تسعة
الرئيسية » الحيوانات » عضة الحيوانات : كيف تنجو إذا ما تعرضت لعضة من حيوان ؟

عضة الحيوانات : كيف تنجو إذا ما تعرضت لعضة من حيوان ؟

تعتبر عضة الحيوانات من أسوأ ما قد يتعرض له الإنسان، لذلك نقدم في ما يلي بعض الإرشادات للتعامل مع عضة الحيوانات خصوصًا الحيوانات الخطيرة والتي قد تضر.

عضة الحيوانات

تعتبر عضة الحيوانات من أخطر ما يتعرض له الإنسان، كما أنها من أكثر الأخطار التي تهدد حياته على الإطلاق إذا لم يتم التعامل معها بشكل جاد وعاجل وبصورة مناسبة؛ فهناك العديد من الحيوانات التي يتعرض لها الإنسان في المنزل والعمل والطريق والتي قد تهاجم الإنسان لسبب أو لآخر، ومن هذه الحيوانات على سبيل المثال: الكلاب والقطط والفئران والسناجب والقرود والثعابين والعقارب والقوارض… وغيرها من الحيوانات والتي قد تتعرض بالهجوم على الحيوانات الأليفة في المنزل أيضاً، وتوجد الكثير من الدول التي تطلب جمع بيانات ومعلومات حول الحيوان المهاجم خوفا من انتشار داء الكلب لخطورته الشديدة، وتشكل عضة الحيوانات بصفة عامة خطرا على صحة الإنسان لما ينتج عنها من مشاكل صحية خطيرة خاصة لدى الأطفال الذي قد يواجهون الموت بسببها، وتعتبر عضة الكلب هي الأشد خطرا ويليها القطط ثم الزواحف، وفي هذا المقال نتناول بإيجاز أهم الطرق التي عليك اتباعها لتنجو إذا تعرضت لعضة خطيرة من أحد الحيوانات.

كيفية التعامل مع عضة الحيوانات ؟

حماية المصاب من الهجوم

تشير الإحصاءات إلى أن 4.5 مليون كلب يعضون سنويا في أمريكا وأن حوالي 10% من المصابين يحتاجون للرعاية الطبية العاجلة، وهذا الرقم يعد رقما كبيرا نسبيا ويحتاج إلى الوقوف عنده، وإذا تعرض أحد أقاربك للهجوم من أحد الحيوانات وكان عليك إسعافه فإن أول شيء يجب أن تقوم به هو أن تتأكد أنكما بمأمن من معاودة الهجوم عليه أو عليك مرة أخرى، والتأكد من ابتعاد الحيوان المهاجم عن المكان تماما، وقد ثبت أن حوالي 50% من المصابين بسبب عضة الحيوانات أو الكلاب خاصة كانت بسبب كلاب مملوكة لعائلة المصاب أو جيرانه.

تنظيف الجرح

بعد التأكد تماما من ابتعاد الحيوان المهاجم توجه مباشرة إلى الشخص المصاب وقم بتنظيف الجرح بأسرع ما يمكن بالمياه الجارية النظيفة خلال بضع دقائق، وعليك أن تزيل تماما أية مخلفات تركها الحيوان المهاجم من أسنان أو شعر أو تراب أو لعاب وغير ذلك، ثم تغسل الجرح بلطف جيدا بالصابون والماء الدافئ بعد تعريته وإبعاد الملابس عنه، وإذا أمكن فعليك استخدام الصابون المضاد للبكتريا لتطهير الجرح جيدا من آثار العضة، ولا تنسَ أن تغسل يديك بالماء والصابون جيدا والأفضل أن تلبس قفازين أثناء التعامل مع الجرح إذا كانت عضة الحيوانات هذه لشخص آخر، ويمكنك استخدام الملقط بعد تطهيره بالكحول لإزالة آثار اللدغة التي لا تستطيع إخراجها من الجرح.

التعامل مع النزيف

إذا كان الجرح طفيفا عليك بالضغط عليه أو على جانبيه برفق حتى تسيل منه بعض الدماء والتي تطرد بدوها البكتريا أو آثار العضة من شعر ولعاب وتراب وغير ذلك إلى خارج الجسم قبل أن يتعمق في الأنسجة، واستمر في الضغط على الجرح لمدة دقيقتين، أما إذا كان الجرح ينزف بالفعل وكان النزيف بطيئا فانتظر قليلا دون الضغط عليه لينظف نفسه بنفسه، وأما إذا كان الدم مندفعا بشدة فهذا دليل على تلف بعض الأوردة الدموية وهذا يتطلب ربط الجرح جيدا بالقماش المعقم بعد غسله وتنظيفه لوقف النزيف ثم نقله لأقرب مستشفى للتعامل مع الجرح، وعليك باستمرار الضغط على الجرح بعد ربطه حتى يتجلط الدم ويتوقف النزيف، وإذا كانت عضة الحيوانات غائرة ولم تتمكن من السيطرة على النزيف فعليك بشد رباط أعلى الجرح بقليل لمنع الدم من التدفق إليه حتى يتم إسعافه في المركز الطبي المتخصص سريعا.

تضميد الجرح

بعد السيطرة على النزيف حاول تجفيف الجرح جيدا وتغطيته بقطعة من القماش المعقم بعد دهان الجرح بمضاد للجراثيم لمنع انتشار العدوى وكذلك منع التصاق الضمادة على الجرح والتي قد تتسبب في نزيف آخر عند تغييرها، ويجب أن تراعي تطهير الجرح ببعض المطهرات مثل محلول اليود وبروكسيد الهيدروجين، وإذا كانت عضة الحيوانات قد تسببت في جرح غائر فعليك مراجعة الطبيب لإعطاء بعض الغرز له، كما يفضل تغيير الضمادة يوميا ليبقى الجرح نظيفا ويعجل بالتئامه وشفائه.

حفظ الجزء المقطوع

في بعض الحالات النادرة يفقد بعض الناس أجزاءً من أجسامهم وخاصة أصابع اليدين والرجلين أو الأذنين، وهنا يتوجب عليك عند إسعافه أن تحفظ الجزء المقطوع بعد غسله وتنظيفه وتطهيره مع الجرح جيدا، ثم تقوم بلفه بضمادة نظيفة معقمة من القماش ووضعه في كيس من البلاستيك وتضعه في الثلج؛ ليتم نقلها إلى المستشفى قبل أن تتحلل أنسجته؛ وبالتالي يتمكن الطبيب المختص من إعادته إلى مكانه جراحيا إذا لم تتلف أنسجته.

تسكين الألم وتهدئة المصاب

من المؤكد أن عضة الحيوانات تسبب ألما للمصاب؛ وذلك مرجعه إلى تلف الأنسجة والتهاب الجرح؛ ولذلك يستحسن إعطاء المصاب بعض المسكنات المضادة للالتهابات والتي لها تأثير مسكن للألم على المدى القصير، كما يجب الحذر من إعطاء الأطفال والمراهقين الأسبرين، ويجب ملاحظة الجرح فإذا استمر في النزيف يجب إعطاء المصاب -على سبيل المثال- الأسيتامينوفين لتخفيف الألم والمساعدة على وقف النزيف، وإذا كانت عضة الحيوانات ناتجة عن هجوم شرس أو من حيوان أليف في المنزل، فاحرص على تهدئة المصاب وطمأنته أنه بأمان مع تدفئته وتغطيته جيدا لمنع الصدمة والتوتر، وكن مستعدا للآثار الجانبية التي تترتب على تلك الصدمة مثل الغثيان والقيء نتيجة لزيادة إفراز الهرمونات.

الحاجة لرعاية طبية سريعة

معظم عضات الحيوانات لا تشكل خطرا كبيرا خصوصا إذا لم تثقب الجلد، فإذا تسببت في بعض الالتهابات فقط فلا داعي لزيارة الطبيب، أما إذا نتج عنها نزيف أو كان الجرح غائرا فلابد من استشارة الطبيب مباشرة للحصول على العناية الطبية اللازمة، والغريب في الأمر أن عضة القطط تسبب جرحا غائرا غالبا أكثر من عضة الحيوانات الأخرى مثل الكلاب، والطبيب يستخدم الأشعة للكشف على العظام وسلامتها والتحقق من سلامة الجهاز العصبي؛ حتى لا يشكل خطورة على صحة المصاب.

علامات الخطورة

بعد غسل الجرح جيدا يجب فحصه للتأكد من مدى خطورته وحاجته لاستشارة الطبيب من عدمه، ومن أهم علامات خطورة الجرح التي تستدعي استشارة الطبيب:

  • وجود أعضاء أو أجزاء من الجسم مقطوعة.
  • الجروح الغائرة.
  • التورم السريع.
  • ارتفاع حرارة جسم المصاب وإصابته بالقشعريرة.

لقاح داء الكلب

تسبب عضة الحيوانات -وخاصة الكلاب أو الحيوانات البرية التي تحمل العدوى- خطرا على صحة الإنسان خوفا من الإصابة بداء الكلب، وداء الكلب هو الفيروس الأكثر شيوعا من لدغات الخفافيش والثعالب أكثر من الكلاب والقطط المنزلية؛ لأن معظمها يتم تلقيحه ضد داء الكلب، ويجب حصول المصاب على المصل المضاد لداء الكلب خلال 48 ساعة من الإصابة، ومن العلامات على الإصابة بداء الكلب الحمى والصداع والهزال وقد يتطور الأمر إلى الهلوسة والشلل وتعقبه الوفاة خلال أيام.

التطعيم ضد التيتانوس

التيتانوس هو عدوى بكتيرية خطيرة ناتجة عن تلوث الجروح خصوصا إذا كانت غائرة ولم يتم تطهيرها جيدا، وعند إصابة إنسان بسبب عضة الحيوانات يجب تنظيف الجرح جيدا، وإذا لم تتمكن من ذلك عليك مراجعة الطبيب بسرعة للحصول على التطعيم المناسب، ومن أعراض الإصابة بالتيتانوس الحمى والتعرق وتصلب الرقبة وتشنجات الفكين مع صعوبة في البلع.

وفي النهاية تبقى الحكمة التي تناقلتها الأجيال على مر التاريخ (الوقاية خير من العلاج)؛ فلذلك يجب علينا وقاية أطفالنا وأنفسنا الكثير من مخاطر عضة الحيوانات إذا أبقينا أطفالنا بعيدا عنها، وكذلك تعليم الأطفال الأسلوب اللطيف في التعامل مع الحيوانات الأليفة والابتعاد عن الحيوانات البرية والضالة، كما يجب تطعيم الحيوانات المنزلية باستمرار ضد الأمراض الخطيرة مثل عضة الكلب، كما يجب تجنب إثارة الحيوانات أو الاقتراب من الحيوانات البرية على وجه الخصوص، ولا تحاول التدخل لفض اشتباك بين الحيوانات البرية أو المنزلية إلا بحذر شديد، واحذر أن تقترب من صغار الحيوانات؛ حتى لا تثير حميتهم الدفاعية للحفاظ على سلامة أبنائهم.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

17 + 10 =