من منا لم يصب بمرض في يوم من الأيام احتاج على إثره تناول دواء ما؟ ولكن قد لا تعلم بأن هناك من هم على وجه الأرض ويلجئون لبعض طرق علاج الأمراض التي قد تبدو غريبة بعض الشيء، منها ما هو مثبت أثره طبياً ومنها ما هو مبني على معتقدات وأساطير لا أساس لها من الصحة.
تعرف على أغرب طرق علاج الأمراض
سحب الدم الفاسد
على مدى آلاف السنوات كان لدى العديد من الناس المختصين بالبحث في طرق علاج الأمراض المختلفة اعتقاد راسخ بأن السبب الأول والأخير وراء كل مرض يكمن في وجود كمية من الدم الفاسد داخل الجسم؛ وبالتالي فإن علاج المرض لن يكون إلا بالتخلص من ذلك الدم الفاسد أما غير ذلك من طرق علاج الأمراض فستبوء بالفشل التام، كان هذا الاعتقاد سائراً بين بعض الأطباء المصريين القدامى ولكنه لم ينتشر على حساب طرق علاج الأمراض الأخرى إلا مع عصور الدولة الرومانية والإغريقية التي اتسعت حدودها حول العالم.
كان المعتقد ينص بأن الجسم يعمل من خلال توازن حيوي بين عدة عناصر كالدم والماء والصفراء وغيرها، وعندما يصاب أي شخص بمرض ما فهذا يعني بأن كمية الدم قد زادت في الجسم مما أدى لحدوث اختلال في وظائفه الحيوية وظهور أعراض المرض؛ ولذا كان يعمل الأطباء على إحداث قطع في أحد أوردة المريض وسحب بعضاً من الدم الموجود بها إما باستخدام أداة شفط تحاكي إبرة الحقن المتعارف عليها الآن أو باستخدام أنواع معينة من الديدان تعيش على دم الإنسان حيث يتم تقريبها من الوريد المجروح فتقوم بشفط الدم منه. اتسعت دائرة استخدام طرق علاج الأمراض تلك حتى وصلت لأوج شهرتها خلال القرن التاسع عشر، وربما ما حد من استخدامها كثيراً أحد الأبحاث العلمية الذي أكد على أنها تجلب العديد من الأضرار تفوق منافعها بكثير، ورغم ذلك ما زالت تلك الطريقة تستخدم إلى يومنا هذا لعلاج بعض الأمراض الخطيرة.
عمليات نقب الرأس
طيلة سبعة آلاف عام متواصل تعاقبت الحضارات المختلفة على استخدام نقب الرأس كحل لتخفيف آلام الصداع للمرضى؛ أي أن الطبيب المختص يقوم بإحداث جروح متعددة في فروة الرأس وأحياناً قد يتعمد إحداث فتحات صغيرة في عظام الجمجمة، وقد أرجع الأطباء سبب استخدام طرق علاج الأمراض تلك إلى أنه ربما كانت بداية انتشارها كمعتقد ديني يؤمن به البعض فيعتقدون أن ثقب الرأس يساعد على طرد الأرواح الشريرة منها وبالتالي حماية الشخص المصاب وشفائه من أي أمراض عقلية قد تصيبه.
استخدمت عمليات نقب الرأس- وما زالت في بعض دول أفريقيا- لعلاج الكثير من الأمراض التي يرتبط منشأها بالمخ كنوبات الصرع والتشنجات العضلية والصداع على اختلاف أسبابه والتجمعات الدموية السامة وكذلك تجلط الدم في شرايين المخ، وعلى مدار القرن التاسع عشر كان لعمليات نقب الرأس دور بارز في دولة بيرو بأمريكا الجنوبية حيث كانت تستخدم لإزالة بقايا العظام التي تحتك مع المخ عقب حالات كسور الجمجمة، والعجيب في الأمر أنه بقراءة التاريخ الطبي للدول التي عكفت على استخدام عمليات النقب تجد أن العديد من المرضى قد شفوا بسببها شفاء تاماً؛ وربما كان ذلك هو السبب في استمرار وجودها حتى الآن.
الزئبق كدهان موضعي
لا يستخدم الزئبق في العقاقير الطبية لخطورته على الجسم وذلك لأنه عنصر سام، وربما لا يعرف الجميع له استخداماً في طرق علاج الأمراض سوى أنه السائل المستخدم في جهاز قياس ضغط الدم وكذلك في جهاز قياس درجة حرارة الجسم، إلا أنه في إيران وقديماً لدى اليونانيين كان ومازال يستخدم الزئبق كدهان موضعي على الجلد.
ينسب الفضل في التوصل لتلك الفكرة إلى علماء الصين في الكيمياء خلال القرن الثاني الميلادي؛ حيث عملوا على خلط معدني الزئبق الفضي مع الزئبق الأحمر وذلك لزيادة مدة صلاحية استخدامه وكذلك زيادة قوة مفعوله وتأثيره على الجلد، ولكن في بداية توصلهم لذلك الاختراع قام البعض بالترويج لاستخدامه كدواء يصلح للشرب مدعين بأن من يبتلع القليل من الزئبق الطبي الخاص سيمتلك قدرات خارقة تمكنه من الخلود في الحياة وعدم الموت بل وأكثر من ذلك فلا تظهر عليه معالم الشيخوخة ويصبح قادراً في بعض الأحيان على الطيران والسير فوق الماء، وللأسف انطلت خدعة التسويق تلك على إمبراطور الصين آنذاك كوين شي هوانج الذي دفع مبلغاً طائلاً من المال لشراء حفنة من الزئبق الطبي وقام بشربه فمات على الفور.
وبداية من القرن العشرين بزغ استخدام الزئبق كدهان موضعي غير قابل للبلع في إيران وبعض الدول المجاورة لها يعالج بعض الأمراض الجلدية وبالأخص التي تنتقل بالاتصال الجنسي كمرض الزهري.
استخدام روث الحيوانات
تميز قدماء المصريين بنظام طبي متكامل تخصص في إيجاد علاج لكافة الأمراض، وعلى الرغم من نجاح معظمها في الشفاء لدرجة جعلت العديد من الأجيال تتوارثها وتنقلها لبلاد أخرى كالسودان إلا أنها اتصفت بغرابتها على نحو كبير؛ فعلى سبيل المثال استخدمت جثث الفئران الميتة ودماء السحالي والطين كعلاج للكثير من الأمراض.
وعلى رأس تلك الأدوية في مدى غرابتها وإثارتها للاشمئزاز كان روث الحيوانات الذي استخدم كدهان موضعي للقشور الجلدية وكذلك كان يستخدم كوسيلة لطرد الأرواح الشريرة التي تسكن الجسم، ولكن بالطبع تسبب طرق علاج الأمراض تلك انتقال العدوى للجسم وخاصة إذا تواجدت جروح بالجلد يمكن أن تنتقل من خلالها السموم.
استخدام جثث البشر
لعل تلك تكون أغرب طرق علاج الأمراض على الإطلاق التي قد تسمع بها، حيث تستخدم الكثير من شركات الأدوية مستخلصات من عظام ودماء ولحوم الجنس البشري لصناعة العقاقير الطبية المختلفة بالطبع بعد الحصول على موافقة منظمة الصحة العالمية، يعود تاريخ تلك الفكرة إلى قدماء الرومان الذين اعتقدوا بأن الدماء التي تسيل من المصارعين على حلبة القتال هي دواء شاف من مرض الصرع؛ لذلك عمد الرومان إلى الإكثار من مباريات المصارعة بين المقاتلين والمسموح فيها استخدام كافة أنواع الأسلحة بلا استثناء ثم يندفع الجمهور بعد انتهاء المباراة للتدحرج على الرمال الملطخة بالدماء ظناً منهم بأنها تشفي من الأمراض وكذلك أن التغذي على بقايا أرواح البشر يطيل العمر.
مع تقدم مجالات البحث الطبية اتضح ثبوت صحة هذا الاعتقاد مما دفع بشركات الأدوية العالمية لاستخلاص بعض العناصر الطبية من أجساد البشر بعد موتهم، وطالما كان هذا الاعتقاد سليماً من الناحية العلمية فهنيئاً لآكلي لحوم البشر على دوام الصحة والعافية.
شرب البول
على قدر ما يبدو ذلك العنوان مقززاً لكل من يطالعه ولكن- وبالأدلة الطبية المثبتة علمياً- فإن شرب بول إنسان صحي قد يساعد على الشفاء من العديد من الأمراض كالسرطان وأمراض القلب وغيرها، وتنسب تلك الطريقة في علاج الأمراض إلى قوم بابل الذين اعتقدوا بأن المرض هو عقاب من الله للشخص على فعلة شنعاء لذلك وجب عليه أن يتغذى على البول يومياً، ولكن مع الملاحظة المستمرة وجدوا أن معظم من عوقبوا بذلك العقاب تم شفاؤهم بالكامل بدون الحصول على دواء آخر؛ لذلك عمد الأطباء حينها إلى طرق علاج الأمراض بالبول كوسيلة فعالة والتي ما زالت موجودة في بعض المجتمعات البدوية حتى الآن.
الضرب على الرأس
قد تصاب بصداع من شدة ألمه يجبرك على أن تضرب رأسك ضرباً خفيفاً لعلك تتخلص منه، ولكن في الكثير من قبائل جنوب أفريقيا يعمد كبير القبيلة إلى استخدام الضرب المبرح على الرأس للشفاء من الصداع مع ترديد بعض النصوص الدينية الخاصة بهم طلباً من الآلهة أن تنعم على المريض بالشفاء.
أضف تعليق