تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » لغات » ظهور اللغة : كيف بدأ ظهور اللغات في العالم ؟

ظهور اللغة : كيف بدأ ظهور اللغات في العالم ؟

لم تظهر اللغات في العالم بشكل فجائي، لكن هناك الكثير من النظريات حول ظهور اللغة في حياة الإنسان، ونحن نستعرض هذه النظريات ونعرضها لك لتقارن بينها.

ظهور اللغة

هل تساءلت من قبل كيف بدأ ظهور اللغة ؟ وهل ظهرت اللغة فجأة أم أنها أخذت فترة كبيرة من السنين لتتطور حتى تصل إلى شكلها الحالي الذي بقى ثابتًا بشكل كبير في الفترات التاريخية الماضية؟ في الواقع فإن هذا الأمر ليس عليه اتفاق بين علماء اللغة وعلماء الاجتماع والإنسانيات، إلا أننا سنتعرض في هذا المقال إلى أهم النظريات التي تعطي فرضيات سترضي رغبتك في معرفة الأمور التي أثرت في ظهور اللغة بشكل مختصر ومفيد.

ظهور اللغة : النظريات المختلفة

وجهة نظر الدين الإسلامي والأديان نحو ظهور اللغة

تقول الأديان السماوية وعدد كبير من الأديان الوضعية كذلك أن ظهور اللغة الأولى كان من خلال تعليمات الله لآدم أبو البشر أجمعين، هذه النقطة يشترك فيها الإسلام مع اليهودية والمسيحية، وكذلك بعض الديانات الشرقية مثل الهندوسية، إلا أن هناك بحث دؤوب من قبل البشر في معرفة اللغة الأولى التي تعلمها آدم، وتختلف الأديان في تحديد اللغة، ففي الدين الإسلامي تعتبر اللغة العربية هي اللغة التي تحدث بها آدم، إلا أنه في خلال تاريخ الحضارات القديمة، حاول الحكام والمفكرين الوصول إلى سر ظهور اللغة وذلك من خلال تجارب بدائية، مثل محاولة الفرعون المصري بسامتيك الثاني منذ أكثر من 2500 عام إجراء تجربة على طفلين من خلال عزلهم بعيدًا عن البشر في سنوات حياتهم الأولى، لكنه وضع معهم بعض الحيوانات، ثم اكتشف بعد سنين أن الطفلين نطقا كلمة من اللغة الفريجية. وفي القرن السادس عشر، قام ملك استكلندا بتجربة مشابهة لتجربة الفرعون المصري إلى أن وجد أن الأطفال المستخدمين في التجارب تحدثوا باللغة العبرية، إلى أن اعتنق الملك فكرة أن اللغة العبرية هي اللغة الأولى مثلما اعتقاد الفرعون المصري أنها الفريجية، بالرغم من أن هذه محاولات بدائية للغاية ولا تستخدم المنهج العلمي في التجربة، إلا أنها كانت بداية عمليات البحث في ظهور اللغة الأولى التي نطق بها الإنسان.

نظرية محاكاة أصوات الطبيعة

تفترض هذه النظرية أن ظهور اللغة البشرية أتى من خلال تداخل الإنسان أكثر مع الطبيعة خلال آلاف السنين وسماعه لمختلف الأصوات من الحيوانات وأصوات الرياح والمطر وغيرها من الأصوات وبدأ بتقليد وتحوير تلك الأصوات إلى أن قام بتشكيل الكلمات المختلفة منها، وقد انتشرت تلك النظرية بشكل كبير في منتصف القرن التاسع عشر على يد اللغوي ماكس مولر، وخرج مولر بالكثير من النظريات مثل نظرية بو-واو bow-wow التي تحاول إثبات أن هناك الكثير من الكلمات الموجودة في اللغة هي عبارة عن محاكاة لصرخات الحيوانات والطيور، ونظرية بوه-بوه Pooh-pooh التي تحاول إثبات أن الكلمات الأولى التي نطقها البشر جاءت من خلال الألم وعوامل الضغط والمفاجأة إلى أن أصبحت تلك الكلمات مشكلة للغة بشكل تطوري أخذ آلاف السنين، إلا أنه مع تقدم علم اللغة أصبحت تلك النظرية لا تلق رواجًا بين العلماء في الأفكار التي تتمحور حول ظهور اللغة الأولى في الحضارات القديمة، فتلك الكلمات التي حاول مولر وغيره إقحامها لإثبات نظرياته هي كلمات قليلة ولا يوجد دليل على أنها كانت الكلمات الأولى، كما أن هناك الكثير من الكلمات التي يكون إخراج الصوت فيها منافيًا للتناغم مع الأصوات الطبيعية.

نظرية العقل

تقول النظرية أن عقل الإنسان قادر على تشكيل الكلمات في داخله من خلال كافة الأنشطة التي يقوم بها، فهو يملك الكثير من ردود الفعل تجاه الأحداث الواقعة، إلا أنه يختلف عن الحيوان بقدرته على التفكير وقدرة القنوات العصبية الموجودة في دماغه على تحويل تلك الأفكار إلى أمور محددة للغاية، بالرغم من أن النظرية لم توضح الكثير من الأمور في بداية ظهورها إلا أنها أصبحت النظرية المفضلة لعلماء النفس والأعصاب فيما يخص ظهور اللغة عند اتجاهها في الاتجاه التحليلي والتجريبي في السنوات الأخيرة.

في ختام المقال، بالرغم من أن ظهور اللغة ليس أمرًا محددًا، إلا أنك يمكن أن تفكر في النظريات السابقة وستعرف أكثر نظرية قريبة إلى عقلك، ومن خلال القراءة بشكل أكبر في علم اللغة ستتمكن من الحصول على أفكار أكثر صلابة.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

تسعة عشر − 10 =