تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » علاج الروماتيزم : كيف تعالج مرض الروماتيزم المؤلم ؟

علاج الروماتيزم : كيف تعالج مرض الروماتيزم المؤلم ؟

مشكلة الروماتيزم مشكلة شائعة جدًا، خصوصًا عند كبار السن، وكل من يعاني من هذا المرض يبحث عن علاج له في كل مكان، نستعرض علاج الروماتيزم في السطور المقبلة.

علاج الروماتيزم

يلهث الجميع وراء علاج الروماتيزم متى أصيبوا بهذا المرض العصي على العلاج في الكثير من الحالات، فهل سمعت عن الجهاز المناعي من قبل ووظيفته؟ بالطبع جميعنا نعرف جهاز المناعة ولو بشكلٍ عرضيٍ بسيط وأنه المسئول عن حمايتنا ووقاية أجسادنا من الأمراض والعوامل الخارجية، بل إن الحقيقة أن أجسادنا تشهد آلاف المعارك اليومية بين جهاز المناعة وميكروبات وأجسام خارجية مضرة يوميًا وتتغلب عليها ولا نشعر بها، أما المرض الذي يظهر علينا ونتعاطى له الدواء ما هو إلا نتيجة إرهاق جهاز المناعة تمامًا بعد مليارات المعارك ومهاجمته بشيءٍ أقوى منه لم يستطع جهاز المناعة التغلب عليه في صمت، لكن مجددًا نخبرك أن جهاز المناعة ليس من أصحاب الهزيمة والاستسلام، وأن أغلب أعراض المرض التي تظهر عليك كالحمى والالتهاب ما هي إلا دليلٌ ملموسٌ على مقاومة جهاز المناعة ومحاولاته المستميتة للقضاء على الدخيل، لكن هل فكرت قط أن أجهزة المناعة في أجسادنا قد تكون ضارة؟ أنها قد تؤذينا! لقد عرفت لتوك أن الحمى يسببها جهاز المناعة بالمواد التي يفرزها أثناء مقاومته المرض فبدأت تعيد حساباتك وتتساءل إن كان جهاز المناعة مفيدًا أم ضارًا، إن كانت الحمى أمرًا سيئًا أم جيدًا، فهل يمكن أن تكون الأمور ليست بالبساطة والوضوح اللذان تحسبهما؟ بعض الأمراض مثل الروماتيزم عندما بدأ الناس بالبحث عن علاج الروماتيزم كانوا بحاجةٍ لفهم المرض أولًا والتعرف عليه وإيجاد آليته وما الذي سببه حتى يحدث ويصبح مزمنًا ولماذا لم يدافع جهاز المناعة ضده لتكون النتيجة أن جهاز المناعة هو سببه!

علاج الروماتيزم : ملف كامل عن علاجات مرض الروماتيزم

ما هو الروماتيزم

معروفٌ في تاريخ علم الطب العديد من الحالات المرضية والأمراض التي بدلًا من أن يساهم جهاز المناعة في علاجها يكون هو السبب فيها، لماذا؟ لأسبابٍ عديدةٍ ومختلفة لكن المهم أن جهاز المناعة يحدث له عرضٌ أو ظرف يؤدي إلى فقدانه وظيفته الرئيسية في الحماية أو حدوث خللٍ فيها يؤدي إلى أن يترك الحماية ويبدأ في مهاجمة أجزاءٍ من الجسم باعتبارها أشياء غريبة وخارجية عن الجسم لم يميزها جهاز المناعة فحاول التخلص منها، من البحث الظاهري فالروماتيزم هو مرضٌ يصيب المفاصل بشكلٍ عام فتجده يظهر كثيرًا في مفاصل الركبة والأصابع مسببًا احمرارها وتورمها والتهابها وآلامها وفقدانها لمرونتها وبالطبع فقدانها لجودة وظيفتها بسبب كل ذلك، وفي بعض الناس يصبح المرض أصعب والمشكلة أكبر وينتشر الالتهاب والألم والروماتيزم من المفاصل إلى الجلد والعينين والرئتين والقلب والأوعية الدموية مسببًا آلامًا أكبر ومشاكل أكثر، لكن بالتحدث عن الروماتيزم الشائع عند الكثيرين فأول ما سيشعر به المريض هو ألمٌ في المفاصل يبدأ بعده تورمها واحمرارها وتفقد المفاصل قدرتها المرنة على التحرك خاصةً بعد الاستيقاظ من النوم أو البقاء على وضعٍ معينٍ بدون ممارسة نشاطٍ لفترةٍ طويلة قد يحتاج المريض لعدة محاولاتٍ قبل أن يتمكن من تحريك مفصله بمنتهى الألم، ومع الوقت يتطور الروماتيزم وينتقل من المفاصل الأصغر والأقرب لخارج الجسد وحتى المفاصل الأكبر والأقرب للجسد.

أسباب الروماتيزم ومضاعفاته

المفاصل ليست عبارة عن التقاء عظمتين تتلامس فيه العظمتان وتحتكان ببعضهما البعض مع كل حركة، فلو كان الأمر كذلك لبدأت عظامنا في التعرض لآثار نحتٍ مؤلمةٍ مع الوقت، وفي الواقع هذا له مرضٌ يسمى بخشونة المفاصل عندما يتقدم الشخص في السن وتكون عظام مفاصله على تواصلٍ تامٍ ببعضها، أما في الشخص السليم فتوجد غضاريف تحمي أطراف العظام عند المفصل وفي المسافة الفاصلة بين الطرفين للعظمتين يوجد سائلٌ مهمٌ جدًا يغذي المفصل ويساعد على مرونته وحركته ويحمي غضاريفه وعظامه من التآكل، هذا السائل هو هدف جهاز المناعة فحين يقابله لا يتعرف عليه ويبدأ في مهاجمته وتكسير مواده ومحاولة التخلص منه باعتباره جسمًا غريبًا، هجوم جهاز المناعة يتسبب في زيادة كثافة ذلك السائل وجعله أكثر لزوجة ووجود الالتهاب والمواد التي يفرزها جهاز المناعة يسبب تراكم السوائل من الدم في المفاصل فيحدث ذلك التورم ومع الوقت تصاب الأربطة والعضلات المحيطة بالمفصل بالضعف والعطب وتفقد وظيفتها ويفقد المفصل شكله ومرونته وقدرته على الحركة، وهناك مضاعفات إذا لم يتلقَ المريض علاج الروماتيزم المناسب في وقتٍ مبكر مثل أنه مع الوقت قد يواجه مشاكل كهشاشة العظام وبالطبع سينتقل الروماتيزم من مفاصله إلى مفاصل أخرى وأخرى حتى يصيب كل مفاصل الجسد ويدخل على عضلاته وأهمها القلب، جهاز المناعة يصبح في حالة استنزافٍ كبيرة بسبب مهاجمته المفاصل فيصبح الشخص عرضةً للمرض والعدوى في أي وقت.

علاج الروماتيزم

علاج الروماتيزم ليس من النوع الذي ستتناول له دواءً لفترةٍ محددة وينتهي الأمر ويمر كأنه لم يكن، فلم يوجد على وجه البسيطة حتى الآن دواءٌ يستطيع القيام بذلك إنما تحاول الأدوية المتوافرة التقليل من الأعراض التي يسببها الروماتيزم كما تحاول أن تحمي المريض من المضاعفات التي قد يتعرض لها، لم يتمكن الأطباء من وضع أيديهم بشكلٍ تامٍ على السبب الذي يدفع جهاز المناعة لمهاجمة سائل المفاصل لذلك لم يستطيعوا إيجاد علاجٍ يقنع المناعة بالإقلاع عن هجومها، لكن الأمر الجيد أنه كلما تم اكتشاف وعلاج الروماتيزم مبكرًا كلما زادت فرصة المريض في النجاة من آثاره وآلامه ومضاعفاته، تعتمد الأدوية في عملها على عدة طرقٍ منها أدوية مضادة للالتهاب ومسكنة للألم تساعد المريض على تحمل الألم وتقلل من تورم والتهاب مفاصله، الكورتيزون يسكن الألم ويقاوم الالتهاب ويؤخر المرض وانتشار الروماتيزم في المفاصل قدر الإمكان وعلى هذا تعتمد العديد من أدوية علاج الروماتيزم الأخرى في عملها، بعض الأدوية قد تستهدف جهاز المناعة وتحاول التقليل من كفاءته وقوته لتقلل من حدة هجومه على المفاصل لكن لذلك آثارًا خطيرةً أخرى، فأنت تهدم خط حماية الجسم وتجعله أكثر عرضةً للأمراض والميكروبات الانتهازية .

العلاج الطبيعي

قد يساعد العلاج الطبيعي أحيانًا في علاج الروماتيزم بجانب الأدوية، فيعطي للمريض بضعة تمارين لمفاصله المتصلبة في محاولةٍ لزيادة مرونتها وعلاج تصلبها، لكن الأهم أنه يجب أن يتم التأكد من أن تلك التمارين لا تسبب آلامًا مضاعفةً للمريض ولا تؤثر بالسلب على أعراض الروماتيزم التي يعاني منها، وقد يتم تدريب المريض على استخدام مفاصله المصابة في أداء الأنشطة البسيطة اليومية بطرقٍ أكثر سهولةً وأمانًا لمفاصله.

العلاج بالعملية الجراحية

أحيانًا قد يصل علاج الروماتيزم إلى طريقٍ مسدود ويصبح المريض وطبيبه بين خيارين إما ترك الوضع يتفاقم وإما التدخل جراحيًا من أجل العلاج، قد يكون الخيار الأول هو استبدال سائل المفاصل المصاب بالعدوى والذي استهدفه وهاجمه جهاز المناعة وإزالته تمامًا من المفصل، الخيار الثاني هو البحث عن الأربطة والأنسجة المتضررة المحيطة بالمفصل والتي أنهكها الالتهاب الروماتيزمي وجعلها تفقد وظيفتها ثم إعادة إصلاح تلك الأربطة في محاولةٍ لاستعادة وظائفها ثانيةً، عند تأخر الحالة تمامًا تحدث عملية استبدالٍ جزئيٍ أو كليٍ للمفصل حيث يقوم الطبيب بإزالة الأجزاء المصابة منه واستبدالها بقطعٍ بلاستيكيةٍ ومعدنية تقوم بعمله، أو لو حدث دمارٌ كبيرٌ للمفصل يتم إزالة المفصل بأكمله واستبداله بمفصلٍ صناعيٍ آخر، بالطبع تحمل الجراحة أضرارًا ومخاطر يناقشها الطبيب مع مريضه كما أن العديد من الأدوية تحمل آثارًا جانبيةً خاصةً مع الاستعمال طويل المدى، إلا أن الطبيب سيحاول الوصول مع لمريض لأفضل علاجٍ ممكنٍ له.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

ثمانية عشر − 5 =