر وتُفسره أفضل تفسير ممكن.
استكشف هذه المقالة
فاتنات السينما المصرية
في البداية عزيزي القارئ دعنا نعرف أولًا ما الذي يعنيه الحديث عن تواجد فاتنات في السينما المصرية وأهمية هؤلاء الفاتنات، ففي كل زمان ومكان، ومهما كانت درجة التقدم في السينما أو تأخرها، سوف تجد أي فيلم سينمائي يحتوي على كلا الجنسين ضمن فريق العمل، بمعنى أنه ثمة ذكور وفي نفس الوقت ثمة إناث، لكن من الممكن أن تتفاوت التقسيمة داخل الفيلم بمعنى أن يكون تواجد الذكور مثلًا تواجد هامشي بينما ينل النساء النصيب الأكبر أو عكس ذلك، ومع تجريب كلا الأمرين تبين للجميع أن الجمهور ينجذب أكثر إلى الأفلام التي تُسيطر عليها النساء وتكون الإيرادات فيها مرتفعة عن غيرها، خاصةً إذا كانت تلك الشريحة من النساء فاتنة بحق، وفاتنة هنا يُمكن أن تعود على جمالها الظاهري المعهود أو حتى موهبتها الكبيرة، المهم أن إسهام المرأة الفاتنة أكبر من الممثل العادي من حيث الترويج للسينما، سؤالنا هنا كيف يحدث ذلك يا تُرى؟
كيف أسهمت فاتنات السينما المصرية في الترويج؟
الآن نحن مُتفقين على أن تواجد الفاتنات في السينما كان أمرًا في غاية الأهمية من أجل الترويج لها وضمان استمرارها، لكن كيف حدث ذلك الإسهام وما هو الشكل الذي جاء به؟ هذا بالتأكيد مربط الفرس، فقد كانت هناك العديد من الإسهامات المرصودة بهذا الصدد والتي ربما كان أهمها ضمان جذب كافة الشرائح.
ضمان جذب كل الشرائح
الشيء الرئيسي الهام الذي ضمنته فاتنات السينما المصرية بتواجدها أنها قامت بجذب كل الشرائح والفئات، ونحن هنا لا نتحدث عن جذب الذكور والإناث وإنما جذب كل المتشبعين بأفكار الذكور والإناث، أولئك الذين يرون المرأة العاملة وأولئك الذين يتشددون بخصوص عمل المرأة، أولئك الذين يرون المرأة المُلتزمة المحافظة وأولئك الذين يرون المرأة المُنحلة المُتبرجة، كل هذا قامت فاتنات السينما بجذبه من خلال تجسيد تلك الأنماط المختلفة وبالتالي ضمان تواجد المناصرين لها في السينمات لمعرفة ما وصل إليه الوضع، وطبعًا نحن لا نتخيل أبدًا أن تكون هناك سينما ذكورية يُعرض فيها الرجل فقط في حالات مختلفة ثم نتوقع أن تجد تلك النوعية من السينما صدى ونجاح، هذا الأمر مُستحيل بكل تأكيد.
إظهار المرأة المصرية بشكل مُختلف
ثمة فكرة مُعينة يتم أخذها عن المرأة، ثم تكبر تلك الفكرة شيئًا فشيئًا حتى تُصبح صورًا ثم بعد ذلك تُصبح أمرًا واقعًا وشيء لا مهرب منه، ولأن الناس في المواقع لا يتعاملون طوال حياتهم سوى مع أنماط معينة من المرأة فبالتالي سوف يأخذون تلك الصورة ويحفرونها في ذاكرتهم للأبد، شيء واحد يكون بمقدوره تغيير هذه الصورة تمامًا، إنها السينما بكل تأكيد، فهي تمتلك القدرة على تقديم المرأة بأشكال مختلفة حتى يُدرك جميع المُتابعين أنها لا تلتزم بنمط واحد سائد، وحتى لو كان ذلك النمط أو القالب موجود فهو قابل للتغيير كما يظهر في السينمات بأداء من الفاتنات، أرأيتم كيف تجري الأمور؟
اللعب على فكرة الأنوثة والجمال
بعيدًا عما سبق ذكره من أمور تبدو بحثية وأكاديمية بعض الشيء، أمور ربما لا يفهما الكثيرون ممن يذهبون إلى السينمات ويقطعون تذكرة من أجل مشاهدة فيلم من بطولة أنثى، فإن الشيء الواضح الجلي الذي لا يحتاج أي درجة من الفهم أن اللعب على فكرة الأنوثة والجمال كان أمرًا ناجحًا وأثبت أنه يُبلي ويُفيد أكثر من أي شيء آخر، فبنفس الفكرة السابقة يكون المشاهد في دائرة مُغلقة من النساء حوله، هذه الدائرة غالبًا لن تتواجد فيها امرأة تتمتع بنفس القدر الكبير من الجمال الذي تمتلكه واحدة من نجمات السينما المصرية الفاتنات، ومن أجل التغيير يقطع المُتلقي تذكرة إلى السينما باحثًا عن تلك الأنوثة وهذا الجمال.
مساعدة الجمهور في تقبل الأفكار المزروعة
أيضًا من الأشياء التي لا يجب إغفالها أبدًا أن تواجد عنصر فاتنات السينما المصرية داخل هذه الصناعة قد أسهم بشكل كبير في تقبل الجمهور للأفكار المزروعة داخل الأفلام، إذ أن بعض فئات الجمهور قد تتقبل الأفكار من عنصر دون غيره وترى في ذلك نوع من أنواع التحيز، أما في حالة وجود النوعين من عارضي الفكرة سوف نضمن بالتأكيد وصول الفكرة في النهاية، سوف نضمن كذلك تقبلها، وبالمناسبة، التجربة أثبتت أن الجمهور يتقبل أكثر الأفكار المزروعة في الأفلام التي يقودها ممثلات فاتنات يعملن في السينما المصرية.
التأكيد على تغلغل الموهبة في النوعين
عندما يلجأ المنتج أو تُفكر صناعة السينما بشكل عام في الاستعانة بالفاتنات خلال السينما المصرية فغالبًا ما يكون ذلك سببًا في الاستغلال بكافة أشكاله، لكن ما يحدث في نهاية المطاف أننا نرى شكل من أشكال الموهبة في جنس النساء الذي يُقلل منه بعض الذكور، ففي بداية الصناعة كان البعض يعتقد أن المهنة برمتها تقتصر على الذكور، لكن لاحقًا ثبت أن النساء يمتلكن قدرة أكبر على النجاح والاستمرار في النجاح، وليس فقط بسبب الأمور التسويقية البسيطة المعتمدة على الجمال والأنوثة وإنما لكون النساء يمتلكن موهبة مثل الرجال وربما يفوقنهم في ذلك، وهذا ما أكدته الممثلات الفاتنات بالفعل.
رفع سقف الأجور والترويج أكثر للصناعة
إذا ما فكرت في العلاقة المنطقية بين ما يناله الإناث وما يناله الذكور فبكل تأكيد سوف تظن فاتنات السينما المصرية كن يحصلن على نصيب أقل من النساء، لكن في الحقيقة هذا لم يكن يحدث بالأساس، إذ أن الفاتنات هن من رفعن أساسًا قيمة أجور الممثلين وروجن أكثر للصناعة المصرية، وقد بدأ كل ذلك من النجمة ليلى المراد التي كانت تحصل على النصيب الأكبر من أجور الممثلين في السينما المصرية بالكامل وطوال فترة تصل إلى عقدين، ثم بعد ذلك جاءت نجمات مثل شادية ومريم فخر الدين وهند رستم والكثير من النجمات اللاتي يُعرف عنهن الحصول على أجور أكبر من المنتجين، وفي كل مرحلة من المراحل كان يتم رفع السقف أكثر وأكثر، وبالتأكيد لم يكن المنتجين يدفعون كل هذه المبالغ لسبب تافه أو بسيط، بل كانوا يعرفون تمام المعرفة أن الفاتنات هم من يروجون أكثر وبصورة أفضل للسينما والصناعة بشكل عام.
أشهر فاتنات السينما المصرية
الآن نحن نعرف الكيفية أو الشكل الذي تمكنت من خلاله فاتنات السينما المصرية في الترويج للسينما، لكن ربما لا يكون ذلك كافيًا بالنسبة للمشاهد الذي ربما سيطمع بالتأكيد فيما هو أكثر من ذلك، يطمع مثلًا في التعرف على بعض النماذج الحية والمهمة لتلك الفئة من الفاتنات، والمثال الأول والأهم لدينا على ذلك الجميلة ليلى مُراد.
ليلى مُراد
كانت ليلى مراد واحدة من أشهر فاتنات السينما المصرية ولا تزال الأعمال التي قامت بتقديمها تلقى نفس الدرجة من الجذب والاهتمام، إذ أنها لم تمت بموتها على الإطلاق، وعندما نتحدث عن ليلى مُراد فيجب أن نذكر مباشرةً وصف نجمة الجماهير الأولى، فهي ظلت كذلك حتى يومها الأخير في عالم السينما، وأكبر دليل على هذا الأمر أنها كانت تحصل على أكبر أجر مُتاح لنجم سينمائي وقتها، وهذا ليس على مستوى مصر وإنما على مستوى الوطن العربي بشكل عام، حيث كانت المسئولة الأولى عن حمل صناعة السينما في بداية ظهورها، وجميعنا طبعًا يعرف الثنائي العبقري الذي كونته هذه الجميلة مع زوجها السابق أنور وجدي بالإضافة إلى قيامها ببطولة بعض الأعمال التي تحمل اسمها بشكل مُباشر، كانت نجمة حقيقية قبل أن تكون واحدة من أشهر وأهم فاتنات السينما المصرية ، ثم يأتي بعدها مريم فخر الدين وشادية وفاتن حمامة وغيرهن الكثير.
أضف تعليق