علم التسويق في الوقت الحالي من أكثر العلوم شيوعًا والتي يسعى العديد من الأشخاص إلى تعلمها، فقد أصبح العمل وفكر المشاريع هو الشيء الأساسي حاليًا، كما أنه من العلوم الشيقة جدًا، لذلك لا يقتصر الأمر على تعلمه من أجل العمل، بل هناك العديد من الأشخاص الذين يرغبون في معرفته للمتعة، لذلك نتحدث اليوم في مقالنا عن علم التسويق ومقدمة بسيطة إليه تساعدنا على فهم هذا العلم وكيف وُجد، وما الأشياء التي يهتم بها.
تعرف على كل ما يخص علم التسويق
ما هو علم التسويق؟
التسويق لا يعني البيع أو الدعاية، فهذا فهم خاطيء لدى العديد من الأشخاص، بينما التسويق يعني في الأساس إرضاء احتياجات الزبون، أي تقديم المنتج أو الخدمة المناسبة في الوقت المناسب بالطريقة المناسبة. توجد لدينا ثلاثة مصطلحات أساسية في علم التسويق هي “الاحتياج، الرغبة، الطلب.” الاحتياج هو الشيء الموجود في داخل الإنسان ويسعى إلى إرضائه مثل الطعام والشراب والمسكن.
هذه الاحتياجات قسمها العالم ابراهام مسلو عام 1943 في إحدى كتبه وهي كالتالي: احتياجات مادية “الطعام، الشراب”، احتياجات أمنية “الحماية”، احتياجات اجتماعية “الانتماء، الحب، العائلة، الأصدقاء، الوطن”، احتياجات الاعتبار أو الاحترام “التقدير، احترام الذات”، احتياجات تحقيق الذات “التطوير الذاتي، الحصول على مكانة مميزة في المجتمع”. يسعى الإنسان دائماً إلى إرضاء هذه الاحتياجات أو تقليلها حسب المتاح له في الواقع.
المصطلح الثاني لدينا في علم التسويق هو الرغبة وتعني الشكل الذي يأخذه احتياج الشخص بفعل ثقافته وشخصيته بناءً على شروطه الشخصية وطرقه لتحقيق هذه الرغبة. الإنسان لديه احتياجات أساسية، لكن رغبات غير محدودة، ولأن الإنسان لديه موارد محدودة، فهو يسعى لاختيار المنتجات التي توفر له أكثر إرضاء ممكن طبقًا للمتاح له وهذا ما يمثله الطلب.
أما الطلب فهو رغبات الأشخاص مدعومة بقوة الشراء وما يقدروا على الحصول عليه، وفي الغالب فإن الطلب يعتبر من المحركات الأساسية للسوق، فهناك علاقة تربط بين الطلب عند الأشخاص، وبين العرض أي ما يتم توفيره من المنتجات.
أما عن المكونات الأساسية التي يدور حولها علم التسويق فهي أربعة مكونات أساسية كالتالي “منتج/الخدمة، السوق، العميل، المنافسون” وسنتحدث عن هذه المكونات في الفقرات التالية.
السوق
السوق هو البيئة التي يقوم علم التسويق بالعمل عليها، فكل ما نفعله في التسويق يحدث في النهاية عبر هذا السوق، وحتى يمكننا أن نفهم السوق جيدًا فإننا سنحتاج إلى تحليله من جانبين. الجانب الأول هو خصائص السوق وتشتمل على “حجم السوق الممكن العمل به والسوق المستهدف بالضبط، تاريخ السوق وأي معلومات سابقة عنه، مستوى المنافسة الموجودة في السوق وهل هي معتدلة أو محتكرة من قبل منافس معين أو ما شكلها بالتحديد، العرض والطلب في السوق”.
معرفة خصائص السوق في علم التسويق يسهل علينا إدراك ما سيكون عليه الوضع عندما نقدم المنتج أو الخدمة الخاصة بنا، فنعرف ما الذي يجب علينا فعله لكي ننجح. الجانب الثاني الاتجاهات وتشتمل على “هل هناك تغيّرات في استخدام المنتج أو الخدمة التي ستقدم؟ ما أسبابها؟ وكيف يستخدم الناس هذا المنتج بالضبط؟ المواسم وتأثيرها من صيف أو شتاء، دراسة أو إجازة”.
نهتم بمعرفة الاتجاهات لأنها بمثابة الفرص التي يمكن استغلالها أثناء التسويق، وكذلك العوائق التي يمكنها أن تقابل فكرتنا، فنحن لا نريد تكرار خطأ سابق وقع فيه البعض، لذلك يجب أن نهتم بفهم الاتجاهات حتى نضمن في النهاية الوصول إلى السوق المستهدف.
العميل
يركز علم التسويق على العميل لأنه العنصر الذي نسعى إلى الوصول إليه بما نقوم به من التسويق، فكل شيء يعتمد على وصول المنتج أو الخدمة إلى العميل، ونجاح التسويق يعتمد على مقدرتنا على فهم كل الأمور التي تخص العميل. يمكننا تقسيم العملاء بالاعتماد على ثلاثة طرق، الأبعاد الجغرافية وهي تتعلق بموقع العميل سواءً في دولة معينة أو مدينة أو قرية، استهلاك المنتج أو الخدمة والكمية التي تُستهلك، أسلوب الحياة والمعتقدات والقيم التي تحكم الأفراد.
المنافسون
المنافسون هم العنصر الذي يسعى علم التسويق إلى تجنب الأثر الذي يمكن أن يصنعه أي واحد منهم علينا، وتحليل التنافس في السوق يمكنه أن يخبرنا حول فرصة نجاحنا كذلك، أو ما الذي يجب علينا فعله لنتجنب التأثير السلبي من المنافسة. أول شيء يجب علينا أن نعرفه من هم المنافسون لنا؟ وما هي حصة كل واحد منهم في السوق؟ فيمكننا أن نعرف إذا كان يمكن لنا أن نتواجد بينهم أو لا.
كذلك ثاني شيء يجب أن نعرف المعلومات حول السوق، ويساعدنا علم التسويق هنا في تحديد إن كان هناك أي منافسين جدد يدخلون إلى السوق سنويًا، وهل يفشل هؤلاء أو لا؟ فإن أدركنا أسباب فشلهم يمكننا أن نتجنب حدوثها معنا. ومن الأمور الهامة أيضًا هو أن نعرف شكل المنافسة بالضبط، هل هي منافسة على السعر؟ أم هي منافسة على الجودة؟ أم هي منافسة على المميزات؟
وهذه الأسئلة تأخذنا إلى آخر جزء يخص المنافسين وهو فكرة الميزة التنافسية الموجودة لدينا، ومقارنة هذه الميزة مع المنافسين حتى يمكننا أن نفهم حظوظنا بالضبط.
المنتج/الخدمة
هذا العنصر هو الأهم في علم التسويق لأنه ما تدور حوله عملية التسويق كاملة، لذلك نتحدث عنه كآخر عنصر، حتى يمكننا أن ندرك ما يخصه بشكل كامل بعد استيعاب بقية العناصر.
نتحدث عن المنتج أو الخدمة فيما يعرف بالمزيج التسويقي “4 Ps”، هذا المزيج يتكون من أربعة عناصر كما هو واضح.
- Product أي المنتج أو الخدمة التي نقدمها، في هذا العنصر يجب أن نذكر كل ما يخص المنتج أو الخدمة من مميزات، جودته، الاسم، وصف تفصيلي له، الفوائد، المقارنة مع بقية المنتجات أو الخدمات الموجودة في السوق.
- Price أي التسعير ونحاول من خلال علم التسويق أن نذكر في هذا العنصر كل ما يخص التسعير وكيفية تحديد سعر البيع، طريقة التحديد هل اختيار السعر الأقل أو بناءً على المميزات والجودة، مقارنة السعر بالتكاليف المدفوعة في إنتاجه، التخفيضات التي سيتم تقديمها، مقارنة السعر مع المنافسين.
- Place أي المكان وفي هذا العنصر يجب أن نذكر كل ما يخص مكان إنتاج المنتج أو توزيعه، وكيف سيحصل الناس عليه، مكان التوزيع أو العرض، منافذ البيع، كيف سيصل الناس إلى قنوات التوزيع، المقارنة مع المنافسين وأماكن توزيعهم.
- آخر عنصر في المزيج التسويقي والتي نختتم بها حديثنا في مقدمة علم التسويق هو الـPromotion أي الترويج، وفي هذا العنصر يجب أن نذكر كل ما يخص الترويج وكيف سنصل برسائل التسويق إلى الناس، ومتى الوقت المناسب بالضبط، هل سنكتفي بالترويج على وسائل التواصل الاجتماعي فقط، هل سنقوم بعمل ترويج من خلال الإعلانات والدعاية على التليفزيون والراديو، كيف يقوم المنافسون بعمل الترويج الخاص بهم.
علم التسويق بالطبع يحتوي على العديد من المعلومات والتفاصيل التي يمكن الحديث عنها، لكننا حاولنا هنا أن نذكر مدخلًا بسيطًا إلى هذا العلم حتى يتاح لنا فهم عناصره بشكل سهل، ومن يعمل في مجال التسويق فإنه يعرف بأن هذا المجال من أكثر المجالات الممتعة التي يمكن لأي شخص العمل عليها، وأن هذا العلم يتم تطويره بشكل دائم بدون توقف، لذلك لا تتوقف عند هذه المعلومات إن كنت مهتمًا بهذا العلم، وابدأ في البحث عن المزيد من المعلومات لتدرك متعة هذا العلم حقًا.