طريقة الجلوس هي أمر أساسي عندما يتعلق الأمر بالنجاة من آلام الظهر والعظام بشكل عام. عندما يأتي الأمر إلى الراحة، يلجأ أغلبُنا إلى الجلوس على أقرب شيء يجده أمامه، لكن تأتي المُشكلة حين يتعلق الأمر بالعمل وانت جالس لفترة طويلة، مثل الأعمال الوظيفية التي تستغرق مُدة قد تصل إلى ثمانية ساعات على الأقل جلوساً على مكتبك تؤدي وظيفتك، لكن إلى من يظُن إلى أن مثل هذه الأعمال هي أعمال في مُنتهى الراحة وبعيدة كُل البُعد عن الإرهاق الجسدي، فإن هذا المقال ليصحح لك وجهة نظرك الخاطئة.
طريقة الجلوس : نصائح وإرشادات
قبل أن تعرف ما هي الوضعية الصحيحة للجلوس، عليك أن تعرف ما هي الوضعية الصحيحة للجسد
أوضح السيد “آلان هيدج” دكتور العوامل البيئية وتطور الكائنات الحية في جامعة “كورنيل” ماهية طريقة الجلوس الصحيحة لجسد الإنسان حيث قال: “لم يُخلق الناس للجلوس، لكن بدونه لن يكُن للراحة معنى”، موضحةً بأن جسد الإنسان قد تم إعداده في وضعية مُستقيمة، على الرغم من أن الجلوس له أهمية كُبرى على غرار تلك الوضعية، لكنه على جانب آخر قد يكون قاتلاً، بعض الدراسات العلمية أثبتت أن الجلوس لفترة طويلة، يرفع من مُعدلات الخطورة بالإصابة بعدة أمراض، منها البول السُكري، أو مرض السُكر كما هو شائع، زيادة الوزن، وأمراض الكبد. تابع السيد “آلان”: “الجلوس هو أمر مهم لا مفر، لكن إذا جلست لفترة طويلة بطريقة جلوس غير سليمة، قد تُعرض جسدك لعديد من القوى الغير صحية، أو لضغط جسدي انت في غنى عنه.”
ما تفعله دون قصد، أو عندما تكون غير واعٍ، قد يُسبب لك ارتفاع غير مسبوق بضغط الدم
أغلبنا يجلس أمام التلفاز أثناء العمل، أو حتى ينام، في طريقة جلوس مُعينة، وهي أن وضع قدم على الأُخرى، وقد يكون لها عِدة صور، إحداهن حين أن تلتقي إحدى القدمين عند مفصل الرُكبة، والصورة الأُخرى عندما تلتقيا عِند مفصل الكاحل، مثل هذه الوضعية تُسبب ارتفاع بضغط الدم في إحدى القدمين بشكل ملحوظ عن الأُخرى، وقد تتسبب أحياناً في جلطة. أو قد تتسبب أيضاً في انحناء العمود الفقري، في حل لتلك العادة الخاطئة التي يرتكبها أغلبنا، دون وعي أو قصد حتى، قالت السيد “آلان”: “نحن غالباً ما نحث الناس على تجنُب مثل هذه العادة، أو على الأحرى التقيُد بصورة واحدة فقط وهي التقاء القدمين عند مفصل الكاحل لأنها أقل ضرراً من الصورة الأُخرى.”، لذا عليك تجنُب تلك العادة الشائعة فهي قد تتسبب بتجلُط الشرايين، أو تتسبب في تكوين نتوءات الرُكبة.
عند الجلوس، الهدف من الراحة لا يقتصر على قدميك وعمودك الفقري فقط
راحة ذراعيك هي إحدى الأهداف التي يجب أن تُركز عليها أيضاً، ليس فقط عمودك الفقري وقدميك، أوضحت الدراسات أن الوضعية السليمة لمرفق اليد أو “الكوع” كما هو شائع أن يكون محنياً بزاوية 90 درجة أو أكثر، هذا يسمح لذراعيك بمزيد من الراحة خاصةً لعضلات اليد بل والأعصاب كذلك، خاصةً وأن الوضعيات الغير مُحبذة للرُسغ قد تتسبب في أمراض مُزمنة لعصام الرُسغ والأعصاب منها الرعشة الدائمة، والآلام الحارقة فقط عند تحريك الرُسغ، بالإضافة إلى التنميل المُتكرر عند عدم تحريك اليد فترة طويلة، وهذه الأمراض شائعة خاصةً بين مُستخدمي الآلات الكاتبة أو لوحات المفاتيح الحاسوبية. لذا فإن عند اتخاذ طريقة الجلوس الصحيحة يجب عليك اتخاذ الوضعيات السليمة لكُل من قدميك، عمودك الفقري وذراعيك بشكل لا يُسبب ضغط إما على عضلات المفاصل ولا على الأعصاب والتي قد تٌسبب لك أضرار بالغة الخطورة على المدى الطويل، وخاصةً إذا كُنت تعمل مع الحواسيب فترة طويلة.
إذا كُنت من مُحبي العلاقات الاجتماعية خاصةً أثناء العمل، يجب أن تولي اهتماماُ بعلاقتك مع للكُرسي الذي تجلسُ عليه
ليس هذا فقط، بل أيضاً علاقتك مع كُل الأدوات التي تستخدمها، من شاشة الحاسب الآلي، حتى سلة المُهملات، تذكر دائماً أن تبتكر أساليب جديدة حتى وإن كانت غير تقليدية لتُقلل من المجهود الجسدي الذي تبذله أثناء العمل، فكل أداة من الأدوات التي تستخدمها تتعامل مع عضو مُعين من أعضاءك الجسدية، على سبيل المثال تتعرض عينيك يومياً إلى إجهاد مُبالغ فيه عند نظرك المُطُول إلى شاشة الحاسوب، لتجنُب الضغط المُتسبب لعينيك، يقترح العُلماء أن تجعل مُنتصف شاشة الحاسوب في مستوى ذقنك وعلى بُعد أربعة عشر إنشاً منها، ليس أكثر من ذلك، فإبعادُها عن ذلك يجعلك تنكب على الشاشة لتُزيد من مجال الرؤية، مُتسبباً في انحناء عمودك الفقري مما يؤدي إلى الشعور بالآلام المُتكررة في منطقة الظهر.
كثرة الانحناء أمام شاشة الحاسوب الإلكتروني تتسبب في العديد من آلام الظهر، وفي تدقيق أكبر لأسباب تلك الآلام فإن العمود الفقري يتكون من عدة فقرات يفصل بين كٌل فقرة والأٌخرى سائل وظيفته التقليل من الاحتكاك الحادث بين الفقرات الظهرية، كثرة الانحناء غالباً ما تؤدي إلى نقص ذلك السائل مما قد يُزيد من الاحتكاك بين فقرات الظهر مُتسبباً بمرض شائع باسم “الديسك”، لتجنُب مثل تلك المشاكل ليس عليك سوى جعل الشاشة في مستوى رأسك وفي مُستوى عينيك.
حاول أن تظل مُستقيماً قدر الإمكان
قال السيد “آلان”: “إن أفضل وضعية للجلوس عند العمل، هي الوضعية التي تتخذها عندما تقود السيارة”، لمن لا يعلم تلك الوضعية، كُل ما عليك فعله هو أن تجلس سانداً ظهرك إلى الخلف، ثبت قدمك في انحناء بسيط مع رُكبتيك، ثم قُم باتخاذ الوضعية المُناسبة لذراعيك بحيث لا تضغط على أعصاب وعضلات الرُسغ أو المرفق كما ذكرنا سابقاً.
قد تكون تلك هي الوضعية الأفضل لتتخذها أثناء العمل، سواءٌ كان تعامُلك مع الحواسيب الإلكترونية، أو الأعمال الكِتابية وما إلى ذلك، ستُجنبك العديد من المشاكل الجسدية والأمراض اليومية التي ستتعرض لها.
جسدك ليس الوحيد الذي يُمكنك أن تُعدل من وضعيته
العديد من المقاعد يُمكنك أن تُعدل من وضعيتها بحسب ما يُلائم جسدك وشكله بحيث تشعُر براحة أكبر وأنت جالس، هُناك مقاعد يُمكنك أن تُعدل من مُستوى ارتفاعها بالشكل الذي يُناسب طولك، وإن الوضعية الأفضل للجلوس تأتي حين تكون قدمك مُستقيمة على الأرض، وتابع تعديل وضعية الكُرسي حتى يُصبح كُلاً من فخذيك موازياً للأرض والمكتب. على مسند الكُرسي أن يُحيط ظهرك بأكمله، إذا كُنت طويلاً فاحرص على أن يكون الكُرسي الذي تجلس عليه يحتوي على مسندين، أحدهم للظهر، والآخر للرقبة حتى تتجنب آلام كُلاً منهم عند الجلوس لفترة طويلة، وضع دائماً في ذهنك أن أساليب الراحة والبُعد التام عن الإجهاد الجسدي تقع في يدك كُل ما عليك هو أن تُحسن استخدام الأساليب التي تجعلك مُستريحاً أكثر أثناء عملك، فذلك سوف يُزيد من قُدرة تحملك، ويرفع من قُدرتك العملية التي ستُساعدك دائماً على العمل بشكل أفضل مُحققاً مزيداً من النجاحات التي تطمح لها، وتذكر الأشياء الأهم والتي عليك أن تتقيد بها دائماً، أعمل على أن تُريح ظهرك مُتخذاً وضعية السائق كما ذكرنا، إذا كُنت طويل القامة فالكرسي ذو مسندي الرقبة و الظهر سيكون الحل الأفضل، أرِح عينيك أيضاً فهي جُزء من جسدك الذي يحتاج إلى راحة.
بذلك نكون قد تعرضنا لأهم الأسباب التي قد تُساعدك على اتخاذ طريقة الجلوس السليمة والأكثر راحةً لك.
أضف تعليق