عمر السمك من أهم العناصر الضرورية لتقييم المخزون السمكي ودراسة مجموعاته؛ فيعد عمر السمك هو القاعدة التي تبنى عليها حسابات معدلات النمو والنفوق، ومعدلات الأجيال الجديدة لدعم المخزون السمكي. ويختلف عمر السمك الافتراضي تبعا لنوعه، وتتنوع طرق تحديد عمر السمك وتتفاوت فيما بينها من حيث الحجم فبعض الأسماك يبلغ طولها سنتيمترا واحدا مثل سمكة القوبون في الفلبين، وقد يصل طول بعض الأسماك إلى ما يقرب اثني عشر مترا مثل قرش الحوت، وتختلف أوزان الأسماك من بعض جرامات إلى خمسة عشر طنا، ويتم تقسيم الأسماك تبعا لخصائصها التشريحية والأحيائية. وللأسماك أهمية كبيرة، فهي تشكل مدر للغذاء لكثير من سكان العالم، وتحتوي لحومها على الأوميجا 3 والتي تساهم بشكل كبير في الحفاظ على صحة الدماغ والحفاظ على أداد الذاكرة، كما أن لها أهمية اقتصادية في التصدير والاستيراد، ولها دور هام في تجارة الحيوانات الأليفة وتدخل في الكثير من الأبحاث العلمية والطبية، وتتعرض لضرر كبير نتيجة تصرفات الإنسان الخاطئة وتلويثه للبيئة المائية التي تعيش بها الأسماك، وتتعرض بعض الأنواع للتهديد بالانقراض نتيجة الصيد الجائر. وفي هذا المقال نخبرك كيف تحدد عمر السمك ومراحل نموه.
استكشف هذه المقالة
عمر السمكة الافتراضي
يختلف عمر السمك تبعا لنوعه، فلا تعيش كل الأسماك نفس العمر، فمثلا أسماك مثل الجولد والكوي تعيش بين العشر سنوات إلى ثلاثين سنة، ويعيش سمك اللوتس عشر سنوات، أما سمك الأوسكار يعيش من سبعة إلى خمسة عشر عاما، ويعيش سمك الكات فيش من سبعة إلى خمسة عشر عاما، وتعيش القروش من سبع إلى عشر سنوات، وتعيش الدانوا أربع سنوات، أما الجورامي والفيتر فيعيش من سنتين ونصف إلى سبع سنوات.
عمر السمك البلطي
للأسماك البلطي أهمية كبيرة في كثير من مناطق العالم وخاصة المناطق المدارية حيث تتميز تلك الأسماك بمجموعة صفات تجعلها مناسبة للتربية في المزارع، حيث أنها تملك قدرة كبيرة على الإنتاج بسبب قدرتها على مقاومة رفع الكثافة وقدرتها على البقاء رغم تركيز الأكسجين المنخفض في الماء.
تتغذى على الكثير من الأغذية الطبيعية والصناعية ومقاومتها عالية للأمراض والطفيليات ومن الممكن أن تنمو في ماء عالي الملوحة، وهي من الأسماك جيدة الاستهلاك المباشر ولا يوجد بها عظام ضمن أنسجتها اللحمية.
ويوجد حوالي 100 نوع من أسماك البلطي وتنتشر طبيعيا في أفريقيا ووسط أمريكا والمكسيك وشمال أمريكا الجنوبية والهند.
والسمك البلطي من الأسماك العظمية، ويمكن تقدير عمر السمك البلطي عن طريق القشور الموجودة على جسمها الخارجي، وتبدأ القشور بالجزء المركزي ثم تتكون حولها القشور في شكل دوائر ترتبط بالمواسم والعمر، فتعبر كل حلقة من حلقات القشور عن عام كامل قد عاشته السمكة وتعد تلك الطريقة هي أوفر طريقة من حيث الوقت والأجهزة ولا تضطر إلى الإضرار بالسمكة لمعرفة عمرها، كما أن الحلقات تظهر واضحة، وتتناسب مع حجم الجسم، فطول الجسم مرتبط بالجذر التربيعي لمساحة القشرة.
كيف تعرف عمر السمكة
توجد عدة طرق لمعرفة عمر السمك الافتراضي ومن تلك الطرق:
متابعة السمك
تعتمد تلك الطريقة على تربية السمك ومتابعته لتحديد معدلات نموه أثناء فترة التربية، إلا أن هذه الطريقة صعبة وباهظة لأنها تتطلب كثير من المستلزمات والتقنيات اللازمة لعملية التربية والمتابعة، بجانب أن النتيجة قد تكون غير دقيقة، حيث أن معدلات النمو والنفوق للأسماك عند تربيتها في أحواض قد تختلف عن المعدلات في البيئة الطبيعية.
الترقيم
تعتمد تلك الطريقة على اصطياد الأسماك وقياس طولها ووزنها ويتم زرع بطاقات دقيقة على أجسادها، تحمل تلك البطاقات أرقاما يتم تدوينها تدل على معلومات عن أطوال وأوزان وتاريخ رصد الأسماك، وبعدها يتم إطلاق هذه الأسماك حتى تمارس حياتها بصورة طبيعية في بيئتها الأصلية.
يتم إعداد برامج للمتابعة ليرصد من خلالها الباحثون بعد إعادة اصطياد الأسماك حتى تعاد تسجيل الأطوال والأوزان وتاريخ ومكان الاصطياد وبذلك يعرف الباحثون عمر السمك ومعدل نموه ونفوقه.
استخدام الأجزاء الصلبة
يمكن تحديد عمر السمك عن طريق استخدام الكثير من الأجزاء الصلبة لهيكل الأسماك، مثل القشور وعظام الأذن وعظام الزعانف والخياشيم وفقرات العمود الفقري، ففي أغلب الأحيان تحتوي تلك الأجزاء على حلقات تعبر عن النمو السنوي لهذه الأجزاء ويعد استخدام عظام الأذن الداخلية وقشور الأسماك هما الأوسع انتشارا لتحديد عمر السمك وهذه الطريقة من أفضل الطرق.
مراحل نمو السمكة
بشكل عام فإن دورة حياة الأسماك تبدأ بالبيضة المخصبة ثم يرقة مفقوسة حديثا معها كيس محي كبير، وتطور تلك اليرقة بعد أن تفقد كيس المح، ثم تبدأ الزعنفة الظهرية في الظهور وبعد عدة أشهر من الفقس تتحول إلى سمكة بالغة.
تختلف مدة فقس البيض من حالة لأخرى، ففي المياه الدافئة يفقس البيض بسرعة أكبر من البيض الموجود في مياه باردة، وعادة يفقس بيض الأسماك الاستوائية في أقل من أربعة وعشرين ساعة، أما الأسماك الموجودة في المياه الباردة فقد تحتاج من أربعة إلى خمسة شهور حتى تفقس، ونادرا ما يهتم الأبوين بالأبناء الصغار بعد الفقس، لكن في الأغلب يترك الأبوين الصغار لتواجه مصيرها بنفسها، وتختلف الفترة التي تحتاجها السمكة كي تنضج، فتوجد حالات كثيرة يصبح السمك جاهزا للتكاثر قبل قبل وصوله عمر سنة، وعلى صعيد آخر فتوجد بعض الأسماك التي تحتاج أكثر من عشر سنوات حتى يكتمل نموها، وبعض الأسماك تستمر في النمو طوال فترة حياتها وبعض الأسماك تعمر أكثر من خمسين عاما.
تهتم ذكور وإناث الأسماك بصغارها بطرق مختلفة من نوع لآخر، فبعض الأنواع تبدأ بتحضير أعشاش لوضع البيض فيها، وقد توجد تلك الأعشاش في رمال قاع البحر أو تقوم الأسماك ببناء الأعشاش من أجزاء النباتات المائية، أو عن طريق نفث بعض فقاعات الهواء لتصل إلى سطح الماء، وتحمل بعض الأسماك البيض في أفواهها، مثل سمك السلور، وقد تهاجر الأسماك مسافات شاسعة من المحيط إلى الأنهار حتى تضع بيضها هناك، مثل سمك السلمون، فيوجد نوع من الهجرة يكون في سبيل وضع البيض فقط.
وفي الغالب يبقى البيض وحيدا عائما في المحيط، إن كان الوالدين من الأسماك البحرية، أما أسماك المياه العذبة فتضع بيضها بين الرمال والأعشاب.
والجدير بالذكر أن احتمالية نجاة البيض حتى اكتمال نموه قليلة جدا، حيث يموت معظم البيض مبكرا جدا، وفي العادة لا تنجو سوى بضع أسماك من ضمن مئات آلاف البيوض التي تضعها الأم، حتى إن في بعض الأحيان لا تنجو سوى أسماك قليلة من كل مليون بيضة.
أغلب أنواع الأسماك من ذوات الدم البارد، أي أن درجة حرارة أجسامها تعتمد على البيئة المحيطة بها، وتتميز الأسماك عن غيرها من الكائنات الأخرى أنها تتنفس عن طريق الفتحات الموجودة على جانبي جسمها والمعروفة بالخياشيم، وتساعد الزعانف على جسمها في الحركة والسباحة.
أضف تعليق