علاج الاحتقان أمرٌ مهم للغاية من أجل تجنُّب تفاقمه وظهور مضاعفات أخرى قد تؤدي إلى الكثير من المتاعب الصحية. ويُعَد احتقان الحلق من أكثر الإصابات الشائعة في فصلي الخريف والشتاء لا سيما بين الأطفال في أماكن التجمعات مثل المدارس؛ وذلك يرجع إلى سهولة انتقاله بالعدوى من خلال رذاذ اللعاب أو الملامسة أو التقبيل. ويصيب احتقان الحلق التجويف الواقع خلف الأنف والفم، وبالتالي يؤثر أيضًا على الجزء العلوي من الجهاز التنفسي. ويُنصَح دائمًا بالإسراع في العلاج بمجرد الشعور بالأعراض. وفيما يلي نستعرض طرق علاج الاحتقان وأسباب الإصابة باحتقان الحلق وأشهر أعراضه.
دليلك إلى علاج الاحتقان بسهولة
علاج الاحتقان يبدأ بمعرفة أسبابه
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى احتقان الحلق. وفي النقاط التالي نورد أهم هذه الأسباب والتي ينبغي لنا تجنبها قدر الإمكان:
- التنفس عن طريق الفم: تنتشر العديد من الميكروبات والفيروسات في الهواء المحيط بنا، ولكن لحسن الحظ توجد في الأنف شعيرات دموية تعمل على ترشيح الهواء الذي يمر من خلال فتحتي الأنف ما يؤدي إلى تنقيته وتقليل نسبة الجراثيم في الهواء الداخل إلى الرئتين. وبناءً على ذلك فإن التنفس عن طريق الفم يجعل الإنسان أكثر أعرضة للإصابة باحتقان الحلق نظرًا لدخول الهواء إلى مجرى التنفس بدون تنقية ما يؤدي إلى تراكم الفيروسات والميكروبات على جدار الحلق ونموها وحدوث الإصابة.
- الإصابة بفيروس الإنفلونزا: احتقان الحلق أحد أعراض فيروس الإنفلونزا وبالتالي تعتبر الإصابة بهذا الفيروس سببًا مباشرًا في الاحتقان؛ خاصةً أن الإنفلونزا تستهدف أعضاء الجهاز التنفسي العلوي.
- تناول المثلجات: يفضل الكثيرون تناول المثلجات في الإجازات والرحلات الترفيهية ولكن هناك بعض الأشخاص يسهل إصابتهم باحتقان الحلق عند تناولهم للمثلجات حيث يكون تجويف الحلق ساخنًا ما يساعد على الالتهاب سريعًا، وظهور أعراض الاحتقان.
- التَّعَرُّض لتيار الهواء البارد: يؤدي التعرض لتيار الهواء البارد إلى إصابة الحلق بالاحتقان خاصة في حالة الخروج من مكان مغلق دافئ إلى طقس بارد بشكل مفاجئ، وتزداد احتمالية الإصابة عند فتح الفم ودخول الهواء بداخله.
أعراض احتقان الحلق
إذا حدثت الإصابة بالفعل نتيجةً لأحد الأسباب المذكورة أعلاه تظهر أعراض أولية لاحتقان الحلق هي:
- تضخم اللوزتين والإحساس بألم في الرقبة
- ارتفاع درجة حرارة الجسم مع وجود رعشة خفيفة.
- صعوبة البلع.
- سيلان اللعاب وإفراز بلغم سميك يصعب التخلص منه يصاحبه حرقان في الحلق.
- عدم القدرة على الحديث لمدة طويلة.
الوقاية من احتقان الحلق
هناك بعض التدابير والإجراءات الوقائية التي تقلل من احتمال حدوث احتقان الحلق وفي الوقت ذاته تُعَد خطوة استباقية من أجل علاج الاحتقان في مراحله الأولى، لذلك يُنصَح باتباع هذه التدابير لا سيما في فصلي الخريف والشتاء ومع الأطفال أيضًا لأنهم الفئة الأكثر عرضة بسبب ضعف مناعتهم واختلاطهم في المدارس والتجمعات والتي تمثل وسطًا مثاليًا لانتقال العدوى.
- غسل اليدين جيدًا باستخدام الصابون المطهر وذلك قبل تناول الأطعمة والمشروبات.
- تجنُّب ملامسة أطراف الأصابع للأنف والفم نظرًا لالتصاق الفيروسات بالأصابع ما يسهل عبورها من خلال منافذ الأنف والفم.
- عدم المبالغة في التقبيل والعناق للحد من انتقال الفيروسات التي تنتقل عن طريق اللعاب والملامسة.
- التهوية الجيدة للأماكن المغلقة ومحاولة تعريضها لأشعة الشمس يوميًا من خلال فتح النوافذ والشرفات، فضلاً عن تهوية الوسائد والمراتب وأغطية الفراش وتعريضها لأشعة الشمس المعقمة التي تقضي على الميكروبات.
طرق علاج الاحتقان
هناك العديد من الأساليب في علاج الاحتقان والتي من شأنها التخفيف من حدة أعراضه والقضاء على الفيروسات والميكروبات المسببة له، وفيما يلي نتناول أهم الطرق المتبعة:
- شرب السوائل: إحدى وسائل علاج الاحتقان هي تناول السوائل بكثرة؛ حيث تعمل على خفض درجة حرارة الجسم وترطيب الحلق والتخفيف من الألم الناتج عن الاحتقان. وبالإضافة إلى ذلك، تساعد السوائل على إذابة البلغم ما يؤدي إلى سهولة التخلص منه.
- استنشاق البخار المشبع بالزيوت الطيارة: هناك وسيلة فعالة طبيعية في علاج الاحتقان وهي استنشاق البخار المعبق بالزيوت المتطايرة. ويتم ذلك من خلال وضع ثلاث قطرات من زيت النعناع أو الكافور في ماء ساخن ثم استنشاق البخار الصاعد عن طريق الفم مع تغطية الرأس بمنشفة قطنية لضمان استنشاق أكبر قدر من البخار.
الغرغرة بمحلول ملحي: يمكن إعداد محلول ملحي دافئ مع إضافة القليل من عصير الليمون المركز واستخدامه في الغرغرة حيث يساعد على تطهير وتعقيم الحلق والتقليل من الشعور بالألم والحرقان. وتُعَد هذه الغرغرة طريقة طبيعية وناجحة في علاج الاحتقان والتعافي السريع. - المسكنات الخفيفة: هناك بعض المسكنات الخفيفة التي يمكن استخدامها دون وصفة الطبيب والتي تساهم بشكل فعال في التخفيف من حدة الألم الناتج عن الاحتقان. ومن هذه المسكنات: البارسيتامول والإيبوبروفين.
- الالتزام بالراحة: غالبًا ما يوصي الأطباء المصابين بالاحتقان بملازمة الفراش وقضاء أوقات طويلة في راحة؛ لأن بذل المجهود والتحدث يمكن أن يضاعف الاحتقان ويؤدي إلى مشاكل أكبر. ويُنصَح كذلك بالخلود إلى الفراش مبكرًا وعدم السهر.
- تناول الحساء: عادةً ما يُفضَّل تناول الحساء الدافئ بحيث يساعد على تطهير الحلق واستعادة صحته سريعًا. ومن الأفضل إضافة عصير ليمون، مقدار نصف ليمونة، لزيادة الفائدة والحصول على أفضل النتائج.
- مشروبات الأعشاب الساخنة: هناك قائمة طويلة من مشروبات الأعشاب التي تفيد في علاج الاحتقان مثل:
منقوع الزنجبيل الذي يفيد في علاج نزلات البرد وجميع مضاعفتها بما في ذلك احتقان الحلق. ويتميز الزنجبيل بمفعوله المطهر واسع المدى وقدرته على قتل الميكروبات. ويمكن إضافة ملعقة صغيرة من عسل النحل للحصول على نتائج أفضل وأسرع. - منقوع الشمر والينسون: يمكن إعداد خلطة من الشمر والينسون مع إضافة عصير الليمون المركز وملعقة صغيرة من عسل النحل وبذلك تكون قد حصلت على خلطة سرية لمكافحة احتقان الحلق. ويُنصَح بتناول هذه الخلطة مرتين أو ثلاث مرات للشفاء العاجل.
- عصائر الفواكه الحمضية: يفيد تناول عصير الفواكه الحمضية في إزالة احتقان الحلق وهي وسيلة ناجعة ومجربة. ويمكن تناول عصير الليمون أو البرتقال أو الجريب فروت مع إضافة القليل من السكر أو عسل النحل ولكن يُفَضَّل تناوله في درجة حرارة معتدلة بحيث لا يكون مثلجًا حتى لا يضر الحلق الملتهب. وتتميز الحمضيات بوجود مواد مطهرة ومضادة للجراثيم بشكل طبيعي بحيث تعمل على تطهير الحلق وإزالة احتقانه.
- الشاي بالليمون: الشاي بالليمون مشروب لذيذ ومفيد في علاج الاحتقان ولكن يُنصَح بعدم تناوله وهو ساخن حتى لا يُسَبب أي حروق أو تقرحات في الفم ويزيد من سوء حالة الحلق، بل ينبغي الانتظار حتى يصير في درجة حرارة مناسبة ثم تناوله. ويمكن تناول كوب في الصباح وكوب آخر في المساء.
كانت هذه بعض الاقتراحات حول علاج الاحتقان وهي تعتمد على بعض الوصفات الطبيعية، ولكن إذا استمرت الشكوى والشعور بالألم في الحلق لمدة أكثر من 4 أيام ينبغي زيارة الطبيب لإجراء فحص دقيق وتشخيص الحالة ومعرفة الأسباب وتناول العلاج الذي يصفه الطبيب بشكل أساسي؛ وذلك لن تدخل الطبيب في وقت مبكر قد يمنع الكثير من المشكلات الصحية المحتملة.
أضف تعليق