يتجلى الهدف الأسمى للزواج في صورة طفل شقي صغير يملأ جو الأسرة بالحيوية والسعادة والمرح. ولكن لا تأتي الرياح دائمًا بما تشتهي السفن، فقد يتأخر الحمل ويبدأ إلحاح الأهل وربما الزوجة أو الزوج في طلبه للتمتع برؤية الذرية الصالحة التي تنقص هذه الأسرة السعيدة. فيذهب الطرفان إلى الطبيب ليكتشف الزوج أنه واحد من ضمن كل عشرين رجل يشكو من نقص أو ضعف في حيواناته المنوية، أو تكتشف الزوجة أنها واحدة ضمن 30% من النساء اللواتي تُعانين من مشاكل الإباضة. مما يعني أن أحدهما يُعاني من مشاكل الخصوبة أو ما نُطلق عليه العقم الذي تتعدد أسبابه كما تتعدد سبل علاجه. لذلك سوف نتعرف في الأسطر القليلة القادمة على أسباب العقم لدى الجنسين وكيف يُمكن علاج العقم بالمكملات والأغذية الطبيعية.
استكشف هذه المقالة
أسباب العقم عند الرجال
تتعدد أسباب العقم لدى الرجال إلا أنه يُمكن حصرها في:
- أسباب تتعلق بالغدة والخصيتين، حيث قد يضطرب عمل الغدة النخامية المنظمة لعملهما، وقد تلتهب الخصية وتتورم أوردتها “دوالي الخصية” أو قد يحدث العقم بسبب تشوه الخصيتين من حيث النمو غير الطبيعي أو نموهما داخل البطن.
- أسباب وراثية وهرمونية “نقص التستوستيرون” أو نمط حياة غير ملائم كتعاطي الكحول أو المخدرات أو التدخين أو ارتداء ملابس غير مُريحة إلى الحد الذي يؤثر على الحيوانات المنوية ويُسبّب العقم.
- أسباب طبية كالإصابة بحمى النكاف في مرحلة البلوغ أو عمليات إصلاح فتق الخصية أو إصابات الفخذ أو الحبل الشوكي وتلف الأعصاب أو التهابات المسالك البولية، جراحات البروستاتا أو استئصال قناة تدفق الحيوانات المنوية.
- التعرض للكيماويات والإشعاعات السامة أو العلاج الإشعاعي أو تناول بعض الأدوية التي من أعراضها الجانبية التأثير على عدد أو أداء الحيوانات المنوية.
- العقم مجهول السبب.
وتؤثر الأسباب الوارد ذكرها على خصوبة الرجل من حيث التأثير على عدد وحركة ونوعية الحيوانات المنوية ووجود حيوانات شاذة أو شاردة، وهو ما يتم التعبير عنه بكلمة واحدة وهي العقم، ولكن كيف يُمكن علاج العقم بالمكملات والأغذية الطبيعية بعيدًا عن العلاجات الطبية المُكلّفة أو التي تستغرق وقت طويل ويتم تكرارها لعدة مرات دون نتيجة مضمونة؟
علاج العقم بالمكملات والأعشاب عند الرجال
بما أن نمط الحياة والعادات الغذائية والمعيشية الخاطئة تُساهم إلى حد كبير في الإصابة بعقم الرجال، فقبل علاج العقم بالمكملات لا بد من تعديل نمط الحياة الخاطئ أولًا لتأتي هذه المكملات بنتائجها المرجوة. وعليه على الرجل الذي يُعاني من تأخر الإنجاب أو العقم أن يبتعد عن التدخين وتناول الكحول والمواد المُخدرة ويقلل كن مشروبات الكافيين، يُكثر من شرب الماء وتناول الأسماك والدواجن والخضروات والمكسرات والفواكه الطازجة والحبوب مع شرب الماء بكثرة وتجنب الوجبات السريعة الغنية بالدهون المُشبّعة.
وعليه أيضًا استبدال الزيوت المُهدرجة في الطعام بزيت الزيتون، وتناول بذور اليقطين “اللب الأبيض” لاحتوائه على نسب عالية من الأحماض الدهنية الصحية والزنك اللذين يُساعدان على تحسين الوضع الإنجابي للرجال. بالإضافة إلى ذلك يتم علاج العقم بالمكملات الغذائية والأعشاب لمدة لا تقل عن ثلاث إلى أربع أشهر للعمل على زيادة عدد وتحسين حركة الحيوانات المنوية لزيادة خصوبة الرجل، ومن أشهرها:
الأرجينين
في حال كان عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل لا يقل عن 10 مليون حيوان لكل مليجرام من السائل المنوي، يتم وصف نحو أربعة جرامات يومية من الأرجينين لزيادة العدد.
إنزيم Q10
ويتم وصفه يوميًا بمُعدّل 10 مليجرام لزيادة عدد الحيوانات المنوية ونشاطها.
الكارنتين
ويتم تناوله بمُعدّل ثلاث إلى أربع جرامات يوميًا لتحسين حركة الحيوانات المنوية.
فيتامين ب 12
ويتم وصفه لمن يُعاني نقصًا في نسبة الفيتامين في جسمه نتيجة لزيادة الوزن أو زيادة نسبة السكر والنشا والدهون المُشبّعة في نظامه الغذائي.
وفي حال لم تكن تُعاني من نقص الفيتامين ولكن كانت عدد حيواناتك المنوية أقل من 20 مليون وبمشاركة نشاط أقل من النصف، فسيتم وصف الفيتامين لك لزيادة عدد الحيوانات ونشاطها.
السيلينيوم
ويتم وصف 200 ميكروجرام يوميًا منه لتحسين أداء الحيوانات المنوية.
فيتامين ج وهـ
ويتم وصفهما بمُعدّل يتراوح بين 400-500 مليجرام مرتين يوميًا لتحسين مستوى خصوبة الرجال لاحتوائها على مضادات الأكسدة.
الزنك
ويتم وصفه بمُعدّل 30 مليجرام يوميًا لتحسين الخصوبة ونوعية الحيوانات المنوية المُنتَجة.
البروكسيد
وهو من المُكملات الغذائية القوية التي تؤتي بنتائج فعالة خلال شهرين من الاستخدام لاحتوائه على كُلٍ من الكارنتين والأسيتيلكارنتين لتحسين عدد وأداء الحيوانات المنوية.
زيت بذور الكتان
ويتم تناول ملعقة كبيرة منه يوميًا لتحسين الخصوبة بفضل ما يحتويه من أحماض دهنية صحية.
عشبة الجينسنج السيبيري
وهو من أقوى الأعشاب الطبيعية التي ترفع من خصوبة الرجل لدوره في زيادة مُعدلات هرمون التستوستيرون الذكري الذي يؤثر نقصانه على إنتاج الحيوانات المنوية بالعدد والنوعية المطلوبة للإخصاب كما يمكن استعمال عُشبي الاستراغالوس والسارساباريلا لتنشيط حركة الحيوانات المنوية
أسباب العقم عند النساء
تتعدد أسباب ضعف أو عدم الإباضة أحد أشهر أسباب العقم لدى النساء لتشمل:
- تكيس المبايض.
- خلل أو أورام وإصابات في الغدة النخامية يجعلها غير قادرة على تحفيز المبايض لإنتاج بويضات صالحة للتلقيح.
- إصابة المبيض بندوب نتيجة كثرة الجراحات المُجراة في المنطقة أو إصابته بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية كما هو الحال في الأمراض المُعدية مثلًا.
- انسداد قناة فالوب بشكل جزئي أو كلي بسبب التهابات الجهاز الهضمي المعوي أو وجود تشوهات أو عيوب خلقية بها أو الحمل داخل القناة وخارج الرحم وهو حمل محكوم عليه بعدم الاكتمال.
- وجود تشوهات أو أورام ليفية أو حميدة بالرحم، نمو زائد لبطانة الرحم أو بطانة الرحم المُهاجرة أو نقص في مخاط عنق الرحم المسئول عن التصاق البويضة لتلقيحها.
- أسباب تتعلق بنمط الحياة مثل زيادة أو نقصان الوزن الشديدين، التدخين وتعاطي الكحول والمخدرات، العمل في ظروف تعوق الحمل مثل الوظائف التي تتطلب التعامل مع الإشعاع أو الكيماويات السامة أو مادة الرصاص الناتجة عن احتراق وقود السيارات مثلًا.
- تناول مضادات الاكتئاب والمنشطات.
- انقطاع الحيض المُبكر.
وبعد تناول أسباب العقم عند السيدات، تُرى كيف يُمكن علاج العقم بالمكملات والأغذية الطبيعية لدى النساء؟
علاج العقم بالمكملات والأعشاب عند النساء
يعتمد نجاح علاج العقم بالمكملات لدى النساء أولًا على تعديل نمط الحياة الخاطئ من خلال الوصول للوزن المثالي والإقلاع عن تعاطي أي مواد تُمثل خطورة على خصوبة المرأة وهرموناتها الأنثوية، وتناول الخضروات الورقية والداكنة الخُضرة، والحصول على السُكريات الطبيعية من الفواكه والنشويات المطلوبة من الحبوب والبطاطس والبطاطا الحلوة، وهو ما يُساعد بدوره على ضبط هرمون الأنسولين لصالح هرمونات الحمل، واستبدال الدهون المُشبّعة بالمكسرات وزيوتها والبيض ولحوم الحيوانات العُشبية مع عدم تناول أعشاب علاجية العقم مع موانع حمل أو أدوية هرمونية أو خصوبة.
ويتم علاج العقم بالمكملات من خلال تناول أعشاب التوت الأحمر والكرات والبرسيم الأحمر الغنية بفيتامينات ومعادن تعمل على تنظيم الهرمونات وتنشيط عملية الإباضة واستقبال الرحم للبويضات الناضجة، فيتامينات د، ب، ج”2000 مليجرام يومي”، فوليك أسيد “5000 ميكروجرام يومي”، الزنك لتنشيط عملية الخصوبة وانقسام الخلايا. عُشبة فيتيكس: لتنشيط الغدة النخامية وهرمونات الخصوبة والإباضة. كريم البروجستيرون الخالي من الصويا: لتنشيط الخصوبة لصاحبات الدورة الشهرية القصيرة خلال شهرين.
وختامًا، السعي وراء طرق علاج العقم بالمكملات أمر مشروع ومحمود من أجل الحصول على سعادة وبهجة يوفرها كائن برئ صغير، ولكن هذا لا يمنع استشارة الطبيب قبل تناولها للتأكد من مُلائمتها لكما، وإن هذا المقال والمواد المنشورة فيه، هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها بديلاً عن استشارة طبية متخصصة.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق