غضب الزوج إحدى المشاكل التي لا تظهر في بدايات الزواجات، ففي الغالب يتسم الزوج في بداية الحياة الزوجية
بالهدوء والنعومة في التعامل مع زوجته، ومع مرور الوقت تظهر بعض التصرفات التي توضح غضب الزوج المستمر من بعض المواقف، فتتغير كل تصرفاته وطباعه التي أظهرها أمام زوجته في بداية ارتباطهما، وفي فترة الخطوبة التي صممت خصيصا لهذا السبب كي يكتشف الاثنان طباع وأساليب بعضهما البعض، فتظهر بعض الصفات الأخرى لأول مرة مع بداية الزواج مثل العصبية لأبسط سبب وتقلب المزاج والتوتر الدائم، وعلى الرغم من ذلك تستطيع الزوجة التعامل مع هذه الأمور ببساطة شديدة وحنكة دون أي شكوى، ولكن حينما يتطور الأمر لأسوء من ذلك مثل أن يصبح سيء المعاملة مع زوجته، وقد يصل هذا إلى الضرب أو القسوة في المعاملة والكلام السيء البذيء، فهذا قد يفوق تحمل بعض النساء مهما كانت درجة تحملها.
غضب الزوج : دليلكِ لامتصاصه بسهولة
أسباب غضب الزوج
وقد أثبتت الدراسات أن هذه التصرفات الصادرة من الزوج تجاه الزوجة، تحدث في الأساس نتيجة لوجود عدة أسباب، منها أسباب اجتماعية وأسباب نفسية وغيرها، وقد قام بعض الأطباء المتخصصون في هذا المجال بمحاولة فهم وتحليل هذه التصرفات، ووجدوا لها العديد من الأسباب منها:
قبول الفتاة بالزواج من رجل على الرغم من معرفتها بعيوبه
والتي من المؤكد أنها قد عرفتها واكتشفتها حين تعاملت معه في فترة الخطوبة، فترى كما يرى الآخرون أنه سوف يتغير للأحسن مع مرور الأيام، وأنها سوف تتمكن من تغيير طباعه، وهذا الاعتقاد خاطئ للغاية، حيث تكتشف الزوجة أنها تحت ضغط ومسئوليات في ازدياد يوما بعد يوم، فلا تستطيع التعامل مع هذا الكم من الضغط النفسي، مما يفقدها القدرة على التحمل ومواصلة الحياة واستمرارها بينهما بسلاسة.
افتقاد التكافؤ بين الزوجين
ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى غضب الزوج وثورته تجاه زوجته هو انخفاض مستوى التعليم لديه أو بقائه بدون وظيفة، ومعاناته من مشكلة البطالة أو تدني الدخل، وأحياناً يكون السبب هو عدم وجود تساوي وتكافؤ بين الزوج والزوجة سواء تكافؤ فكري وعقلي أو تكافؤ مادي، حيث قد تحصل الزوجة على مرتب مقابل عملها أعلى من مرتب الزوج، مما يسبب ضرر نفسي للزوج فهو يرفض ذلك بشدة ويتخذ العنف وسيلة للتنفيس عن غضبه ورفضه لهذا الأمر.
تدني مستوى التعليم
وقد أكدت الدكتورة عزة كريم استشاري علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث أن ما يحدث في مجتمعاتنا العربية من عنف الأزواج ضد الزوجات والقسوة في المعاملة سواء عنف جسدي أو عنف بالألفاظ موجود في كل المجتمعات العربية والعالمية على حد سواء، ولكنه يكثر وجوده بين الأزواج الذين يعانون من تدني مستوى التعليم أو الذين يعانون من البطالة أو أصحاب المهن البسيطة والمتدنية، وأكدت أيضاً أن التصرفات الناتجة عن غضب الزوج ليس لها تأثير سلبي على الزوجة فقط، ولكنه يؤثر على الأطفال كذلك مما يؤدي لحدوث التفكك الأسري الذي يضر بجميع أفراد الأسرة من الزوج والزوجة والأطفال فالكل متضرر من هذا الأمر.
أشكال العنف من الأزواج
ومن أنواع العنف التي ذكرتها أيضاً عنف نفسي وعنف جسدي، حيث يظهر العنف النفسي في الكلام البذيء السليط والتعامل الخشن القاسي مع الزوجة والأطفال، وحرمان الزوجة من حريتها الاجتماعية والنفسية، وفرض العديد من القيود عليها مما يؤدي إلى حدوث حالة من التوتر العام في الأسرة، وازدياد القلق النفسي والعصبية والشعور بالخوف وازدياد نوبات الاكتئاب مما يؤدي في النهاية إلى حدوث الطلاق، وهو من أهم الأسباب المؤدية لانتشار الجريمة في المجتمعات العربية والعالمية.
نصائح لمواجهة غضب الزوج
وحين نحاول البحث عن نصائح للزوجة لحل هذه المشكلة، نجد الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بالقصر العيني، يشير إلى عدة نصائح للزوجة عليها إتباعها كي لا تعطي الفرصة للزوج بأن يزيد نطاق تصرفاته السيئة، ومن هذه النصائح أن تلتزم بالهدوء واللامبالاة أمام الزوج أثناء نوبات غضبه مع محاولة الاستماع إليه بلا تجاهل ولا تدخل معه في أي مناقشات حادة، كي تتفادى التصادم به وإعطائه فرصته في ممارسة العنف ضدها.
أنواع شخصيات الرجل العنيف
وقد أكد الدكتور إسماعيل يوسف أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس أن الرجل العنيف والعدواني في معاملاته يظهر في عدة أنواع تختلف من رجل إلى آخر، حيث يوجد نوع من الأزواج يسمى المسيطر، فهو يتحكم في زوجته ويمتلكها، وهناك زوج متقلب الانفعالات والتصرفات، حيث أنه يغضب وينفعل ويصل للعنف مع زوجته، ولكنه بعدها يحاول إرضاءها ويطلب العفو منها، ويظهر نوع آخر من الأزواج وهو يظهر بالمظهر الهادئ أمام الناس، ولكنه من داخله مليء بالعداء والقسوة تجاه زوجته، ولكنه لا يبين ذلك أمام أحد، ويوجد الزوج الذي لا يترك أي فرصة للزوجة لممارسة حريتها واستقلالها، بل لا يمكنها التحرك بدون علمه وأخذ إذنه مسبقاً، وإذا ما حدث ذلك فهو يتعامل معها بالعنف والاعتداء اللفظي والجسدي.
مراحل العنف
وقد تم تحديد ثلاث مراحل للعنف الصادر من الزوج ضد زوجته، تبدأ بالقلق والتوتر وحدوث مناقشات حادة على أتفه الأسباب، ثم يتطور الأمر لحدوث عنف بين الزوجين، قد يكون عنف لفظي لتخفيف التوتر بينهما وبعدها يحدث العنف الجسدي ضد الزوجة، ثم بعدها يهدأ الزوج ويحاول مراضاة الزوجة وطلب العفو منها والمصالحة لترضى بعدها الزوجة بالمصالحة معه والتغاضي عما حدث، وترجع الأمور بينهما كما سبق.
التزام الزوجة بالصبر
أيضاً وضع دكتور يسري عدة نقاط على الزوجة الالتزام بها لتحسين العلاقة بينهما، حيث عليها التواصل مع الأشخاص المقربين من الزوج، وشرح الأمر لهم مما يتسنى لهم فرصة التأثير عليه، ومحاولة إقناعه بتعديل سلوكياته وطريقة معاملته معها، وأيضا على الزوجة أن تحتسب ذلك عند الله وتصبر وهو في ميزان حسناتها وتدعو الله أن يهديه لها.
اتخاذ الزوجة رد فعل حكيم تجاه غضب الزوج
عليها أيضا أن تلتزم بضبط النفس والسلوك ولا تدع سلوكياته وتصرفاته، تغير من سلوكياتها وتصرفاتها تجاهه وأن تستخدم أسلوب متناسب للرد عليه وأن تطلب منه أن يتغير للأفضل وتساعده على ذلك ولا توبخه أو تقول له مباشرة أنه عديم المسئولية، فيجب عليها ألا تتركه يتمادى في البذاءات والتعامل بخشونة معها فلتشعره أنه رجل مثالي، ويجب عليها ألا يقول هذه الألفاظ والبذاءات، وأن تعلمه أن من نعم الله علينا انه جعل لنا لسان نتكلم به أفضل الكلام وأحسنه ولا نستخدمه في تلك الكلمات المشينة.
فعليكم سوياً أيها الزوج والزوجة الوصول إلى هدف موحد لكما، وهو أن تشعرا بالسعادة في حياتكما الزوجية، ولكي تصلا إلى هذا الهدف السامي عليكم بحسن الاختيار من البداية ودراسة الطباع والتصرفات قبل الارتباط الرسمي والزواج، وإذا حدث الزواج فقومي عزيزتي الزوجة باكتشاف فيما بعد ذلك طباع الزوج، وتحلي بالهدوء وامتصي غضب الزوج ، وعليك بمراعاة حالته النفسية في ذلك الوقت فقد يكون ذلك ليس من طباعه، ولكنه ضغط نفسي وعصبي مؤقت لسبب معين يزول بزوال السبب، فتحدثي معه بأسلوب بسيط وناعم وقربيه منك وتمسكِ أمامه بالهدوء والنعومة دائما حتى في حالات انفعاله وغضبه، ولا توصلي أي مناقشات بينكما لدرجة التوتر والعصبية، ويجب تحمل انفعاله الوقتي وعدم مقاطعته وإظهار عصبيتك وانفعالك، بل يجب أن تتحلي بالهدوء وامتصاص غضبه إذا استشاط غضباً لأي سبب كان، لكي تعيشوا حياة زوجية سعيدة دون وجود مسببات الانفعال والمشكلات سواء البسيطة أو الكبيرة.
أضف تعليق