جميع النساء تحلم أن تكون في جمال سندريلا وأيضا حظها ولكن بتأكيد في نهاية القصة، وليس في بدايتها عندما كانت تعاني من الضعف الشديد واضطهاد زوجة أبيها لها وتحولها من فتاة ثرية إلى خادمة تهان من الجميع بعد وفاة أبيها الذي كان يرعها، وعلى الرغم من الحياة القاسية التي مرت بها إلا أنها في النهاية استطاعت أن تقاوم الظلم وتتزوج من الأمير الشاب وتعيش بسعادة بعد الشقاء وسوف نسلط الضوء اليوم على عقدة سندريلا ماهية تلك العقدة وكيف تعالج، حيث تعاني منها نسبة كبيرة من النساء، وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط.
استكشف هذه المقالة
ما هي عقدة سندريلا ؟
عقدة سندريلا يصنف على أنه مرض نفسي، عادة ما تعاني منه الفتاة منذ طفولتها، فتجدها تشعر بالخوف ودائما ما تكون ضعيفة لا تستطيع أن تقوم بأي شيء في الحياة دون راعي لها، لا تستطيع التصرف بمفردها في أبسط الأشياء، لا يمكنها مواجهة من يتمرد عليها، فتكون فريسة سهلة للمجتمع، سواء في المنزل أو المدرسة أو العمل وبعد ذلك في منزل الزوجية، تكون المرأة مجرد شخص مسالم لأبعد الحدود لا ترفض شيء وتخشي أن تعبر عن رأيها أو أن تتخذ قرار بمفردها، وتخشي أن تستقل بحياتها لذلك نسمع دائما عن زوجات تواجهه، حياة قاسية من ضرب وخيانة ولكنها على الرغم من ذلك تفضل تلك الحياة على أن تستقل بحياتها، وذلك مقابل أن زوجها يرعها، حتى ولو كانت تلك الرعاية، مليئة بالصعاب والإهانة لمجرد أنها لا تستطيع أن تتخيل أنها لديها القدرة على تحمل المسئولية والمواجهة.
أعراض مرض عقدة سندريلا
- عند تواجه المرأة التي تعاني من ذلك المرض النفسي تصاب بالفزع وتكون في حالة من التوتر الدائم، ولا تستطيع اتخاذ أي قرار وتكون المشكلة ملحوظة بشكل كبير عندما توضع المرأة في منصب قيادي في العمل فتكون النتيجة أنها تصبح ضعيفة الشخصية أمام الجميع، وبتأكيد سوف يستغل من حولها ذلك الأمر.
- أهم أعراض عقدة سندريلا هي عدم الثقة بالنفس، قد تجد فتاة رائعة الجمال ولكنها لا تثق بذلك، ولا تستطيع المريضة حل أبسط المشاكل التي تواجها في الحياة ولا تعترف بوجودها.
- تقبل الإهانة من الجميع دون أن تتخذ أي موقف، وتعيش دائما حياة الضحية، والأكثر من ذلك أنها ترضي بتلك الحياة دون رغبة في تغيرها.
- أكثر الأعراض خطورة لهذا المرض هو أن الفتاة قد تقبل على الزواج في وقت مبكر جدا دون أن تتعرف جيدا على الشخص التي قررت الزواج به، لأن كل ما يشغل تفكيرها هو أنها ترغب في الحصول على راعي وتكون النتيجة في الكثير من الأحيان أنها تقع فريسة زوج قاسي، يقهرها ويقسو عليها وللأسف الشديد، تستمر في تلك الحياة لخوفها من شبح الانفصال، لأنها تحتاج إلى من ينفق عليها ويواجه الحياة بدل منها.
علاج مرض عقدة سندريلا
عند البحث عن علاج مرض معين، يجب أن نبحث في البداية عن الأسباب التي أدت إلى الإصابة به، وذلك حتى نتجنب وقوع المشكلة من بدايتها وإليكم أهم الأسباب المؤدية لعقدة سندريلا وكيفية علاجها:
التدليل يسبب الكثير من المشاكل النفسية للأبناء على عكس المتوقع، عادة ما يقع أولياء الأمور في تلك المشكلة الكبيرة والتي لا يدركون أبعادها المستقبلية، بتأكيد نحب جميعا أن يحصل أبنائنا على كل ما يرغبون به، ولكن إذا اعتاد الطفل على تلبية طلبته دائما دون أن يعتمد على ذاته سوف يصبح ضعيف الشخصية ويحتاج دائما إلى راعي، وينطبق الأمر
على الأطفال من الجنسين سواء صبي أو فتاة، وحل تلك المشكلة يتمثل في تربية الأطفال منذ الصغر، على الثقة في النفس وتحمل المسئولية حتى نتجنب العديد من المشاكل المستقبلية ومنها عقدة سندريلا .
في مجتمعنا العربي بوجه خاص نربي الفتيات منذ الصغر على فكرة الخوف من المجتمع الخارجي، فتمنع الفتاة منذ نعومة أظافرها من الاختلاط بالآخرين، ودائما ما نرسخ لديها فكرة أن العالم سئ وأنها قد تتعرض للعديد من الجرائم البشعة إذا خرجت أو تحدثت مع أي شخص لا تعرفه، بل و الأكثر من ذلك نزرع بداخل الفتاة خوف من الجنس الأخر فتجدها تتخبط وتتلعثم لمجرد مشاهدة راجل يعبر من الشارع التي تمر به على سبيل الصدفة، بتأكيد المجتمع به العديد من السلبيات والتي يجب أن نحذر أبنائنا منها، ولكن يجب ألا يصل الأمر إلى حد الرعب والفزع، حتى لا يتحول الأمر إلى عقدة نفسية يصعب حلها، يجب أن تربي الفتاة على كيفية المواجهة، وليس الهروب، إذا كان لدي أولياء الأمور رعب من المجتمع لا يجب أن ينقلوا إلى أبنائهم تلك الحالة.
لعب الرياضة منذ الصغر حل سحري للكثير من المشاكل النفسية التي تواجها الفتاة، سوف تمدها بالثقة بالنفس وقوة الشخصية والمواجهة بجانب أنها تمدها بالقوة والشجاعة على مواجهة الكثير من المواقف الصعبة، وسوف تستطيع الخروج والتعرف على العديد من الأصدقاء وذلك حل يتناسب بشكل جيد مع أولياء الأمور الذين يخشون على الفتيات من الخروج، والاختلاط بالآخرين.
منذ الصغر تربي الفتاة على فكرة أنها لا تستطيع أن تعيش حياتها إلا بعد الزواج، تمنع من الخروج من المنزل ودائما ما يكون عليها رقابة صارمة، وتحرم من ممارسة النشاطات المختلفة، وتكون النتيجة أنها تظل تحلم بالزواج من أي شخص فقط حتى يجعلها تمارس حياتها التي حرمت منها، لتواجه بعد ذلك واقع مختلف تماما عن ما كنت تحلم به، وتكون النتيجة أنها تشعر بالضعف والانكسار، لذا يجب أن تمارس الفتاة حياتها بشكل طبيعي منذ الصغر، فلنمنح أبنائنا الثقة بالنفس، ونشعرهم أننا أيضا نثق بهم، فلنتابعهم من أجل الاطمئنان عليهم وتوجيهم، وليس من أجل مراقبتهم، وعدم الثقة بهم.
تلعب الدراما دور كبير في حياتنا، لأنها تعكس الواقع الذي نعيشه وتقدم قصص وروايات تمزج بين الواقع والخيال، ولكن هناك عيب خطير في تلك الأعمال الدرامية فهي دائما تسلط الضوء على كون الفتاة كائن ضعيف يحتاج دائما إلى من يرعاها وبمشاهدة الفتيات لمثل تلك الأعمال تترسخ لديهم، تلك الفكرة للتحول مع الوقت من شاشات التلفاز إلى واقع تعيشه، لذلك يجب أن تقدم الدراما نماذج مختلفة عن المرأة، حتى نربي أجيال من النساء لديها القدرة على القيادة والاعتماد على النفس بعيدا عن عقدة سندريلا .
تحدثنا عن معظم الأسباب التي تدفع الفتيات إلى عيش شخصية سندريلا الضعيفة، وطريقة علاجها بشكل بديهي من الأساس ولكن إذا تطور الأمر ليصبح مشكلة كبيرة، يجب أن نلجأ إلى جانب الطب النفسي، لمحولة للوقوف على أسباب المشكلة وتقديم العديد من الحلول للخروج من عباءة سندريلا الضحية، والتحول إلى سندريلا جميلة وقوية كنهاية قصتها، وفي النهاية عزيزتي بداخل كل منا، ضعف وانكسار ولكن هناك من يقرر الاستسلام، وهناك من يقرر أن يقاوم وينتصر فكني من الجزء المنتصر دومتم بخير.
أضف تعليق