تعتبر الصداقة من اقصد العلاقات التي توشح صدر الانسان على مر الزمان، والحديث عن الصداقة كما يطول قد يقصر، ويعود هذا الامر الى نقاط رئيسية منها الادراك العام والمعرفة بالصداقة عند الكل، ولهذا فهو موضوع معروف لدى الكل وكما انه معروف، فلابد ان يكون الحديث عنه قصيرا بعض الاحيان، ولكن قد يكون من اكثر الموضوعات التي تطرح دوما حول كيفية انشاء الصداقة وتنميتها، ومع ان الامر بذات الاهمية الا انه امر اصبح من الكثر بمكان ان اصبح القول فيه يشبه الترديد اكثر من التجديد، ولهذا قد يكون ان نعكس الطرح فيه اكثر جاذبية، فكثيرا ما نسمع ان فلانا انقطعت علاقته مع فلان، او ان فلان قد خان صديقه فلان، وكثير من الاحيان ما نسمع ان هذا الشخص لم يسمع من صديقه اي شيء ولو حتى هاتف منذ امد بعيد بحيث اصبح يعتب عليه كثير، وهذه امور ليست جديدة بل هي منتشرة منذ بدء البشرية، فكم اصبح الصديق عدوا وكم انقلب العدو صديقا، لهذا اثرت في هذا المقال الحديث عن بعض الاسباب التي تؤدي الى نهاية الصداقة اي قد تطيح بالصداقة وتنفر بين الصديقين.
العوامل التي قد تؤدي الى نهاية الصداقة :
1 العناد : من الاوصاف التي نطلقها كثير على العناد ( العناد كفر )، ولعل اجدادنا لم يصلوا الى هذه التسمية من فراغ، بل لكون الامر بينهما ارتباط كبير وفعلي، ومؤثر، فالعناد على ارض الواقع يخرج الكثير من الامور عن حدودها، ويؤدي الى تصلب في وجهات النظر قد يصل بالانسان الى المخاصمة، وكثيرا من الاحيان قد ترتبط هذه العلاقة اساسا بالمرونة، وتقبل الراي الاخر وطرح الرأي بالمقابل، ولهذا يجب على الصديق ان يراعي صديقه، حتى لو لم ترق له فكرته، فهو لا يعني نهاية المطاف بل يعني ان الامر عبارة عن تعاون بينهما وتقبل ورضا وبذات الوقت الصداقة يعني المرونة لصالح الصديق .
2 الدين ( القرض المالي ) : كثيرا من الاحيان ما يتعرض الانسان الى ضائقة مالية، وتتعدد الخيارات التي يمكن ان يلجأ اليها للتخلص من هذه الضائقة، فهو قد يلجا الى والديهأو بعض اقاربه، وهو قد يلجأ الى بعض الاصدقاء ايضا، الى هنا فالامر طبيعي جدا، ولكن ما قد يخرج الامر عن الامر المقبول ان يتخلص هذا الشخص من هذه الضائقة المالية ويصبح ميسور، ويتجاهل الدين الذي قام صديقه بإقراضه الدين وبالتالي سيكون احد التداعيات التي تؤدي الى خسارة الصداقة، وبذات الوقت، فإن من الامور التي قد تؤثر ايضا ان يمر احدهم بضائقة مالية ويلجأ الى الصديق الميسور الحال، ويتم رفض طلبه بناءا على ان لايستطيع المساعدة، او انه لا يقبل بتقديم الدين الى الاخرين، هاتين الحالتين يعتبران شرخا في العلاقة لا بد ان ينتهي نهاية سيئة للعلاقة.
3 ضيق الوقت : ونعني بضيق الوقت هنا، ان لا يكون لدى هذا الشخص الوقت الكافي لرؤية اصدقاءه، وبالطبع وكما قيل منذ زمن ( بعيد عن العين ، بعيد عن القلب)، ولهذا فإن الامر لا مجال سنقلب الى فتور في العلاقة، وما ان يصبح انقطاع فيها، ومن هنا يجب على كل صديق ان يحاول جاهدا يجاد الوقت الكافي لصديقه، لرؤيته ولمحادثته، ومع التفهم لضغوط الحياة على اختلاف انواعها، الا ان الامر في النهاية لا يعني ان نضحي بالاصدقاءمن اجل ساعة او ساعتين اسبوعيا.
4 الخصومة لاجل شخص من الجنس الاخر : كثيرة هي القصص التي تتناول هذا الموضوع عن الكمية الهائلة من الاشخاص الذين فقدوا اصدقاءهم لاجل الخصومة بينهم حول احد الاشخاص من الجنس الاخر، ونعني بالامر ان يتخاصم الذكران لاجل الانثى او تتخاصم الانثيين لاجل ذكر، ولا يمكن لاحد الادعاء بعدم حصول مثل هذه الحوادث والامور، فكثيرا جدا ما تحصل مثل هذه الخصومات بين شابين صديقين لاعجابهما بنفس الفتاة، او ان تعجب فتاة بصديق صديقتها وبالتالي تحاول التقرب منه، وهذا الامر على كثرة حدوثه لن يتوقف.
5 الزواج : هو احد المراحل في حياة الانسان والتي تعتبر بمثابة النقلة النوعية في هذه الحياة، والتي تعني انه ينتقل من محلة الحرية الى الارتباط ومن ثم الارتباط الكبير حين يأتي االاطفال الى العائلة، وبالتالي فإن وقت هذا الشخص ان كان الزوج او الزوجة يتقلص الى الحد الذي قد يصبح معدوم، فتصبح الحياة عبارة عن العمل والبيت والابناء، ولهذا من الصعب الالتقاء بالابناء، فالزواج بطريقة او بأخرى يؤثر على العلاقة مع الاهل والصدقاء، ولا نزعم ان الامر ان الامور السلبية لكونه حاجة وضرورة، ولكن يكفي ان نقول انه من الامور المؤثرة على الصداقة بين الاشخاص.
6 العمل والانتقال : في الكثير من الاحيان قد تتطلب منا طبيعة الوظائف التي نقوم بها الى الانتقال من مكان الى اخر او ان يكون طبيعة العمل مضغوطة، وبالتالي تجب عنا الحرية اللازمة لرؤية الاهل والاصدقاء، وهذا العامل الاضافي من العوامل التي قد تؤثر سلبا على العلاقات بين الاصدقاء، فبالطبع كل شخص يرغب بإن يرى صديقه، وبعكس ذلك سيحاول ايجاد اصدقاء جدد وعلاقات جديدة، وهو في النهاية عامل مؤثر على طبيعة العلاقات، فالانسان هو بطبيعته اجتماعي و لا يطيق الوحدة
7 عدم المجاملة : اي انه قد لا يشغل باله بمشاركة اصدقاءه بالمناسبة التي تحدث لهم ان كانت على سبيل الافراح او على سبيل الاتراح، فمن الاولى بالصديق ان يتواجد دوما الى جانب صديقه في اللحظة التي يراه فيها والتي يحتاجه فيها، وبعكس ذلك فلا معنى لمثل هذه الصداقة ، هذا بالاضافة الى التعنت في الاراء اثناء المناقشات والتي قد تؤدي في الكثير من الاحيان الى الصدام بينهما.
8: الغيرة : عامل اخر مؤثر في العلاقة بين الاصدقاء، فالاصل ان يكون الصديق داعما لصديقه ومتواجدا دوما الى جانبه في المشاكل، ومجاملا له في افراحه وانتصاراته لا العكس ولهذا قد يكون من اكثر الامور سلبية في العلاقات ان يتحول هذا الشخص الى حاسد ويغار من صاحيه، فبدلا من اشعاره بإنه موجود معه ويشاركه في اللحظات التي يعيشها، تجده ينظر بعين الغيرة الى هذا مما سيؤثر لا محالة في النهاية على طبيعة العلاقة لا محالة، وعلى ارض الواقع من يحتاج الى صديق بمثل هذه المواصفات .
أضف تعليق