تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تتأثر ضربات القلب بحجم الجسم؟ وما أضرار زيادتها ونقصانها؟

كيف تتأثر ضربات القلب بحجم الجسم؟ وما أضرار زيادتها ونقصانها؟

ضربات القلب مؤشر هام على العمليات الحيوية في الجسد، بدءًا من الحالة المزاجية، ووصولاً للعمليات الحيوية الخاصة بالمخ، زيادة ضربات القلب ، ونقصانها، أو أي خلل فيها وعدم انتظام عن معدلها الطبيعي هو علامة على وجود خلل ما في صحة الإنسان.

ضربات القلب

تتأثر ضربات القلب بعوامل كثيرة ومختلفة، حجم الجسم للشخص سواء السمنة أو النحافة، والمرحلة العمرية التي يمر بها، والحالة الصحية الجسدية والنفسية، سواء حالة مرضية عابرة يقع تحت عبئها في الفترة الحالية، أو أية أمراض مزمنة مستمرة معه، تختلف كذلك ضربات القلب عند الرجال عن النساء، ضربات القلب السريعة أو البطيئة، رفرفة القلب، وأمراض القلب المختلفة، دقات القلب الغير منتظمة، شعور بألم أو بعدم راحة في عضلة القلب، كلها أعراض ومؤشرات خطيرة يجب أن تعرفها وترصدها بنفسك، فما هو القلب بالأساس، وما تكوينه التشريحي؟ وكيف تعمل ضربات القلب؟ وما هو المعدل الطبيعي لدقات القلب؟، وكيف تحافظ على صحة قلبك؟، أطعمة ومشروبات وعادات صحية تمارسها تطيل عمرك، وتمنع عنك شر وجع القلب، كل هذا، وكل ما يخص القلب وحالته وأمراضه وأساليب وقايته من أي علة، نعرفه معاً بشيء من التفصيل العلمي، وشرح مفصل للحالات الطبية المختلفة، لتتمكن من فهم جسدك أنت ومن حولك بطريقة تجعلك تحيا بصورة أكثر صحة وقوة.

التكوين التشريحي للقلب

ضربات القلب التكوين التشريحي للقلب

عضو عضلي موجود عند البشر والحيوان، وهو المسؤول الرئيسي عن ضخ الدم إلى الأوعية الدموية في كافة أنحاء الجسد، كما أنه المزود الرئيسي للجسم بالأكسجين وأي مكونات ضرورية له عن طريق الدم، يقع القلب في الإنسان بين الرئتين جهة اليسار، وينقسم القلب عند الإنسان وكذلك الثدييات من الحيوان والطيور إلى أربعة حجرات، اثنان علويتان، يطلق عليهم الأذينان الأيمن والأيسر، واثنان سفليتان، يسمى كل منهم بالبطين، أيمن وأيسر، ويختلف التركيب التشريحي للقلب في الأسماك والكائنات الغير ثديية.

يضخ القلب الدماء عن طريق إيقاع ضربات القلب المنتظم بمعدل ثابت، تحدده مجموعة خلايا ناظمة، تسمى بالعقدة الجيبية فالجزء العلوي، وتنتج هذه الخلايا تيار يسبب تقلص عضلة القلب، ثم ينتقل التقلص إلى العقدة الجيبية في الجزء السفلي، ومن ثم ينتقل إلى الجهاز الموصل بالقلب، وتستمر حركة الدم من الجزء العلوي إلى السفلي وخارج القلب عبر الصمامات، بنمط معين وتزامن محدد، فتضخ ضربات القلب الدماء إلى الأوعية الدموية كاملة في الجسد، عبر شرايين مركزية وحركة الرئتين.

ضربات القلب الطبيعية في الدقيقة

تختلف سرعة ضربات القلب من شخص إلى آخر، على حسب عدد مختلف من المتغيرات، كما أنها تختلف بالنسبة لنفس الشخص على حسب وضعه الحالي، لكن هناك معدلات تم رصدها للقلب في حالته الطبيعية في الإنسان البالغ الطبيعي، ففي حالة الراحة تصل ضربات القلب لمعدل 72 ضربة في الدقيقة الواحدة، لكن في حالة الركض أو الهرولة، تتزايد سرعة ضربات القلب وعددها، لكنها في الحالة الطبيعية تعود إلى معدلها الطبيعي في غضون ثواني معدودة من توقف الشخص عن ممارسة المجهود الإضافي، ويرتبط معدل دقات القلب أيضاً بالمرحلة العمرية، فيقل معدل ضربات القلب كلما زاد سن الإنسان، ففي مرحلة الشباب يكون معدل ضربات القلب الطبيعي من 60 إلى 100 دقة بالدقيقة، وتزداد الضربات في الاتجاه نحو الطفولة، وتقل نحو الشيخوخة في الحالات الطبيعية، بنسبة تتفاوت حوالى 50 دقة عن الشباب صعوداً أو هبوطاً.

ضربات القلب القوية والسريعة

عند زيادة معدل ضربات القلب، عن المعدل الطبيعي الذي ذكرناه سابقاً، فإن هذه الحالة تسمى بتسارع معدل نبضات القلب، ويكون إما في البطينين، ويسمى حينها بتسارع نبضات القلب البطيني، أو في الأذينين ويطلق عليه تسارع القلب الأذيني، وإذا وصلت قوة وزيادة دقات القلب إلى 250 نبضة في الدقيقة، حينها تكون حالة خطيرة ويجب فوراً استدعاء رعاية طبية لمنع حدوث مضاعفات

وتحدث زيادة سرعة ضربات القلب لعدة أسباب منها ما هو مرضي، ومنها ما هو حالة عرضية نتيجة لزيادة نسبة الأدرينالين في الجسم، وهو الهرمون الذي يتم إفرازه في حالات التوتر والخوف والصدمات، وهو ما يؤدي لزيادة عرضية مؤقتة في سرعة ضربات القلب وقوتها.

الأسباب المرضية لزيادة ضربات القلب

ضربات القلب الأسباب المرضية لزيادة ضربات القلب

  • يوجد عدد من الأمراض التي تتسبب في زيادة قوة وسرعة ضربات القلب، وهي حالة مرضية مزمنة ويجب متابعة طبيب، وتناول أدوية خاصة بها بانتظام، ورصدها حال تكرارها رغم العلاج وإبلاغ الطبيب المعالج، ونذكر منها الآتي:
  • ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل في شرايين القلب.
  • بعض اضطرابات الهرمونات والغدد مثل اضطراب الغدة الدرقية.
  • مشاكل في الجهاز التنفسي والرئة.
  • عدم توازن في نسب الكالسيوم والأملاح في الجسم.
  • بعض الالتهابات التي تتسبب في ارتفاع نسبة الأكسجين، مما يؤدي لزيادة ضربات القلب لضخ الأكسجين في الدم اسرع.
  • جفاف الجسم من السوائل.

الأسباب العارضة “الغير مرضية” لزيادة ضربات القلب

هناك بعض الحالات العارضة التي قد تؤدي لزيادة ضربات القلب، ويجب ملاحظتها على الفور، والتنبه لعدم تكرار الموقف أو استمرار الحالة العارضة لفترة طويلة، حتى لا تسبب مشكلة، ومن تلك الحالات الآتي:

  • الكحوليات، والتدخين، بكميات مفرطة.
  • الكافيين والمنبهات عامة، سواء حبوب أو مشروبات كالقهوة.
  • قلة النوم والأرق، والإرهاق البدني.
  • التفكير الزائد والتوتر والقلق.
  • بعض الاضطرابات الهرمونية المصاحبة للحمل، أو للطمث.
  • أحياناً بعض العقاقير الدوائية، تكون أعراضها الجانبية زيادة ضربات القلب.
  • المشاكل النفسية والعصبية والخوف.

دقات القلب البطيئة

بطء القلب، أو انخفاض عدد ضربات القلب، هو خلل خطير مثل زيادة عدد ضربات القلب، وربما أكثر خطورة لأنه يحدث أحياناً أثناء النوم مما قد يدي لقدر الله لهبوط في عضلة القلب ويسبب الوفاة، وتعتبر دقات القلب في معدل بطيء حينما تنول عن 60 نبضة في الدقيقة الواحدة، ويحدث عند بطء نبضات القلب، أن تنخفض كمية الدم من الجسد كله خاصة الأطراف، وبالتبعية تنخفض نسبة الأكسجين المحمول عن طريق الدم، وتحدث بعض الأعراض نتيجة لهذا الانخفاض نوضحها معاً في النقاط التالية:

  • إغماءه مفاجئة أو شبه إغماءه.
  • تعب شديد وإرهاق وشعور بعدم اتزان.
  • ضيق في التنفس وتباطؤ في الأنفاس.
  • آلام في الصدر.
  • عدم تحمل الضوضاء وسرعة الانزعاج.

أسباب الإصابة ببطء دقات القلب

تنقسم الأسباب أيضا إلى حالات مرضية، وحالات طارئة، نرصد معاً أهم تلك الأسباب:

  • مشاكل في الرئتين وخلل في انتظام النفس خاصة أثناء النوم.
  • قصر أو خمول في الغدة الدرقية.
  • بعد عمليات القلب قد تحدث مضاعفات ضعف ضربات القلب.
  • بعض التهابات المناعة مثل مرض الذئبة، وأيضاً الحُمى.
  • عيب خلقي بالقلب أو تلف في أنسجته.
  • التدخين والكحوليات وتعاطي المخدرات.
  • التهابات في عضلة القلب، أو مشاكل في الشرايين.
  • خلل واضطراب في نسب الأملاح بالجسم.
  • بعض الأدوية أيضا لها آثار جانبية تؤدي لخفض ضربات القلب، مثل أدوية الحساسية.
  • انخفاض ضغط الدم.

ضربات القلب الغير منتظمة

بين زيادة ضربات القلب، وبطء ضربات القلب، هناك مشكلة لدى الكثير تسمى بعدم انتظام ضربات القلب، وهي حالة تتخبط بين زيادة ضربات القلب وبطئها في بعض الأحيان، أو في رفرفة مفاجئة يشعر بها الفرد في عضلة قلبه، وهي في الغالب تكون ناتجة عن أحد العوامل الآتية على حسب ما تم التوصل إليه من أبحاث الأطباء:

  • مرضى السكر في الغالب هم الأكثر عرضة لمشاكل القلب، وعدم انتظام ضربات القلب.
  • السمنة المفرطة، والخمول والكسل، تؤدي غالباً إلى مشاكل في ضربات القلب وعدم انتظامها.
  • افتقار الجسم لبعض المعادن، مثل الكالسيوم والبوتاسيوم.
  • الإجهاد المزمن الجسدي أو النفسي يؤدي لخلل في توازن ضربات القلب.
  • المنظومة الكهربائية الخاصة بالمخ قد تكون سبب مباشر في اختلال نظام ضربات القلب.

طرق الوقاية من أمراض القلب

ضربات القلب طرق الوقاية من أمراض القلب

الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى، تلك المقولة يؤمن بها تماماً كل من ابتلاه الله بمرض في فترة ما في حياته، لذلك دائما فإن الوقاية خير من العلاج، وللوقاية من مشاكل عضلة القلب والقلب عامة والتحكم في ضربات القلب وانتظامها، هناك بعض العادات الصحية، التي يمكن أن تقييك شر مرض القلب وأوجاعه، وهي:

  • الطعام الصحي، البعد ع الدهون، وتقليل الأملاح والسكريات، والإكثار من الخضروات والفاكهة بأنواعها المختلفة.
  • ممارسة الرياضة بانتظام، ولو كانت حتى رياضة المشي كل يوم لمدة نصف ساعة فحسب.
  • الحفاظ على وزن مثالي، فالنحافة والسمنة كلاهما يرهقان عضلة القلب.
  • التدخين والكحوليات وبالطبع المخدرات، ثلاث أعداء للصحة عامة، والقلب خاصة.
  • السيطرة على أي مشاكل خاصة بضغط الدم أو الكوليسترول والانتظام على الأدوية الخاصة بهم ومتابعتهم بشكل دوري.
  • محاولة السيطرة على الضغوط النفسية والعصبية، وممارسة رياضة التأمل.
  • الكشف الفوري حال ظهور أي عرض أو مشكلة صحية.

ما خلق الله من داء إلا وخلق معه الدواء، فإن كانت مشاكل القلب قضية هامة وخطيرة، سواء مسألة عارضة أو مرض مزمن، فغن من رحمة الله أن أرشدنا إلى الدواء، ليس في العلاجات الكيميائية والتدخلات الجراحية فحسب، بل بالعادات الصحية المناسبة التي ذكرناها، بها نحمي أنفسنا شر المرض، ونستطيع أن نجدد نشاط أعضائنا الحيوية، وننقذ نفسنا من انتكاسات خطيرة، تؤثر على حياتنا كلها، عرفنا معاً كل ما يخص مشاكل ضربات القلب من زيادة أو ضعف، وتعرفنا على أهم الأسباب والأعراض، فيجب أن تعمل الآن بما علمت، وتراقب صحتك، لأن لا شيء يعوضك عنها.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

الكاتب: شيماء سامي

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

خمسة × 5 =