الطائرات المحلقة الصغيرة أو الدرونز هي المعروفة بالطائرة بدون طيار والتي أصبحت من الأمور الأكثر شيوعا بين
الناس ولا سيما طلبة الكليات التي تهتم بتلك الصناعات ككليات الهندسة بالإضافة إلى أنها محل اهتمام لدى جميع العلماء المتخصصون في هذا المجال وأيضا المستخدمون لمثل هذا النوع من الطائرات والتي تعرف بطائرات الدرونز، ولعل هذا المقال لتوضيح أهمية مثل هذا النوع من الطائرات في حياتنا إلى جانب عرض آلية عمل هذه الطائرات وفكرة تصنيعها إلى جانب الدول المالكة لمثل هذا النوع من الطائرات وغرضهم من استخدامها وأولى الدول تصنيعا لها وأولى الدول امتلاكا للدرونز، كما أنه أصبح من الأمور الموجودة في كليات الهندسة أن يكون مشروع تخرج عدد من الطلاب هو تصميم وتصنيع طائرة بدون طيار نظرا لأهميتها ودورها الكبير في حياتنا كأفراد للمجتمع.
الدرونز : ما هي وكيف نشأت ؟
تاريخ الدرونز
تعد الدرونز هي الطائرة بدون طيار والتي أطلق عليها اسم الزنانة من قبل الفلسطينيون وكانت بداية التجارب في انجلترا عام 1917، وتم تطويرها في عام 1924 لتكون أهداف متحركة للمدفعية وكان أول استخدام لهذه الطائرات في حرب فيتنام، ومن المعروف أنه تم استخدامها في حرب أكتوبر عام 1973 ولكنها لم تأتي بالنتيجة المنتظرة لقلة الإمكانيات ووجود حائط الصواريخ ولكن كانت مشاركتها الفعالة الأولى في معركة سهل البقال بين إسرائيل وسوريا حيث سقطت 82 طائرة سورية مقابل ولا طائرة إسرائيلية، وبدأت صناعة هذا النوع من الطائرات مع بداية ظهور التكنولوجيا وزاد انتشارها بين دول العالم، فلم تعد صناعة مثل هذا النوع من الطائرات أو التكنولوجيا بشكل عام مقتصرة على شخص أو مجموعة من الأفراد أو حتى دولة بعينها إنما أصبحت متاحة للكل فلا تعجب إن كان مشروع تخرج مجموعة من الطلاب هو صناعة درونز أو طائرة بدون طيار فالتقنية لم تعد حكرا في يد أحد بل إن الحقيقة الآن أنه من خلال عدة معلومات وأدوات يمكن لأي شخص عادي تصنيع الدرونز، بل إن الكثير يظن أن مثل هذه الصناعات مقتصرة على الغرب وأن أدواتها متاحة فقط في الدول الغربية ولكن من خلال عدة دوائر إلكترونية بسيطة ومتاحة يمكن صناعة العديد من التقنيات الحديثة الموجودة في دول الغرب.
فكرة عمل طائرة الدرونز
إن الدرونز طائرة مثل أي طائرة فهي تتبع في صناعتها كافة القوانين التي تتبعها جميع أنواع الطائرات الأخرى وتعمل مثلها مثل باقي الطائرات بنفس المحركات ونفس الرياضيات والفيزياء المستخدمة في تصنيع كافة أنواع الطائرات ولكن الاختلاف يأتي من الاسم فالدرونز هي الطائرة بدون طيار أي الاختلاف بين الدرونز والطائرات الأخرى هو الطيار ولكي تطير طائرة بدون وجود طيار فيها لابد من استخدام خاصية التحكم عن بعد وتسمى حين ذاك بالطائرات الموجهة حيث يستبدل وجود الطيار بمجموعة من الإشارات التي يسهل التحكم فيها عن بعد ويكون الاتصال بالتحكم عن طريق الأقمار الصناعية.
أنواع الطائرات المحلقة الصغيرة (الدرونز)
هناك نوعان من طائرات الدرونز تم تقسيمهم من حيث القيادة فهناك طائرات يتم التحكم فيها عن بعد وهنا طائرات يكون التحكم فيها تحكم ذاتي، وفي طائرات التحكم عن بعد يقع التحكم في الطائرة عن بعد مثل الكثير من الأشياء في حياتنا اليومية، أما في الطائرات ذات التحكم الذاتي يتم استعمال بها الذكاء الاصطناعي ويتميز هذا النوع بذاتية أكبر في معالجة البيانات، كما يمكن تقسيم الطائرات على حسب المهمات التي تقوم بها فهناك من تقوم بنقل البضائع وأخرى لتوصيل الإسعافات الأولية وأيضا لمساعدة فرق الإنقاذ وتوصيل المساعدات وتوفير المعلومات واكتشاف الأهداف وأيضا تستخدم في الاستطلاع البحري.
الاستخدامات المدنية
بعد أن أصبحت صناعة الطائرات المحلقة الصغيرة (الدرونز) متوفرة بكثرة وحتى لطلبة المدارس بدأ السؤال عن الاستخدامات الحياتية المدنية لهذه الصناعة وتم استخدامها في العديد من الأغراض حيث استخدمت تلك الطائرات في توصيل المساعدات والأدوية خلال الكوارث منعا لإصابة الطيار أثناء توصيل تلك المساعدات وتعتبر من الطرق الأساسية في توصيل المساعدات والأدوية وخاصة في الدول التي تمتلك وباء، وكمثال لذلك استخدامها في معالجة المواطنين من وباء السل بغينيا الجديدة.
كما استخدمت في مجال آخر وذلك لمساعدة فرق البحث وفرق الإنقاذ حيث استخدمت لمعرفة أماكن الناجين في الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والانهيارات الجليدية حيث أنها تصل لأماكن يصعب وأحيانا يستحيل أن يصل إليها فرق الإنقاذ، وأحيانا ما تزود بخاصية الرؤية الليلية أو الأشعة تحت الحمراء لسهولة استخدامها في فترات الليل.
كما استخدمت الطائرات المحلقة الصغيرة (الدرونز) أيضا في مجال آخر في الساحة المدنية ألا وهو نقل الأجهزة الطبية وتسمى بطائرات الإسعافات الأولية وهي تمتاز بالسرعة في الوصول عن غيرها وهذا ما يزيد من احتمالات نجدة المريض قبل أن يدخل في الحالات الحرجة.
واستخدمت الدرونز أيضا لحماية الحياة البرية حيث تم استخدامها لمراقبة عمليات الصيد الغير مشروع ولا سيما تلك الحيوانات المهددة بالانقراض وهناك استخدامات أخرى للدرونز في نقل البضائع وهذا ما بدأت به بعض الشركات الحالية وأيضا توصيل الإنترنت وهذا الاستخدام الذي يتنافس عليه شركة فيسبوك وشركة جوجل وقد بدأت فيه شركة فيسبوك بالفعل.
الاستخدامات العسكرية
يكثر استخدام الطائرات المحلقة الصغيرة (الدرونز) في الاستخدامات العسكرية حيث استخدمت في المراقبة اللحظية لأرض المعركة وهي ما تساعد القائد على اتخاذ قراراته أثناء الحرب، كما تم استخدامها في عمليات الاستطلاع لأراضي وخطوط العدو كما يمكنها التشويش على محطات الصواريخ والدفاع الجوي واستخدمت أيضا في الحرب الإلكترونية، وتمتاز طائرات الدرونز عن غيرها من الطائرات الأخرى المستخدمة في الحرب بخفتها وسرعتها ودقة إصابتها للأهداف وانخفاض التكلفة كما أنها تحافظ على حياة الطيار وأيضا تسهل عملية الطيران في حين عدم الحاجة لتدريب واختبار كفاءة الطيار.
إن صناعة هذا النوع من الطائرات أصبح من الأشياء المطروحة في كافة دول العالم ومن أشهر مكوناتها الرادار والكاميرا والمحرك والصواريخ، وتصل سرعتها إلى 190 كيلو مترا في الساعة وتستطيع الطائرات المحلقة الصغيرة (الدرونز) التحليق لفترات طويلة تصل لأربعين ساعة متواصلة وغالبا ما يتحكم فيها من خلال قواعد خاصة بعيدة عن مكان المهمة المكلفة بها، ويوجد 76 دولة في العالم لديها مصانع لتصنيع الدرونز في يومنا هذا وتعد دولة إسرائيل هي أولى دول العالم تصديرا للدرونز، في حين تعد أمريكا هي أولى دول العالم امتلاكا للدرونز حيث تمتلك سبعة آلاف طائرة، وهناك 87 دولة تستخدم الطائرات المحلقة الصغيرة (الدرونز) ولكن الدول التي تستخدمها لأغراض عسكرية تنحصر بين أمريكا وبريطانيا وإسرائيل لذا فإن طائرات الدرونز قد زادت شهرتها واستخدامها ولا سيما في الفترة الأخيرة بعد تطور التكنولوجيا الحديثة وتعتبر فكرة عملها في غاية البساطة بعيدة عن التعقيد، كما أن أنواعها تختلف على حسب طبيعة مهماتها وأيضا على حسب التحكم.
وتوجد للدرونز استخدامات عسكرية وأخرى مدنية وتستخدم في العديد من الأمور الموجودة في حياتنا اليومية حيث بات أمر الطائرات بدون طيار أو ما تسمى بالدرونز من الأمور الطبيعية في حياتنا اليومية، كما يرجع استخدامها لقديم من الزمان في بدايات القرن العشرين لذا فإن الدرونز من الأشياء محط أنظار الكثيرين والتي زاد الاهتمام بها في الآونة الأخيرة بصورة ملحوظة.
أضف تعليق