الحضارة الرومانية أثرت على العالم كله بتاريخها وعلمها الطويل، وكان لهم نصيب كبير في تطور العلم والطب، وهنا أتحدث عن علاجات رومانية غريبة اتبعوها في علاجهم لأهم الأمراض المنتشرة فيما بينهم ولكنها طرق غريبة وغير فعالة أبداً وحتى إنك حين تسمع تعتقد أن المفكرين في هذا العلاج هم جهلة وأغبياء ولا تعلم كيف أتت لهم مثل تلك الأفكار. وهذا لا يقلل من شأنهم بل من الطبيعي وجود غرائب في كل حضارة تجعلك تشك في ذكاء هذه الحضارة. تحذير: لا تحاول تجريب هذه العلاجات الرومانية بالبيت لأني كما قلت عنها أنها غريبة وغير فعالة حتى لا تؤذي نفسك.
علاجات رومانية شديدة الغرابة
حب الشباب
من الواضح أن المراهقين الرومانيين عانوا كثيراً من حب الشباب مما دفع الأطباء لمحاولة إيجاد علاجات رومانية فعالة لذلك الموضوع المزعج. من ضمن تلك العلاجات استخدام لحم التماسيح مع زيت يجلب خصيصاً من قبرص ويجب أن تستخدمه أثناء أخذ حمام دافئ وإضافة الزيت إلى حوض الاستحمام، وأكل نوع من الجبن المر، وحقاً لا أعرف فائدة الجبن. ثاني علاج مقترح هو فرك الوجه بورق الكراث لتقع الحبوب، ثالث طريقة هي خليط من العسل والقرفة وعصير من شجرة المر. أما عن أغرب طريقة قد تسمعها هي من اقتراح طبيب محكمة ثيودوسيوس، والذي أصبح في القرن الرابع إمبراطوراً على روما، وعلاجه هو فرك الوجه بقطعة قماش أثناء مشاهدة سقوط نيزك من السماء وهذا من المفترض جعل الحبوب تسقط معه، أنا حقاً ليس لدي تعليق مثالي لذلك الاقتراح العبقري.
الثآليل أو البثور
من أغرب العلاجات الرومانية ما كانوا يقترحونه لعلاج البثور أياً كان مكانها ونوعها، الطريقة الأولى يتم حرق روث البقر أو روث الفئران أو شحم البجعة وبعدها يوضع الفائض بعد الحرق على البثرة وتفرك بطريقة دائرة. طبيب يدعى بليني اقترح أيضاً أن يجلب المريض بازلاء طازجة ويضعها على البثرة ومن ثم يلفها في قماش بعناية ويرميه خلف ظهره. وهناك اقتراح أخر وهو فرك البثور برمل البحر الأبيض أو استخدام الذهب وفركه على البثور لو كنت غنياً، أما العلاج الأغرب في حالة كنت فقيراً هو أن تنتظر حتى اليوم العشرين من الشهر وتنام على ظهرك ووجهك للقمر وتمد يدك وأي شيء تجده بجانبك تفرك به البثور. أنا لا أعلم كيف جاءتهم كل تلك الأفكار الغريبة ولكنها بالتأكيد مقرفة وغير فعالة أبداً.
علاجات رومانية للصداع
ما ستقرأه في هذا الموضوع سيجعلك تشك بسلامة عقل الأطباء الرومانيين، فكل العلاجات تضمن نوع من الحيوانات وتوجد علاجات مختلفة أذكر منها: يتم رش خمراً كانت حرباء منقوعة بداخله على الرأس الذي يعاني من الصداع، يضع المصاب جذع فيل على رأسه ويفضل لو أن الفيل عطس حتى يشفا المرء سريعاً، شرب المياه بعد شرب حمار أو ثور منها، والأغرب بين العلاجات الرومانية السابقة هو مرهم يصنع من حرق قماش بعد غمسه في دماء حيض جديدة وإضافة زيت مستخلص من الورود وفركه على الرأس في حالة الصداع القوي والمستمر بشكل خاص. قد يبدو كلاماً غريباً ولكنهم حقاً فعلوا مثل تلك الأمور حتى يتخلصوا من الصداع.
الإمساك
لو عانى رومانياً عند دخول الحمام فهناك عدة علاجات رومانية يستطيع أن يختار فيما بينها: أولاً أكل فاكهة السفرجل (تشبه كثيراً التفاح أو الكمثرى ولكنها مختلف في الطعم والقيمة) ويجب أن تكون منقوعة أولاً في العسل، ثانياً وضع مرارة ذئب على سرة الشخص الذي يعاني من الإمساك وتكون مخلوطة ببعض أنواع اللبن والعسل والملح ومن المفترض أن تريح الأمعاء وتسهل عملية الإخراج، ثالثاً لمن لا يحب أن يتم وضع مرارة ذئب على بطنه وسرته يتم سحق مرارة ثور على قطعة خشبية دافئة وتشكيلها على صورة “لبوس” في الشرج، رابعاً البنجر كان من أهم الأكلات التي تريح الأمعاء، وكل أنواع الفاكهة كانت لا تضطر إن أكلتها، الغريب بالأمر أن نفس تلك العلاجات كانت أيضاً للإسهال وهو من المفترض أن يكون عكس علاجات الإمساك تماماً. أخيراً أشخاص مهمين مثل كاتو وإلدر كانوا يصفون الملفوف (الكرنب) على كأنه نوع من العلاج المتاح.
الغثيان
أياً كان سبب الغثيان سواء كان بسبب طبيعي أو مرضي أو حتى ناتج عن تلك العلاجات الرومانية السابقة المقرفة فيمكن أن يختار بين طرق علاج كثيرة (منها ما يستخدم بالفعل حتى الآن لأنه يعطي إحساس بالراحة حقاً ولكن بطرق أكثر فعالية وأماناً)، أولاً ثلاثة أصابع من الكمون يعمل عمل المعجزة، ثانياً شرب النعناع والأفضل غليه أولاً مع الخل، ثالثاً ماء الورد يعتبر علاج فعال وكانوا يعتقدون أن بعده سينام الفرد لوقت طويل لأنه كان علاج للأرق أيضاً. من أغرب العلاجات هي اقتراح العلاج بشرب الكثير من الخمور والتي بالطبع سيحتاجون لعلاج أخر ثاني يوم من فرط الثمالة، أما المرأة الحامل فلها أن تأكل أو تشرب عصير الرمان، والعلاج الأخير هو اللبن الآدمي الذي كان له مجال واسع في العلاج بالنسبة للرومانيين خاصة لو كانت المرضعة قد أرضعت طفلها منذ وقت قريب ويكون فعال أكثر لو كان الوليد ولداً.
علاجات رومانية للبطن المنتفخة
البطن المنتفخة وشعور بالغازات التي تملأ البطن وإطلاق الكثير من الغازات المقرفة كانت من أشهر الأعراض الجانبية للعلاجات الرومانية مما كان يزعج خاصة كبار المسؤولين المهمين، وكان علاج مثل تلك الأحاسيس هي بشرب مرق الدجاج خاصة لو كان الديك المطبوخ قديم سناً وعلى المرق أن يكون مملح جداً، أو استخدام روث الدجاجة البيضاء مع خلطة بخلطات معينة. الريحان كذلك كان على قائمة العلاجات الرومانية لانتفاخ ولكنه لم يكن محبباً لنظرية رومانية ما تعتقد أن كثرة استخدامه سيجعل الفرد مجنوناً أو ستدخله في غيبوبة، ومن اقتراحات بليني أيضاً لعلاج الانتفاخ باستخدام الكمون ونبات الهليون ولكنه غير محبب لأسباب غير محددة، وكملاذ أخير إن لم تنفع كل العلاجات السابقة كان لحم القندس مع الخل وزيت الورود هو العلاج المضمون ولكنه يجب أن يكون في صورة سائلة ولا يأكل لأن أكله يكون لعلاج الصرع وليس الانتفاخ. وكأن الطريقة أيضاً تحدد فعالية هذا الدواء المجنون.
الصرع
رغم أن مرض الصرع مازال حتى اليوم يشكل تحدياً للعلم الحديث إلا أن الرومانيين كانوا يعتقدون أن لديهم علاج فعال له، من بين تلك العلاجات الرومانية ما يأتي: يمكن للمريض ن يشرب ماء تم جلبه من النبع في أثناء الليل بالتحديد ووضعه في جمجمة ميت، وهذه هي الخطوة الأولى فقط، أما بعد ذلك فيجب عليه أكل لحم وحش من وحوش البرية كان قد قُتل بسيف حديدي ويجب على هذا السيف أن يكون قتل إنسان قبل الوحش. لو العلاج الماضي لم يأتي بنتيجة يمكن أن يضع أحد أفراد العائلة مسماراً حديدياً في المكان الذي عانى فيه المريض من نوبة صرع وتشنجات حتى يعفيه من المرة المقبلة. ولعلاج طويل الأمد كان أكل مخ جمل مجفف منقوع في الخل يعتبر علاجاً فعالاً.
وهذه القائمة هي مجرد أمثلة لعلاجات رومانية كثيرة غريبة ومقرفة وغير فعالة بالمرة وكأنها نتاج أفكار سيدات عجائز جالسين أمام بيوتهن، ولكنهم بالفعل كانوا يصدقون في أنها مفيدة، وتصديق المرء في قدرة العلاج أحياناً تكون أهم من العلاج نفسه.
أضف تعليق