تشتهر المنطقة العربية بصناعة الحلوى الشرقية اللذيذة بمختلف أنواعها، فقد ارتبطت كل مناسبة لدى العرب بنوع خاص من الحلوى سواء كانت مناسبات دينية أو حياتية، يختلف نوع وشكل الحلوى باختلاف المناسبة واختلاف المواد التي تستخدم في صناعتها، فهناك أنواع يستخدم فيها الدقيق، وأنواع تصنع بواسطة رقائق الجولاش وأخرى تستخدم السميد، كما يشيع استخدام المكسرات بأنواعها وجوز الهند المبشور بكثرة في صناعتها، تتسم الحلوى الشرقية بدسامتها وارتفاع سعراتها الحرارية، لما يستخدم فيها من مواد محلية بإضافة لاعتمادها بشكل شبه كلي على المواد النشوية، فإذا نظرنا للكعك على سبيل المثال، نجد أنه يصنع بالكامل من الدقيق والسمن ويتم حشوه بالملبن أو العجوة المخلوطة بالسمن بالإضافة لتزينه بالسكر المطحون، فتجد أن كعكة واحدة صغيرة تكفي ليحصل الإنسان على ما يحتاج من السعرات ليوم كامل، لكن رغم إبداع العرب في صناعة الحلوى الشرقية بمختلف أنواعها وأشكالها إلا أن أصول معظم هذه الحلوى لا تعود للمطبخ العربي كما يعتقد البعض، فأغلبها ذات أصول تركية، والدليل على ذلك معظم الألفاظ التي تطلق على هذه الحلوى ليست عربية الأصل، كالقدايف أو كما يعرفها العرب بالقطايف، والجولاش والكنافة والبسبوسة وغيرها.
[icon type=”arrow-left” size=”16″ float=”right” color=”#f07300″] الأصول العثمانية للحلوى الشرقية
يعود أصل الحلوى كما ذكرنا للمطبخ التركي وتحديداً للحقبة العثمانية، فقد امتزجت الثقافات العربية والعثمانية على مدار مئات السنين، أدى ذلك لوجود تشابه واضح جداً بين الألفاظ المستخدمة في المطبخ التركي والعربي، فالأمر لا يقتصر على الحلوى فقط بل يمتد للعديد من الأكلات الأخرى كالكبيبة والشيش كباب والكفته، بمرور السنين وضع كلا المطبخين بصمته على الأكلات المشتركة بينهما،فصارت وصفاته ذات طابع خاص يعبر عن ثقافته وحضارته، لكن رغم ذلك تبقى المكونات الأساسية والأسماء كما هي لم تتغير.
[icon type=”arrow-left” size=”16″ float=”right” color=”#f07300″] أصل البسبوسة أو الهريسة
شأنها شأن أنواع الحلوى الأخرى، تعود لأصول عثمانية، تصنع البسبوسة الأصلية أساساً من دقيق السميد مضافاً إليه السمن وبعض أنواع من المكسرات، لكن بمرور الزمن تطورت في المطبخ العربي فأضاف إليها العرب أنواع مختلفة من الفواكه والمقبلات الأخرى، كالقشدة والكريمة المخفوقة، يذكر أن اسمها المميز يعود لطريقة صنعها حيث يتم “بس” دقيق السميد مع السمن ليتشربه ويمتزجا معاً تماماً، ومن هنا كان اسمها، والجدير بالذكر أن البسبوسة من الحلوى التي مازالت محتفظة بطريقة صنعها الأصلية رغم كل الإضافات التي لحقت بها.
على الرغم من سهولة طريقة عمل البسبوسة إلا أن أغلب المحاولات المنزلية لصنعها تبوء بالفشل، والسر في ذلك يكمن في دقيق السميد، فتظن معظم ربات المنزل أنه لا يختلف عن الدقيق العادي ما يدفعهن لاستخدام الأخير بدلاً من السميد، لذلك يفشلن في صنعها، فدقيق السميد يتميز بكبر حباته وعدم تلاصقها بشدة أثناء العجن على العكس تماماً من الدقيق الأبيض الذي يكون عجينة ملتصقة لا تسمح بتخلل الهواء إليها فتخرج البسبوسة “مكتومة” وذات طعم وشكل مختلف تماماً عن الأصلية.
[icon type=”hand-left” size=”20″ float=”right” color=”#2884d2″] طريقة عمل البسبوسة بالقشدة وجوز الهند
مقادير البسبوسة
- 2 كوب من دقيق السميد.
- ثلاثة أرباع كوب سكر.
- 2 ملعقة كبيرة جوز هند مبشور.
- علبة زبادي كبيرة.
- نص كوب زبدة في حرارة الغرفة.
- نصف كوب قشدة في حرارة الغرفة.
- ملعقة كبيرة بيكنج بودر.
- رشة فانيليا.
مقادير الشربات
- 2 كوب سكر أبيض.
- كوب ونصف ماء.
- عصير 2 ثمرة ليمون كبيرة الحجم.
طريقة تحضير البسبوسة
قومي بخلط السميد مع السكر وجوز الهند والزبادي والسمن والفانيليا والبيكنج بودر جيداً حتى تمتزج وتكون عجينة متماسكة.
أحضري صنية فرن تيفال وقومي بدهنها من الداخل بالزيت، ثم قومي بفرد الخليط السابق بها مع مساواة السطح جيداً.
قومي بتسخين الفرن أولاً ثم أدخلي الصنية واتركيها على درجة حرارة متوسطة مع متابعتها حتى يحمر وجهها ويصبح ذهبي اللون.
قومي بإحضار وعاء وضعيه على النار ثم ضعي مكونات الشربات واستمري في التقليب حتى يذوب السكر تماماً، ويكون خليط ذو سمك متوسط وله لون ذهبي.
بعد التأكد من نضج البسبوسة قومي بإخراجها من الفرن، ثم اسقيها بنصف مقدار الشربات.
قومي بتزين الوجه كما تريدين إما ببشر الليمون أو البرتقال أو بعض المكسرات المجروشة، ثم اتركيها حتى تبرد.
بعد ذلك قومي بإضافة ما تبقى من خليط الشربات ثم قومي بتقطيعها وتقديمها كما تريدين، وألف عافية.
أضف تعليق