علاج الغرغرينا من الأمور الهمة والتي تشغل دائرة بحث الكثير من المصابين بها، حيث يُصيب مرض الغرغرينا أحد أطراف الجسم، وينتشر ويتضاعف إلى الحد الذي يتحتم معه بتر الطرف المصاب وإلا حدثت الوفاة، حيث أن الغرغرينا تؤدي إلى موت الخلايا وتحلل الأنسجة وتعفنها تبعًا لعدوى موضعية أو نقص حاد بالتروية الدموية للطرف المصاب، ومن ثَم ينتشر موت وتعفن الخلايا حتى يصبح الوضع غير مأمون العواقب وغير قابل للسيطرة.
استكشف هذه المقالة
أسباب الغرغرينا
ترتبط أسباب الإصابة بمرض الغرغرينا في معظمها بالإصابة بأمراض أخرى، ومن هنا يُفهم أن الغرغرينا في الغالب ليس مرضًا مستقلًا، ولكنه مرض مبنيُّ على الإصابة بمرض آخر، ومن أشهر أسباب الغرغرينا الإصابة بمرض السكري، الإصابة بأمراض الشرايين المختلفة وأهمها تصلب الشرايين ومرض الشرايين الطرفية، الإصابة بالسمنة المفرطة الغير مسيطر عليها حيث يستمر وزن الجسم في الارتفاع. الإصابة بظاهرة رينويد وهي ضيق الشرايين التي تغذي الجلد بالدم مما يحد من وصول الدورة الدموية للمناطق المصابة أو ما يُعرف طبيًا بتشنج الأوعية الدموية، وفيها تتلون أصابع الأطراف بلون داكن مع الشعور بتجمدها، ومع تدفئتها يشعر المريض بالألم. تلوث الجروح والحروق والتقرحات بالبكتيريا والميكروبات، شراهة التدخين من أبرز عوامل الإصابة بالغرغرينا.
أنواع الغرغرينا
قبل الحديث عن علاج الغرغرينا نتعرف على تنقسم أنواع الغرغرينا والتي تضم:
الغرغرينا الجافة
وتعتبر أكثر الأنواع شيوعًا وانتشارًا، وتحدث نتيجة نقص التروية الدموية في الشرايين المغذية للطرف أو الجزء المصاب، وتدخل كل الأسباب المذكورة آنفًا في الإصابة بهذا النوع من الغرغرينا ما عدا تلوث الجروح والتقرحات.
الغرغرينا الرطبة
وينتج هذا النوع من تلوث الجروح أو الحروق أو التقرحات التي تصيب الجسم، والتي بدورها تساعد في نمو وتكاثر الميكروبات والبكتيريا، ومن ثَم عدم وصول الدم إلى الجزء المصاب.
الغرغرينا الغازية
وتحدث بفعل استمرار الإصابة بالغرغرينا الرطبة وإهمال علاجها، حيث يتسبب ميكروب معين بعد نموه في الجزء المصاب في غياب الأكسجين، ثم يقوم هذا الميكروب بإنتاج مواد غازية سامة أخرى.
الغرغرينا الداخلية
حقيقةً أن غالبية الإصابة بالغرغرينا تحدث في الأطراف، ولكن هذا لا ينفي إمكانية الإصابة بها في الأعضاء الداخلية، وهذا هو الحال مع الغرغرينا الداخلية، ففيها يقل تدفق الدم إلى الأعضاء الداخلية مثل: الأمعاء والمرارة والزائدة الدودية مما يُصيبها بالغرغرينا.
أعراض مرض الغرغرينا
توجد مجموعة من الأعراض السريرية الدالة على الإصابة بالغرغرينا، وهي اسمرار وجفاف الجلد في المنطقة المصابة، تعفن المنطقة المصابة وخروج الصديد والقيح منها، انبعاث روائح كريهة من مكان الإصابة مع تورمها، الشعور المستمر بالألم في الطرف المصاب، مع ارتفاع مستمر لدرجة حرارة الجسم، وإذا ما وصلت الحالة إلى مرحلة تسمم الدم فستظهر أعراض انخفاض ضغط الدم، تسارع ضربات القلب، شحوب الجلد، الدوار.
طرق الوقاية من الغرغرينا
إن إجراءات الوقاية ضرورية حتى لا نصل لمرحلة البحث عن علاج الغرغرينا فيمكننا من خلال بعض الممارسات الوقائية تفادي الإصابة بالغرغرينا من الأساس، وأبرز هذه الممارسات ما يلي: الحرص الشديد على نظافة الجروح وعدم تلوثها، مداومة تعقيم وتنظيف الجروح بشكل عام وتلك الناتجة عن العمليات الجراحية بشكل خاص.
وبالنسبة لمرضى السكري يلزمهم الالتزام بضبط مستوى السكر في الدم، والحرص على تقليم الأظافر وارتداء الأحذية المريحة والامتناع عن المشي حافيًا، كما يلزمهم إجراء الفحوصات الدورية الاستباقية فيما يتعلق بمرض القدم السكري المترتب على مرض السكري، كما عليهم سرعة استشارة الطبيب المتخصص عند الإصابة بأي جرح في أي منطقة جسدية وخصوصًا القدم، الإقلاع النهائي عن التدخين والكحوليات.
طرق علاج الغرغرينا
تتفرع البرامج في علاج الغرغرينا بحسب طبيعة الحالة وشدة المرض، وأبرز طرق علاج الغرغرينا المستخدمة ما يلي:
العمليات الجراحية
هي أحد الخيارات العلاجية التي يُلجأ إليها في حالات العدوى الشديدة، حيث يقوم الطبيب بإجراء جراحي يهدف إلى السيطرة على العدوى ومنع انتشارها إلى أجزاء أخرى في الجسم، وتعمل الجراحة هنا على إزالة خلايا الجلد الميت أيضًا.
وتجدر الإشارة إلى أن علاج الغرغرينا الجراحي هو آخر الخيارات التي يلجأ إليها الطبيب، وفيها قد يضطر إلى بتر العضو المصاب بالغرغرينا إذا كانت هذه أنسب الوسائل لمنع انتشار العدوى.
العلاج بالمضادات الحيوية
وهنا يقوم الطبيب بوصف مجموعة من المضادات الحيوية التي تناسب شدة المرض، وتهدف إلى الحد من حدوث الالتهابات وتطور المرض وظهور المضاعفات التي قد تصل إلى البتر أو الوفاة، وهذه المضادات الحيوية إما أن تؤخذ عن طريق الوريد وإما عن طريق الفم.
وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة عدم التوقف عن تناول المضادات الحيوية إلا بعد استشارة الطبيب، كما أنه من الضروري تجنب أخذها بصورة عشوائية.
العلاج باليرقات
أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن بعض أنواع يرقات الحشرات تساهم في التخلص من الجلد الميت، وهو ما يتبعه حتمًا وقف انتشار العدوى، لذلك تعتبر يرقات الحشرات أحد خيارات علاج الغرغرينا مع التأكيد على أنها جزء من برنامج علاجي متكامل وليست علاج أساسي منفر ونهائي.
العلاج بالأكسجين
تقنية علاج الغرغرينا بالأكسجين هي أحدث التقنيات العلاجية في هذا الجانب، وآلية عملها تتمحور حول وضع المريض في غرفة تحتوي على الأكسجين الواقع تحت درجات ضغط مرتفعة عن تلك الموجودة في الهواء الخارجي العادي، ومن ثَم يعمل الضغط المرتفع للأكسجين على إشباع الدم مما يؤدي إلى تحفيز شفاء الأنسجة الميتة.
وكذلك تتميز تقنية الأكسجين بقدرتها على التقليل من نمو البكتيريا والميكروبات خصوصًا الأنواع التي لا تستطيع العيش في جو ملئ بالأكسجين، أو تلك التي لا تتحمل التراكيز المرتفعة من الأكسجين المضغوط.
علاج الغرغرينا بالأعشاب الطبيعية
من نعم الله علينا أن وهبنا بعض الخيارات الطبيعية التي تساعد في علاج الغرغرينا وعلى رأسها:
علاج الغرغرينا بالقهوة
حيث يُخلط مقدار مناسب ومتساوٍ من كل من القهوة المحمصة، قشر الرمان المجفف والمطحون، الحبة السوداء، مع القليل من الشبة البيضاء، ثم يُرش هذا الخليط ثلاث مرات في اليوم على الجزء المصاب.
العلاج بالعسل
حيث يمكن تدليك المكان المصاب بالعسل مرة واحدة في اليوم مع تركه مكشوفًا للهواء الطلق.
العلاج بالتين المجفف والحليب
وهنا يقطع التين إلى نصفين، ثم يُغلى على النار داخل الحليب تقارب 10 دقائق، وبعد أن يبرد قليلًا يوضع على الجزء المصاب، ثم يُربط بضمادات معقمة، مع ضرورة الالتزام بتغيير الضمادة عدة مرات في اليوم الواحد.
العلاج بالصبار
حيث توضع خلاصة أوراق الصبار على مكان الإصابة مباشرةً، مع ربطه بضمادة معقمة، ويمكن تكرار هذا الفعل عدة مرات في اليوم، مع الالتزام بتغيير الضمادة كل مرة.
الثوم
الثوم بطبيعته غني بمركبات طبيعية تحتوي على مضادات حيوية تساعد في قتل البكتيريا والفطريات، لذلك فإن تناوله بالفم علاج ناجع للغرغرينا.
زهرة الأذريون
هي إحدى أنواع نباتات الأقحوان، واستخدامها في علاج الغرغرينا يكون من خلال نقعها في الماء لساعات ثم يؤخذ ماء النقع ويُغسل به الجزء المصاب عدة مرات يوميًا.
الخروب وزيت الزيتون
للعلاج يتم عمل عجينة بخلط الخروب المطحون مع مقدار من زيت الزيتون، ثم توضع هذه العجينة على مكان الإصابة، ويمكن تكرار هذه الطريقة ثلاثة مرات في اليوم.
الغرغرينا مرض يحتاج إلى رعاية شديدة وحسن علاج وطبيب ماهر، نظرًا لكونه سريع الانتشار، كما أن مضاعفاته خطيرة وتحتاج إلى أساليب علاجية معقدة ومكلفة ماديًا، في حين أن نتائج العلاج غير مضمون تحققها على النحو المطلوب.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق