كثيرًا ما يعاني الأشخاص من الاضطرابات والمشاكل أثناء العلاقات العاطفية وتعرقلهم الكثير من العقبات لعدم كونها علاقة صحية، ولكن الأغلب يتغاضون عنها لأن الحب يعمي العين ويغشي العقل في البداية ومع مرور الوقت وزيادة المشاكل يتطرقون إلى الخصام وفي نهاية المطاف الانفصال أو الطلاق، لذا عليك وضع خطة أوليه للسير عليها حتى تصير العلاقة فيما بينكما علاقة صحية خالية من المشاكل والعراقيل لكي تدوم وتستمر إلى أبد الدهر، لهذا سوف نتكلم في السطور الأتية عن طريقة معرفة ما إذا كانت العلاقة العاطفية التي نمر بها صحية أم لا، فإذا كانت غير صحية سنشرع في معالجتها سريعًا بجانب ذلك سنتكلم عن الطرق والخطوات التي سنسير عليها حتى تبقي صحية دائمًا.
استكشف هذه المقالة
الأمور التي تجعل علاقتنا غير صحية
من الأمور الأساسية في جعل العلاقة العاطفية غير صحية هي كثرة الشجار والخلافات التي تغمرها العصبية وعدم الوصول للحلول، وهذا لا يعني أن العلاقة الصحية خالية من المشاكل لا إطلاقًا بل السر بينهما يكمن في وضع العصبية والتعسف جانبًا والاتجاه إلى الحوار الجيد المبني على سماع أراء كلا الطرفين بعضهم البعض والوصول إلى حلول ترضي الطرفين وهذا ما يؤدي إلى إنهاء المشكلة سريعًا، وأيضًا الخوف الزائد عن الحد الطبيعي مثل خوف فقدان الشريك في حال القيام بمشكلة بسيطة فهذه علاقة غير صحية، وأيضًا انعدام الثقة فالثقة من أهم أعمدة العلاقة الصحية حيث يقولون نصف الحب ثقة والباقي اهتمام فلابد من توافرها والاطمئنان من أفعال الشريك وعدم الحجب والسيطرة الكاملة عليه حتى تستمر العلاقة علاقة صحية سليمة.
علامات أي علاقة صحية الناجحة
كي تكون هناك علاقة صحية لابد من عدة علامات من خلالها نعلم أن علاقتنا العاطفية تسير في الطريق الصحيح ومنها ما يكون واضح أمام أعيننا ومنها الخفي الذي سوف تعرفه من خلالنا، عامة من أهم العلامات الدالة على العلاقة الصحية، وأهمها بالطبع التعامل مع المشاكلات.
القدرة والسرعة على حل المشكلات
جميع العلاقات العاطفية تغلب عليها الاختلافات والمشاكل الكثيرة لأنها سُنة الحياة السعادة والشقاء، ولكن ما يميز علاقة عن أخري هو القدرة على حل تلك المشكلات وهذه القدرة من الأفضل أن تكون ممزوجة بالسرعة حتي لا تكبر المشكلة وتشتد وتيرتها وتتصاعد إلى أطراف أخرى مثل الأهل أو الأصدقاء فهذا بالتأكيد سيزيد الأمر سوءًا، لذا عليكما التحلي بحسن الحوار والتفاهم وعدم تصعيد المشكلات والعمل علي حلها بأسرع وقت.
حفظ الأسرار
من علامات وجود علاقة صحية حفظ الأسرار التي بينكما وعدم التحدث بينها بين الأهل والأصدقاء لأن السر إذا خرج من بين اثنين لم يعد سر ومن الممكن تناقله أيضًا، لذ عليكما حفظ الأسرار واحترام العلاقة القائمة على قوة الثقة فيما بينكم، فإذا كنت قادرًا على حفظ السر بينك وبين أصدقائك، ألن تحفظه مع زوجتك!
المشاركة والتعاون
بما أنكما شركاء في علاقتكم العاطفية فمن البديهي مشاركتكم الأحداث فيما بينكم حتى تتوطد العلاقة القائمة، فلذا يجب على كلاً منكم البحث عن الأشياء التي يحبها الطرف الأخر والقيام بها سويًا، فمثلًا المشاركة في الأشياء الترفيهية مثل قضاء العطلة في مكان يفضله كليكما أو مشاهدة فيلم في السينما وغيره، وأيضًا المشاركة في الأعمال المنزلية والأعمال المهنية وغيره كل هذا يكون له أثر كبير في مزج علاقتكم العاطفية بالصحة والدوام، وهذا ما يطمح الجميع إلى وجوده بكل تأكيد.
التخطيط للمستقبل
نجاح أي علاقة أو عمل عمومًا مبني على التخطيط السليم الذي سوف يسير عليه من وضعت لهم الخطة، فهنا في العلاقة العاطفية يجب على كلا الطرفين الاجتماع سويًا وعقد الخطط والخطوات التي سوف يسيرون وفقها مبنية على أهدافهم المستقبلية المشتركة، وهذه الاجتماعات بعقدها سوف تساعد على التشارك والتعاون والاستمتاع بالأوقات الذي تحدثنا عليه سابقًا.
صديق وأخ قبل أن يكون حبيب
بما أنكما في علاقة عاطفية فيجب عليكما التحدث عن كل شيء يخصكما، ماذا حدث خلال اليوم المواقف التي تعرضتم لهما، عرض المشاكل والأزمات التي تعترض طريق أحد منكما والتفكير سويا لحلها، رؤية الطرفين بعضهما البعض بنظرة الأخوة وما يفعله الأخوة مع بعضهما من الفضفضة وتقديم النفس فداء للأخر والتشارك في كل ما يكتسبونه.
الانجذاب الجسدي والعقلي
لا توصف العلاقة بأنها علاقة صحية تامة إلا إذا حدث بين الشريكين انجذاب من جانبين الجانب الجسدي والجانب العقلي والروحي معًا، فإذا كان انجذاب من جانب واحد فقط فشلت هذه العلاقة ولم تعد صحية تامة، ولا فرق بين الانجذابين فلو كان انجذاب للجسد دون الروح أو الروح دون الجسد فهنا مشكلة ويجب حلها حتى تكون علاقة صحية سليمة.
تبادل الثقة وترك مجال للتنفس
يجب على كلا الطرفين تبادل الثقة فيما بينهم ومنع الشك والغيرة الزائدة من التسرب والتوغل في حياتهما، وأيضًا الحب والعلاقات العاطفية لا تعني امتلاك الشريك امتلاكًا كليًا، بل لا بد من تواجد متسع للتنفس حيث يقوم بإفساح الطريق للأخر بعض الشيء حتى يقوم بملاقاة أصدقائه وأقاربه في الكافيهات والمنتزهات، وهذا بدوره يمنع تسرب الملل ويعمل على نجاح العلاقة العاطفية بين الطرفين.
أمور يجب الحرص عليها أثناء العلاقة
في هذه الفقرة سنذكر أهم الأشياء الصغيرة التي يجب الحرص عليها وعدم نسيانها في علاقتنا العاطفية كي تكون علاقة صحية نموذجية، ألا وهي الإنصات الجيد أثناء تحدث الطرف الأخر حتى يعلم مقدار الحب المتبادل بينكما وأيضًا إلقاء الكلمات الرومانسية والرقيقة والتي من شأنها أن تحرك المشاعر الكامنة وتزيد الصلة والارتباط بين الطرفين، وعادة ما تكون الأمور البسيطة التي يستهان بها في بعض الأحيان لها قيمة هامة لدي الطرف الأخر، فمثلًا قيام الرجل بحجز تذكرة لفيلم سيمائي أو دعوة لتناول العشاء خارج المنازل، وقيام المرأة بحجز تذكرة رياضية لمشاهدة الفريق المفضل للزوج ومشاهدة هذه المباراة معه، فهذه الأمور البسيطة تترك أثراً كبير في داخل الطرفين.
أيضًا من أهم الطرق التي يُمكن من خلالها بناء علاقة صحية ناجحة أن يكون هناك حرص دائم علي تذكر المناسبات الهامة والسعيدة في حياتكما مثل ذكرى الزواج ويوم الميلاد ويوم الارتباط الأول في مرحلة ما قبل الزواج والمناسبات الأخرى ومزج هذا التذكر بجلب الهدايا، وأيضًا تقدير مشاعر الطرف الأخر وعدم التقليل أو الاستهانة بها والعمل علي مشاركته الفرح والحزن حتي يشعر بالعلاقة الوطيدة فيما بينكما وأن مشاعره ليست تذهب أدراج الرياح بل هي مقدره من قبل الشريك، وأيضًا توفير وقت جيد للشريك، وأخيرًا أن يكون كلا الطرفين علي قدر كبير من المسئولية والالتزام بالوعود وعند المخالفة أو الخطأ في شيء ما يكون الاعتراف بالذنب من مبادئك، والاعتذار عن الخطأ المرتكب سيؤدي إلي محو أثر الذنب وتقدير هذا الموقف الذي يدل علي شجاعتك وتحملك للمسئولية من قبل الطرف الآخر.
أضف تعليق